Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تتجاوز الدبلوماسية وتهدد "حزب الله" عبر رسائل حاسمة

وقع 390 نائباً في الكونغرس الأميركي على قرار دعم شامل لإسرائيل بالتزامن مع توقعات استخباراتية بعملية برية وشيكة على قطاع غزة.

حاملة الطائرات الهجومية "يو أس جيرالد آر فورد" تعمل على الطاقة النووية وتحمل ما يناهز الـ100 طائرة حربية، و4460 جندياً، وقادرة على الإبحار 20 عاماً من دون الحاجة للتزوّد بالوقود (رويترز)

ملخص

رسائل غربية "غير دبلوماسية" تهدد باستهداف "حزب الله" إذا قام بتصعيد عسكري كبير في جنوب لبنان

على وقع استمرار العمليات العسكرية "المضبوطة" بين "حزب الله" وإسرائيل جنوب لبنان، تنشط الحركة الدبلوماسية ونقل الرسائل والتحذيرات الدولية إلى السلطات اللبنانية، لاحتواء أي تصعيد محتمل على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية قد تؤدي إلى حرب شاملة، إذ ومنذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، تتجه الأنظار إلى الحزب وعما سيفعله من الجهة اللبنانية أو السورية.

ووفق المعلومات لم تهدأ حركة عدد من السفراء الأجانب، مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، ونقلهم تحذيرات من أخطار مشاركة "حزب الله" أو الفصائل الفلسطينية بالعمليات العسكرية انطلاقاً من جنوب لبنان في هذا الظرف الذي يشهد تطورات متسارعة لا يمكن التكهن بنتائجها وتداعياتها.

وكانت مصادر صحافية نقلت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ رسالة مباشرة لـ "حزب الله" عبر القنوات الاستخباراتية الفرنسية، بأن إسرائيل سترد بحزم غير مسبوق ضد أي تورط للحزب في حرب غزة، مؤكدة أن الرسالة وصلت فوراً إلى الأمين العام للحزب حسن نصرالله، كذلك أفيد عن رسائل تحذيرية إسرائيلية تلقتها كل من دمشق وطهران.

حسم القرار

وفي هذا الإطار، رجح مصدر في سفارة عربية بواشنطن، بدء إسرائيل هجومها البري على قطاع غزة خلال أيام، لافتاً إلى أن إسرائيل حصلت على غطاء وتأييد دولي واسع، إضافة إلى توقيع 390 نائباً في الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين، على قرار دعم شامل لإسرائيل.

ولفت إلى أن المعلومات الاستخباراتية بالإدارة الأميركية تشير إلى انخراط واسع النطاق لـ "حزب الله" في المعركة، الأمر الذي نقلته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، محذرة من أي تحرك عسكري في الجنوب سواء كان من الحزب أو الفصائل الفلسطينية تتحمل مسؤوليته الدولة اللبنانية مجتمعة، ما يعرض لبنان واللبنانيين لأخطار غير محسوبة.

من جهتها، نقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن وحلفاءها حذروا "حزب الله" من تصعيد الصراع مع إسرائيل، واستبعد المسؤولون انخراط الحزب في الوقت الحالي، مؤكدين أن واشنطن بعثت رسائلها إلى الحزب عبر الحكومة اللبنانية ورئيس البرلمان نبيه بري، بينما أبلغت فرنسا الحزب بالابتعاد عن الحرب بناء على طلب من إسرائيل.

حرب أو صفقة

ومن الواضح أن الرسائل الدبلوماسية الأميركية تواكبها تهديدات عسكرية غير مسبوقة، إذ يجمع عدد كبير من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، على أن وصول حاملة الطائرات الهجومية الأكثر قوة في العالم "يو أس جيرالد آر فورد"، إضافة إلى أربع مدمرات صواريخ ومقاتلات جوية أميركية، إلى قبالة السواحل الإسرائيلية، "تتجاوز الدعم العسكري والمعنوي لإسرائيل وتكاد تصل إلى التهديد المباشر وإعلان الحرب على أي دولة تشكل تهديداً لإسرائيل ولا سيما إيران والفصائل الموالية لها في المنطقة".

وبرأي الباحث جورج أبو صعب، أن وصول حاملة الطائرات "جيرالد فورد" مؤشر إلى أن الحرب آتية لا محالة، وأن القرار بإنهاء "حماس" قد اتخذ، لافتاً إلى أنه في حال لم تفتح جبهات جديدة ومنها جنوب لبنان وجنوب سوريا، تكون إيران قد أبرمت صفقة مع أميركا وإسرائيل مقابل ثمن باهظ، مضيفاً "أما في حال فتح الجبهات فإن ذلك يعني دخول أميركا مباشرة بالحرب للقضاء على أذرع إيران في المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، يعتبر المحلل العسكري العميد جورج الصغير، أن التفوق العسكري لمصلحة المحور الأميركي من خلال وجود "جيرالد فورد" وقبلها 3500 جندي أميركي للتمركز في العراق، سيدفع بالمقلب الآخر إلى الابتعاد عن معركة خاسرة عسكرياً، بالتالي يكون وصول حاملة الطائرات الأميركية إلى الشرق الأوسط عاملاً إيجابياً بتسريع عملية المفاوضات للتوصل إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، مرتكز على حل قيام الدولتين وفق مبادرة القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002.

استثمار التوتر

بدوره أوضح المحلل العسكري العميد ناجي ملاعب، أن الأحداث المتقطعة في الجنوب حتى الساعة لا تشي بأكثر من فعلٍ وردّ فعلٍ للإبقاء على الـ "استثمار" الإعلامي للتوتر من قبل الجانبين.

ولفت إلى أن وصول "جيرالد فورد" إلى المنطقة يعطي نتانياهو قوة معنوية تعطيه زخماً لاجتياح غزة براً بهدف إنهاء حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وتحرير أسراه من دون التفاوض أو اعتماد مبدأ تبادل الأسرى. 

وبرأيه لن يبادر محور "الممانعة" بالهجوم على إسرائيل من أي جبهة إلا بعد بدء العملية البرية، إذ حينها سيتم تقييم الأمور وانتظار القرار الإيراني الذي سيوجه "حزب الله" أو غيره من الفصائل، حيث ترتبط فعالية فتح الجبهات بقوة الردع الأميركية في المنطقة والجاهزة للتدخل.

استعداد للمواجهة

وتعليقاً على إرسال القيادة المركزية الأميركية "جيرالد فورد" إلى شرق البحر المتوسط، أعلن "حزب الله" أن ذلك لن يخيف فصائل "المقاومة" المستعدة للمواجهة، وقال في بيان "لم نُفاجأ على الإطلاق بالمواقف السياسية والإجراءات الميدانية التي اتخذتها الإدارة الأميركية ولا سيما تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة في الوقوف السافر وإعلان الدعم المفتوح لآلة القتل والعدوان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني".

وأضاف، إن "إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المحبطين تكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية على رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمد هذا الكيان الغاصب الموقت بأسباب الحياة، ولذلك نؤكد أن هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل".

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر، أكد أن إرسال حاملة الطائرات الهجومية "يو أس أس جيرالد آر. فورد" إلى المنطقة هو رسالة إلى "حزب الله" وإيران بأن عليهم ألا يفكروا في التدخل، موضحاً أن حاملة الطائرات تتمتع بقدرات استخبارية ومراقبة، فضلاً عن القدرة على الرد، "ما سيسمح لنا بالرد في أي موقف".

استقدام مقاتلين ومرتزقة

وفي السياق ذاته، كشفت معلومات أن "حزب الله" استدعى المئات من عناصره في سوريا، ونشر آلاف العناصر في مواقعه المرئية والسرية في الجنوب والبقاع ضمنهم مقاتلون من جنسيات مختلفة، كذلك أفيد عن قيام الميليشيات الموالية لإيران في شرق سوريا بتجنيد مقاتلين لإرسالهم إلى لبنان.

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن ميليشيات "الحرس الثوري الإيراني" أعلنت عن حاجتها لتطوع حوالى ألف عنصر ضمن صفوفها، وفتحت باب الانتساب في مدينة دير الزور وقرى حطلة ومراط والحسينية، وحددت مبلغ مليون ونصف المليون ليرة سورية كراتب شهري للمتطوعين الجدد، كما حددت عمر المتطوعين بين 14 و30 سنة.

وأوضح المرصد أن مهمة تطويع الشبان أوكلت إلى عدد من القادة المحليين التابعين للميليشيات الإيرانية، مشيراً إلى أن المتطوعين سيخضعون لدورات عسكرية ودورات أخرى مثل "التشيّع" وغيرها في معسكر عياش، الذي يقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية لمدة تتراوح ما بين 20 إلى 30 يوماً، ومن ثم سيتم نقلهم إلى دمشق ومنها إلى لبنان.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي