Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تزويد أوكرانيا بـ14 دبابة من المملكة المتحدة لا يكفي

لقد تفوق حلفاؤنا الأوروبيون في الدعم العسكري الذي يقدمونه للرئيس زيلينسكي

جنود أوكرانيون يقفون على دبابة تشالنجر 2 في دورست بالمملكة المتحدة (رويترز)

ملخص

يدعو حزب العمال المعارض وزير الدفاع البريطاني الجديد إلى اعتماد خطة عاجلة لمساعدة أوكرانيا على هزيمة الرئيس بوتين

إن الشعور بالرضا عن النفس يمكنه أن يكون عدو النجاح في أوكرانيا. لقد مضى أكثر من 564 يوماً على اجتياح الرئيس بوتين غير الشرعي لأوكرانيا، والذي هز الأسس السائدة حول الأمن والاستقرار الأوروبي والبريطاني. إن الحرب في أوروبا هي تذكير قاس بأنه كي نكون آمنين في بلادنا، لا بد لنا أن نكون أقوياء في الخارج وأن يكون حلفاؤنا أفضل مصدر لقوة المملكة المتحدة الاستراتيجية. إن الدفاع عن المملكة المتحدة يبدأ من أوكرانيا.

على رغم الدفاعات الروسية التي تعتمد على التمترس العميق في خطوط دفاع ملغمة بشكل كبير، بدأ الأوكرانيون في الإمساك بزمام المبادرة تدرجاً على الجبهات في الجنوب، إضافة إلى عملهم على تنويع أشكال استهدافهم العدو مثل ضرب مطاراته العسكرية في العمق الروسي، واستهداف بعض مواقعه في شبه جزيرة القرم، إضافة إلى استهداف السفن الحربية الروسية في البحر الأسود.

كان البعض قد انتقد التقدم البطيء الذي يحرزه الهجوم المضاد الأوكراني، لكن لا بد من التأكيد أن القوات الأوكرانية تحرز تقدماً يشبه وتيرته ذلك الذي كانت تحرزه القوات العسكرية البريطانية خلال إنزال نورماندي إبان الحرب العالمية الثانية.

لا بد من التأكيد أن الحكومة البريطانية ستستمر في الحصول على دعم حزب العمال المعارض الكامل بخصوص توفيرها الدعم العسكري إلى أوكرانيا، إضافة إلى دعم هذا الحزب العمل على تعزيز قدرات الحلفاء من دول حلف الأطلسي وهذا يشكل التزاماً سأشدد على ضرورته لوزير الدفاع البريطاني الجديد، عند لقائه في مجلس العموم. إن الرئيس بوتين يقاتل في حربه على الجبهات السياسية تماماً كقتاله على الجبهات العسكرية.

بعد أكثر من 18 شهراً على بداية هذه الحرب، ليست هناك أي مؤشرات على أن أهداف الرئيس بوتين الاستراتيجية قد تغيرت. إنه يسعى إلى تشكيل منطقة سيطرة روسية أكبر حول حدود بلاده، وهو يسعى أيضاً إلى بث الانقسام وإضعاف الدول الغربية كي يدب فيها التعب جراء الجهود المبذولة لدعم أوكرانيا. بوتين يعتقد أن الدول الغربية لن تستمر [في دعمها] حتى النهاية. إن الذين يطالبون أوكرانيا بالسعي إلى الدخول في مفاوضات من أجل تحقيق السلام يخدمون أهداف الرئيس بوتين القذرة.

بعد أكثر من 20 عاماً، لم يتخل بوتين يوماً عن أراض كان قد استولى عليها من طريق القوة. إن العمل على تحقيق وقف لإطلاق النار الآن من شأنه منح أراض جديدة لروسيا، والسماح لقوات بوتين العسكرية بإعادة تجميع قطاعاتها، وتعميق احتلالها الأراضي الأوكرانية، وتشريع نهجها المبني على التعذيب، والاغتصاب، والتصفية الجسدية. كل تلك التهديدات ستسود على المدى الطويل.

من المتوقع أن يصعد حزب العمال البريطاني المعارض إلى السلطة في بريطانيا العام المقبل، لكن ذلك لن يؤدي إلى أي تغيير في مستوى التصميم البريطاني للوقوف إلى جانب أوكرانيا، والعمل معها على مواجهة العدوان الروسي، وملاحقة الرئيس بوتين بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد كنت فخوراً بالدعم الذي قدمته المملكة المتحدة لأوكرانيا حتى الآن، والدور القيادي الذي لعبته بريطانيا في دفع جهود الحلفاء لبذل المزيد من أجل أوكرانيا. وأنا أود أن أكون قادراً على قول الشيء نفسه بعد ستة أشهر من الآن. وفيما كان رئيس الوزراء قد وعد "بتسريع" توفير الدعم المقدم من المملكة المتحدة لأوكرانيا في يناير (كانون الثاني) من مطلع هذا العام، أنا قلق من أن قوة الدفع التي كانت قد توفرت لمساعداتنا العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا هي بصدد التداعي.

إن إعلان بريطانيا قرارها بتوفير 2.3 مليار جنيه استرليني (2.86 مليار دولار) من المساعدات العسكرية لأوكرانيا هذا العام، كان قد اتخذ في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. لقد أصدرت ألمانيا للتو التزاماً يمتد لسنوات عدة لتوفير الدعم لأوكرانيا من طريق تخصيص تسعة مليارات جنيه استرليني (11.19 مليار دولار).

إن إعطاء بريطانيا 14 دبابة بريطانية من طراز تشالنجر-2 لأوكرانيا، قد يبدو وكأنه منحة لدبابات من الطراز الأول، لكن جهودنا تبدو اليوم مقزمة مقارنة بجهود بعض الدول الأوروبية الحليفة الأخرى. لقد التزمت بولندا توفير 324 من دباباتها لأوكرانيا، فيما التزمت التشيك توفير 90 دبابة، وهولندا 89 دبابة.

وفيما قررت الحكومة البريطانية في النهاية في الأسبوع الماضي تصنيف مجموعة فاغنر كمنظمة إرهابية، كان حزب العمال البريطاني قد طالب بتنفيذ تلك الخطوة منذ فبراير (شباط) الماضي، كما كان البرلمان في الاتحاد الأوروبي قد سبقنا وصوت من أجل ذلك في وقت متأخر من العام الماضي.

يجب أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب، ويجب أن تخسر روسيا هذه الحرب. وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس، كان قد فهم هذه الضرورة بشكل جيد، وعلى وزير الدفاع الجديد غرانت تشابس، أن يمنح هذه القضية كل تركيزه.

لقد تعرضت القوات المسلحة البريطانية إلى عملية "إفراغ من الداخل" [على مدى الـ13 عاماً الماضية بسبب سياسة التقشف المالي]، وذلك بحسب وصف وزير الدفاع بن والاس في كلمة له في مجلس العموم البريطاني. منذ 2010، سرحت الحكومة البريطانية أكثر من 25 ألفاً من الجنود من الخدمة في الجيش البريطاني، وأخرجت كذلك من الخدمة واحدة من كل خمس سفن عاملة في البحرية الملكية، وأكثر من 200 طائرة عسكرية من خدمات القوات الجوية الملكية خلال السنوات الخمس الماضية وحدها. إن وزير الدفاع الجديد غرانت تشابس يتولى وظيفة خطرة في زمن خطر، إذ توفر حس القيادة السياسية هو على القدر نفسه من الأهمية في توفر حس القيادة العسكري.

إن الشعور بالرضا عن النفس يمكن أن يكون عدو النجاح في أوكرانيا. بعد توليه مهام وزير الدفاع الجديد، على [غرانت تشابس] اعتماد خطة بريطانية عاجلة لمساعدة أوكرانيا على هزيمة الرئيس بوتين.

ولتحقيق ذلك عليه أولاً، تسريع وتيرة توفير المساعدات العسكرية، كما كان قد وعد [رئيس الوزراء] ريشي سوناك. ثانياً، عليه مضاعفة الجهود التي تبذلها المملكة المتحدة ضمن إطار الدبلوماسية الدفاعية للعمل على تعزيز وحدة الدول الغربية. ثالثاً، على وزير الدفاع الجديد أن يكشف عن الضمانات الدفاعية البعيدة المدى التي كانت مجموعة الدول الصناعية السبع قد أعلنتها خلال قمة حلف الأطلسي الأخيرة.

على الجبهات الثلاث هذه، إذا نجح الوزراء في المبادرة والعمل، فإن حزب العمال المعارض سيقف جاهزاً لدعم جهودهم.

جون هيلي هو وزير الدفاع في حكومة الظل العمالية، وهو نائب عن حزب العمال في البرلمان عن دائرة وينتورث ودارن

© The Independent

المزيد من آراء