ملخص
تزايد عدد ضحايا حرائق هاواي إلى 89 قتيلاً في الأقل
قضى 93 شخصاً في الأقل في الحرائق التي تجتاح غابات ماوي بهاواي، وهي حصيلة ثقيلة أثارت انتقادات للسلطات في شأن طريقة تعاملها مع واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث للأرخبيل الأميركي.
إساءة تقدير
وقالت الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن الاستجابة للكوارث الطبيعية، إن نحو 2207 مبانٍ معظمها سكنية دمرت أو تضررت في حرائق غابات ماوي. وكشفت سلطات هاواي عن أنها فتحت تحقيقاً في ملابسات الاستجابة للحرائق، حيث اعترفت عضو في الكونغرس عن الولاية بأن المسؤولين قللوا من تقدير خطرها، بينما أفاد سكان انهم لم يتلقوا أي تحذيرات.
وقالت فيلما ريد البالغة من العمر 63 سنة "اشتعلت النيران في الجبل خلفنا، ولم يبلغنا أحد بضرورة الإخلاء". وأضافت "أتعلم متى عرفنا أن هناك حريقاً؟ عندما وصل إلى الجانب الآخر من الشارع عندنا".
ولفتت ريد التي دمرت حرائق غابات ماوي منزلها أنها فرت مع عائلتها من الحريق بما استطاعت أن تضع في سيارتها من متعلقات، وهم الآن يعتمدون على المساعدات. وقالت "هذا هو منزلي الآن"، مشيرة إلى السيارة التي كانت تنام فيها مع ابنتها وحفيدها وقطتها.
حجم الضرر
ما زال السكان في حالة صدمة، وبدأوا لتوهم يدركون حجم الضرر في مدينة لاهاينا التي تحولت في غالبها إلى رماد.
يأسف أنتوني غارسيا (80 سنة) المقيم في المدينة منذ ثلاثة عقود "لقد أتى ذلك كل شيء، كل شيء. هذا يفطر قلبي". في جواره، يحرك ناجون الرماد أملاً في العثور على صور أو أغراض لم تأتِ عليها النار.
لم يبق شيء تقريباً من المحال التجارية والفنادق والمباني والمطاعم في المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة. وطاول اللهب شجرة بانيان مهيبة، وهي معلم جذب سياحي، لكن يبدو أنها نجت، وهي تقف الآن وسط الأنقاض.
خلال هذا الكابوس، تناقل السكان الأخبار والإشاعات من شخص لآخر، وفق ما ذكر وليام هاري لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال آخر بدا منزعجاً ولم يرغب في كشف اسمه "أين الحكومة؟ أين هي؟".
كيف بلغت المأساة هذا الحجم؟
وسط الخراب، يسعى السكان إلى فهم كيف بلغت المأساة هذا الحجم، وكذلك القضاء الذي فتح تحقيقاً في شأن طريقة إدارة السلطات للأزمة.
وشهدت جزيرة ماوي انقطاعات عديدة للتيار الكهربائي وتوقف رقم الطوارئ عن الخدمة في أجزاء من الجزيرة. وأوضحت النائبة الديمقراطية في الكونغرس عن هاواي جيل توكودا أن التنبيهات التي يتم إرسالها عادة عبر الهاتف لم تصل بسبب "عدم وجود تغطية" و"من الواضح أننا لم نقدم حلولاً احتياطية لضمان سلامة السكان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت في تصريح لشبكة "سي أن أن"، "لقد قللنا من خطورة حرائق غابات ماوي وسرعتها. علينا أن نتحسن". وقال مدير عمليات "فيما" جيريمي غرينبرغ، وهو إطفائي قضى سنوات في العمل التطوعي، إن درجة صعوبة السيطرة على الحريق كانت "استثنائية".
وفي تصريح لشبكة "أم أس أن بي سي" أشار إلى أن "سرعة تقدم هذا النوع من الحرائق في غابات ماوي تبلغ طول ملعب لكرة القدم في 20 ثانية أو أقل".
مقتل 80 شخصاً
أودى الحريق بـ80 شخصاً، وفق ما أفادت السلطات المحلية، السبت، متجاوزاً حصيلة تسونامي الذي ضرب هاواي في 1960 مع 61 قتيلاً، مما يجعل منه الكارثة الأكثر فتكاً في تاريخ الولاية.
وربما لم ينتهِ الأرخبيل من إحصاء قتلاه، فقد وصلت فرق بحث وإنقاذ برفقة كلاب مدربة إلى جزيرة ماوي للبحث عن جثث محتملة، بحسب ما أعلنت السلطات.
وقال غرينبغ إن "فيما" والوكالات المعاونة لها تعمل على "إمداد ولاية هاواي بكل ما تحتاج إليه من موارد"، بما في ذلك المياه لأنحاء تلوثت فيها الموارد العامة. وأشار إلى أن الوكالة التي تدير مركزاً دائماً لتوزيع المياه في هاواي بصدد إرسال أكثر من 150 موظفاً إلى المنطقة المتضررة.
حرائق متزامنة
كان على عناصر الإطفاء مكافحة حرائق متزامنة متعددة تغذيها الرياح العاتية جراء الإعصار "دورا".
وفي مواجهة سرعة انتشار النيران اضطر الناجون من لاهاينا إلى الفرار دون النظر خلفهم، ورمى بعضهم أنفسهم في المحيط للهرب من الحريق. يقول إيكولو برايدن هوبيلي إن النار كانت "شديدة مثل الجحيم"، وقد غادر مضطراً "تاركاً كثيراً من الناس وراءه".
وتقدر كلفة إعادة الإعمار بنحو 5.52 مليار دولار في لاهاينا وحدها. تأتي هذه الحرائق المدمرة في منتصف صيف سجلت خلاله سلسلة أحداث مناخية قاسية في أنحاء الكوكب، بما في ذلك موجة حر شديدة في جنوب الولايات المتحدة، وهي ظاهرة مرتبطة بالاحترار العالمي، وفق الخبراء.
وانتشرت الحرائق بسهولة أكبر في جزيرة ماوي لأن الأمطار أقل من المعتاد هذا العام. ويعاني الجزء الغربي من الجزيرة، حيث تقع لاهاينا، حالياً من جفاف "شديد" إلى "معتدل"، وفق مرصد الجفاف الأميركي.
وأعلن الرئيس الديمقراطي جو بايدن حرائق هاواي كارثة طبيعية، مفرجاً عن مساعدات فيدرالية لجزيرة ماوي بهدف تمويل أعمال الإغاثة والإيواء الفوري وجهود إعادة الإعمار.
وقدمت فرنسا، السبت، تعازيها لأسر وأحباء ضحايا الحريق المروع الذي اجتاح ماوي.
وقالت الخارجية في بيان "تعرب فرنسا عن تعازيها لأسر الضحايا وأحبائهم، وتضامنها الكامل مع الحاكم جوش غرين وسكان جزيرة ماوي بولاية هاواي التي دمرتها الحرائق".