ملخص
توصلت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يبدأون في تناول الأدوية بعد ظهور العلامات الأولى لمرض التصلب العصبي المتعدد قد يكونون أقل عرضة للإصابة بإعاقة في وقت لاحق
توصلت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يبدأون في تناول الأدوية بعد ظهور العلامات الأولى لمرض التصلب العصبي المتعدد (MS) قد يكونون أقل عرضة للإصابة بإعاقة في وقت لاحق.
أعراض هذا المرض قد تشمل التعب أو فقدان الحس أو الإحساس بالوخز أو ضعف العضلات أو مشكلات في التوازن.
ووفقاً للدراسة، هناك ارتباط بين بدء العلاج في غضون ستة أشهر من ظهور الأعراض وانخفاض خطر الإصابة بإعاقة بمرور الوقت.
ويرى الباحثون أن النتائج تدعم فعالية العلاج المبكر للمرض.
"خلصت دراستنا إلى أن بدء العلاج في غضون ستة أشهر بعد ظهور الأعراض الأولى مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بإعاقة بمرور الوقت"
ألفارو كوبو كالفو، جامعة برشلونة المستقلة
ويهاجم جهاز المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون هذا المرض مادة المايلين، وهي المادة الدهنية البيضاء التي تعزل الأعصاب وتحميها.
وتقدر جمعية التصلب العصبي المتعدد أن هناك أكثر من 130 ألف شخص مصاب بالمرض في المملكة المتحدة، وأن ما يقرب من سبعة آلاف شخص يتم تشخيصهم كل عام.
وقال مؤلف الدراسة ألفارو كوبو كالفو، من مركز "التصلب العصبي المتعدد في كتالونيا" وجامعة برشلونة المستقلة في إسبانيا: "عندما يتعلق الأمر بعلاج التصلب العصبي المتعدد، يكون [العلاج] أفضل في وقت مبكر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب المؤلف: "وجدت الدراسة أن بدء العلاج في غضون ستة أشهر بعد ظهور الأعراض الأولى يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بإعاقة مع مرور الوقت".
وأضاف "إجمالاً، تدعم نتائجنا متانة وفعالية العلاج المبكر لوقف تطور الإعاقة على المدى الطويل، وتأكيد ضرورة التشخيص المبكر والعلاج".
في الدراسة، راقب العلماء 580 شخصاً ظهرت عليهم النوبة الأولى من الأعراض، والذين تلقوا دواءً واحداً في الأقل لعلاج المرض.
تم تقسيم المجموعة إلى ثلاثة أقسام - 194 شخصاً تلقوا علاجهم الأول بأدوية مخصصة لمرض التصلب العصبي المتعدد في غضون ستة أشهر من أول ظهور للأعراض، و192 شخصاً تلقوا العلاج الأول بين ستة أشهر و16 شهراً، و194 شخصاً تلقوا العلاج الأول بعد أكثر من 16 شهراً.
روقبت مستويات العجز وفحوصات الدماغ لمدة 11 عاماً، بشكل وسطي، بحثاً عن تلف في الدماغ والحبل الشوكي بسبب المرض.
وتراوحت درجات العجز بين صفر و10، إذ تشير الدرجات الأعلى إلى مزيد من العجز.
وخلصت النتائج إلى أن خطر الوصول إلى درجة العجز الثالثة [على مقياس درجات العجز] لدى المجموعة التي تلقت العلاج الأول في غضون ستة أشهر من ظهور الأعراض أقل بنسبة 45 في المئة مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج بعد مرور أكثر من 16 شهراً.
وتشير هذه النتيجة إلى أنه لا يزال بإمكان الأشخاص المشي من دون مساعدة، ولكن لديهم عجز وسطي في واحد من ثمانية مجالات، مثل الوظيفة الحركية أو مهارات الرؤية أو التفكير، أو عجز خفيف في ثلاثة أو أربعة مجالات.
وصل 42 شخصاً في المجموعة العلاجية الأولى، أو 23 في المئة، إلى الدرجة الثالثة، مقارنة بـ75 شخصاً، أو 43 في المئة، في مجموعة العلاج الأخيرة.
إضافة إلى ذلك، كان انتقال المرضى في مجموعة العلاج الأولى إلى المرحلة الثانية من المرض أقل بنسبة 60 في المئة، والتي تسمى التصلب العصبي المتعدد المترقي (التقدمي) الثانوي، من الأشخاص في مجموعة العلاج الأخيرة. حيث يزداد العجز سوءاً في تلك المرحلة.
هذا وقد وجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة علم الأعصاب Neurology، أن 14 شخصاً في المجموعة العلاجية الأولى، أو سبعة في المئة، تم تشخيص إصابتهم بمرض التصلب العصبي المتعدد التقدمي الثانوي مقارنة بـ43 شخصاً في المجموعة العلاجية الأخيرة، أو 23 في المئة.
وكذلك خلص البحث إلى أن احتمال بقاء مستوى المرض مستقراً لدى الأشخاص الذين تلقوا العلاج المبكر بعد عام واحد من علاجهم الأولي هو أعلى بنسبة 50 في المئة مقارنة بالأشخاص في المجموعة العلاجية الأخيرة.
ووجدت الدراسة أيضاً، بحسب نتائج اختبارات ذاتية، أن الأشخاص من المجموعة العلاجية الأولى لديهم معدل أقل في التقدم في العجز وفي [الإصابة] بالعجز الشديد مقارنة بأولئك في المجموعة العلاجية الأخيرة.
ومع ذلك، أوضح الباحثون أن دراستهم شملت فقط المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و50 عند ظهور الأعراض الأولى للمرض، لذلك لا يمكن تطبيق النتائج على المرضى الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، أو [المصابون بمرض] التصلب العصبي المتعدد المتأخر.