Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تنقيب أثري إسرائيلي فوق جبل عيبال "للاستيلاء عليه"

الموقع يضم مذبحاً كنعانياً وتل أبيب تقول إن هدفها "الحفاظ عليه"

الموقع "عبارة عن مذبح القائد العسكري لبني إسرائيل لدى دخولهم فلسطين يوشع بن نون" (اندبندنت عربية)

ملخص

بعد سنوات على احتلال إسرائيل الضفة الغربية شرع عالم الآثار الإسرائيلي آدم زرتال بالتنقيب في جبل "عيبال"

بعد أكثر من 40 سنة على تنقيب عالم آثار إسرائيلي في موقع أثري على قمة جبل "عيبال"، شرق نابلس، بدأ المستوطنون ووزارة الدفاع الإسرائيلية فحص طبيعية هذه الحفريات، في خطوة تهدف "لإضفاء الطابع اليهودي على الموقع قبل الاستيلاء عليه".

 

مذبح وثني كنعاني

ويتربع الموقع الأثري على جبل "عيبال"، ويقع في "خربة برناط" في قرية عصيرة الشمالية، ويتكون من حجارة ضخمة متراصة على مساحة 37 ألف متر مربع، والموقع عبارة عن مذبح وثني كنعاني قدمت عليه القرابين لآلهة الكنعانيين في الماضي البعيد.

وبعد سنوات على احتلال إسرائيل الضفة الغربية، عام 1967، شرع عالم الآثار الإسرائيلي آدم زرتال بالتنقيب في جبل "عيبال".

يوشع بن نون

وفي اكتشاف رفضه علماء آثار إسرائيليون وفلسطينيون، أشار زرتال إلى أن الموقع "عبارة عن مذبح القائد العسكري لبني إسرائيل لدى دخولهم فلسطين يوشع بن نون".

وخلال الأيام الماضية، بدأت وحدة الآثار في "الإدارة المدنية" التابعة لوزارة الدفاع بنقل الحفريات إلى مستوطنة "شافي شمرون" القريبة من الموقع، وشارك في العملية مستوطنون إسرائيليون وعلماء أميركيون وفق منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي رد على أسئلة "اندبندنت عربية" نفى الناطق باسم المنسق الإسرائيلي تسبب عملية الحفريات ونقل الأتربة والحجارة بأي ضرر على الموقع الأثري، وأوضح أن العملية هي "إجراء عاجل يهدف إلى الحفاظ على الموقع والمكتشفات الأثرية، وقد تم تنفيذه بعد موافقة الجهات المتخصصة"، مشيراً إلى أن ذلك لا "يتطلب رخصة حفر".

"نصنع التاريخ"

وأطلق المستوطنون الإسرائيليون، نهاية الشهر الماضي، حملة "نصنع التاريخ" لنقل الحجارة والأتربة من "خربة برناط" باستخدام معدات ثقيلة، وذلك بعد 40 سنة من تنقيب عالم الآثار الإسرائيلي في الموقع.

ويأتي التنقيب بالتعاون بين جمعية "أبحاث التوراة" ومعهد أبحاث إنجيلي أميركي يسعى لإثبات الوجود اليهودي في فلسطين.

وتتزامن هذه الخطوة مع تنظيم المستوطنين مسيرة ليلية قبل أيام بطول ثلاثة كيلومترات من "خربة برناط" إلى "مقام الشيخ شعلة" في قرية الناقورة شمال نابلس.

بؤرة استيطانية

وكان المستوطنون قد حاولوا خلال السنوات الماضية إقامة بؤرة استيطانية جديدة فوق جبل "عيبال" قرب الموقع الأثري، لكن الفلسطينيين أفشلوا ذلك، بحسب المسؤول في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية غسان دغلس.

وبحماية الجيش الإسرائيلي اقتحم عشرات المستوطنين قبل أشهر "خربة برناط" لإقامة احتفالات لمناسبة "عيد الفصح" اليهودي، لكن وزارة السياحة والآثار الفلسطينية رفضت حملة التنقيب الإسرائيلية لأنها تأتي ضمن "أهداف استيطانية وأجندات توراتية بهدف سلب الأراضي الفلسطينية وتزوير الحقائق الموجودة على الأرض وطمسها وتدميرها".

وأشار مدير المواقع الأثرية في شمال الضفة الغربية بوزارة السياحة والآثار الفلسطينية درغام فارس إلى أن التنقيب الإسرائيلي "يمثل تعدياً على التراث الفلسطيني ومخالفة للاتفاقيات الدولية في شأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير شرعية". وأضاف فارس أن إسرائيل تعمل على "توظيف الروايات الدينية لتغطية الأطماع الاستيطانية في الضفة الغربية". وأوضح أن الموقع "يعود إلى ما قبل تبلور الديانة اليهودية في القرن السابع قبل الميلاد، وكان مذبحاً كنعانياً وثنياً"، مشيراً إلى أن ذلك يأتي بشهادة خبراء آثار إسرائيليين وفلسطينيين. وتابع أن "الشعب الفلسطيني موجود منذ العصور الحجرية، وقد تطور مفهوم الآلهة عنده، فاعتنق اليهودية فالمسيحية ثم الإسلامية"، و"الديانة اليهودية انتشرت من دون روابط عرقية". وتابع فارس، "فهي وصلت مملكة حمير جنوب الجزيرة العربية، ومملكة الخزر في آسيا الوسطى"، مشدداً على أن "إسرائيل لديها أطماع في الضفة الغربية كلها، والموضوع ليس له علاقة بالتاريخ أو الدين، وهي تستخدم الذرائع الدينية في سبيل ذلك".

إلا أن الكاهن في الطائفة السامرية اليهودية استبعد تماماً وجود "مذبح لبني إسرائيل على جبل عيبال، لأنه، بحسب التوراة، يسمى جبل (اللعنة)، فكيف من الممكن أن يكون هناك مذبح على جبل اللعنة".

ويقابل جبل "عيبال" جبل "جرزيم" المسمى في التوراة "جبل البركة" وتعيش فوقه أصغر طائفة في العالم، وهم السامريون.

المزيد من الشرق الأوسط