ملخص
جواسيس بلغار لصالح روسيا في عقر دار بريطانيا.
أعلن ممثلو الادعاء البريطاني أن خمسة مواطنين بلغار يشتبه في قيامهم بالتجسس لمصلحة روسيا، ستوجه إليهم تهمة بالتآمر للتجسس.
وكان ثلاثة من أعضاء شبكة التجسس، الذين عاشوا في المملكة المتحدة أعواماً، قد اتهموا في فبراير (شباط) الماضي بحيازة وثائق مزورة لاستخدامها "بنية غير سليمة"، قيل إنها تشمل جوازات لدول عدة.
وقد اعتقل كل من أورلين روسيف وبيزور دزامبازوف وكاترين إيفانوفا في بريطانيا، في إطار تحقيق أجري بموجب "قانون حماية الأسرار الرسمية" Official Secrets Act (تشريع ينص على حماية أسرار الدولة والمعلومات الرسمية المتعلقة بالأمن القومي)، عندما دهمت شرطة مكافحة الإرهاب منازل في ضاحية هارو في لندن الكبرى، وبلدة "غريت يارموث" في مقاطعة نورفولك شرق إنجلترا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشملت الوثائق التي زعم أنها وجدت بحوزتهم، جوازات سفر وبطاقات هوية لدول منها المملكة المتحدة وبلغاريا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان وجمهورية التشيك.
وقد تم احتجاز الأفراد الثلاثة بعد توجيه التهم إليهم في فبراير الماضي، ثم ظهروا في محكمة "أولد بايلي" Old Bailey في لندن في الـ31 من يوليو (تموز)، ووضعوا مجدداً رهن الاحتجاز.
وبحسب ما ورد في التحقيقات، فقد عاش المشتبه فيهم الثلاثة في المملكة المتحدة أعواماً، وعملوا في وظائف مختلفة، وعاشوا في ممتلكات في الضواحي.
وقد ادعى روسيف الذي كان عنوانه الشهر الماضي في دار الضيافة "هيدي" Haydee في بلدة "غريت يارموث"، على موقع "لينكد إن" أنه كان مستشاراً لوزير الطاقة البلغاري. ولدى انتقاله إلى المملكة المتحدة في عام 2009 بحسب ما ورد، أمضى ثلاثة أعوام في منصب رئيس فني في إحدى شركات الخدمات المالية، ويذكر أنه كان يمتلك شركة تعمل في مجال "الذكاء الاصطناعي" AI وأنظمة الاتصالات المتقدمة لمدة 10 أعوام.
وقال أشخاص يعملون في شركات في الشارع نفسه الذي يقع فيه فندق "هيدي"، إنهم لم يروا أي مؤشر إلى وجود ضيوف في ذلك العقار منذ عام في الأقل.
أما الجيران الذين يعيشون بالقرب من كاترين إيفانوفا وبيزور دزامبازوف في "طريق مسدود هادئ" في ضاحية هارو، فأعربوا عن دهشتهم عندما بدأت المعلومات بالظهور حول الأعوام التي أمضاها الثنائي في بريطانيا والتي بدت هادئة.
وقالوا إن الزوجين اللذين أطلقا على نفسيهما اسمي ماكس وكايت، "ظلا متواريين عن الأنظار"، وكانا يقيمان بجوار أحد عناصر الشرطة.
وبحسب أحد سكان المحلة فإن الزوجين اللذين ينحدران في الأصل من العاصمة البلغارية صوفيا، عاشا مع والدة إيفانوفا. وقيل إن دزامبازوف كان يعمل سائقاً في مستشفى، ومسؤولاً عن نقل الدم بين بنوك الدم.
وقال جار سابق آخر إن إيفانوفا ودزامبازوف استمتعا بالقيام برحلات إلى الخارج، وإقامة حفلات شواء في الفناء الخلفي لمنزلهما، بينما كان الرجل يمارس في كثير من الأحيان رياضة رفع الأثقال في منزله مع أحد أصدقائه.
واستناداً إلى حساب إيفانوفا على "لينكد إن" فقد عملت مساعدة مختبر في شركة رعاية صحية خاصة، وكانت مقيمة في المملكة المتحدة منذ عام 2013 في الأقل.
كان الزوجان منخرطين في منظمة مجتمعية تدعم البلغار، وقيل إنهما عملا في اللجان الانتخابية في لندن التي تساعد المغتربين البلغار على التصويت.
أحد سكان المنطقة الذي لم يرغب في الكشف عن هويته، قال لصحيفة "اندبندنت" إنه كثيراً ما كان يلقي بالتحية على الثنائي، واصفاً إياهما بأنهما "جاران" ودودان وعاديان ومتحدثان".
ووصف رجل يعمل في متجر على بعد مسافة قريبة دزامبازوف، بأنه "إنسان عادي يدخل إلى متجره ويخرج"، شأنه شأن أي شخص آخر.
جارة أخرى تدعى داليا كاهوليف وصفت الثنائي بأنهما "متحفظان". وقالت إن "الحي يتسم بأجواء ودية، لكن حقيقة أننا لم نتواصل قط تشير إلى أنهما كانا نوعاً ما منعزلين عن الناس".
وقال عدد من السكان إنهم لاحظوا وجوداً كبيراً للشرطة على الطريق في شهر فبراير، عندما تم القبض على الشخصين.
وقال بيلي وهو نادل يبلغ من العمر 28 سنة، إن "هناك كثيراً من الأحداث غير العادية في هذا المكان، التي غالباً ما تمر من دون أن يلاحظها أحد. فهذه المدينة تشهد تقلبات كبيرة في الوقت الراهن، وتشبه إلى حد ما قطار الملاهي، فتكون إما هادئة للغاية أو حافلة بالأحداث. إنها مدينة ساحلية، ومن ثم تواجه تحديات فريدة لسوء الحظ".
رئيس "قسم الجرائم الخاصة ومكافحة الإرهاب" Special Crime and Counter Terrorism Division في "النيابة العامة" Crown Prosecution Service نيك برايس قال عن الاتهامات الموجهة إلى المواطنين البلغار الثلاثة: "لقد سمحت ’النيابة العامة‘ بتوجيه تهمة التآمر للتجسس، ضد ثلاثة رجال وامرأتين يشتبه في قيامهم بالتجسس لمصلحة روسيا".
وأضاف "سيواجه كل من أورلين روسيف (45 سنة)، وبيزور دزامبازوف (41 سنة)، وكاترين إيفانوفا (31 سنة)، وإيفان ستويانوف (31 سنة)، وفانيا غابيروفا (29 سنة)، اتهامات تتعلق بالتآمر لجمع معلومات بقصد إفادة العدو بشكل مباشر أو غير مباشر، بما يضر بسلامة الدولة ومصالحها. ويزعم أن هذه الأنشطة حصلت في الفترة الممتدة ما بين الثلاثين من أغسطس (آب) 2020، والثامن من فبراير 2023".
وتابع يقول "إضافة إلى ذلك، تم اتهام روسيف ودزامبازوف وإيفانوفا سابقاً في الـ11 من فبراير 2023 بحيازة وثائق هوية مزورة بنيات غير سليمة، بموجب المادة الرابعة من ’قانون وثائق الهوية لعام 2010‘ Identity Documents Act 2010". وأشار إلى أن "هذه الاتهامات تأتي في أعقاب تحقيق أجرته شرطة العاصمة".
ومن المقرر أن يمثل الخمسة جميعاً أمام "محكمة وستمنستر" Westminster Magistrates' Court في الـ26 من سبتمبر (أيلول) المقبل.
قادة وكالات الاستخبارات لفتوا إلى أن "جزءاً متزايداً من مسؤولياتهم قد تم تخصيصه لمعالجة "التهديدات الصادرة عن دول معادية". وكانت روسيا على وجه الخصوص موضع تركيز مهم منذ محاولة اغتيال العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في سالزبوري في 2018، باستخدام غاز الأعصاب "نوفيتشوك".
© The Independent