ملخص
تؤكد استطلاعات الرأي صمود ترمب في وجه المعارك القانونية التي يخوضها في أكثر من ولاية.
على الرغم من غيابه، فإن دونالد ترمب كان حاضراً وبقوة في المناظرة الرئاسية الجمهورية الأولى التي بثتها شبكة "فوكس نيوز"، الأربعاء الماضي، إذ لم يفوت مديرا المناظرة فرصة سؤال المتنافسين الثمانية عن رأيهم بالرئيس السابق، وما إذا كانوا سيدعمونه في وجه الملاحقات القضائية في حال فوزه بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية 2024.
لكن أسئلة المحاورين لم تكن وحدها ما جلب الضوء للغائب الحاضر تلك الليلة، فبعد قراره تفويت المناظرة، أجرى ترمب مقابلة مع المذيع تاكر كارلسون عبر منصة "إكس"، ونشرت قبل خمس دقائق من المناظرة الرئاسية، محققة مشاهدات تجاوزت الـ230 مليوناً خلال أقل من يوم. وبرر الرئيس السابق غيابه عن المناظرة بتقدمه الكبير على خصومه الجمهوريين في استطلاعات الرأي، إضافة إلى عدم ثقته بـ"فوكس نيوز" وتأثير المحطات التلفزيونية عموماً.
"حيوانات متوحشة"
سأل كارلسون ترمب عما إذا كان قلقاً من لجوء "اليسار" إلى قتله بعد محاولة عرقلته من دون جدوى عبر الاحتجاجات والعزل ولوائح الاتهام المرفوعة في أكثر من ولاية، فأجاب واصفاً خصومه بأنهم "حيوانات متوحشة" و"أناس مرضى" وأضاف، "هناك ديمقراطيون رائعون، معظم شعبنا رائع، وأنا أمثّل الجميع... لكنني رأيت ما يفعلونه".
وكرر ترمب مزاعم سرقة الانتخابات الرئاسية عام 2020، وأعرب عن "خيبة أمله" حيال نائبه مايك بنس الذي لم يلب مطالبه، قائلاً إنه كان يملك السلطة لرفض نتائج الانتخابات في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، وهو ما ينفيه بنس وكثير من المتخصصين القانونيين. ولدى سؤال ترمب عن سبب رفض بنس الاستماع إليه رغم توافقهما في مسائل أخرى، قال إن نائبه ربما تلقى نصيحة سيئة.
ورسم الرئيس السابق في المقابلة التي استمرت أكثر من 45 دقيقة صورة ضبابية لمستقبل الولايات المتحدة، ولم يستبعد أن "يسرق" الديمقراطيون الانتخابات الرئاسية المقبلة منه، محذراً من اندلاع صراع في الولايات المتحدة. وعما إذا كانت البلاد تتجه إلى حرب أهلية، رد ترمب "لا أدري"، مضيفا أن "هناك مستوى من العاطفة والكراهية لم أره من قبل... وذلك على الأرجح مزيج سيئ".
"بايدن لن يترشح"
هاجم الرئيس السابق سياسات خلفه جو بايدن وشكك في صحته الجسدية والذهنية، مشيراً إلى أن بايدن لن يكون مرشح الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة. وأضاف ساخراً، "كلما تشاهد بايدن وهو يتحدث، يبدو الأمر كما لو أنه يمشي على بيض".
واتهم ترمب بايدن بالفساد واستغلال النفوذ إبان عمله في إدارة باراك أوباما، مشيراً إلى أن مركز الأبحاث في جامعة بنسلفانيا الذي أطلقه بايدن بعد مغادرته منصب نائب الرئيس استقبل تبرعات من مانحين صينيين.
وفيما تعتبر نائبة الرئيس كامالا هاريس ثاني أكثر الديمقراطيين نفوذاً بحكم منصبها، إلا أن ترمب استبعد أن يختارها الحزب الديمقراطي كمرشحة للانتخابات المقبلة، لأنها تفتقد الكاريزما والصفات التي يجب أن يتحلى بها رئيس الولايات المتحدة على حد رأيه، لافتاً إلى أن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم قد يكون بديل بايدن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولمح ترمب إلى أن وسامة نيوسوم وقدراته الخطابية قد تكونان كافيتين لإدخاله النزال الانتخابي المقبل، مشيراً إلى أن علاقته جيدة معه، على الرغم من تاريخه السيئ في ضوء ما آلت إليه أوضاع كاليفورنيا. ولفت ترمب إلى أن امتلاك السياسي سجلاً سيئاً لم يكن هيناً في الأيام الخوالي، أما اليوم فـ"لا يبدو أن ذلك يعني شيئاً"، ملقياً اللوم تحديداً على ناخبي الحزب الديمقراطي.
السياسة الخارجية
أعرب ترمب عن أسفه لسيطرة الصين على قناة بنما، خلال حديثه عن المنشآت العسكرية الصينية المخطط لها في كوبا ومشاريع البنية التحتية الصينية في أميركا الجنوبية"، ملقياً اللوم على ضعف إدارة بايدن.
ودافع عن علاقته مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وأشار إلى أنها أبعدت البلدين عن حرب نووية وشيكة، وحالت دون مقتل 40 ألف جندي أميركي متمركزين في كوريا، لافتاً إلى أن استمرار سياسة أوباما كانت ستؤدي إلى حرب نووية، والأمر كذلك لو فازت هيلاري كلينتون بالانتخابات الرئاسية.
وأكد الرئيس السابق أنه لولا تدخله لما أقيمت دورة الألعاب الأولمبية 2018 في كوريا الجنوبية، إذ خشيت عدد من الدول المشاركة بسبب التوترات المتصاعدة بين الدولة المضيفة وجارتها الشمالية.
انتحار أم اغتيال؟
سأل كارلسون ترمب عما إذا كان يعتقد أن الملياردير جيفري إيبستين الذي سجن بعد إدانته بتهمة استغلال قاصرات جنسياً انتحر كما أعلن رسمياً أم قتل؟ فأجاب، "لا أعرف". وبعد إصرار كارلسون على نظرية مقتل الملياردير الذي عرف بعلاقاته مع عديد من النافذين في واشنطن وخارجها، قال ترمب "من الممكن" أن يكون إيبستين قد قُتل، قبل أن يضيف مرجحاً انتحاره، بعد فقد الرخاء الذي عاشه قبل أن تنتهي الحال به في السجن.
تقدم كبير
وأظهر استطلاع للرأي قبل أسابيع تقدم ترمب بفارق كبير على منافسيه في حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 2024. وأيد 54 في المئة من الناخبين ترمب مقارنة بـ17 في المئة لأقرب منافسيه، رون ديسانتيس، بحسب استطلاع أجرته "نيويورك تايمز" بالتعاون مع "سيينا كوليج".
ولم يحصل أي مرشح جمهوري آخر على أكثر من ثلاثة في المئة من الدعم، وفقاً للاستطلاع الذي شمل أكثر من 1300 ناخب في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وتؤكد الاستطلاعات صمود ترمب في وجه المعارك القانونية التي يخوضها في أكثر من ولاية، ويعتبرها "مسيسة".
ويسلم ترمب نفسه، الخميس، في سجن في ولاية جورجيا حيث سيوضع قيد التوقيف لفترة وجيزة قبل إطلاق سراحه بكفالة في إطار التحقيق حول محاولاته لتغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020.