Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرهان يغادر قطر ومعارك الخرطوم تزداد شراسة وكلفة

حكومة ولاية دارفور قررت فتح الدواوين الحكومية ومزاولة الموظفين لأعمالهم بعد توقف دام أكثر من خمسة أشهر

ملخص

ضجر واستياء في العاصمة السودانية من طول أمد الحرب وغياب أي حلول في الأفق القريب

اختتم قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان اليوم الخميس زيارته الخاطفة إلى الدوحة حيث بحث مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني تطورات الوضع في السودان خلال ثالث زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب في السودان.

وكان البرهان توجه الإثنين الماضي إلى دولة جنوب السودان حيث التقى رئيسها سلفا كير بعد زيارته في الـ 29 من أغسطس (آب) الماضي مصر ومحادثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، في زيارات تعكس مساعيه إلى تأكيد سلطته كحاكم فعلي لبلاده.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن البرهان "غادر الدوحة ظهر اليوم الخميس بعد زيارة عمل للبلاد استمرت ساعات قليلة".

وفي وقت سابق أعلن الديوان الأميري القطري أن الشيخ تميم والبرهان عقدا "جلسة محادثات رسمية بقصر لوسيل وبحثا التطورات في السودان، وكذلك سبل تنمية العلاقات بين بلديهما، إضافة إلى مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً".

وبحسب الديوان فقد جدد الأمير تميم تأكيد موقف بلاده "الداعي إلى وقف القتال في السودان وانتهاج الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات"، داعياً إلى "انخراط كل القوى السياسية السودانية في مفاوضات واسعة بعد الوقف الدائم للنزاع العسكري، وصولاً إلى اتفاق شامل وسلام مستدام".

وكان البرهان غادر مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر شرق البلاد، حيث المطار الوحيد الذي يعمل حالياً منذ اندلعت المعارك في الـ 15 من أبريل (نيسان) بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

ورأى رئيس تحرير صحيفة "الجريدة" السودانية المستقلة أشرف عبدالعزيز أن هدف زيارات قائد الجيش إلى الخارج "تأكيد شرعية البرهان لدى المجتمع الدولي والتعامل معه بفقه الأمر الواقع".

ويعد البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الحاكم الفعلي للسودان منذ تنفيذه انقلاباً عام 2021، وتأتي زياراته في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد سعياً إلى إيجاد حل للنزاع الذي تسبب بمقتل نحو 5 آلاف شخص وتهجير 4.8 مليون آخرين داخل البلاد وخارجها.

وكانت وساطات سعودية - أميركية أثمرت خلال الأشهر الماضية عن اتفاقات لوقف إطلاق النار لكنها لم تصمد، وكذلك قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضاً.

ولا تظهر المعارك على الأرض أي أفق للحل مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة من البلاد.

وأضاف عبدالعزيز أنه "يمكن كذلك الاعتراف الدولي بحكومة البرهان عبر التأكيد على أن الصراع في السودان مجرد نزاع داخلي، لكن تبقى الأزمة في السيطرة على الأرض".

وأصدر البرهان مساء أمس الأربعاء مرسوماً دستورياً يقضى بحل قوات الدعم السريع، متهماً إياها بـ "التمرد وارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المواطنين والتخريب المتعمد للبنى التحتية في البلاد".

وفي اليوم نفسه فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين في "الدعم السريع" بمن فيهم عبدالرحيم دقلو شقيق قائدها، الذي تتهم قواته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان تشمل العنف الجنسي خصوصاً في إقليم دارفور غرب السودان.

وفي أول تعليق له بعد الإعلان الأميركي، قال عبدالرحيم دقلو لمحطة "سكاي نيوز عربية" إن قرار فرض العقوبات "مجحف"، معتبراً أن "الجهات التي أصدرت العقوبات لم تتأنى ولم تعرف من هو الذي يخلق الفتن في دارفور ومن يقتل الناس".

وتشمل العقوبات الأميركية فرض قيود على التأشيرات وتجميد أية أصول للأشخاص المعنيين في الولايات المتحدة، فضلاً عن منع إجراء أية تعاملات تجارية معهم.

وتفاقم المعارك الأزمة الصحية في بلد يعتبر من بين الأكثر فقراً في العالم، كما سجل أمس الأربعاء نزوح مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم غداة مقتل 19 مدنياً فيها بقصف نفذه الجيش على مواقع لـ "الدعم السريع" لكنه أخطأ هدفه، بحسب ما أفاد ناشطون وسكان.

المعارك تشتد

تشتد حدة المعارك وشراستها بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مدن وأحياء العاصمة الخرطوم، في وقت تتفاقم المعاناة الإنسانية وانعدام معظم مقومات الحياة لمن تبقى من سكان عالقين وسط القتال وجحيم نيران القصف المتبادل، بينما تتوافر كل أسباب الموت اليومي جراء القصف العشوائي منذ تفجر الحرب الدامية في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

ووصل قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان صباح اليوم الخميس إلى قطر، وفق ما أعلن المجلس السيادي الانتقالي، في ثالث جولة خارجية له منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم "الدعم السريع" قبل نحو خمسة أشهر.

وأفاد المجلس الذي يتولى البرهان رئاسته، في بيان الخميس، بأنه "توجه صباح اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية".

وأضاف البيان أن البرهان "سيجري خلال الزيارة، محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في السودان".

وغادر البرهان من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، حيث المطار الوحيد الذي يعمل حالياً منذ اندلعت المعارك في 15 أبريل (نيسان) بين الجيش بقيادته وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو.

وقطر هي المحطة الخارجية الثالثة للبرهان منذ بدء النزاع، فقد زار مصر في 29 أغسطس (آب) والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي في مدينة العلمين، ثم زار الاثنين دولة جنوب السودان والتقى برئيسها سلفا كير.

وتأتي زيارات البرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد سعياً لإيجاد حل للنزاع الذي تسبب بمقتل نحو خمسة آلاف شخص وتهجير 4.8 مليون سواء داخل البلاد أو خارجها.

وكانت وساطات سعودية - أميركية أثمرت خلال الأشهر الماضية عن اتفاقات لوقف إطلاق النار لكنها لم تصمد. كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضاً.

ولا تظهر المعارك الميدانية أي أفق للحل، مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة من البلاد.

 

حدة متزايدة

منذ فجر أمس الأربعاء، لم تسكت أصوات الانفجارات والقصف الجوي والمدفعي والاشتباكات العنيفة حول محيط سلاح المدرعات جنوب الخرطوم وسلاح المهندسين والأحياء المتاخمة له جنوب مدينة أم درمان، فضلاً عن القصف الجوي في أنحاء عدة بشرق الخرطوم في سوبا والمعمورة والمدينة الرياضية، وكذلك في شرق النيل بالخرطوم بحري.

وتسببت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين وارتفاع حدة المعارك في تلك المناطق، إلى تزايد موجات الفرار والنزوح الجماعي لسكان وسط وجنوب غربي أم درمان وجنوب الخرطوم.

مصادر عسكرية أكدت أن الجيش تمكن من دحر هجوم متزامن لـ"الدعم السريع" على ارتكازات قواته في المحيط الشرقي لسلاح المدرعات، ومقر قوات الاحتياطي المركزي بأم درمان في الوقت نفسه، وامتدت المناوشات إلى داخل الأحياء المجاورة حيث فر المقاتلون إلى داخل الشوارع والأزقة وحول منازل المواطنين. 

أشارت المصادر إلى تمكن قوات الهجانة بالفرقة الخامسة مشاة بشمال كردفان من تدمير رتل إمداد لـ"الدعم السريع" على طريق الصادرات (بارا أم درمان). ونفت مزاعم "الدعم السريع" بالاستيلاء على دبابات وعربات قتالية تتبع للجيش في سلاحي المدرعات والذخيرة الشجرة جنوب الخرطوم.

الجيش يرد

وأوضحت المصادر ذاتها أن الجيش رد على تلك الهجمات بقصف مدفعي مكثف على مواقع "الدعم السريع" في كل من الخرطوم وأم درمان، وتمكن من صد كل محاولاته الاستيلاء على بعض المناطق والمقار العسكرية للجيش، في سلاح المهندسين، وشرطة الاحتياطي بأم درمان، وسلاح الإشارة بالخرطوم بحري، وسلاح المدرعات التي لا تزال تخضع لسيطرته أيضاً.

وأفاد شهود عيان بسماع أصوات انفجارات عنيفة متتالية أطلقتها مدفعية الجيش باتجاه مواقع مختلفة لـ"قوات الدعم" حول محيط منطقتي المدينة الرياضية والمعسكرات بمنطقة سوبا جنوب شرقي الخرطوم، والجريف والمنشية والطائف والرياض وبري شرق القيادة العامة للجيش في الخرطوم.

وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبدالله، دحر الجيش لهجمات قوات "الدعم السريع" على سلاح المدرعات، متهماً إياها بقتل المواطنين ونهب ممتلكاتهم في حارات أم بدة (الأولى، الثانية، الثالثة، الرابعة، والخامسة)، جنوب أم درمان، كما نهبوا منازل مواطني منطقتي الدروشاب ونبتة في شمال مدينة بحري.

تفاقم إنساني

في الأثناء، ينحدر الوضع الإنساني في مدن العاصمة السودانية الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان) نتيجة الشح والنفاد الكبير لمخزونات المواد الغذائية والأدوية والرعاية الصحية، سواء من مخزونات المواطنين العالقين داخل العاصمة أو حتى في المتاجر والمحلات مع صعوبة وخطورة الحركة للحصول على الاحتياجات اللازمة، في ظل ضجر واستياء من طول أمد الحرب وغياب أي حلول في الأفق القريب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأطلقت غرفة طوارئ ولجان مقاومة الكلاكلة القبة، نداء استغاثة مشيرة إلى أن نقص المواد الغذائية يهدد المواطنين في المنطقة وأولئك الذين استقبلتهم المنطقة من أحياء الشجرة والعزوزاب، كما استغاثت أيضاً لجان مقاومة أم بدة من القصف العشوائي واستباحة الأحياء ونهبها.

