Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الـ "سوشيال ميديا" مسرح للانتخابات الرئاسية المصرية

انفعالات لا حصر لها تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي منذ إطلاق صافرة الاستحقاق الانتخابي

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية المصرية القاضي وليد حسن حمزة متحدثاً خلال مؤتمر صحافي في 25 سبتمبر الماضي (أ ف ب)

ملخص

زخم الانتخابات الرئاسية المصرية عنكبوتي بامتياز

بعضهم يسميه حراكاً عظيماً وبعضهم الآخر يعتبره حالاً عجيبة، وفريق غارق فيه على مدى ساعات اليوم الـ 24 متابعاً ومعلقاً وصانعاً، وفريق يعتبره مصدره الرئيس لأخبار ومجريات وتطورات المشهد الانتخابي الرئاسي الدائرة رحاه في مصر حالياً.

في مصر حالياً "بالون" بالغ الضخامة قوامه ملايين المستخدمين والمتابعين وصانعي المحتوى ومعيدي التدوير، يضخون كماً هائلاً من المحتوى المتعلق بالانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة على أثير مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحول إلى أرض المعركة الحقيقية مع مرور الأيام.

غرق في الانتخابات

ملايين الصفحات والحسابات التي أنشأها أصحابها قبل أعوام غارقة تماماً في أجواء الانتخابات، وغيرها كثير دشن قبل أسابيع أو أيام، والمحتوى انتخابي بامتياز.

ويضاف إلى هذه الملايين أعداد أخرى يصعب حصرها من حول العالم، بعضها لمصريين وبعضها الآخر لجنسيات مختلفة وجدت نفسها منجذبة للانتخابات المصرية لأسباب مختلفة، بعضها من باب حب الاستطلاع وبعضها الآخر استجابة لنداءات أيديولوجية لا تفتر، أو دوافع انتقامية وكيدية بحتة، إضافة إلى الكتائب الإلكترونية المحترفة التي تغني على ليل من يمولها.
تمويل الانتخابات ليس مالاً وعتاداً تقليدياً فقط، بل صارت الـ "سوشيال ميديا" لاعباً رئيساً في سير الأجواء وتسييرها، ولنا في الانتخابات الأميركية الرئاسية لعام 2020 عبرة.

صوت وملجأ ومنصة

الحديث عن العبرة مليء بالأمثلة من مغارب الأرض ومشارقها، ويكفي ما جرى في مشارقها وتحديداً في مصر على مدى العقدين الماضيين من تحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى صوت وملجأ ومنصة لمن لا صوت أو ملجأ أو منصة له، وقدرتها على تحويل دفة اللامبالاة السياسية وعدم الاكتراث بشؤون الانتخابات والاختيارات إلى شغف شعبي ورغبة عارمة في التعبير عن الرأي، وشهوة هادرة للتحول من خانة المفعول به إلى الفاعل، بعلم ووعي ودراية ومنطق أو من دونها.
دراسات وكتابات وبحوث لا حصر لها تطرقت إلى أثر الـ "سوشيال ميديا" في المشهد السياسي المصري الذي أدى إلى تفجر أحداث يناير (كانون الثاني) 2011، وما تبعه من أحداث جسام وتطورات مصيرية، وهو الأثر الذي لم يفتر بهدوء الأحداث بل تجذر وتعمق حتى أصبح يشكل مجريات الحياة في البلاد بصورة واضحة، لا سيما في أوقات الأزمات والانتخابات.

رئيس الشؤون الدولية في "ميتا" الشركة المالكة لـ "فيسبوك" نيك كليغ كتب تعليقاً على أربع دراسات مهمة أجرتها كل من الدوريتين العلميتين "ناتشير" و"ساينس"، لفهم تأثير كل من "فيسبوك" و"إنستغرام" في المواقف والسلوكيات السياسية الرئيسة خلال الانتخابات الأميركية عام 2020، وهو أن "منصات التواصل الاجتماعي حين مكنت الناس من التواصل مع الآخرين والتعبير عن أنفسهم بحرية وبناء مجتمعات بلا حدود والانضمام إليها، أدى ذلك إلى اندلاع النقاش السياسي ‘أون لاين‘ ولقد أصبحت منصات مثل ’فيسبوك‘ و’إنستغرام‘ مسرحاً للنقاش الديمقراطي بين المواطنين والمرشحين والناخبين والناشطين ومجموعات المناصرة، وكثير من ذلك إيجابي حتى لو كان فظاً وفوضوياً وانفعالياً في كثير من الأحيان".

انفعالات على مدار الساعة

انفعالات لا حصر لها يحفل بها الأثير على مدار الساعة منذ أُطلقت صافرة الانتخابات الرئاسية المصرية رسمياً ببيان الهيئة الوطنية للانتخابات في الـ 25 من سبتمبر (أيلول) الماضي، وعلى رغم تلون الأثير بألوان الانتخابات منذ أسابيع إلا أن إعلان الجدول الزمني وانطلاق المرشحين المحتملين على اختلاف درجات الشوق والاستعداد والتدريب والجاهزية أججا الحراك وأشعلا الحال.
والحال المصرية الشعبية الانتخابية على الـ "سوشيال ميديا" يصعب قياسها أو تشبيهها بأي حال أخرى بسبب توليفة العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية المختلفة التي جعلت أحداث أعوام ما بعد أحداث عام 2011 شديدة الاختلاف وعصية على الفهم أحياناً حتى للمصريين أنفسهم، فالمصريون المرابطون على جبهات منصات التواصل الاجتماعي منذ مطلع العام الحالي بلغوا 80.7 مليون شخص، وهذا يعني أن نحو ثلاثة أرباع المصريين متصلون بالـ "سوشيال ميديا" بحسب موقع "داتا ريبورتال" المتخصص في إحصاءات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
ونسبة كبيرة من هذه القوة الهادرة إما تدلو بدلوها أو تفرغ همها أو تعيد تدوير وتشارك ما قاله غيرها أو تنصب نفسها "قائد حملة" أو "محللاً أيديولوجياً" أو "خبير دوائر" أو "باحثاً في شؤون الأصوات" أو "متخصصاً في أمور الكتل الصامتة" أو "الأقليات المضربة"، أو غيرها على الأثير على مدار الساعة.

انتخابات 2012

ولم تكتف شؤون الانتخابات الرئاسية المصرية هذه المرة باستدعاء هذه الجموع الهادرة الموجودة على الشبكة العنكبوتية، بل استدعت استنفاراً يشبه إلى حد كبير ذلك الذي فوجئ به الجميع خلال انتخابات عام 2012 المحورية التي جرت على جولتين، الأولى بين 13 مرشحاً والثانية بين مرشح حزب "الحرية والعدالة" (الذراع الحزبية لجماعة الإخوان المسلمين) والفريق أحمد شفيق.
ويقول المحللون إن مصر عاشت في تلك الانتخابات أقصى وأقسى درجات الاستقطاب، تارة بين تيار ثوري ابتغى التغيير ففوجئ بخيار ديني متمثل في مرشح الجماعة، ومرشح آخر هو رمز من رموز النظام الذي ثار عليه، وتارة بين جموع الجماعة وأنصارها وغيرها من الجماعات الدينية التي كانت على قناعة بأنها لا تخوض انتخابات بل "جهاداً لنصرة الإسلام"، وجموع وأنصار الدولة المدنية الذين رأوا في نجاح مرشح إسلامي "إشهار قيام دولة دينية"، وتارة بين من أُطلق عليهم لقب "عاصري الليمون"، في إشارة إلى الثوريين وأنصار التغيير المدني الذين اضطروا إلى انتخاب مرسي كوسيلة وحيدة لإبعاد رمز من رموز النظام السابق، وغيرهم ممن اعتبروهم "سذج الميدان"، على اعتبار أن من يأتي حاملاً راية الدين لا يرحل إلا بالدم وإلا اعتبر أنصاره سقوطه سقوطاً للدين.

نوع مختلف من الاستقطاب

هذه المرة تنضح منصات التواصل الاجتماعي بقدر بالغ أيضاً من الاستقطاب لكنه من نوع مختلف، فالأوضاع الاقتصادية بالغة الصعوبة تفرض نفسها على أجواء الانتخابات، والوقت المتاح أمام الجميع من مرشحين محتملين وناخبين قصير لحسم أمرهم، وظهور أكثر من مرشح محتمل قادر على التحول إلى مرشح حقيقي، إضافة إلى تبلور أصوات ومواقف ثلاث مجموعات معارضة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، جميعها عوامل تؤجج حراك الأثير.
هذه المرة تصارع هذه الفرق المعارضة بأطيافها ومكوناتها ومحتواها العنكبوتي كتلة صلبة هي كتلة المؤيدين للرئيس السيسي والثابتة على موقفها من دون النظر إلى اقتصاد أو غيره، وكل منها يستخدم ما أوتي من قوة وقدرة عنكبوتية لخدمة توجهه وموقفه من المرشحين، أما
المجموعات المعارضة الثلاث فهي "أنصار الجماعة ومحبوها" و"معارضو الرئيس السيسي من غير المنتمين للجماعة"، وبينهم ثوريون رافضون لأي رئيس قادم من المؤسسة العسكرية، إضافة إلى "المطالبين بالتغيير من أجل إصلاح الاقتصاد".
وكل من هذه الفرق الثلاث يتبع ما لديه من قدرات ومقومات وإمكانات في التدوين والتغريد وبث الفيديوهات وإعادة نشر الأخبار التي تصب في مصلحة اختياره وتخدم توجهه.
وفي حين أن أسماء المرشحين المؤكدين لم تتضح بعد وبرامجهم لم يكشف عنها الستار، وحتى توجهاتهم وسيرهم الذاتية مبهمة أو لم يسمع عنها أحد، فإن المحتوى الهادر يغلب عليه إما دعم الرئيس أو رفضه، والمحتوى الرئيس المستخدم هو صور وفيديوهات وشهادات عما حدث من إنجازات على مدار فترتين رئاسيتين، واعتبارها إما برنامج الرئيس الذي يؤهله لفوز مؤكد خلال الانتخابات المقبلة، أو التعامل معها بسخرية وتهوين على اعتبارها كماليات لا أساسات، مع عرض لصور وفيديوهات لمواطنين ومواطنات يشكون شظف العيش وغلاء الأسعار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


طرق جارت على اللقمة

واللافت أن كلا الفريقين يعتمد على الصور ذاتها لإثبات صحة موقفه الداعم أو المناهض للرئيس، حيث الفريق الأول يعتبر الطرق والسكن والصحة أولويات حققت نقلة في حياة المواطنين، والثاني ينظر إليها باعتبارها أموراً ثانوية جارت على اللقمة أو أولوية الطعام والشراب،
وحين يتعلق الأمر بالطعام والشراب يتوافر ويتواتر المحتوى المدغدغ للمشاعر، حيث "الغلابة" يبكون والفقراء يلطمون والمساكين ينهنهون مطالبين برئيس غير الرئيس، ولا يضاهي هذا المحتوى سوى محتوى آخر للـ "غلابة" والفقراء والمساكين أنفسهم، ولكن وهم يرقصون فرحاً ويقبلون صور الرئيس طرباً ويتغزلون في ما أنجز من بناء وتطوير زهواً، والطريف أن من يبث بكاء "الغلابة" ونواحهم يتهم الفريق الثاني بقهرهم والضغط عليهم من أجل تأييد الرئيس، ومن يبث فرح "الغلابة" وطربهم يتهم الفريق الآخر بإجبار هؤلاء على البكاء ودفعهم إلى ادعاء الفقر والعوز.

