Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كتلة المواهب الباذخة... الفنان بأكثر من وجه

ارتبط الغناء والتلحين بالتمثيل لدى عدد من نجوم العصر الذهبي وحديثاً جمع البعض بين الكتابة والاستعراض والإخراج

سخرت سعاد حسني صوتها الجميل لخدمة أعمالها في التمثيل والاستعراض (أ ف ب)

ملخص

الجمع بين المواهب ليس محصوراً في جيل فني معين، وتاريخياً ارتبط الغناء بالتمثيل عند عدد كبير من نجوم العصر الذهبي

يجمع بعض الفنانين بين مواهب عدة برزوا فيها جميعاً، لكن بعضهم حقق شهرته من خلال موهبة واحدة ركز عليها لأنه يفضلها على مواهبه الأخرى، أو لأن الظروف فرضت عليه الوجود في مجال دون آخر.

والجمع بين المواهب ليس محصوراً في جيل فني معين، وتاريخياً ارتبط الغناء بالتمثيل عند عدد كبير من نجوم العصر الذهبي، وشكلت السينما مدخلاً لهم لتحقيق شهرة عربية واسعة خلدت أسماءهم، وفي مقدمة هؤلاء أم كلثوم ونور الهدى وسعاد محمد وليلى مراد وشادية ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وشريفة فاضل، اللاتي شاركن في عدد من الأفلام إلى جانب كونهن مطربات، بينما لمعت فنانات أخريات في الغناء والتمثيل المسرحي والسينمائي كـفيروز وصباح وشادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، تمكن بعض النجوم من الجمع بين أكثر من موهبتين كـمحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش اللذين خاضا تجارب سينمائية رائدة إلى جانب امتلاكهما موهبتي الغناء والتلحين، وتبقى تجربة عبدالحليم حافظ هي الأبرز كممثل لأنه قدم 16 فيلماً للسينما، بينما شارك محمد فوزي في السينما تمثيلاً وإنتاجاً، إذ شارك في 36 فيلماً وأنتج 11، أما ملحم بركات فجمع بين الغناء والتلحين والتمثيل السينمائي والمسرحي، بينما سخرت سعاد حسني صوتها لخدمة أعمالها التمثيلية والاستعراضية، ومثلها نيللي التي نجحت في التمثيل السينمائي والتلفزيوني وفن الاستعراض من خلال الفوازير.

بين الموهبة والشكل

في وقتنا الحالي، سعى بعض المنتجين إلى الاستفادة من نجومية بعض المطربين لتقديمهم كممثلين في أعمالهم كما في تجربة عاصي الحلاني الذي شارك كممثل في مسلسل واحد إلى جانب كونه مطرباً وملحناً، وتجربة رامي عياش الذي يضم رصيده ثلاثة مسلسلات وفيلماً واحداً، بينما استطاع وليد توفيق أن يفرض نفسه كممثل في بداية مشواره الفني وحقق نجومية عربية كبيرة استغلها لخدمة موهبتي الغناء والتلحين، وينطبق الأمر نفسه على زياد برجي الذي بدأ مشواره الفني كمغنٍ وملحن، لكنه حصد شهرة واسعة من خلال التمثيل الذي أسهم في انتشار اسمه كمطرب لاحقاً، بينما نجح مروان خوري في الجمع بين الغناء والتلحين وكتابة الشعر الغنائي. وفي مصر تعد تجربة تامر حسني الأبرز في الجمع بين المواهب، خصوصاً أنه تألق سينمائياً كممثل إلى جانب كونه مغنياً وملحناً، بينما لم يتمكن عمرو دياب من النجاح في السينما واقتصرت تجربته في هذا المجال على عدد محدود من الأفلام، لكنه تمكن من المحافظة على نجوميته كمغنٍ إلى جانب تلحين 100 أغنية، بينما اشتهر محمد حماقي كمغنٍ، ولحن لعدد من زملائه، ومثله عمرو مصطفى، في حين بدأ رامي صبري كملحن، ثم توجه نحو الغناء.

 

 

خليجياً، تعد تجربة طلال مداح الأبرز في الجمع بين الغناء والتلحين، وأيضاً تجارب محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وعبادي الجوهر وكاظم الساهر، الذي خاض أيضاً تجربة التمثيل، لكنه لم يحبها أو يحقق نفسه فيها. 

وما ينطبق على مجالات التمثيل والغناء والتلحين ينطبق على المجالات الأخرى، فهناك ممثلون يملكون موهبة الإخراج، لكنهم فضلوا الوقوف أمام الشاشة، وليس وراءها، وآخرون يجمعون بين موهبتي التمثيل والكتابة كـمنى أبو طايع وكلوديا مرشليان اللتين بدأتا مشوارهما الفني كممثلتين، ثم اتجهتا إلى الكتابة، أو بين التمثيل والغناء كـطوني عيسى وماغي بوغصن ونادين الراسي، ولكن الغناء ظل مجرد هواية عند بعضهم، بينما قرر آخرون الجمع بين الموهبتين واحترافهما.

