Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنطفئ الأنوار في القلب التجاري للندن إلى الأبد؟

في الاتحاد الأوروبي، تضج مدن مثل باريس وفرانكفورت وأمستردام وبرلين، وترسم الحدود، وتظهر طاقة ونفوذاً كانت لندن تتمتع بهما بوفرة في يوم من الأيام. ليس بعد الآن، يكتب كريس بلاكهرست قائلاً، ذلك أن بريكست يجعل القلب المالي القوي يعاني

في وقت قصير، انتقلنا من احتلال المركز الأول في العالم – قبل نيويورك – إلى مدينة شأنها يتلاشى (رويترز)

ملخص

في الاتحاد الأوروبي، تضج مدن مثل باريس وفرانكفورت وأمستردام وبرلين، وترسم الحدود، وتظهر طاقة ونفوذاً كانت لندن تتمتع بهما بوفرة في يوم من الأيام. ليس بعد الآن، يكتب كريس بلاكهرست قائلاً، ذلك أن بريكست يجعل القلب المالي القوي يعاني.

هذا الصيف لا يشبه أي فصل عرفه القلب التجاري للندن – ليس في الذاكرة الحديثة بالتأكيد.

الفصل هذا العام هادئ في أفضل الأوقات، يتميز بسبات كامل. ببساطة لا يحدث الكثير، الكثير الذي يكفي للاحتفاظ بالآلاف الذين يعملون هناك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالطبع، إنه موسم العطل. في بعض الأحيان، كان الجو حاراً في شكل غير معتاد، وهذا لا يساعد. لكن الوضع يبدو مختلفاً.

المكاتب في خمول. بعض شاغليها بعيدون منها، بالتأكيد. لكن بعضهم الآخر يعملون من المنزل، وهي آفة في القلب التجاري للندن وحي كناري وارف اللندني، تؤثر ليس فقط في إنتاجية الشركات المالية بل أيضاً في عدد لا يحصى من الشركات الصغيرة التي تخدمها.

ومع ذلك، يزداد عدم النشاط عمقاً. لا صفقات تذكر، ولا حتى مناقشة لاستحواذات، ناهيك عن حدوثها. ثمة إدراجات في أسواق الأسهم، لكنها تحدث في مكان آخر، في المقام الأول في نيويورك.

في الاتحاد الأوروبي، تشهد مدن مثل باريس وفرانكفورت وأمستردام وبرلين نشاطاً مفعماً بالطاقة كانت لندن تمتلكه في ما مضى وبدا خاصاً بها. ليس بعد الآن، ليس بعد بريكست.

سوق القلب التجاري لنفسه في العالم بتاريخه وسمعته ("كلمتي رباطي") وخبرته في العمل المصرفي والقانون والمحاسبة والتأمين والعلاقات العامة. وكان ثمة أيضاً عامل آخر. كان الحي البوابة إلى أوروبا.

إلى جانب عوامل الجذب في القلب التجاري للندن كانت اللغة الإنجليزية، اللغة العالمية للأعمال، وكل ما قدمته لندن والمملكة المتحدة. وثمة ما هو جيد من مدارس ومراكز تسوق وفنون وثقافة ومجتمع ليبرالي ومطاعم ونظام قانوني – كانت قائمة الأسباب المحددة لاختيار الشركات المجيء إلى هنا طويلة.

مع هذه الهيمنة جاءت منافع مالية. كانت الخدمات المالية في لندن والمواقع المتقدمة مثل ليدز ومانشستر وبريستول وإدنبرة محرك الاقتصاد. وفي حين ذبلت قطاعات أخرى، استطاعت الحكومات المتعاقبة الاعتماد على القلب التجاري للندن للحفاظ على النمو والإنجاز.

هو يولد 75.50 مليار جنيه استرليني (95.75 مليار دولار) سنوياً في عوائد ضريبية، أي ما يعادل أكثر من 10 في المئة من الإجمالي. وعلى نطاق أعرض، يعد القلب التجاري للندن في أوسع معانيه مساهماً رئيساً في رفاهنا الوطني. وفي غياب أدائه، قد تضيع المملكة المتحدة.

ومع ذلك، هذه هي الأزمة التي تلوح في الأفق وتتضح في شكل متزايد في شوارع القلب التجاري للندن وكناري وارف. في وقت قصير، انتقلنا من احتلال المركز الأول في العالم – قبل نيويورك – إلى التلاشي. نحن لا نزال في موقع متقدم، لكن نيويورك هي الآن الرائدة بلا منازع.

لا نزال في المركز الثاني لكن كل ما يبقينا هناك هو أن لا طرف فاعلاً مهيمناً واضحاً داخل الاتحاد الأوروبي. قال لي أحد المحامين العاملين في القلب التجاري للندن هذا الأسبوع إنه يرى مزيداً ومزيداً من الأعمال تتركز في فرانكفورت وباريس وأمستردام – عليه الآن أن يقوم بزيارات منتظمة إلى مسؤوليها في حين كانوا يأتون إليه في الماضي. كل من هذه المدن يتخلف عن لندن بفارق كبير. لكن بعد وضعها معاً، تشكل بسرعة تحدياً.

تمتع القلب التجاري للندن بدوره مضيفاً للعالم. لقد اتقنا ذلك في شكل جيد. بل ووضعنا عبارة تصف ذلك، "أثر ويمبلدون". قدمنا أفضل مسابقة تنس من دون أن ننتج نحن فائزين. لم يكن ذلك مهماً، كان مركزنا مضموناً. هذا هو المكان الذي احتله القلب التجاري للندن، وجنت بقية البلاد المكافآت.

غير بريكست هذه الديناميكية. سيصر مؤيدو بريكست على أن تدفق الوظائف إلى الاتحاد الأوروبي لم يحدث على عكس توقعات معارضيه. يحصل تدفق قليل، لكن الأرقام صامدة عموماً.

نعم، لكن هذا يتجاهل الواقع، ومفاده أن المصارف وغيرها حافظت على قواها العاملة في لندن، لكنها تضيف وظائف في أماكن أخرى. وليس "غولدمان ساكس" و"جاي بي مورغان" سوى اثنتين من المؤسسات التي ضاعفت عدد عامليها في الاتحاد الأوروبي. باتت باريس الآن مركز "غولدمان" التجاري في الاتحاد الأوروبي، كانت لندن كذلك يوماً.

أما سوق الأسهم فقدت عنفوانها. الشركات تهجرها إلى الولايات المتحدة. وتعد "فلاتر" و"آرم القابضة" و"سي آر إتش" ثلاث من الشركات التي غادرت أخيراً ولا تستطيع لندن تحمل خسارتها.

هذا ويفقد مؤشر "الفايننشال تايمز 100" أهميته تدريجاً. ذلك أن أحجام التداول بطيئة، والأسهم في المملكة المتحدة لا تثير الاهتمام، والمستثمرين المؤسسين والمستثمرين بالتجزئة يضعون أموالهم في مكان آخر.

ولا يقتصر الأمر على نيويورك. فالاتحاد الأوروبي ومصرفه المركزي يدفعان باستمرار باتجاه مزيد من الأعمال، فيطالبان بمزيد من رأس المال في القارة، ويسعيان إلى الحصول على حصص أكبر في تداول المشتقات المالية.

هما يطاردان الأعمال بنشاط. وفي الوقت نفسه، تعطي الحكومة البريطانية انطباعاً بأنها غير قادرة على التحرك.

لقد أجرت بعض التغييرات، إذ خففت القواعد المصرفية هنا وهناك من خلال ما يسمى إصلاحات إدنبرة، لكن هذه الإجراءات لن تكون كافية لحل ما هو مشكلة متنامية.

هي تفعل ما يكفي لقمع العمل من المنزل، بدءاً من موظفي خدمتها المدنية. فالعمل من المنزل في بريطانيا أسوأ بكثير منه في أي من البلدان النظيرة، ومع ذلك فالإجراءات حيال ذلك قليلة جداً.

إن فكرة السماح لكناري وارف – الذي كان ذات يوم جوهرة عصر إلغاء القيود التنظيمية بعد "الانفجار الكبير" [تحرير الأسواق المالية في المملكة المتحدة]، ويرمز إلى القوة المالية للندن والمملكة المتحدة – بالذبول فكرة صادمة.

والأهم، لا يتعلق الأمر فقط بريشي سوناك وزملائه. لا أحد يدافع عن القلب التجاري للندن، عن الأعمال الكبيرة، ليس بصوت عال بما فيه الكفاية على أي حال. اتحاد الصناعة البريطاني في حال صدمة، ولا يوجد تنظيم ذو بال، تنظيم يتردد صداه على الصعيدين الوطني والدولي، يسلط الضوء على القنوط المتزايد ويتطلب عملاً.

لا تصبح حال القلب التجاري للندن أسهل في ضوء أن سياسيين يركزون على تحقيق المساواة يديرون شؤوننا (لا بد من أن إبطالاً للمساواة يجري وهنا تبرز لندن والجنوب الشرقي للبلاد) وكأمة نحن نسارع إلى إدانة الأغنياء وأصحاب المداخيل المرتفعة.

يجب أن يتغير شيء ما، وإلا فإن نجماً كان يسطع ذات يوم سيتوقف عن التألق. وسنكون جميعاً أسوأ حالاً بسبب ذلك.

© The Independent

المزيد من تقارير