ملخص
قام طيران الجيش بقصف مواقع عدة لقوات الدعم السريع شملت المدينة الرياضية وحي الأزهري جنوب الخرطوم
تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على جبهات قتالية عدة في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري، لكن بحدة أقل مما كان عليه الوضع الأيام الماضية التي شهدت اشتباكات عنيفة راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى، واحتدمت الاشتباكات في منطقة كبم بجنوب دارفور نتيجة الصراع القبلي بين قبيلتي البني هلبة والسلامات، مما أسفر عن مقتل 300 شخص وجرح أكثر من 400 آخرين.
وبحسب شهود فإن القتال القبلي المستمر منذ ثلاثة أسابيع في محلية كبم احتدم بشكل مخيف بعد أن فشلت المساعي المحلية لاحتوائه، مما أدى إلى تهجير مجموعات كبيرة من السكان جراء حرق 36 قرية. أضاف الشهود "الوضع في مناطق الاشتباك كارثي وخلف أوضاعاً إنسانية سيئة نتيجة إطلاق النار العشوائي، فضلاً عن توقف خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات في موازاة نقص حاد في الغذاء".
قصف متبادل
وفي العاصمة السودانية قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني مواقع عدة لقوات الدعم السريع شملت المدينة الرياضية وحي الأزهري جنوب الخرطوم، والجريف بشرق النيل، فضلاً عن القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين في أنحاء مختلفة من مدن العاصمة الثلاث، بخاصة باتجاه جسري الحلفايا وشمبات اللذين يربطان بين مدينتي أم درمان وبحري.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبدالله أن "القوات المسلحة السودانية تصدت لهجوم جديد نفذته ميليشيات الدعم السريع استهدف منطقة الشجرة العسكرية وتمكنت من دحر العدو وتكبيده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وأن قواتنا في كامل جاهزيتها واستعدادها لدحر أي محاولة مستقبلاً". وتابع عبدالله "ما زالت ميليشيات الدعم السريع تواصل جرائمها بحق المواطنين، واقتحمت قرية دبك شمال الخرطوم وقادت عدداً من الشبان إلى منطقة قري لتدريبهم للقتال بجانبها، مما يعد انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان، فضلاً عن قصفها العشوائي محلية كرري البلد ومناطق أخرى". ولفت إلى التزام الجيش السوداني الصارم قواعد الاشتباك وقواعد القانون الدولي الإنساني وأعراف الحرب، "والقيام بكامل واجبه لحماية المواطن والدولة السودانية حتى يتحقق النصر".
نفاد الأدوية
وعن الوضع الغذائي والإنساني في العاصمة، أوضح عضو في لجان المقاومة بأم درمان طلب عدم ذكر اسمه أن "الوضع داخل مدن العاصمة كارثي بكل ما تعنيه الكلمة، ففي الجانب الصحي هناك عدد محدود من المستشفيات العاملة وتعاني نقصاً كبيراً في الكوادر الطبية والأسرة والمعدات، كما أن هناك بعض الصيدليات التي تعمل في أوقات محددة في اليوم لا تتعدى ثلاث ساعات في ظل نفاد الأدوية المنقذة للحياة، خصوصاً أمراض ضغط الدم وتجلط الدم وارتفاع السكري"، وواصل "أما من ناحية الغذاء فلم تصل المواطنين الموجودين في العاصمة حتى الآن، منذ بدء الحرب، أي مساعدات إنسانية عاجلة، ويعتمد المواطنون في توفير حاجاتهم الغذائية على الأسواق التي نشأت في خضم الحرب وبعض المحال التجارية التي عاودت النشاط، لكن المشكلة أن الأسعار تضاعفت وبلغت أرقاماً خيالية".
أمراض جرثومية
من جانبه أشار أستاذ مادة الحد من أخطار الكوارث بـ"الجامعات السودانية" محمد عبدالحميد إلى أنه "مع استمرار الحرب لا تزال الأوضاع الإنسانية مقلقة، ولا سيما مع انعدام المداخيل وفقدان سبل كسب العيش لغالبية من بقي من سكان ولاية الخرطوم الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة لتلبية حاجاتهم من غذاء وعلاج، غير أن المنظمات العاملة في المجال الإنساني تجد نفسها في مأزق حقيقي، لأنها لا تستطيع الوصول إليهم في ظل استحالة فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات". وتابع عبدالحميد "هذا فضلاً عن غياب شبه تام للخدمات الأخرى من ماء وكهرباء، من دون أن ننسى قضية تناثر الجثث وما تسببه من أخطار صحية، كما حذرت الدوائر الطبية البيطرية من تفشي أوبئة، ولا سيما جراء نهب عينات أمراض جرثومية فتاكة مشتركة بين الإنسان والحيوان من ثلاجات بعض المعامل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إيقاف الحرب
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان أنهى زيارة لقطر استغرقت يوماً وأحداً، حيث أكد أنه أطلع القيادة القطرية على تطورات الأوضاع في السودان على خلفية تمرد قوات الدعم السريع على الدولة. ولفت إلى أنه سيتم قريباً القضاء على هذا التمرد "وينعم الشعب السوداني بالسلام والاستقرار"، مبيناً أن الجهود مستمرة من أجل إيقاف معاناة السودانيين وعودة الأمور إلى طبيعتها، ونوه البرهان، في تصريحات صحافية، بأن المرحلة الحالية هي لإيقاف الحرب ومن ثم يمكن الحديث عن الأمور الأخرى، قائلاً "نطمئن الشعب السوداني بأننا ماضون في استكمال مهام المرحلة الانتقالية والانتقال للحكم المدني الديمقراطي بعد القضاء على هذا التمرد".
اللاجئات السودانيات
على خط آخر، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أثناء زيارتها تشاد، تقديم نحو 163 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب السوداني والدول المجاورة، وتشتمل هذه المساعدات على نحو 103 ملايين دولار من خلال مكتب السكان واللاجئين والهجرة، ونحو 60 مليون دولار من خلال مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ليصل بذلك إجمالي المساعدات الإنسانية الأميركية للاستجابة الطارئة لما يحصل في السودان إلى نحو 710 ملايين دولار عام 2023، بما في ذلك المساعدات التي قدمت إلى كل من السودان وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى لتلبية حاجات اللاجئين والنازحين والمتأثرين بالنزاع في المنطقة، وقالت في تغريدة على منصة "إكس" عقب زيارتها معسكرات السودانيين بمنطقة أدري التشادية "لن أنسى الألم الذي رأيته مرتسماً على عيون اللاجئات السودانيات في معسكر اللجوء بمنطقة أدري". أضافت "أتمنى أن تصل هذه القصص الإنسانية إلى مسمع العالم وأن يتحرك المجتمع الدولي ويستجيب لهذه الأزمة الإنسانية المريعة".