بتمويل من برنامج الأغذية العالمية، يقيم سكان قرية "البغدادي" الريفية بالقرب من مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر عرضا مسرحيا عن "الحياة والموت"، لتوعية قاطني القرية بالتداعيات السلبية للتغيرات المناخية وتأثيرها الكبير على المحاصيل والمنتجات الزراعية.
وبحسب ما نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، فإن أهالي القرية الصعيدية أقاموا ذلك العرض المسرحي لتعليم المزارعين في صعيد مصر مواجهة التغييرات المناخية، وزيادة إنتاج محصول القمح.
وفي المسرحية التي تعرض المشكلة، تبدأ بمشهد يتساءل فيه أحد الممثلين، الذي يلعب دور مزارع لاحظ أن محصول جاره من القمح بلغ ضعف محصوله، قائلاً "ما هو سرك؟"، ليردّ الآخر مستخدما مصطلحا عربيا عن التغير المناخي قائلا "أنا تأقلمت مع التغيرات المناخية".
ومع بداية العرض المسرحي، يحتشد المزارعون في قرية "البغدادي" حول المسرح المقام في الهواء الطلق للمشاهدة، ويتمايلون من الضحك على الرغم من أن العرض يتضمن مشاهد عن الحياة والموت. إذ تحكي المسرحية قصة مزارع يرفض التعاون مع جيرانه لمواجهة التغير المناخي أو المساعدة في تكاليف تبطين قناة للري لتقليص الفاقد من المياه. وعندما يواجه الموت بعد أن لدغه ثعبان يدرك خطأه في هذه الطرق.
وتشجّع المسرحية المزارعين على التعاون بدمج أراضيهم الصغيرة لزيادة حجم المحصول واستخدام تقنيات الري والزراعة لمواجهة التغير المناخي والمناخ الأكثر حرا في الجنوب.
وتناقش المسرحية ردا حكوميا على موجة مناخية حارة بدأت قبل 9 سنوات، ما تسبب في خفض إنتاج القمح، وهو الغذاء الرئيس لنحو 100 مليون شخص، مشجعة الأهالي على التعاون من خلال الجمع بين أراضيهم الصغيرة واستخدام التقنيات الحديثة في الري والزراعة لزيادة الإنتاج ومواجهة تغير المناخ والطقس الأكثر دفئاً في الجنوب.
وبحسب بلومبيرغ، يعدّ التغير المناخي قضية مهمة لمصر، حيث توفر الزراعة نحو 28% من كافة الوظائف. ويقول برنامج الغذاء العالمي الذي يمول مشروع فريق التمثيل والمسرح إن التغير المناخي يهدد بخفض إنتاج الغذاء في صعيد مصر بنحو 30% في الأقل بحلول 2050.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي فكرة المسرح لمواجهة التغيرات المناخية، والتي تجوب بشكل منتظم نحو 50 قرية في جنوب مصر، تعبيرا عن الثقافة المحلية، واللهجة المميزة لأهالي الصعيد في جنوب البلاد.
ونقلت "بلومبيرغ" عن علي حزين، المسؤول عن التنمية الريفية ومشروعات المساعدات الغذائية في وزارة الزراعة المصرية، قوله إن "جرس الإنذار" للتغير المناخي في مصر كان موجة حارة في 2010 دمرت محصول القمح.
ووفقا لعثمان الشيخ، رئيس المبادرة، فإن البرنامج يواجه بعض المقاومة، مشيرا إلى أن مزارعا عجوزا سألهم خلال أحد الاجتماعات "كيف نغير المناخ الذي صنعه الله؟".
وبحسب التقرير فإن فوائد المسرح ملموسة في قرى مثل "البغدادي"، حيث يعلّم المشروع المزارعين كيفية الحفاظ على المياه ويشجعهم على إزالة الأسوار والجدران التي تفصل حيازات الأرض، كما أنه أسهم في استبدال مضخات الري التي تعمل بالطاقة الشمسية بمضخات الديزل باهظة الثمن، ويتم بث تحذيرات الطقس في المساجد المحلية وعبر تطبيق الهاتف المحمول.
وبحسب "الشيخ"، فقد أدت هذه الإجراءات إلى زيادة إنتاج القمح بنسبة 30٪ إلى 40٪، وقصب السكر بنسبة 25٪ إلى 30٪، مع تقليل استخدام المياه بنسبة تصل إلى 30٪، حيث يأمل البرنامج في توسيع نطاقه ليشمل 5 محافظات شمالية أخرى بتمويل إضافي.