بدورها، حذرت قيادات قبلية في جنوب دارفور من نذر اشتباكات قبلية وشيكة الحدوث بين قبيلتي البني هلبة والرزيقات، إثر قيام قوات "الدعم السريع" بمهاجمة ديار بني هلبة وقتل عدد من المواطنين فيها، بخاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من أبناء القبيلتين داخل قوات "الدعم السريع".

الفاشر تترقب

بعد توقف دام أكثر من خمسة أشهر بسبب الحرب في شمال دارفور، أعلنت حكومة الولاية، استئناف العمل بالمؤسسات الحكومية اعتباراً من يوم الأحد 10 سبتمبر (أيلول) الجاري،

وقرر مجلس الحكومة برئاسة والي الولاية نمر محمد عبدالرحمن، استئناف عدد من المؤسسات الحكومية أعمالها بصورة تدريجية وصولاً إلى طاقة العمل الكاملة.

من ناحية أخرى، كشف محمد أحمد عيسى، مفوض العون الإنساني في ولاية شرق دارفور، عن وصول أكثر من 80 ألف نازح إلى الولاية بسبب الحرب، مبيناً أن الوضع الإنساني بالولاية يحتاج إلى تضافر الجهود من الحكومات والمنظمات الإنسانية لتقديم المواد الغذائية والإيوائية للمتأثرين، مشيراً إلى الشروع في إجراء مسوحات وحصر وتسجيل الوافدين بغرض تقديم المساعدات اللازمة لهم، كاشفاً أن حكومة الولاية قررت فتح الدواوين الحكومية ومزاولة الموظفين لإعمالهم.

كما ناشد المفوض، المنظمات الإنسانية العاملة بالولاية إلى ضرورة التدخل العاجل لمساعدة الوافدين من ويلات الحرب إلى ولاية شرق دارفور، مؤكداً أن الولاية ظلت تستقبل أعداداً كبيرة من الوافدين من مناطق مختلفة.

حل وإلغاء

في الأثناء، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أمس الأربعاء مرسوماً دستورياً بحل قوات "الدعم السريع"، وإلغاء قانونها لعام 2007 وتعديلاته اللاحقة لعام 2019.

استند المرسوم إلى "تداعيات تمرد هذه القوات على الدولة والانتهاكات الجسيمة التي مارستها ضد المواطنين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد، فضلاً عن مخالفتها لأهداف ومهام ومبادئ إنشائها الواردة في قانون الإنشاء".

وفي سياق الحراك الخارجي لبحث تطورات الأزمة السودانية، يتوقع أن يزور وفد من "الحرية والتغيير" (الكتلة الديمقراطية) خلال الأيام المقبلة، العاصمة الإرتيرية أسمرا، بدعوة من الرئيس أسياسي أفورقي، بقيادة جعفر الصادق الميرغني رئيس الكتلة، وعدد من القيادات تضم رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك، ومني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، ومبارك الفاضل رئيس "حزب الأمة".

عقوبات وتحذيرات

وفي أعقاب فرض (الخزانة الأميركية) عقوبات على شقيق حميدتي عبدالرحيم دقلو قائد ثاني قوات "الدعم السريع"، وعبدالرحمن جمعة قائد قطاع الجنينة، لاتهامهما بارتكاب فظائع وانتهاكات والقتل على أساس عرقي في دارفور، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، كل الجهات الخارجية إلى تجنب تأجيج الصراع الدائر في السودان، مشدداً على أن بلاده لن تتردد في استخدام الأدوات المتاحة لإعاقة قدرة قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني على إطالة أمد الحرب.

وذكرت واشنطن أن العقوبات ستطاول كل من يتعامل بشكل مباشر أو غير مباشر مع شقيق حميدتي أو كيانات أو أنشطة تابعة له بعد تجميد ممتلكاته ومصالحه كافة، مجددة التزامها بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان.

ومن القاهرة حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من مغبة انزلاق السودان نحو حرب أهلية شاملة، وضرورة العمل لتفادي حدوث ذلك.

البرهان إلى الدوحة

وأكد وزراء الخارجية العرب في اختتام أعمال الدورة 160 لاجتماعهم الدوري بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، على الحفاظ على سيادة السودان ووحدته ومنع التدخل في شؤونه الداخلية، واعتبار ما يحدث شأناً داخلياً والحيلولة دون أي تدخل خارجي. كما رحب الاجتماع بمبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية بشأن دعم القطاع الزراعي في السودان.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير