ملخص
يقوم السيخ المقيمون خارج الهند بإعادة إحياء قضية "خالصتان" من خلال إجراء حملة استفتاء عالمية منظمة
وصل الخلاف الدبلوماسي بين الهند وكندا ذروته عقب مقتل زعيم السيخ هارديب نيجر سينغ على الأراضي الكندية في ظروف غامضة، في حين تحاول الدول الغربية احتواء الأمر وتسوية القضية بين الدولتين بطريقة ودية.
في الجانب الآخر والمغاير تماماً لهذه المحاولات، يستمر الإعلام الهندي في صب الزيت على النار من خلال انتقاده اللاذع لكندا وزج باكستان في القضية وطرح تساؤلات أمام الحكومة الهندية، حتى إن بعض المعلقين قالوا إن كندا في طريقها لأن تصبح "باكستان أخرى" -التي تتهمها الهند بكونها معقلاً للإرهابيين- بسبب وجود السيخ والأنشطة الانفصالية في كندا.
تاريخياً، شارك جزء كبير من السيخ في حركة مسلحة تهدف إلى الحصول على وطن مستقل "خالصتان"، التي انتهت بعد سنوات من الصراع الدموي.
اليوم بعد عقود من انتهاء هذه الحركة المسلحة، يقوم السيخ المقيمون خارج الهند بإعادة إحياء قضية "خالصتان" من خلال إجراء حملة استفتاء عالمية منظمة، وهو ما يبدو أنه يثير حفيظة الحكومة الهندية.
الفرق بين كشمير و"خالصتان"
يعيش في كندا نحو 750 ألف سيخي معظمهم من الذين هاجروا خارج الهند بعد عملية بلو ستار في المعبد الذهبي (أحد أماكن العبادة البارزة للسيخ في منطقة بنجاب الهندية) من قبل القوات الهندية عام 1980 وبعد أعمال الشغب العامة ضد السيخ عام 1984، كما يحظى السيخ بتمثيل جيد في البرلمان الكندي.
تبدو الأمور هادئة في منطقة بنجاب الهندية، إذ ليس هناك سوى أصوات مشتتة ومتفرقة في شأن "خالصتان"، لكن مئات الآلاف من السيخ المقيمين خارج الهند يقومون بجولات استفتائية سلمية من أجل قيام دولة مستقلة، ويشارك فيها عدد كبير من السيخ المقيمين في بريطانيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يشكل هذا الأمر مصدر قلق للحكومة الهندية التي نجحت في تهميش قضية كشمير بعيداً من أعين المجتمع الدولي، ولم تتوقع أن تأخذ حركة السيخ زخماً كبيراً وتصبح موضوع نقاش على المستوى العالمي.
يردد الإعلام الهندي أن باكستان تدعم جهود السيخ في إيجاد وطن مستقل مثل دعمها حركة "الاستقلال" في كشمير.
تقول أستونت كور المقيمة في كندا: "السيخ مختلفون عن الكشميريين ويعلمون كيف يخوضون حربهم على المستوى العالمي. يتم زج باكستان في القضية لتشويه الحركة السلمية للسيخ، لكن لا أتوقع أن السيخ في حاجة إلى باكستان".
الهند تضغط على حكومات الدول الأوروبية
يقول العقيد الباكستاني المتقاعد عمران ملك إن "الاتهامات والمؤامرات الهندية ليست جديدة على باكستان، وتعرف باكستان كيف تواجه وتدحض هذه الاتهامات بعكس كندا والدول الغربية، التي تشعر بأن الوحش الذي صنعوه ينقلب عليهم اليوم".
تحاول الحكومة الهندية الضغط على حكومات الدول الأوروبية، التي تتمتع بحرية الرأي وتسمح للسيخ بإجراء الاستفتاءات في دولها، وقف الأنشطة المعادية للهند، لكن هذه المحاولات لم تجدِ نفعاً إلى الآن.
يقول خبير الشؤون الدبلوماسية في دلهي رومان سينغ، إن مسؤول الأمن القومي الهندي أجييت دوول صرح في وقت سابق بما يلي: "سنضرب المعادين للهند والمطالبين للانفصال وداعميهم في عقر دارهم". يقول رومان، إن هذه السياسة التي صرح بها أجييت دوول طبقت في باكستان أولاً التي قدمت أدلة وثائقية على تدخل الهند للدول الغربية، لكن تم تجاهلها. اليوم فاقت هذه الدول من غفلتها، وتحاول جاهدة بألا تصبح كندا مسرح عمليات هندية بعد أن توجهت الهند نحوها.
يمتلك تحالف "الأعين الخمس" التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزلندا، جميع المعلومات عن العمليات الهندية السرية، وحذرت الولايات المتحدة زعماء السيخ من المخاوف الأمنية.
وأصبحت السياسة الخارجية الهندية موضع شك وتساؤل للدول الديمقراطية بعد أن اتهمتها كندا بالوقوف وراء عمليات قتل على أراضيها.
نقلاً عن "اندبندنت أوردو"