Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاهمات مصرية تتيح للفلسطينين السفر من مطار العريش

سكان غزة الأكثر استفادة إذ يسهل للقطاع حركة التبادل التجاري والتنمية الاقتصادية

مطار العريش الدولي قبل تطويره (أ ف ب)

ملخص

مصر تتيح لسكان غزة السفر من مطار العريش الدولي.. ما أثر ذلك في القطاع؟

في سياق المحادثات السياسية ذات الجوانب والمنافع الاقتصادية، التي تدور بين الجهات الحكومية في قطاع غزة والوسطاء المصريين، اقترح ممثلو السلطات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية على حد سواء، إجراء ترتيبات تسمح لسكان المدينة التي تفتقر إلى مطار بالسفر إلى الخارج مباشرة من مطار العريش الدولي.

وبحسب مدير مشروع تطوير مطار العريش الدولي أحمد العبد فإن السلطات المصرية وافقت على أن يسافر سكان غزة من خلال مطار العريش، وأتاحت الفرصة في أن يخدم جوانب مختلفة يحتاج إليها الفلسطينيون، وخصصت جزءاً كبيراً من مرافقه لصالح القطاع المحاذي للحدود.

طلبات فلسطينية

وفي أكثر من مرة طلب الفلسطينيون وجود مطار يستخدمونه لأغراض السفر، وكانت المرة الأولى ضمن محادثات وقف القتال العسكري بين حركة "حماس" وإسرائيل في عام 2014، الذي جرى حينها برعاية مصرية وإشراف من السلطة الفلسطينية، وخلاله طلبت الأولى تدشين مطار وميناء لسكان غزة، لكن هذا الشرط لم يحقق، على رغم موافقة جميع الأطراف عليه.

وكررت الفصائل الفلسطينية طلبها بتخصيص مطار للفلسطينيين في عام 2019، في التفاهمات السياسية التي جرت بواسطة مصرية مع إسرائيل بهدف إيقاف الاحتجاجات الشعبية الحدودية (مسيرة العودة)، وبحسب المعلومات المتوافرة فإنه منذ ذلك الوقت وافقت السلطات المصرية على استخدام مطار العريش الدولي.

وفي شهر مايو (آيار) الماضي زار وفدان حكوميان من قطاع غزة والضفة الغربية العاصمة المصرية القاهرة، للتباحث حول إدخال تسهيلات لسكان غزة، ووقعوا اتفاقات وبروتوكولات التعاون مع الحكومة المصرية، ومن ضمنها ترتيبات استخدام مطار العريش الدولي لصالح سكان القطاع.

تطوير المطار

وشرعت السلطات المصرية في تطوير مطار العريش الدولي قبل ثلاث سنوات، وذلك وفقاً لمدير المشروع أحمد العبد الذي قال "في بداية عام 2020 جرى البدء في أعمال التطوير، وننتهي منه في غضون ثلاثة أشهر، وحينها سيكون جاهزاً لأول رحلة جوية قد تضم فلسطينيين".

وبالتدقيق فإن ذلك يعني أنه جرى تدشينه بعد أقل من شهر من التوصل إلى تفاهمات بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي على إثرها توقفت الاحتجاجات الحدودية، إذ تم التوصل إليها بشكل فعلي نهاية عام 2019، فيما دخلت حيز التنفيذ على أرض الواقع مطلع عام 2020.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب ما نشرته وزارة الطيران المدني المصرية، فإنه جرى رفع كفاءة مطار العريش الجديد وبات يتسع موقف الطائرات لنحو 11 طائرة، كما شملت أعمال التطوير إنشاء صالة ركاب تستوعب 600 مسافر في الساعة، وممر رئيس بطول 3 آلاف متر وعرض 45 متراً، وممر مساعد طوله 450 متراً وعرضه 30 متراً، إضافة إلى تدشين 35 منشأة جديدة يمكن استخدامها لأغراض متعددة.

ويؤكد المدير العام لوزارة الاقتصاد الوطني في غزة أسامة نوفل أن ملف مطار العريش الدولي جرت مناقشته بين الجانب المصري والوفد الفلسطيني خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه جرى التوصل إلى بروتوكول استخدامه من سكان غزة خلال الأشهر الماضية على أن تحقق الاستفادة منه المصلحة والمنفعة للطرفين.

ويقول نوفل "في الحقيقة لا يعد تطوير المطار في منطقة العريش منفعة لقطاع غزة بشكل حصري، وإنما هناك مصلحة مصرية وهو مخصص أيضاً لخدمة سكان العريش وتعزيز السياحة والاقتصاد هناك، وذلك في إطار خطة التنمية في شمال سيناء، لكن سيعود بالنفع على غزة بشكل واضح، وسيكون له جوانب اقتصادية كبيرة أيضاً".

استخدام سابق

ولا تعد هذه المرة الأولى التي يسمح لسكان غزة بالسفر أو استخدام مطار العريش الدولي، بل كان مخصصاً لهذا الغرض لمدة تصل إلى أكثر من 10 سنوات، إذ استخدمه الفلسطينيون للمرة الأولى عام 2001 بعد أن دمرت إسرائيل مدرج مطار غزة الدولي.

وكانت الخطوط الجوية الفلسطينية تدير رحلات سفر الفلسطينيين عبر مطار العريش الدولي من غزة، إلا أنها بعد تدمير مطار غزة بشكل كامل عام 2006، انتقل مقر مركز عمليات الخطوط الجوية الفلسطينية إلى مطار العريش.

وبقيت الخطوط الجوية الفلسطينية والمسافرين الفلسطينيين يستخدمون مطار العريش حتى عام 2013، وحينها بات يستخدم لأغراض عسكرية، إلا أنه استقبل في عام 2014 طائرتين محملتين بالمساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

في أية حال فإن مطار العريش الدولي يبعد عن غزة نحو 54 كيلومتراً، ويحتاج الوصول إليه إلى سيارة تسير على سرعة 50 كيلومتر في الساعة لنحو 60 دقيقة، إذا كانت الطريق خالية من العراقيل.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإنه سيجري تدشين الطريق الآمن بين مطار العريش وقطاع غزة، بهدف تسهيل وصول الأفراد بسرعة قياسية إلى وجهتهم.

ويوفر مطار العريش على سكان غزة كثيراً من الجهد، إذ بالعادة يسافر الفلسطيني من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي، قبل أن ينتقل إلى وجهته الثانية، ويقطع مسافة 310 كيلومترات وينتقل بالسيارة ويحتاج إلى نحو يوم ونصف على الأكثر للوصول.

ومنذ بداية العام حتى سبتمبر (أيلول) الماضي سافر من غزة عبر مطار القاهرة نحو 113 ألف فلسطيني، فيما وصل 116 ألفاً، بحسب بيانات الهيئة العامة للمعابر والحدود بغزة.

انفكاك تدريجي

وأضاف نوفل "تشغيل مطار العريش سيسهل حركة السفر للأفراد ذهاباً وعودة، وإلى جانب ذلك فإنه من المقرر أن يستخدم لأغراض تجارية"، موضحاً أنه جرى الاتفاق على إضافة بعد اقتصادي في عملية الاستيراد والتصدير من القطاع وإليه، لافتاً إلى أن لهذه الخطوة تأثيراً إيجابياً، إذ يخفض تكاليف الشحن والنقل بالنسبة إلى التجار الغزيين المستوردين من العالم، فضلاً عن الاستيراد المباشر من مصر.

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن بعد هذه الخطوة قد يتخلى تجار غزة عن الموانئ الإسرائيلية في حركة التجارة، وهذا ما يساعد في تطبيق خطة السلطة الفلسطينية في الانفكاك الفلسطيني التدريجي عن إسرائيل، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه لا يوجد موقف لتل أبيب من هذه الخطوة سواء معارض أو مؤيد، لأن المطار خاضع للسيادة المصرية، والتبادل التجاري بين مصر وقطاع غزة يجري حالياً وما زال مستمراً.

الموقف الإسرائيلي

وبحسب مراقبين سياسيين فإن مطار العريش جاء بموافقة من السلطة الفلسطينية، التي تحاول خلق حال من الاستقرار السياسي والاقتصادي في غزة، وهو أيضاً ضمن مساعيها في إيجاد بدائل لمقترح إسرائيل في فتح مطار رامون التابع لها أمام رحلات سكان غزة.

ولم يرد المسؤولون الإسرائيليون حول موقفهم من مطار العريش، إلا أن صحيفة "هآرتس" العبرية ذكرت أنه جاء بموافقة المستويين السياسي والأمني في تل أبيب، وهذه الخطوة في إطار جهود التهدئة الطويلة بين إسرائيل وحركة "حماس".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات