إخراج المرتزقة أبرز مقررات مجموعة العمل الأمنية في بنغازي

احتضنت مدينة بنغازي شرق ليبيا اليوم الثلاثاء أعمال اجتماع "مجموعة العمل الأمنية" المنبثقة عن مسار برلين مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، (خمسة أعضاء من القطب العسكري الشرقي وخمسة أعضاء من القطب العسكري الغربي)، بحضور رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي وعدد من السفراء الأجانب في ليبيا. 

إخراج المرتزقة 

وشهد الاجتماع دعوة عضو اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" عن المنطقة الغربية اللواء مختار النقاصة جميع الدول المشاركة في عملية برلين من أجل الضغط لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وقال إن "الأجسام السياسية التي تطالب إعلامياً بالانتخابات هي في الواقع ضد الانتخابات" منوهاً أنه "لا توجد معطيات لإجراء الانتخابات في المدة القريبة"، ومؤكداً أن "هناك بعض النقاط التي تعمل اللجنة العسكرية على إنجازها منذ وقف إطلاق النار ولكن لم يتم أي إنجاز".

من جهته أبرز الفريق امراجع العمامي رئيس "لجنة 5+5" عن القيادة العامة بالشرق الليبي أن" الجيش الوطني حريص على أمن ليبيا واستقرارها، وهو من حرّر مدينة بنغازي التي كانت تعج بآلاف الإرهابيين".

تسوية شاملة

وجاءت كلمة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي خلال اجتماع مجموعة العمل الأمنية الدولية، مؤكدة الاستمرار نحو التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار باعتبار أن ليبيا بحاجة إلى حل سياسي شامل بتوافق جميع القادة الليبيين. 

وفي المقابل ربط المبعوث الأممي إجراء الانتخابات ومعالجة القضايا المتعلقة بالتشكيلات المسلحة بـ "ضرورة الوصول أولاً إلى بيئة آمنة"، مشدداً على أن "التقدم المستمر نحو وقف اتفاق وقف إطلاق النار يتطلب تنسيق الإجراءات الوطنية والدولية".

ولم يخف باثيلي تأثير أزمة السودان في التقدم في مسألة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وحث "الجهات المعنية الرئيسة والمؤسسات الليبية على التوصل إلى تسوية شاملة للقضايا السياسية المتنازع عليها"، واصفاً جهود مجلسي النواب والدولة "بالخطوة المهمة"، مؤكداً أنه "يتم النظر حالياً في نتائج اجتماع لجنة 6+6".

دعم دولي

من جهته وفي سياق متصل وصف السفير الإيطالي لدى ليبيا جيانلوكا ألبيريني عقد اجتماعات لمجموعة العمل الأمنية على الأراضي الليبية بـ "الإنجاز المهم "، مشيداً بـ "دور وجهود باتيلي في جميع المسارات لحل الأزمة الليبية"، موضحاً أن "ضمان بيئة آمنة ومستقرة شرط ضروري لتقدم العملية السياسية وخلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات حرة وشاملة"، ونوّه أن "الشعب الليبي بدأ في جني فوائد الاستقرار والازدهار والمصالحة المستدامة".

وأكد ألبيريني أن بلاده ستواصل تقديم الدعم إلى ليبيا جنباً إلى جنب مع جميع الأعضاء الآخرين في عملية برلين، فأمن ليبيا واستقرارها عنصر أساس للسلام والاستقرار في المنطقة بأسرها وما هو أبعد من ذلك.

إلى ذلك شددت السفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هورندال على أهمية الجهود المشتركة لتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية قائلة "ندعم الجهود الرامية إلى خلق بيئة آمنة ومواتية لإجراء انتخابات شاملة".

 باتيلي وحفتر

وسبق اجتماع مجموعة العمل الأمنية الدولية لقاء باتيلي قائد القوات المسلحة بالشرق الليبي خليفة حفتر في مقر القيادة العامة بمدينة بنغازي بحضور كل من رئيس الحكومة المعينة من البرلمان أسامة حماد وعدد من سفراء الدول الأجنبية في ليبيا، على غرار السفيرة البريطانية والسفيرين الفرنسي والإيطالي، وفق بيان القيادة العامة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك".

صورة تذكارية عقب الاجتماع (مواقع التواصل)

وفيما لم يوضح بيان القيادة العامة تفاصيل النقاط التي تم التطرق إليها خلال الاجتماع، أكد المبعوث الأممي لدى ليبيا عبر " تويتر" أنه "أجرى نقاشات مثمرة مع المشير حفتر حول الوضع السياسي الراهن"، مضيفاً "اتفقنا على ضرورة معالجة القضايا الخلافية في مشروعي قانوني الانتخابات، وأكدنا أهمية مشاركة وقبول جميع المؤسسات الليبية ذات الصلة والأطراف الرئيسة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تمهد لإجراء انتخابات ناجحة وشاملة تلبي تطلعات الشعب الليبي".

خريطة طريق جديدة 

وقال المتحدث باسم مجلس النواب عبدالله بليحق "إن رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح ناقش مع المبعوث الأممي عبدالله باتيلي خريطة الطريق للمرحلة المقبلة ومخرجات لجنة إعداد القوانين الانتخابية 6+6، وتشكيل حكومة موحدة في أنحاء البلاد كافة" خلال لقاء جمعهما في مقر إقامة عقيلة صالح في مدينة بنغازي وتناول التطورات السياسية في ليبيا.

وأكد صالح خلال لقائه باتيلي على "مضي مجلس النواب قدماً في إنجاز خريطة طريق جديدة للمرحلة المقبلة، والنظر في مخرجات لجنة 6+6 من أجل الوصول إلى توافق حول القوانين الانتخابية بهدف الوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب فرصة".

وسبق واستضافت العاصمة السياسية طرابلس الاجتماع الأول لمجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن لجنة المتابعة الدولية لعملية برلين، بحضور أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" وعدد من أعضاء البعثة الأممية في ليبيا في الـ 24 من مايو (أيار) الماضي، وتضم مجموعة العمل الأمنية كلاً من فرنسا وبريطانيا وتركيا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي.