ملخص
مؤتمر الحزب الجمهوري في ورطة مع تشتت الآراء وغياب مرشح قادر على الحصول على عدد كافٍ من الأصوات
في الأقل، لم يبدأ ستيف سكاليز بالتخطيط المسبق وكأنه ضمن منصب رئيس المجلس. بحلول عصر الخميس الماضي، ما زال الحزب الجمهوري في مجلس النواب بعيداً من اختيار رئيس للمجلس، على رغم مرور تسعة أيام من القرار الذي أدى إلى عزل كيفن مكارثي.
وقضى الجمهوريون جل وقتهم في بداية الخميس تحت قبة الكابيتول، يتباحثون مجدداً حول ما إذا كان يجب ترقية سكاليز من منصبه كزعيم للغالبية إلى رئيس المجلس. هذا السيناريو قد يبدو مألوفاً، فقد كرسوا معظم وقتهم الأربعاء الماضي داخل مبنى لونغورث هاوس قبل ترشيح سكاليز.
لم تكن هذه الخطوات كافية لتخفيف درجة الإحباط، بخاصة بين أنصار النائب جيم جوردان (جمهوري عن ولاية أوهايو). ويبدو أن كل هذا الاستياء - من المعارضين والمؤيدين على حد سواء - يكشف عن حقيقة أنه لا أحد يعرف بالضبط السبب وراء قراراتهم أو كيفية تنفيذها. بدلاً من ذلك، توحي المحادثات مع الأعضاء بأن الجمهوريين يتخذون قراراتهم على عجل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ربما النائب تشيب روي (جمهوري عن ولاية تكساس) هو الأكثر غضباً وصراحة في التكتل الجمهوري حالياً، فهو عضو في التجمع النيابي "حرية المجلس" House Freedom وعارض في البداية مكارثي قبل أن يغير قراره في يناير (كانون الثاني) الماضي، واقترح في البداية تعديلاً يطلب أن يحصل أي مرشح على 217 من الأصوات الـ221 في التكتل. لكن الجمهوريين أجلوا التصويت حتى إشعار آخر، مما أثار غضب روي.
وقال روي للصحافيين: "لن أصوت لمصلحة ستيف في الجلسة العامة، لذا يجب ألا يحاولوا فرض هذا القرار علينا. لدي اعتراضات شديدة على كيفية إدارة الأمور يوم أمس وسنعمل على حل هذا الأمر هنا".
يتمتع سكاليز وجوردان بوجهات نظر سياسية متشابهة إلى حد كبير وكلاهما قدما الدعم لترشح مكارثي لرئاسة مجلس النواب في يناير. وكلاهما صوّتا اعتراضاً على نتائج انتخابات 2020 في السادس من يناير (في حين صوت روي لاحقاً لتصديق نتائج الانتخابات). الفارق الرئيس بينهما يكمن في أن سكاليز صوّت لمصلحة القرار الموقت بإبقاء الحكومة في العمل [الاتفاق على تأمين تمويل حكومي]، وهو أمر متوقع نظراً إلى منصبه القيادي، بينما عارض جوردان ذلك.
إذا كانت معارضة روي تتمحور حول ما إذا كان الآخرون في الاجتماع يعارضون تعديله، فإن دوافعه لمعارضة سكاليز تبدو أقل رصانة مقارنة بدوافعه لعرقلة مكارثي. وفي المقابل، قد يكون من الصعب جداً إقناعه بالموافقة هذه المرة.
الأربعاء الماضي، ذكرنا أن النائب كين باك (جمهوري عن ولاية كولورادو) الذي صوّت لإقالة مكارثي، قال إنه صوت "حاضراً" [عندما يجري ترشيح سيناتور لمنصب يحتاج إلى تثبيت من قبل مجلس الشيوخ، فمن المتوقع أن يصوت هذا السيناتور "حاضراً" بدلاً من التصويت لمصلحة تثبيته] بعد أن سأل سكاليز وجوردان ما إذا كانا يعتقدان بأن انتخابات 2020 كانت شرعية. باك محق في أن الحزب الجمهوري في مجلس النواب يجب أن يواجه الواقع - إذا لم يكن لأسباب مبدئية، ففي الأقل ليدركوا أن إنكار نتائج الانتخابات يعرقل جهودهم للحفاظ على الغالبية وتوسيعها.
لكن لدى باك مبادئ راسخة، وكان يجب أن تمنعه هذه المبادئ من معارضة مكارثي الذي صوت أيضاً ضد نتائج الانتخابات في السادس من يناير وسافر إلى مارالاغو للتصالح مع دونالد ترمب بعدها، بدلاً من دعمه من البداية. (من المحتمل أيضاً أن باك صوت لترك المقعد جزئياً لأن مكارثي منح النائب توماس ماسي من كنتاكي رئاسة لجنة فرعية كان باك يتوقع الحصول عليها).
المراوغة (تقريباً) كافية لجعل كاتب هذا التحليل يُعجب بإجابة النائبة مارجوري تايلور غرين التي تؤكد دعمها لجوردان ومعارضتها لسكاليز بسبب متابعة الأخير علاجه من السرطان. إنها إجابة قاسية وساخرة جداً، لكنها لا تأخذ في الاعتبار أن سكاليز واصل بشكل كبير قيادته للمؤتمر الجمهوري في مجلس النواب بعد إطلاق الرصاص عليه عام 2017، ولكن في الأقل، فإنها قدمت سبباً ما.
أما المدافعون عن سكاليز، فيقدمون إجابات مترددة تماماً مثل منتقديه. النائبة نيكول ماليوتاكيس (جمهورية عن نيويورك) كانت دعمت جوردان في البداية، لكنها انضمت إلى سكاليز بعد التصويت الأربعاء الماضي. وقالت للصحافيين: "لم يقدم أحد سبباً مقنعاً، لذا لا يمكنني أن أخبركم بالأسباب لأنني لم أسمع شيئاً يبرر ما نقوم به".
لكنها لم تستطع في الواقع تقديم حجة كافية لدعم سكاليز بعد ظهر الخميس، سوى أنه شخص لطيف، موضحة "ستيف سكاليز إنسان صالح ورجل طيب. وأعتقد بأنه يمكن أن يكون محاوراً جيداً وقائداً مناسباً لهذا المؤتمر".
ربما يكون الأمر برمته عادياً، ولكنه لا يحدد الصفات التي تجعله محاوراً جيداً أو قائداً للحزب الجمهوري.
وبالطبع، هناك من يقدمون إجابات أسوأ مثل النائب تروي نيلز من تكساس الذي أعاد تأكيد فكرته الأولية بترشيح ترمب ليكون قائداً لمجلس النواب. لكن نيلز بدا أنه يعترف بأن المؤتمر في ورطة وأن أحداً لا يمكنه الحصول على عدد كافٍ من الأصوات إذ قال: "المؤتمر عاجز ومشتت ومنهار حتى إن أحد الأعضاء قال: ’هل تعلمون أنني أعتقد بأن الرب يسوع نفسه لا يمكن أن يحصد 217 صوتاً‘".
ولا يبدو أن هناك معجزة تلوح في الأفق للجمهوريين في مجلس النواب في الوقت الحالي.
© The Independent