Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لحام" مبادرة سودانية تواجه السرقات بـ"الحديد والنار"

تصفيح أبواب المنازل في العاصمة لمنع اللصوص وإشادات من المواطنين

يرى مواطنون أن مبادرة لحام حققت نجاحات كبيرة وباتت من الحلول الناجعة لحماية وتأمين المنازل (مواقع التواصل)

ملخص

تم الإبلاغ عن سرقة 16 ألف مركبة في الخرطوم منذ بدء الحرب... فهل تنجح مبادرة "لحام" في منع السرقات؟

وسط معاناة ومصاعب كبيرة يكافح شباب متطوعون تحت دوي الرصاص والقصف لتأمين منازل المواطنين في مناطق وأحياء عدة بالخرطوم، تجنباً لحوادث السلب والنهب وتقديم نموذج جديد من أنواع التكافل الاجتماعي في ظروف الحرب، إذ لم تفتقد العبقرية الشعبية السودانية يوماً للابتكار أو تعاني اندثار الأفكار الخلاقة حتى في الأوقات العصيبة.

يمكن اعتبار أصحاب مبادرة "لحام" تجمعاً طارئاً على العمل الميداني ووقف زحف جرائم السرقة في المنازل التي هجرها سكانها عقب موجة النزوح الكبيرة من العاصمة بسبب تصاعد وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، إذ ينشط الشباب في وضع ألواح حديدية على أبواب البيوت واستخدام أدوات اللحام للإغلاق المحكم والتأمين من الكسر واللصوص في آن معاً.

تطوع مجاني

لم يكترث أصحاب المبادرة لأخطار القصف المدفعي والجوي، وشرع كثيرون في الالتحاق بالمجموعة للعمل بأحياء مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان كمتطوعين ومن دون مقابل مالي لحماية منازل المواطنين النازحين داخل البلاد وخارجها عبر اتخاذ إجراءات الحماية والوقاية بطرق مبتكرة للتأمين من الخلع والسطو.

اللافت أن الشباب المتطوعين وإلى جانب عملهم اليومي، وفروا معدات اللحام من دخلهم الخاص، علاوة على مساهمات آخرين، ووجدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي، مما فتح الباب أمام جذب عدد كبير من المتطوعين لتأمين البيوت.

تضافر الجهود

رأى عبدالمنعم خضر أن "انضمامه للمبادرة رد فعل طبيعي لأي سوداني يحب بلده وأهله بخاصة في ظل ظروف الحرب الراهنة، لأن السودانيين عاشوا أصعب فترة من عمرهم خلال أشهر الصراع المسلح وكانوا إلى جانب بعضهم، فكيف نحن نرى أهلنا وإخوتنا في محنة ولا نقف إلى جانبهم".

وأضاف خضر أن "عمليات السلب والنهب طاولت غالبية منازل المواطنين في الخرطوم والخسائر كبيرة جداً ولا يمكن حصرها بسهولة، إذ إن قطاعاً كبيراً من السكان فقد السيارات والأثاث والأجهزة الكهربائية والمقتنيات الثمينة تعب في ادخارها سنوات عدة".

 

 

وأشار المتحدث إلى "أهمية توحيد وتضافر القوى الشبابية وتوجيهها بالشكل الصحيح من أجل تأمين البيوت بوسائل حماية متنوعة على رغم الأخطار الجمة التي يمكن أن تعترضهم سواء من ناحية الاشتباكات أو العصابات المسلحة التي تنتشر في أحياء الخرطوم بحثاً عن غنائم".

وواصل خضر "وجدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من السكان، وقدم بعضهم عدداً من المعدات الخاصة بعمليات اللحام، والتحق أصحاب بعض الورش بالعمل، لكن أزمة الكهرباء تحول دون انتظام تنفيذ الخطة كاملة، خصوصاً في الأحياء التي تشهد قطوعات منتظمة".

وسائل جديدة

اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان، أو العبور إلى دول الجوار، خصوصاً مصر وتشاد، وفر نحو 2.8 مليون شخص من الخرطوم التي تشهد قصفاً جوياً وبالمدفعية الثقيلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اعتبر عضو المبادرة زكريا بابكر أن "التصدي لأعمال السرقة المنتشرة هذه الأيام يتطلب وسائل جديدة لحماية المنازل في ظل الغياب التام للأجهزة الأمنية والشرطة وتكوين فريق فاعل ومتفاعل على أرض الواقع يعمل على تأمين الأبواب عن طريق استخدام أدوات اللحام للإغلاق المحكم حتى تصعب مهمة اللصوص في الكسر والدخول لأن معظمهم يخشون الانتظار الطويل في عمليات النهب".

ولفت بابكر إلى أن "عدداً من شباب المبادرة متخصصون في عمليات الورش واللحام، ويقوم آخرون بمساعدتهم بعد تجهيز المعدات المتمثلة في الماكينة والحديد وأدوات السلامة من نظارات وخوذ وأوقية الذراع والقدم والمرايل، وبعدها تبدأ عملية اللحام من أسفل الأبواب إلى أعلاها، ومن ثم تنظيف مكان اللحام من خلال الطرق عليه بالشاكوش وتنظيفه بالفرشاة السلكية".

ونبه عضو المبادرة إلى "خطورة الوضع وصعوبة الحركة بسبب القصف المدفعي والجوي، لذلك يعمل الشباب المتطوعون على تحديد الممرات الآمنة للوصول إلى المنازل واختيار الأيام التي لا تشهد تصاعداً في القتال لإنجاز العمل داخل الأحياء بمدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان".

حلول ناجعة

المواطن صالح سعدابي، من منطقة أم درمان الفتيحاب، قال إن "مبادرة لحام حققت نجاحات كبيرة وباتت من الحلول الناجعة لحماية وتأمين المنازل التي هجرها سكانها بدليل فشل اللصوص في كسر الأبواب بشهادة عدد من السكان الذين لم يغادروا مدينة أم درمان حتى الآن، إذ باتت عصابات النهب تركز على البيوت التي يسهل تحطيم أبوابها".

 

 

وأشار سعدابي إلى أنه "استفاد من تجربة المبادرة وحصن باب منزله بقطع حديدية ولحام محكم قبل المغادرة إلى ولاية الجزيرة جنوب العاصمة للحاق بأسرته بعد أن أمضى أكثر من خمسة أشهر في مدينة أم درمان".

لم يخف سعدابي قلقه من الكلفة الإضافية التي تقتضيها هذه الخطوة، فقد أصبح المواطن مكرهاً على إنفاق نحو 35 ألف جنيه نحو (50 دولاراً) لتأمين منزله أو الاستعانة بشباب المبادرة في الحي الذي يقطنه لحماية بيته من السرقة".

إحصاءات حكومية

كشف المدير العام لقوات الشرطة، وزير الداخلية السوداني المكلف، خالد حسان محيي الدين، عن أن عدد السيارات التي تم نهبها من ولاية الخرطوم والإبلاغ عنها حتى الآن بلغت 16 ألف مركبة، وتعاملت معها السلطات عبر أنظمة المرور والتنسيق مع الإنتربول لضبطها وإرجاعها.

وأشار إلى القبض على عدد كبير من المتهمين الذين نهبوا أموال المواطنين ومجوهراتهم بعدد من ولايات السودان.

وأعلن وزير الداخلية عن تلقي الشرطة عبر منصة "خدمة البلاغ الإلكتروني" نحو 15702 عربة منهوبة تم الإبلاغ عنها من المواطنين.

وناشد المدير العام للشرطة المواطنين بالتوجه لأقسام الشرطة في أي ولاية لفتح بلاغات عن المفقودات والمنهوبات أو عبر البلاغ الإلكتروني.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات