انخفاض مستويات قبول الطلاب في الجامعات البريطانية

أظهرت الأرقام الأولية الصادرة عن "خدمة القبول في الجامعات والكليات" (يوكاس) UCAS، انخفاضاً بنسبة 2.6 في المئة في عدد الطلاب الذين تم قبولهم في الدورات الدراسية الجامعية في المملكة المتحدة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ وصل عدد الطلاب الذين ضمنوا مقاعدهم [في الجامعات والكليات] إلى 414.940 طالب حتى الآن.

ويطلع مئات آلاف الطلاب في إنجلترا وويلز وشمال إيرلندا على علاماتهم، في عام تسعى فيه الحكومة في إنجلترا إلى تحقيق مستويات ما قبل الجائحة عام 2019 والتي كانت أقل من مستويات السنوات السابقة، وسط ترقب لصدور نتائج امتحانات المستوى المتقدم (A Level) على الصعيد الوطني في وقت لاحق من صباح الخميس المقبل.

وأكدت وزيرة التربية أن طلاب المستوى المتقدم ستظل لديهم "الفرصة نفسها للوصول إلى الجامعة"، كما كانت الحال في الأعوام السابقة. وأوضحت جيليان كيغان لبرنامج "توداي" على "راديو بي بي سي 4" أن آخر إحصاءات "يوكاس" أظهرت أن الحكومة البريطانية كانت "على حق في إعادة نظام تقييم الدرجات إلى طبيعته".

وبعدما حذر "مكتب المؤهلات والامتحانات" (Office of Qualifications and Examinations (Ofqual [وهو هيئة تنظم الامتحانات والاختبارات في إنجلترا] من أن نتائج امتحانات المستوى المتقدم لهذا العام في إنجلترا ستكون أقل من العام الماضي، طُرحت فرضية أن خريجي المدارس يواجهون منافسة أشد هذا العام على أماكن في الجامعات، بسبب زيادة عدد الشبان البالغين من العمر 18 سنة، من مقيمين ومتقدمين بطلبات انتساب دوليين.

وفي سياق متصل، تتزايد المخاوف من تسجيل خيبات أمل في أوساط مجموعة الطلاب الذين لم يخضعوا لامتحانات "الشهادة العامة للتعليم المتقدم" GCSE الذين حصلوا على علامات مدرسية استناداً إلى تقييم المعلمين أثناء الجائحة، مما أدى إلى تحقيقهم نتائج مرتفعة قياسية في الامتحانات المذكورة عام 2021. 

ومن جهته، قال جيف بارتون، أمين عام "رابطة قادة المدارس والكليات" ASCL: "سترتفع تطلعاتهم بفعل النتائج التي حققوها في امتحانات ’الشهادة العامة للتعليم المتقدم‘. ومع ذلك، سيرى معظمهم أنه بغض النظر عن النتائج العالية التي حققها أخوهم أو أختهم العام الماضي، فإن الاحتمال أقل بكثير بأن يحدث الأمر ذاته هذا العام."

وابتداءً من الساعة الثامنة من صباح الخميس الماضي، بدأ الطلاب استلام نتائجهم في امتحانات المستوى المتقدم وتسجيل دخولهم إلى موقع "يوكاس" لمعرفة مصير طلبات [انتسابهم إلى] الجامعات، بعد أن قامت المؤسسة بنشر أرقامها الأولية.

بالمقارنة مع العام الماضي، سجلت نسبة انخفاض قدرها 2.6 في المئة في عدد طلاب المملكة المتحدة الذين حصلوا على مقعد في أول جامعة أو كلية قاموا باختيارها. ومن بين الطلاب الذين صدر قرار حول طلبات انتسابهم إلى الجامعات، نجح 79 في المئة في الحصول على مقعد في أول جامعة اختاروها، مقارنةً بـ 81 في المئة من الطلاب الذين نجحوا في القيام بذلك في 2022، وهو العام الذي أعيد فيه العمل بالامتحانات. وفي 2019 الذي كان آخر عام جرت فيه تقييمات [النتائج] كما في العام الحالي [2023]، بلغت هذه النسبة 74 في المئة في يوم صدور النتائج.

وبشكل عام، تمكن 414.940 متقدم من الحصول على مقعد في الجامعة أو الكلية - في تراجع عن 425.830 في العام الماضي (-2.6 في المئة) ولكن في زيادة على 408.960 عام 2019 (+1.5 في المئة). وفي ما يخص الشباب البالغين من العمر 18 سنة في المملكة المتحدة، تم قبول 230.600 منهم [في الجامعات والكليات]، مما يمثل انخفاضاً عن 238.090 عام 2022 (-3.1 في المئة) ولكن أيضاً ارتفاعاً عن 199.370 عام 2019 (+15.7 في المئة).

ومن جهتها، كشفت كلير مارتشنت، مديرة "يوكاس" التنفيذية، لبرنامج "توداي" عن تسجيل انخفاض طفيف في أعداد الطلاب الذين حصلوا على مقعد دراسي في أول جامعة اختاروها. لكنها عادت وأشارت إلى أن "هذا ما كنا نتوقعه مع العودة لنظام التقييم [ووضع العلامات] المعتاد"، مضيفة أن "هذا الرقم يعكس ارتفاعاً ملحوظاً عن نسبة 74 في المئة عام 2019، وهذا ما كنا نتوقعه."

رد فعل الطالبة حسينة محمود بعد حصولها على "نتائج المستوى أ" (غيتي)

وأردفت أن نتائج امتحانات المستوى المتقدم عكست عموماً "صورة إيجابية جداً"، وأشادت بمجموعة الطلاب الذين يخوضون امتحانات خارجية (external exams) للمرة الأولى.

وخلال العام الماضي، حصل أكثر من ثلث (36.4 في المئة) المشاركين في امتحانات المستوى المتقدم في المملكة المتحدة على علامات (أ) A أو (أ*)  A*، مقابل نسبة 44.8  في المئة في 2021 و 38.5  في المئة في 2020. وعام 2019 - [تحديداً] في الصيف الأخير قبل الجائحة - أعطيت علامة A أو A* لحوالى واحد من كل أربعة (25.4 في المئة) من المشاركين في امتحانات المستوى المتقدم في المملكة المتحدة.

أما وزير الدولة البريطاني لشؤون المدارس نيك غيب، فأكد ضرورة عودة نتائج الامتحانات في إنجلترا لمستويات ما قبل الجائحة، ليكتسب امتحان المستوى المتقدم "وزناً ومصداقية" في نظر أرباب العمل والجامعات.

لكنه تحدث عن [إجراءات] "حماية إضافية" تم تفعيلها هذا العام. وبالتالي، سيجري تعديل الحدود القصوى للعلامات [المعطاة للخاضعين للامتحانات]، في حال رصد كبار المسؤولين عن الامتحانات أدلة تشير إلى تراجع في المعايير، على صعيد وطني، مقارنة بعام 2019.

وتأتي هذه الخطوة عقب تفشي جائحة كورونا التي أدت إلى زيادة في عدد الحاصلين على علامة قصوى في امتحانات التعليم المتقدم وفي امتحانات "الشهادة العامة للتعليم المتقدم" عامي 2020 و2021، إذ استندت العلامات [في ذلك الوقت] إلى تقييمات المعلمين بدلاً من نتائج الامتحانات.

هذا العام، واجهت مجموعة الطلاب أيضاً في إنجلترا انقطاعاً في تعليمهم المدرسي بسبب فيروس كورونا، إضافة إلى ما تسببت به إضرابات المعلمين منذ فبراير (شباط) الماضي.

في المقابل، لا تزال الفرصة متاحة للطلاب الذين لم يستوفوا شروط عرضهم الأولي عند إعلان النتائج أو لم يتلقوا أي عروض من خلال عملية تسمى المقاصة "Clearing". كما يمكن للطلاب الذين غيروا رأيهم في شأن ما يريدون دراسته أو أين يرغبون في الدراسة، وكذلك أولئك الذين تقدموا بطلبات خارج الوقت المسموح به للتقديم، استخدام هذه العملية أيضاً.

وخلال الأسبوع الماضي، حثت الرئيسة التنفيذية لـ "يوكاس"، كلير مارشانت، الطلاب على التحرك سريعاً عقب الحصول على درجاتهم، معربة عن اعتقادها بأن عدداً من البرامج التنافسية سيتم ملؤها بسرعة أثناء عملية المقاصة.