فكيف يتحدث بعض الفنانين اللبنانيين عن مواهبهم المتعددة والأسباب التي جعلتهم يتمسكون بموهبة دون الأخرى؟

التمثيل أولاً

باسم مغنية الذي خاض تجارب إخراجية وغنائية عدة إلى جانب كونه ممثلاً، يقول لـ"اندبندنت عربية" إن عدم توفيقه بين الإخراج والتمثيل يعود إلى قرار شخصي منه، موضحاً "أنا من الممثلين الأوائل في لبنان، ولا أريد أن أشتت الناس بالوجود في مجالين، لأنني أعرف قدراتي كمخرج، وأقوم أحياناً بإخراج بعض الإعلانات المهمة في بعض الدول العربية، كما أنني أخرجت في الفترة السابقة عدداً من الكليبات، وفي حال قررت العودة إلى المجال فسأحصر تعاملي مع نجوم الصف الأول وبميزانيات عالية، إذ لا يمكنني أن أخرج إعلانات لشركات مهمة وفي الوقت نفسه كليبات دون المستوى، خصوصاً في ظل الانحطاط الذي جرى في المهنة وكثرة الدخلاء عليها".

ويضيف مغنية "كمخرج لديَّ شروط لا يمكن أن أتنازل عنها أو أن أنصاع لرغبات الناس أو الفنان، ولكن هذا لا يمنع التشاور بيننا، وأرفض إخراج أية أغنية لمجرد الإخراج أو للكسب المادي، بل يجب أن يكون لها هدف إنساني بحيث تترك أثراً عند الناس مثل أعمالي السابقة، كما أنني أخرجت مسلسلين، الأول (آدم وحواء) المؤلف من 300 حلقة، والثاني جمع بين زياد برجي ونادين الراسي بطلب من المنتج مروان حداد، لكنني لا أفكر حالياً بتكرار التجربة، بل لاحقاً عندما أتقدم في السن، وحالياً أنا ممثل فقط".

 

 

وعن تجربته كمغنٍ يوضح "كنت أحلم بأن أصبح مطرباً، لكنني أعرف جيداً أنني لا أملك صوتاً جميلاً، ولا أستحق أن أكون مغنياً، وبما أنني أعشق الغناء والإخراج في الوقت نفسه صورت أغنية خاصة للذكرى، لكنني لم أطرح نفسي كمطرب مع أن تجاربي الغنائية الأربع كانت ناجحة على مستوى الكلمة واللحن، وأي مطرب صف أول يتمناها لنفسه، فضلاً عن أن أغنياتي المصورة هي الأفضل على مستوى الوطن العربي، وهي تشبهني وتشبه صوتي وتليق بمسيرتي الفنية تمثيلاً وإخراجاً".

فيفيان أنطونيوس تجمع بين التمثيل والكتابة، لكن الجمهور يعرفها أكثر كممثلة، خصوصاً أنها لم تخض تجربة الكتابة، إلا أخيراً، ولا يتعدى عدد الأعمال التي كتبتها أصابع اليد الواحدة، لكنها تقول "لم أكتسب موهبة الكاتبة أخيراً، بل درستها عند التحضير لدبلومة في الإخراج والتمثيل، لكنني أحب التمثيل أولاً، وتعليم التمثيل ثانياً في أكاديميتي الخاصة، كما أسست استديو خاصاً طالما حلمت به، وثالثاً أعشق الكتابة، ولكنني لم أدع يوماً أنني كاتبة".

خلف الكاميرا وأمامها

رندلى قديح بدأت حياتها الفنية كممثلة، ثم تفرغت للإخراج، ولم تعد إلى التمثيل أبداً، حول هذا الموضوع تقول "بعد دراستي للإخراج وتنفيذي فيلم التخرج شاركت كممثلة في فيلم قصير لإحدى الزميلات، فأعجب المخرج أنطوان ريمي، الذي كان في لجنة التحكيم، بأدائي، وعرض عليَّ بطولة مسلسل (حكاية أمل)، فوافقت مع أنني لم أكن أفكر بالتمثيل، ونجح العمل كثيراً، حتى إن بعضهم يعرفني كممثلة، لا كمخرجة، وأحببت التجربة وكررتها في (طالبين القرب) مع طوني خليفة، و(رجل من الماضي)، و(كبرياء وندم)، و(وست بيروت)، وكنت أمارس في الوقت نفسه مهنة الإخراج، لكن الناس يعرفون المخرج اسماً وليس شكلاً، وهذا الأمر أسهم في نجاحي كاسم خلف الكاميرا وصورة أمامها".

وتابعت رندلى "لأن التمثيل يحتاج إلى تفرغ ووقت ابتعدت عنه بسبب أسفاري وتركيزي على الإخراج وليس لأنني لا أحبه، بل هو شغفي في الحياة، خصوصاً أنني كنت من أوائل الممثلات اللاتي اشتهرن في لبنان، وأنا مستعدة للعودة إليه مجدداً إذا عرض عليَّ دور يتطلب أداءً وقدرات تمثيلية، أو من خلال مسلسل يحمل توقيعي كمخرجة".

كارلوس عازار طغت شهرته كممثل على شهرته كمغنٍ على رغم احترافه الغناء، فقد شارك في أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، بينما ظلت تجربته الغنائية محدودة مع أنه يعتبر أن الغناء هو الهاجس الذي لا يستطيع التخلص منه، فضلاً عن أنه تخصص في مجال الموسيقى ويشعر بأنه يحيا فقط عندما يكون مع الموسيقيين في الاستديو.

أما وسام الأمير فيركز نشاطه الفني على التلحين مع أنه دخل المجال كمغنٍ، ويشير إلى أنه مطالب دائماً بالعودة إلى الغناء، لكنه لا يستطيع إصدار أغنية بسبب مشكلة الإنتاج وعدم قدرته على توفير الدعم المادي لها في زمن لم يعد هناك قيمة للفنان أو لصوته، على حد قوله.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة