Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما حقيقة الصراع القبلي الدموي الذي تحاول نيودلهي إخفاءه عن العالم؟

اجتاح العنف العرقي ولاية مانيبور خلال الشهرين الماضيين مع حجب الإنترنت وقد أعدت ناميتا سينغ تقريراً من الولاية التي أصبحت على شفا حرب أهلية

أفراد مسلحون من مجموعة "ميتي" القبلية يراقبون من مواقع احتمائهم مراكز مجموعة "كوكي" القبلية المنافسة (أ ب)

ملخص

تشهد ولاية مانيبور الهندية اشتباكات عرقية مرعبة، ويحاول تقرير ناميتا سينغ تسليط الأضواء على الأوضاع المأسوية وما الذي دفع مجموعتي "الكوكي" و"الميتي" إلى هذا التناحر

كنا في الطريق إلى إمفال عاصمة ولاية مانيبور الهندية عندما ظهرت مجموعة كبيرة من الرجال المسلحين بالأنابيب والطوب ومضت لتغلق الطريق في وجهنا، ولم يسمح المحتشدون لنا بالمرور حتى يقتنعوا بأننا لسنا من أعدائهم، أي في هذه الحال لسنا من مجموعة "كوكي" Kuki القبلية التي كانت تعيش في الغالب في وئام إلى جانب غالبية من شعب "ميتي" Meitei لعقود من الزمن حتى حصل الانفجار المفاجئ للعنف العرقي هنا قبل شهرين ونصف الشهر.

وفي غضون أيام انقسمت الولاية الواقعة في طرف الهند الشمالي الشرقي على بعد أكثر من 1500 ميل (2414 كيلومتراً) من دلهي وحوالى 70 ميلاً (112 كيلومتراً) فقط من الحدود مع ميانمار إلى مناطق يسيطر على كل منها أحد الطرفين. يحمل الرجال من كل مجموعة السلاح لتشكيل ميليشيات خاصة وإقامة نقاط تفتيش على طول الطرق الرئيسة مدعومة بالخنادق والمخابئ والدوريات المسلحة، وقد لقي 142 شخصاً في الأقل حتفهم حتى الآن بسبب القتال طبقاً للأرقام الرسمية. ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وشكلت الحرائق خلفية الصورة إذ أضرمت النار في المنازل وأماكن العبادة، وكان من الصعب التحقق من الحجم الحقيقي للأهوال التي تجري، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الحكومة الهندية فرضت قيوداً على سفر وسائل الإعلام الأجنبية إلى المنطقة، وجزئياً بسبب انقطاع الإنترنت مما أدى إلى كبح حركة تدفق المعلومات في الولاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونشرت الحكومة نحو 10 آلاف جندي إضافي من الجيش الهندي ومن قوات "بنادق آسام" شبه العسكرية وذلك في محاولة لاستعادة النظام، إلا أنهم لم يتمكنوا من منع نزوح أكثر من 40 ألف شخص يعيشون الآن في نحو 350 مخيماً للإغاثة. وتشمل بعض الفظائع التي سمعت "اندبندنت" أنها حصلت في سياق أعمال العنف على ما يلي:

 حرق بعض المقاتلين وحال قطع رأس واحدة في الأقل.

 إعراب عائلات عن اعتقادها أن أبنائها تعرضوا للتعذيب حتى الموت ولم يلقوا مصرعهم أثناء المعارك.

 قيام القرى بتخزين الأسلحة لحماية المنازل من هجمات محتملة.

ويفسر عدم وجود الإنترنت السبب الذي أدى الى مرور أكثر من شهرين قبل أن يعرض مقطع فيديو مروع لامرأتين من "الكوكي" [وقد أجبرتا] على السير عاريتين في الشوارع، ولإثارة الغضب على الصعيد الوطني من مختلف ألوان الطيف السياسي مما حمل رئيس الوزراء ناريندرا مودي على الخروج عن صمته في شأن الأزمة التي تتكشف فصولها في ولاية يسيطر عليها حزبه بهاراتيا جاناتا (بي جي بي)، قبل أقل من عام من الانتخابات العامة المتوقعة.

وقد فرضت أحزاب المعارضة الآن إجراء تصويت في البرلمان حول حجب الثقة، لكن حزب "بهاراتيا جاناتا" يتمتع بغالبية واضحة في البرلمان، لذا فسيفشل المشروع بيد أن الهدف هو ضمان إجراء نقاش حول العنف في مانيبور.

وكانت الاشتباكات بدأت أول الأمر بعد أن احتج أفراد عدد من قبائل التلال، بما في ذلك أفراد قبيلة "كوكي" الذين يتمتعون بوضعية الحماية كأقليات، على خطط لمنح هذه الوضعية إلى مجموعة "ميتي" الذي يشكل أعضاؤها 53 في المئة من سكان مانيبور، وكان إعطاء مجموعة "ميتي" الوضعية ذاتها من شأنه أن يوفر لها فرصة الوصول إلى المزايا ذاتها التي تتمتع بها قبائل الأقليات والحصول على الحصص نفسها في الوظائف الحكومية والتعليم.

وأدت تظاهرات أبناء "الكوكي" إلى حصول اشتباكات في قرية تشوراتشاندبور التي تقع على بعد 40 ميلاً (63 كيلومتراً) من إمفال، وذلك أوائل مايو (أيار) قبل أن تنتشر في أنحاء الولاية كافة ضمن موجة عنف صدمت البلاد.

وطلب هاوبيجام سومينكومار، (24 سنة) من مجموعة "ميتي"، إذناً من والدته للذهاب إلى خط المواجهة الذي تشكل حديثاً من أجل محاربة أبناء "الكوكي"، واتخذ قرار الذهاب بعد سماعه أن منزل شقيقته كان في واحدة من أكثر القرى تضرراً جراء العنف.

وتقول والدته هاوبيجام أومبي إيشاتومبي (42 سنة) إنه جاء إليها قائلاً "أفراد كوكي يهاجمون القرية وأريد أن أذهب" فقامت بمباركته.

وأوضحت لـ "اندبندنت"، "في النهاية على أحدهم أن يحمي الوطن الأم".

وكانت تلك آخر مرة رأته فيها حياً، فقد سافر سومينكومار إلى قرية خامنلوك حيث قتل في الـ 13 من يونيو (حزيران) مع تسعة آخرين من أبناء "ميتي" في أعقاب معركة بالأسلحة النارية مع بعض مقاتلي "كوكي".

ويتذكر شقيقه الأصغر هاوبيغام سوراجكومار تلك الليلة قائلاً "لقد طلب منا أن نأتيه بإمدادات إضافية مثل الطعام والماء لأنها كانت تنفد من عندهم، وذهبت أنا ووالدتي معاً لتوصيل الإمدادات وإعادته لأننا كنا قلقين في حين أخذ القصف هناك يزداد حدة".

وأضاف، "لكن عندما وصلنا إلى هناك لم نتمكن من الاتصال به عبر الهاتف، فقد كانت هناك هجمات بالقنابل على حدود القرية بينما كنا ننتظر على الجانب الآخر، وسرعان ما نقلت أول ضحية أصيبت بسيارة الإسعاف".

وتذكر الأسرة أنها بحثت عن سومينكومار من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة الثالثة صباحاً تقريباً، ويقول سوراجكومار "راجعت المشرحة واتصلت بالمستشفى لكن لم يستطع أحد تأكيد ما إذا كان حياً أو ميتاً".

انتظرت والدتهما داخل خامنلوك على أمل أن تكون هناك عندما يعود سومينكومار، وتقول أومبي إيتشاتومبي "فجأة جاءت مكالمة هاتفية من رقم ابني وعندما أجبت سألني شخص ما على الطرف الآخر: هل هذا هاتف ابنك؟"

صدمت وسألت عن مكان وجود ابنها الأكبر، وتتذكر أومبي إيشاتومبي وهي تمسح دموعها "رد مقاتل "الكوكي" قائلاً لقد أرسلناه إلى فوق [إلى الله]"، فتوسلت إليهم ألا يقتلونه لكنهم قالوا "لا لا لا لقد فعلنا ذلك [سلفاً]" على حد تعبير والدته التي أضافت معربة عن اعتقادها بأنه لم يمت متأثرا برصاصة ولكن من التعذيب.

ولم تكن أومبي إيتشاتومبي الوحيدة التي تلقت مكالمة من قتلة سومينكومار في تلك الليلة، فقد جاءت مكالمة مماثلة لزوجته التي بقيت في إمفال.

وأشارت إلى أنهم "سألوني إذا كنت الزوجة أم الأم، فردت المرأة 25 عاماً أنا زوجته"، كما ذكرت وهي تحمل ابنهما البالغ من العمر خمس سنوات في حجرها. وأضافت، "عندما بدأت أتوسل إليهم لتجنيبه قالوا: لا تقلقي نحن هنا للاعتناء بك".

ودعت أحزاب المعارضة الحكومة إلى إعادة السلام إلى مانيبور قبل أن تنقسم الولاية انقساماً لا رجعة عنه، إذ طالب بعض قادة "الكوكي" بإقامة دولة منفصلة لإيواء شعبهم بأمان، مشيرين إلى أن أفراد "الكوكي" أُجبروا على الخروج من وادي إمفال، فيما راح أفراد الـ "ميتي" يحرقون مستعمراتهم ومستوطناتهم وكنائسهم.

وزار وزير الداخلية وأحد أقرب مساعدي مودي الموثوقين أميت شاه مانيبور أواخر مايو لمتابعة الوضع الأمني هناك، لكنه لم يعد مرة أخرى منذ ذلك الحين، ووسط انتقادات بأن الهند تحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث حجب الوصول إلى الإنترنت أعيدت الاتصالات عبر نظام النطاق العريض هذا الأسبوع، إلا أن النت عبر الهاتف المحمول لا يزال مقطوعاً.

وحتى السفر إلى مسافات قصيرة في مانيبور بات يعتبر تحدياً الآن مع تقاسم السيطرة على القرى والبلدات بين المجموعتين، واحتفاظ كل جانب بحدوده الخاصة مفصولة بمناطق عازلة.

وفي الطرق التي تصل التلال ووادي إمفال تنتشر بكثافة حواجز منتظمة ونقاط تفتيش تابعة للميليشيات المسلحة على كلا الطرفين، إضافة إلى ما تديره منها قوات الأمن وشرطة الولاية التي تكافح لاحتواء الوضع.

هناك كثير من الحواجز المبنية من الأسلاك الشائكة والأنابيب الكبيرة [المستخدمة في] الإنشاءات وأكوام من كتل الطين المتراصة في الطريق التي تمر من إمفال التي يسيطر عليها الـ "ميتي" عبر بيشنوبور ثم إلى تشوراتشاندبور التي يشكل "الكوكي" غالبية سكانها، وهي تقع على بعد 63 كيلومتراً فقط من العاصمة. وعلى طرفي الطريق توزع كثير من المركبات المتفحمة والأنقاض وبقايا المنازل المحترقة مما يذكر بمدى سرعة انتشار هذا الصراع واتساع رقعته.

ويقف القرويون المسلحون بالبواريد والبنادق ذات الماسورة المزدوجة على أهبة الاستعداد عند ما يسمى بحدود بلدة تشوراتشاندبور حيث بدأت الأزمة، وهم يشاهدون كل مركبة تقترب من خلف ملاجئهم التي تحصنها الأكياس الرملية.

ويطلب المدنيون المناوبون الوثائق للتحقق منها، ويطرحون الأسئلة حول هوية وخلفية كل زائر، وكذلك الغرض من زيارته قبل السماح له بدخول أراضيهم. وفي حين لا توجه تهديدات للغرباء عموماً، لا يمكن لأفراد مجموعة "الكوكي" أو "الميتي" العبور إلى منطقة يسيطر عليها الجانب الآخر، ويعرفون أنهم يجازفون بحياتهم إذا حاولوا أن يفعلوا ذلك.

وحتى القوات المسلحة لا تستطيع التحرك بحرية في المنطقة، فقد بدأت الحادثة التي انتهت بشل حركتنا في طريق العودة لإمفال باحتجاز شاحنة تابعة للجيش الهندي من قبل مجموعة ضمت آلاف "الميتي" في نامبول في بيشنوبور بعد أن اكتشف السكان المحليون وجود امرأتين بملابس مموهة داخل الشاحنة.

ويعتقد أبناء "الميتي" أن الجيش كان يحاول توفير ممر آمن لامرأتين من جماعة "الكوكي" عبر أراضيهم، وأدت الحادثة إلى مواجهة استمرت على مدى ساعات مع تزايد عدد المتظاهرين الغاضبين، وفي النهاية استدعى الجيش تعزيزات واستخدم الغاز المسيل للدموع لتأمين خروج الشاحنة.

إل بريو كومار سينغ كان أحد رجال "الميتي" الذين تجمعوا في ذلك المكان وأغلقوا الطريق الذي يربط مباشرة بين إمفال وتشوراتشاندبور، قال متسائلاً "الجيش ألبس [اثنتين من] نساء "الكوكي" لباساً كاملاً مموهاً، وكان ينقلهما للحفاظ على سلامتهما، ولكن لماذا ألبسهما ملابس مموهة؟"

وأضاف، "ما هو السبب الرئيس؟ نريد معرفة من هما، وعندما طلبنا منهما إبراز بطاقتي هويتهما لم تستطيعا ذلك".

وتواصلت "اندبندنت" مع شرطة إمفال في أعقاب الحادثة للسؤال عما إذا كانت ستتخذ إجراءات ضد أي شخص يشتبه في أنه يمنع أفراد قوات الأمن من أداء واجبها، وقيل لنا إنه صدرت تعليمات لمسؤولي الشرطة بعدم مناقشة حوادث معينة مع وسائل الإعلام، وأكد مسؤول كبير رافضاً الإدلاء بأية معلومات أخرى، "نحن نتعامل مع الشكاوى في كل هذه الحوادث".

إن انعدام الثقة في قوات الأمن للحفاظ على السلام هو ما دفع سومينكومار جزئياً للتوجه إلى خامنلوك، كما تدعي عائلته، وهو أحد الأسباب التي جعلت المدنيين من الطرفين يقولون إنهم يحملون السلاح من أجل حماية أنفسهم.

ديفيد ثيك مثله مثل سومينكومار ذهب إلى بلدته لانغزا التي يسيطر عليها أبناء "الكوكي" لحماية الحدود، وسط تقارير عن هجمات لإضرام الحرائق [فيها] من قبل أفراد "الميتي".

في ليلة الأول من يوليو (تموز) الجاري تلقى ثيك وعدد آخر من أفراد "الكوكي" الذين كانوا معه رسالة تفيد بأن مجموعة كبيرة من "الميتي" قادمون، ويقول شقيقه إبراهام ثيك (31 سنة)، "كان ديفيد عالقاً هناك في تلك الليلة ولم يستطع الهرب". وقرر ديفيد البقاء حيث هو والمغادرة في الصباح خوفاً من خطر التعرض إلى نيران صديقة إذا حاول الخروج من القرية خلال الليل، وهو قرار كلفه حياته.

تلقت الأسرة آخر مكالمة منه في الساعة 4:47 صباحاً عندما أبلغهم بهجوم أفراد "الميتي" الوشيك، وبعد ذلك لم يتمكن أبراهام من الوصول إليه كما أخبر "اندبندنت".

وفي صباح اليوم التالي تلقى أبراهام مكالمات من جيرانه زعموا أنهم شاهدوا عملية قطع رأس ديفيد، وفي وقت لاحق تمت مشاركة مقطع فيديو يظهر قطع رأس [ديفيد] مع أبراهام فتأكدت أسوأ مخاوفه، وأوضح "لا أحد يعرف كيف قبض عليه، فقد اتصل بنا جيراني في القرية وقالوا لنا إنه ديفيد".

ذهبت الأسرة إلى القرية لاستعادة جثته لكن كان كل ما وجدوه عندما وصلوا إلى هناك هو بقايا جثته المتفحمة، ولفت أبراهام إلى أنهم "أحرقوا الجسد والرأس، وكل ما تبقى كان عظامه المحترقة، ولم أظن أبداً أن شيئاً كهذا سيحدث على الإطلاق، ربما كان الأمر سيكون مقبولاً لو أنهم قتلوه فقط بإطلاق النار عليه لكنه تعرض للتعذيب، وأشعر بالأسى العميق حقاً ولا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك".

ومع انتشار تقارير عن مثل هذا العنف الوحشي بدأ الشباب من كلا المجموعتين في البحث عن سبل التدريب على استخدام الأسلحة النارية لمقاومة الهجمات بشكل أفضل.

وفي كادانغباند التي تبعد 18 كيلومتراً من إمفال مباشرة عند النقطة التي تبدأ فيها التلال، يقوم الشرطي المتقاعد إن نوبي سينغ (52 سنة) بتعبئة وتدريب شباب القرية داعياً المجندين إلى حماية أراضي قريتهم سنغادا.

ويشير إلى أن لديه 96 رجلاً من 165 أسرة في القرية يتدربون تحت قيادته ويتناوبون كل يوم على ثلاث دفعات، الفاصل بين كل منها 20 دقيقة.

ويقول لـ "اندبندنت"، "أعلمهم كيفية التعامل مع السلاح ومتى وكيف يطلقون النار عندما يرون العدو في الجانب الآخر، والموقف الذي ينبغي عليهم اتخاذه لتجنب وقوع إصابات"، مضيفاً "كان عليّ أن أعلمهم أنه لا ينبغي على الجميع إطلاق النار على هدف واحد، أو عدم إطلاق النار من دون توقف عندما لا يرد الجانب الآخر، لأن ذلك سيؤدي إلى إهدار الذخيرة".

ويذكر سينغ أن "المسافة بيننا وبين قريتهم [الكوكي] لا تزيد على 30 قدماً. إنها إحدى [القرى] الأقرب ويحدث إطلاق النار في أي وقت خلال النهار والليل".

ويزيد مبيناً أن الرجال في القرية يتناوبون [على الحضور] في الملجأ للسيطرة على المنطقة، ويتابع "لقد قسمنا الواجبات بحسب الفئة العمرية، لذا فإن أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 سنة موجودون على خط المواجهة، وهؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و55 سنة يتولون مهمات الدوريات".

وفي معرض مشاركته التفاصيل حول مصدر الأسلحة، أشار إلى أن البنادق التي يستخدمها السكان المحليون كلها مرخصة وأنهم كانوا يبحثون عنها خلال الأعوام الستة الماضية، وأوضح "نحن نحتاجها للدفاع عن النفس وقمنا بشرائها من خلال لجنة، إذ يسهم جميع الأشخاص المعنيين بالحصول على سلاح بحوالى 500 روبية (4.70 جنيه استرليني) إلى 800 روبية على أساس شهري".

غير أن العسكري السابق يعرب عن أسفه بسبب نوعية الأسلحة ونقص الذخيرة، ويشرح "نحن مزارعون في المقام الأول، ولذلك ليس لدى كل شخص مصدر دخل ثابت، وهذا يجعلنا نعتمد على إسهام أولئك الذين يتلقون رواتب تقاعدية ولديهم وظائف بدوام كامل، لأن الزراعة وغيرها من الأعمال التجارية متوقفة بسبب الصراع".

ووفرت مانيبور في ظل رئيس حكومة الولاية إن بيرين سينغ أكبر عدد من التراخيص خلال الأعوام السبعة الماضية مقارنة بالولايات الأخرى، وفي حين كان لدى الولاية 26836 رخصة سلاح في ديسمبر (كانون الأول) 2016، فإن العدد ارتفع بنحو 8 آلاف ليصل الإجمالي إلى 35117 رخصة سلاح منذ وصول إن بيرين سينغ إلى سلطة الولاية في مارس (آذار) 2017، طبقاً لما ذكرته صحيفة "ذا واير".

وفي الوقت الذي يُزعم فيه بأن الأسلحة الموجودة في كادانغباند جرى شراؤها من خلال تمويل جماعي عام، فقد نهبت في وقت باكر من يوم الـ 28 مايو الماضي أكثر من 3 آلاف قطعة سلاح من مستودعات أسلحة الشرطة في إمفال، مما دفع رئيس وزراء الولاية إلى مناشدة الأفراد تسليم أسلحتهم.

وقال رئيس وزراء الولاية الذي ينتمي إلى حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي في بيان له في يونيو الماضي، "أناشد أبناء "الميتي" المسلحين عدم مهاجمة أي شيء والحفاظ على السلام والوئام حتى نتمكن من العيش حياة طبيعية في ولاية مانيبور".

وطبقاً لـ "إيست موجو" East Mojo [وهي منصة رقمية إخبارية محلية] فإن ذلك [السلاح الذي نهب] يشمل مدافع رشاشة متوسطة وبنادق هجومية من طراز كلاشينكوف وبنادق قربينة ومدافع رشاشة خفيفة من نوع "إنساس" وبنادق إنساس، علاوة على بنادق من طرازي "أم-16" M-16 و "أم بي-5" MP-5، وقيل إن حوالى 4537 قطعة سلاح وآلاف طلقات الذخيرة سرقت.

وتقع مخابئ خط المواجهة في كادانغباند على بعد أقل من 500 متر من مخابئ القوات المسلحة الهندية، ورأت "اندبندنت" ما لا يقل عن ثلاثة ملاجئ محصنة بأكياس رمل تتصل ببعضها بعضاً بواسطة خندق عمقه خمسة أقدام (1.5 متر)، يجري استخدامه لاتخاذ الرجال التابعين لسينغ مواقعهم [قبالة العدو] كما يشرح هو.

ويقول، "مثلما ترى نحن في وضع غير موات نسبياً لأن القصف يأتي من ارتفاع أعلى"، ويضيف أن إطلاق النار يمكن أن يأتي من اتجاهات مختلفة، وأن الرجال المتحصنين في الملجأ يحتاجون أحياناً إلى دعم.

ويشير سانديب سينغ (47 سنة) المناوب في الملجأ إلى أنه قد تعلم إطلاق النار من البندقية قبل شهر واحد فقط، مردفاً "لم أطلق النار من البندقية حتى الآن وأخاف في بعض الأحيان، خصوصاً عندما يقوم المسلحون بالتحرك في الجانب الآخر" على حد تعبيره، في إشارة إلى "الكوكي".

ولدى سؤاله عما إذا كان يخشى فكرة إطلاق النار أجاب: "هذه أرضي وهذه قريتي ويجب أن أحميها".

© The Independent

المزيد من تقارير