ملخص
تواصل اليونان مكافحة الحرائق وفرق الإطفاء بإنجلترا تتدرب على طرق مواجهتها.
يواصل مئات عناصر الإطفاء اليوم الأحد مكافحة النيران المشتعلة في اليونان وخصوصاً في شمال شرقي البلاد حيث تستمر الحرائق لليوم التاسع على التوالي.
ولا يزال أكبر هذه الحرائق يجتاح منذ السبت قبل الماضي منطقة إيفروس في جنوب اليونان، قرب مدينة ألكسندروبولي الساحلية والحدود التركية، بحسب أجهزة الإطفاء.
وعثر هذا الأسبوع في المنطقة على جثث 19 شخصاً يعتقد أنهم مهاجرون وبينهم طفلان.
وتلقى سكان منطقتي ليفكيمي في إيفروس، وكاسيتيرا في رودوبي المجاورة، أمراً بإخلاء منازلهم اليوم الأحد عبر رسالة نصية من الدفاع المدني.
وتحدث مساعد حاكم إيفروس ديميتريس بيتروفيك عبر شبكة "إي آر تي" العامة عن "وضع صعب جداً" تسبب بدمار لا يحصى.
وقال بيتروفيك "وجهنا نداء جديداً من أجل زيادة الوسائل"، محذراً بأنه "اعتباراً من الإثنين تتبدل الرياح ويزداد الخطر، ولا نعرف كيف سيكون بمقدورنا وقف تقدم جبهة الحريق"، مضيفاً "كل ذلك يقلقنا".
اجتياح الغابات
وتجتاح النيران بصورة خاصة غابة داديا، وهي محمية وطنية معروفة بكونها موطناً طبيعياً لأنواع كثيرة من الطيور الجارحة.
وفي شمال أثينا، يواصل الحريق التمدد في جبل بارنيثا حيث يأتي على الغطاء النباتي في المنطقة التي تعد رئة خضراء للعاصمة أثينا.
وفي جزيرة أندروس في أرخبيل كيكلاديس، ينشط عناصر الإطفاء منذ السبت لمكافحة حريق أشعله على الأرجح البرق، بحسب أجهزة الإطفاء.
وأعرب البابا فرنسيس خلال صلاة التبشير اليوم الأحد عن "تضامنه مع الشعب اليوناني".
ومنذ بداية العام أتت الحرائق التي تقول الحكومة إنها ناتجة من التغير المناخي، على أكثر من 120 ألف هكتار (1200 كيلومتر مربع) من الأراضي في اليونان بحسب تقديرات المرصد الوطني، ما يزيد بثلاثة أضعاف على المتوسط السنوي منذ 2006، وفق أرقام المرصد الأوروبي لحرائق الغابات.
تدريب إنجليزي
وفي السياق، في أحد مراكز تدريب الجيش في ساري جنوب شرقي إنجلترا، يتدرب فريق من عناصر الإطفاء على مواجهة عدو جديد وهو احترار المناخ الذي يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات.
واستثمر جهاز الإطفاء في هذه المنطقة في معدات وتدريبات وتكتيكات جديدة لمكافحة الحرائق بهدف الاستجابة لهذا التهديد المتزايد مع استحالة المناخ في المملكة المتحدة أكثر جفافاً.
في الصيف الماضي، حين سجلت البلاد مستويات قياسية من الحر والجفاف، شهدت هذه المنطقة واحداً من أسوأ حرائق الغابات في تاريخها، والآن أصبحت بعض الحرائق تندلع خارج فترة الصيف.
وأوضح محقق الحرائق في ساري مات أوكلي لوكالة الصحافة الفرنسية، فيما كان زملاء له يتفقدون معداتهم الجديدة في الموقع الذي دمره حريق العام الماضي "نتعامل الآن مع حرائق الغابات على أنها حوادث عادية"، مضيفاً "وستزداد الظروف تطرفاً خلال العقدين المقبلين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي دراسة نشرت الشهر الماضي، حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من أن درجات الحرارة المرتفعة جداً التي شهدتها البلاد في صيف 2022، ستكون أكثر تواتراً وشدة بسبب ظاهرة احترار المناخ، بالتالي فإن خطر الحرائق سيزداد في كل أنحاء البلاد.
في ذروة موجة الحر العام الماضي، أتى حريق على مساحة 40 هكتاراً (0.4 كيلومتر مربع) في شرق لندن وألحق أضراراً بـ17 منزلاً وبمبان أخرى ومركبات.
وكانت تلك كارثة غير مسبوقة في البلاد، فيما تعد حرائق الغابات أكثر شيوعاً في جنوب أوروبا أو أستراليا.
لكن بالنسبة إلى أوكلي الذي يقدم المشورة حول مكافحة الحرائق لأجهزة إطفاء في أماكن أخرى بالمملكة المتحدة، ما حدث في شرق لندن "يمكن أن يحدث في أي مكان" تلتقي فيه البيئتان الحضرية والنباتية.
استعداد ووقاية
وأوضح "نحن جزيرة مأهولة بعدد كبير من السكان، وهناك احتكاك بين الطبيعة والناس، وفي هذه الحال دائماً ما يكون احتمال نشوب حريق قائماً".
منذ العام الماضي، استثمر جهاز الإطفاء في ساري مبلغاً إضافياً مقداره مليون جنيه استرليني (1.26 مليون دولار) في موارد الوقاية من الحرائق ومكافحتها.
وينظم الجهاز الذي لديه أربع محطات لمكافحة حرائق الغابات منتشرة في المنطقة الممتدة على مساحة 1679 كيلومتراً مربعاً، تدريبات منتظمة هناك، ويملك أربع مركبات متخصصة قادرة على ضخ 1500 لتر من المياه في الدقيقة على مسافة 60 متراً، و25 شاحنة مجهزة لمكافحة الحرائق.
وزود الجهاز الإطفائيين بسترات ونظارات وخوذاً جديدة للتعامل مع الظروف الصعبة، فيما طور "خططاً لإدارة الخطر" لأجزاء مختلفة من هذه المنطقة المكسوة بالأشجار.
وعلى رغم أن المناخ الأكثر اعتدالاً هذا الصيف قلل من خطر اندلاع الحرائق، فإن الإطفائيين في ساري يشعرون بقلق إزاء النمو الهائل للغطاء النباتي بسبب الأمطار الأخيرة.
حرائق مستمرة
وشرح دافي نولان، وهو قائد إحدى الوحدات "عندما تجف، تصبح أكثر عرضة للاشتعال"، مضيفاً "قمنا بزيادة الأخطار للسنوات المقبلة"، مشيراً إلى أن حرائق العشب تحدث الآن حتى في الشتاء.
ويعمل عناصر الإطفاء على توضيح أهمية الوقاية للسكان من خلال بناء جدارات حماية من الحرائق في غاباتهم.
من جانب آخر، تقوم مارلي هولاند بجولة في المدارس وأماكن أخرى للتوعية بأخطار الحرائق.
وفي الموقع العسكري، ثبت فريق الإطفاء كاميرا تصوير حراري لتوضيح التأثير المطول للشيّ على الأرض، وتبقى درجة الحرارة 170 مئوية بعد نصف ساعة من إزالة الشواية.
وقالت هولاند "إذا كان بإمكانكم تناول وجبات خفيفة والتنزه بدلاً من الشيّ، فأنتم تقضون على الخطر، لا تشعلوا نار مخيمات وخذوا النفايات معكم، نأمل بأن تقلل هذه الرسالة البسيطة من خطر اندلاع الحرائق".