Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رجل فقد 32 فردا من عائلته: إعصار درنة جرفهم كيلومترات عدة إلى البحر

"أرى الأنقاض والدمار والمأساة ورائحة الموت في كل مكان. درنة الآن مدينة ميتة"

ملخص

رجل يفجع بموت عائلته: "جرفتهم المياه إلى البحر"... وحصيلة الضحايا تبلغ 20 ألفاً.

تخشى عائلات الأشخاص الذين جرفتهم السيول والفيضانات الكارثية في ليبيا ألا تعثر أبداً على جثث وأشلاء أحبائها وسط تحذيرات باحتمال بلوغ حصيلة الوفيات 20 ألفاً.

وفي حديثه مع صحيفة "اندبندنت"، قال حمدي بورواق الذي فقد 32 فرداً من عائلته في العاصفة إن المسؤولين المحليين حذروا من احتمال وصول حصيلة الوفيات بسهولة إلى هذا العدد، في ظل إحصاء نحو سبعة آلاف ضحية مؤكدة فيما أفيد عن فقدان نحو 10 آلاف شخص آخرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان قسم كبير من عائلة السيد بورواق موجوداً في مدينة درنة على البحر المتوسط حين محتها السيول التي تدفقت في مجاري الأنهار الجافة إثر عاصفة دانيال الهوجاء، وحطمت سدوداً عدة في مسارها.

وقال الرجل الستيني إن عائلة خالته بأكملها قتلت فوراً ومن بينهم أطفال، فيما "جرف (منزلهم) عدة كيلومترات إلى البحر". وتحدث عن المخاوف بأن تتسبب الجثث المتعفنة العالقة تحت أنقاض المباني والطين بانتشار الأوبئة في الأيام المقبلة.

سارع المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للبلد الذي دمرته الحروب، وقد أعلنت المملكة المتحدة بعد ظهر الأربعاء عن تقديمها حزمة مساعدات أولية بقيمة مليون جنيه استرليني.

وقال السيد بورواق فيما كان في طريقه نحو أكثر المناطق تضرراً برفقة موكب من المعدات والمؤن "كان أفراد عائلتي نائمين عند الثالثة صباحاً حين جرفت المياه مبناهم بأكمله إلى البحر. جرفت المياه ربع مدينة درنة".

"تكلمت مع الناجين من أبناء عمومتي. أخبروني أن بعض الجثث عالقة تحت الأنقاض فيما سحبت المياه جثثاً أخرى إلى البحر، وعلى رغم الجهود الجبارة التي تبذل لاستعادتها فلن يكون من الممكن العثور على الجميع".

وأضاف "إن المسؤولين عن هذا البلد لم يضعوا إجراءات لحالات الطوارئ من أجل التعامل مع حادثة كارثية بهذا الحجم".

أرسل السيد بورواق لصحيفة "اندبندنت" صوراً التقطها نجله في مركز المدينة. وتظهر الصور سيارات سحبتها المياه القوية ورفعتها فعلقت بين الأشجار والمباني، كما دمرت المياه مستودعات بكاملها وأحدثت فجوات كبيرة في جدران المباني.

وتكلم عن المخاوف بأن تكون الأمراض الخطر القادم عليهم.

وتابع السيد بورواق بقوله "نحاول أن نقوم بكل ما نقدر عليه. أعمل مع فرق الكشافة لجلب الأدوية والمواد الغذائية والحليب وأي شيء يمكننا الحصول عليه إلى المدينة".

من جانبه، قال أحد عناصر الأمن الليبي الذي أرسل إلى درنة، وقد طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول التحدث مع الإعلام، إن الدمار هائل لدرجة أنه "من غير الممكن التعبير عنه بالكلام".  

فقد أكرم، العضو في الجيش الوطني الليبي التابع للواء حفتر، فردين من عائلته وأصدقاء عدة في الفيضانات وكان في إحدى ضواحي درنة، يعمل على إجلاء المواطنين.

وقال أكرم "أرى الأنقاض والدمار والمأساة ورائحة الموت. درنة الآن مدينة ميتة. دمرت أربع مناطق في الأقل".

وأضاف "نوزع المساعدات على الأشخاص بعد إجلائهم. إنهم يعيشون في ملاجئ موقتة ومدارس وفي منازل المواطنين والمؤسسات الاجتماعية في كل مكان".  

وفقاً للأمم المتحدة تضرر مئات آلاف الأشخاص من بينهم أطفال كثر جراء الكارثة التي طاولت مدن البيضاء ومرج ودرنة الساحلية.

تأوي المدارس 20 ألف شخص في الأقل ممن شردوا، بينما لا يزال سبعة آلاف عالقين في مناطق نائية، كما تقول وكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف.

في هذه الأثناء، سارع المجتمع الدولي إلى تلبية نداء النجدة من ليبيا، الدولة الواقعة في براثن النزاعات والفصائل المسلحة المتناحرة منذ إطاحة الديكتاتور معمر القذافي وموته في 2011 بعدما حكم البلاد ردحاً من الزمان.

وفي هذا الإطار. أرسلت دول عدة بدءاً من الولايات المتحدة وإيطاليا ووصولاً إلى الإمارات طائرات محملة بالمواد الغذائية والمعدات الطبية والخيام إلى ليبيا.

وأعلنت المملكة المتحدة الأربعاء تخصيص حزمة مساعدات بقيمة مليون جنيه استرليني أوضحت وزارة الخارجية أنها "مساعدات أولية" لتوفير العون.

وصرح وزير الخارجية جيمس كليفرلي بأن "المملكة المتحدة ملتزمة دعم ليبيا في أعقاب هذه الفيضانات المدمرة".

"سوف يمنح التمويل الذي أعلن عنه اليوم مساعدات منقذة للأرواح للأشخاص الأشد تضرراً من السيول، ومن بينهم النساء والأطفال الذين شردوا من منازلهم".

لكن عمليات الإنقاذ والإغاثة تواجه تعقيدات إضافية بسبب الانقسامات السياسية الحادة في البلد الذي يقطنه سبعة ملايين نسمة، والواقع تحت سيطرة إدارتين متناحرتين. وتتخذ حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً من طرابلس الغرب، مقراً لها، فيما تقابلها إدارة أخرى تعمل بالتوازي في الشرق، حيث تقع درنة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير