ملخص
أعلن حلف شمال الأطلسي أنه سيتم نشر نحو 600 جندي بريطاني في كوسوفو لتعزيز وجود التكتل في الإقليم الصربي السابق الذي شهد الأسبوع الماضي اشتباكات مسلحة
أعلن رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، اليوم الإثنين، عن أن "الهجوم الإرهابي" الأخير الذي نفذته وحدة كوماندوس شبه عسكرية كان جزءاً من "خطة أوسع" لصربيا "لضم" شمال كوسوفو، الذي تسكنه غالبية من الصرب.
وكتب كورتي على منصة "إكس"، "استناداً إلى الوثائق المضبوطة، أكدت شرطة كوسوفو أن الهجوم الإرهابي (في بانغسكا) كان جزءاً من خطة أكبر لضم شمال كوسوفو من خلال هجوم منسق على 37 موقعاً".
وكانت الخطة، بحسب قوله، "إقامة ممر إلى صربيا لتأمين إمدادات في العديد والعتاد".
وفي الهجوم الذي وقع في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي، قتلت قوة كوماندوس تضم عشرات الرجال بقتل شرطي من ألبان كوسوفو وإصابة آخر على حاجز قرب بلدة بانجسكا في شمال كوسوفو.
وقتل ثلاثة من عناصر الكوماندوس جميعهم من صرب كوسوفو، واعتقل ثلاثة خلال عملية شنتها في وقت لاحق القوات الخاصة التابعة لشرطة كوسوفو.
بدورها، قالت وزيرة خارجية كوسوفو، دونيكا جيرفالا شوارتز، إن نشر قوات صربية على حدود كوسوفو يذكر بتصرفات روسيا قبل غزوها أوكرانيا، وحثت الاتحاد الأوروبي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح بلغراد مثل تجميد ترشحيها للانضمام إلى الاتحاد.
ويأتي التحذير بعدما قالت الولايات المتحدة، الجمعة، إنها تراقب حشداً عسكرياً صربياً مثيراً للقلق على حدود كوسوفو مما يزعزع استقرار المنطقة. وقال حلف شمال الأطلسي، إنه أعطى موافقة على نشر قوات حفظ سلام إضافية في كوسوفو.
وقالت شوارتز لإذاعة "دويتشلاندفونك" الألمانية في مقابلة، اليوم الإثنين، "لم يحدث مثل هذا التجمع للقوات في السنوات الماضية... تثير الأسلحة الموجودة هناك والدبابات قلقنا لأننا لا نعرف كيف سيكون رد فعل المجتمع الدولي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت أن الأمر لا يتعلق فقط بنشر صربيا لقواتها على مشارف إقليمها الجنوبي السابق الذي لا تعترف باستقلاله ولكن خطاب صربيا و"أساليبها" تشبه سلوك روسيا تجاه أوكرانيا. وتابعت "لذلك من المهم اتخاذ الخطوات اللازمة".
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الأسبوع الماضي، إنه لا يعتزم توجيه أوامر للقوات بعبور الحدود إلى كوسوفو لأن تصعيد الصراع قد يؤثر بالسلب على مساعي بلغراد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
قوات بريطانية
أعلن حلف شمال الأطلسي أنه سينشر نحو 600 جندي بريطاني في كوسوفو لتعزيز وجود التكتل في الإقليم الصربي السابق الذي شهد الأسبوع الماضي اشتباكات مسلحة.
والجنود هم من قوة احتياطية وضعت في نهاية الأسبوع بتصرف "كفور" (قوة حلف شمال الأطلسي المنتشرة في كوسوفو)، للتصدي للتطورات وللتوتر المتجدد في المنطقة.
وقال المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي ديلان وايت إن "المملكة المتحدة بصدد نشر نحو 200 جندي من الكتيبة الأولى في الفوج الملكي لأميرة ويلز للانضمام إلى وحدة بريطانية قوامها 400 جندي يتدربون حالياً في كوسوفو، ويلي ذلك تعزيزات إضافية من حلفاء آخرين". وأضاف أن "القرار يأتي في أعقاب الهجوم العنيف على شرطة كوسوفو في 24 سبتمبر (أيلول) وتزايد التوترات بالمنطقة"، من دون أن يشير صراحة إلى بيان أصدرته واشنطن، الجمعة، وحذرت فيه من حشد عسكري صربي على حدود كوسوفو.
وقال وايت إن حلف شمال الأطلسي دعا مجدداً إلى التهدئة، أمس الأحد، وطالب بلغراد وبريشتينا باستئناف الحوار في أقرب وقت ممكن باعتباره "السبيل الوحيد لتحقيق سلام مستدام".
ويعيش ثلث صرب كوسوفو البالغ عددهم نحو 120 ألفاً (1.8 مليون نسمة) في هذه المنطقة المتاخمة لصربيا حيث ترغب بريشتينا في بسط سيادتها.
وبدعم من بلغراد، يرفضون الولاء لحكومة كوسوفو، وهي مقاطعة صربية سابقة ذات غالبية ألبانية أعلنت استقلالها في عام 2008، ولم تعترف بها صربيا قط.
في يوم الهجوم، زعمت السلطات في بريشتينا أن بلغراد كانت وراء هذه المجموعة المدججة بالسلاح، وهي اتهامات ترفضها السلطات الصربية. ويعد هذا أخطر تصعيد في شمال كوسوفو التي شهدت في الآونة الأخيرة حوادث متكررة.
وحذرت الولايات المتحدة الحليف الدولي الرئيس لكوسوفو، الجمعة، من "انتشار عسكري صربي كبير على طول الحدود مع كوسوفو" ودعت صربيا إلى "سحب قواتها".