ملخص
عاش التونسيون وبخاصة المهاجرون منهم أياماً صعبة بعد تعطل الحصول على جوازات جديدة
شهدت أزمة استخراج جوازات السفر في تونس انفراجاً نسبياً بعد أن تعطلت مصالح التونسيين وبخاصة المهاجرين منهم خلال الأيام الماضية إثر تأخر إصدار جوازات جديدة، مما جعل عديداً من المواطنين يطلقون نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشتكون فيها من صعوبات تتمثل في الانتظار الطويل عند تجديد جوازات سفرهم لدى البعثات الدبلوماسية في الخارج.
في هذا الصدد أكد المتحدث الإعلامي في وزارة الداخلية فاكر بوزغاية في تصريح خاص أن النسق العادي في استخراج جوازات السفر سيعود الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً أن المطبعة الرسمية هي المسؤولة عن تأمين الجوازات وعلى وزارة الداخلية استخراجها للمواطن عند الطلب، ولا دخل لها بالتعطيل.
وأفاد بوزغاية أن وزارة الداخلية عززت التنسيق والتواصل بين البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية بالخارج ومصالح وزارة الداخلية لتأمين الاستجابة السريعة لمطالب وحاجات أبناء تونس بالخارج.
صعوبات هيكلية
المطبعة الوطنية للجمهورية التونسية هي مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية تأسست بموجب قرار صدر عام 1860، وتعد إحدى أهم دور النشر للنصوص القانونية من مجلات وأدلة متخصصة تعنى بكل من المؤسسات والحرفيين. والمطبعة الرسمية هي المسؤولة عن طبع وتوفير كل الوثائق القانونية على غرار الجريدة الرسمية وجوازات السفر ومضامين الولادة وغيرها من الوثائق التي لا يمكن توفيرها إلا من طرف الدولة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبسبب رفض إصدار المطبعة الرسمية أي توضيح رسمي منذ بداية الأزمة إلى اليوم، كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن وجود تعطيلات كبيرة في استخراج جوازات السفر وحتى وثائق أخرى بسبب فقدان الورق، بينما تحدثت مصادر من الاتحاد العام التونسي للشغل عن أسباب تعود بالأساس لمسائل هيكلية داخل المطبعة الرسمية ولا علاقة لها بالورق، ومنها تقادم الآلات ونقص عدد العاملين بالمطبعة، إذ تقلص من 600 عامل عام 2010 إلى 300 عامل فقط، بعد إغلاق باب الانتدابات في الوظيفة العمومية منذ سنوات بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي تعيشها خزانة الدولة، فضلاً عن مشكلات تتعلق بـ"الرقمنة"، بحسب المصادر نفسها.
وتعد المطبعة الرسمية سنوياً 500 ألف جواز سفر ولم تشهد تونس مثل هذه الأزمة من قبل. وحاولت "اندبندنت عربية" الاتصال بالمسؤولين في المطبعة الرسمية لتوضيح أسباب تعطل طبع جوازات السفر إلا أنهم رفضوا التعليق، بينما أكدت مصادر أن المطبعة تعيش ظروفاً صعبة لنقص العاملين، إضافة إلى أنها مطالبة في تلك الفترة بتوفير نسبة من الكتب المدرسية، مما جعل الوضع أكثر تعقيداً.
وأفادت المصادر أن المطبعة بدأت منذ يومين في العودة لطباعة كميات محدودة من الجوازات لكنها لم تعد بعد إلى النسق العادي.
يشار إلى أن وزير الداخلية كمال الفقي ووزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار اتفقا منذ بداية الأسبوع على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتجاوز بعض الصعوبات الترتيبية والمادية القائمة بخصوص إصدار جوازات السفر وتجديدها، وفق بلاغ أصدرته وزارة الخارجية.
كما أدى وزير الداخلية كمال الفقيه منذ أيام زيارة إلى المطبعة الرسمية برادس، الضاحية جنوب العاصمة تونس، إثر تداول خبر فقدان الورق المخصص لجوازات السفر.