تعاظم التراشقات

في أجواء الاستقطاب الكبرى والانتخابات المفصلية تتعاظم التراشقات والاتهامات، لا سيما حين تتوافر المادة المساعدة في الاشتعال والمتخصصة فيها جماعات وكتائب إلكترونية تمارس المهمة على فترات متقطعة منذ أكثر من 10 أعوام، وينضم إلى هذه الكتائب ما تبقى من قنوات ومواقع إعلامية إخوانية تبث من خارج مصر ويُتشارك محتواها وإعادة مشاركته، سواء على الملأ، في محاولة لجذب مزيد من الأصوات، أو في "غرف الصدى" أو Echo chambers.
ومعروف أن هذه الغرف ذات الصدى الواحد حيث الصفحات التي تجمع أصحاب الصوت والتوجه والانتماء الواحد، ولا يتعرض روادها لأي صوت أو توجه مخالف مما يجعلهم يعتقدون أنهم الغالبية وأن الجميع يشاركهم اختيارهم وتوجههم، باتت تنتعش وتنتشر في أجواء الانتخابات.
ويقول استشاري تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي أحمد عصمت إن "غرف الصدى على منصات الـ ’سوشيال ميديا‘ سمة من سمات الانتخابات في عصر الإنترنت، وهي تقوم بمهمات عدة في بلورة وتمسك هذه المجموعات بتوجهاتها في ضوء الحقيقة الواحدة التي تمدهم بها على الأثير".

اصطناع أجواء النقاش

إلا أن الأثير الانتخابي لا يتوقف عند حدود غرف الصدى، سواء كانت مؤيدة للرئيس السيسي وتعتبره المرشح الوحيد المناسب للمهمة، أو كانت مؤيدة لغيره من المرشحين، فاصطناع أجواء من النقاش وتبادل الآراء والفيديوهات والصور التي توحي للمستخدمين بأنهم بالفعل يناقشون توجهات وآراء مختلفة، على رغم أنه فعلياً لا مجال لأي اختلاف بفعل تأثيرات التصنيف الخوارزمي وصناعة الـ "ترند" الذي يسري مثل الفيروس ولا يزال محل بحث من قبل الشركات المالكة لمنصات الـ "سوشيال ميديا" نفسها.
رئيس الشؤون الدولية في "ميتا" نيك كليغ أشار في تعليقه على أثر الـ "سوشيال ميديا" في الانتخابات إلى أن تأثيرات التصنيف الخوارزمي وصناعة الـ "ترند" لا تؤدي وحدها إلى الاستقطاب بل ربما تعززه فقط، وأن أدلة قليلة تشير إلى أن السمات الرئيسة لمنصات مثل تلك التابعة لـ "ميتا" وحدها تسبب استقطاباً عاطفياً ضاراً أو لها تأثيرات كبرى في التوجهات، لكن هذه الدراسات أجريت على المجتمع الأميركي ولم يجر مثلها على المجتمع المصري الذي ربما تتوافر لديه درجة أكبر من القابلية للاستقطاب، إضافة إلى الاختلاف الكبير في المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن ثم في الأولويات المطلوبة من الانتخابات وكذلك مكونات الانتخابات نفسها.

معرفة الناخب بالمرشح

وأبرز مكونات الانتخابات غائب، فمعرفة الناخبين بالمرشحين المحتملين تبدأ وتنتهي على أثير الـ "سوشيال ميديا"، والغالبية المطلقة من وسائل الإعلام المحلية تذكر أقل القليل عنهم، كما أن أكثرهم "شعبية" غائب تماماً، فشعبية المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي مرجعها ومنبعها ومحركها هو منصات التواصل الاجتماعي، وهناك نشاط محموم يقوم به الرجل على الأرض في التجوال على مكاتب الشهر العقاري في أرجاء مصر ومعه عشرات من أعضاء حملته من الرجال والشباب وطاقم تصوير محترف يسجل ابتسامة وجهه التي لا تفارقه حتى وهو يتحدث عما يسميه حالات "تعنت" أو "عناد" أو "خرق"، إضافة إلى لقاءاته مع "الغلابة" و"البسطاء" وقبلاته التي يطبعها على جباه النساء المتقدمات في العمر، وتناول الموز من على عربة في الشارع، وكل تفصيلة يتم توثيقها وبثها مئات المرات على منصات الـ "سوشيال ميديا" في عملية بالغة الاحتراف في مجال التسويق السياسي العنكبوتي.
والتسويق السياسي العنكبوتي لم يعد سراً أو حكراً على طرف من دون غيره في أية انتخابات، لا أفراداً أو شركات وجماعات أو حتى دول ومؤسسات رسمية، ففي إمكان الجميع أن يسوق عنكبوتياً، أما نتائج التسويق فتختلف من أداء تسويقي لآخر، فقد تكسب دولة الجولة وقد تخسر في مقابل فرد.
والأفراد مفرطو التغريد والتدوين والتحميل والتشارك على أثير الـ "سوشيال ميديا" ليسوا بالضرورة "بوتس" (Bots) أو برامج تجري مهمات آلية ومحددة مسبقاً وتحاكي السلوك البشري، لكنها تتميز بقدر أكبر من السرعة، وكثيرون غارقون حتى الثمالة في النشاط الانتخابي العنكبوتي بعد أعوام من عودة اللامبالاة السياسية والتي يرجح أن تكون قد امتدت إلى خمسة أعوام وربما أكثر قليلاً.

تدخلات وتوجهات

لكن هذا لا ينفي وجود تدخلات من قبل كل أصحاب التوجهات المختلفة للتأثير في الرأي العام ومن ثم في نتائج الانتخابات، ويقول أحمد عصمت "إن توجيه الانتخابات، أية انتخابات، لا سيما في ظل وجود خوارزميات تعمل على توجيه المستخدمين بصورة إلكترونية من طريق رسائل نصية أو صوتية أو فيديوهات يتم بثها وتحريكها على كل منصات الـ ’سوشيال ميديا‘ بات يجري في كثير من العمليات الانتخابية في دول العالم"، مضيفاً أن "ما ينبغي الالتفات إليه كذلك هو محاربة الخلل المعلوماتي بصورة عامة وفي الـ ’سوشيال ميديا‘ بخاصة خلال العملية الانتخابية".
العملية الانتخابية التي بدأت في مصر مع إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول والإجراءات المقررة هي حرب معلومات وتواصل اجتماعي حتى اللحظة، وكل من كان ساكناً كامناً على صفحته خلال أعوام اللامبالاة السياسية التي أعقبت أو سبقت انتخابات عام 2018 بقليل عاد بكل قوة، فاقدوا أمل العودة من رموز المعارضة أو ممن قرروا أن يكونوا رموزاً معارضة للنظام المصري الحالي وهربوا إلى دول عدة يعودون بكل قوة عبر صفحاتهم، وخلف كل منهم ثلة من المتابعين الذين لا يفوّتون تدوينة أو فيديو أو تغريدة لهم، إلا وأعادوا تشاركها بعد أن يثنوا عليها وعلى صاحبها "الوطني الأصيل"، والتي تحوي عادة مناشدة بدعم أحد المرشحين المحتملين بعينه.
وفي المقابل فإن مؤيدي السيسي ومن ينوون إعادة انتخابه يدعمونه بمحتوى يناسب توجههم أيضاً، ويعملون على إعادة نشره وهلم جرا، وهذه المرة ستلعب الـ "سوشيال ميديا" دوراً محورياً خلال الانتخابات الرئاسية المصرية، من أجواء الاستقطاب الشديد وتجهيزات الدعم العنكبوتي المدروسة والمحترفة التي يظهر بها مرشحون محتملون على رأسهم أحمد الطنطاوي، وانتهاز الفرصة من قبل تيارات وجماعات كانت قد انزوت لتحاول العودة للمشهد السياسي مجدداً من بوابة دعم هذا المرشح ومهاجمة ذاك، ويضاف إلى ذلك ابتعاد وسائل الإعلام التقليدية من التناول الشامل والتغطية الكاملة لما يجري في الشارع، وجميعها أمور تجعل زخم الانتخابات المصرية الرئاسية المقبلة زخماً عنكبوتياً لا شارعياً بامتياز.

المزيد من تحقيقات ومطولات