Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عائلات غزية تعود إلى منازلها شمال القطاع في ظل فقدان الأمان جنوبا

أثار أمر الإجلاء الإسرائيلي مخاوف في غزة من عدم عودة السكان مرة أخرى إلى منازلهم

ملخص

قال شادي وهو أب لستة أطفال "لن نعطيهم ما يريدونه، هم يريدون هجرة ثانية لكنهم سيفشلون، سنموت هنا ونُدفن هنا وليس في سيناء"

تعود عائلة أبو مرسة إلى مدينة غزة بعد أن فرت منها، الجمعة الماضي، في أعقاب أمر أصدرته إسرائيل لجميع المدنيين بالتوجه جنوباً أو التعرض للقصف، وقالت العائلة، إنها تفضل الموت في ديارها بعد أن ضربت غارة جوية منزلاً مجاوراً للمكان الذي كانت تحتمي به.
وقالت السلطات المحلية، إن قصفاً هز جنوب قطاع غزة الصغير والمزدحم بالسكان، مما أدى إلى مقتل العشرات خلال الليل، وكانت عائلة أبو مرسة واحدة من عدة عائلات تحدثت إليها وكالة "رويترز" وخلصت إلى أنه من الأفضل لها العودة إلى ديارها في شمال غزة.
واكتظت سيارة بأكثر من 10 من أفراد العائلة على أطراف مدينة خان يونس، المدينة الرئيسة في جنوب غزة. وكانت أمتعتهم مربوطة على سطح السيارة استعداداً لرحلة العودة المحفوفة بالمخاطر شمالاً وسط القصف.
وقال سليم أبو مرسة بينما كان يستعد للعودة بالسيارة "لماذا نموت في خان يونس، نموت في بيوتنا أحسن لنا، فلتسقط الدار كلها علينا".
وبدأت إسرائيل قصفها الأعنف على الإطلاق لقطاع غزة، وهو جيب يبلغ طوله 45 كيلومتراً ويسكنه 2.3 مليون نسمة، بعد أن اجتاح مسلحون تابعون لحركة "حماس" بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وطلب الجيش الإسرائيلي من جميع المدنيين، الأسبوع الماضي، مغادرة النصف الشمالي من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة الرئيسة، بينما كان يستعد لشن هجوم بري للقضاء على "حماس".

كارثة إنسانية

وحتى من دون هذا القصف، هناك مخاوف من وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة في ظل قطع إسرائيل كل مصادر الطاقة والمياه والإمدادات الطبية والغذاء والوقود.
وأثار أمر الإجلاء مخاوف في غزة من عدم عودة السكان مرة أخرى إلى ديارهم إذ يعيش في المدينة كثير من السكان اللاجئين. وحذر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من أن أمر إجلاء السكان قد يمثل انتهاكاً للقانون الدولي.
وقالت الأمم المتحدة، إن قصفاً عنيفاً يجري في أنحاء القطاع، مع توجيه ضربات صوب مدينة خان يونس ومناطق أخرى في الجنوب حيث طلبت إسرائيل من الناس الرحيل.
وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني، إن "الذين امتثلوا لأمر الإجلاء الذي أصدرته السلطات الإسرائيلية هم الآن عالقون جنوب قطاع غزة، مع شح مناطق الإيواء وسرعة نفاد إمدادات الغذاء والفرص المحدودة أو المعدومة في الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والأدوية وغيرها من الاحتياجات الأساسية".
وكان هناك حشد من الناس يبحثون، أمس الثلاثاء، عن ناجين أو جثث قتلى وسط أنقاض مبنى دمرته غارة جوية.
وكان عمال الإنقاذ يحملون رجلاً مصاباً يكسو جسده الغبار وبقع الدم، قرب حفرة ناجمة عن انفجار قنبلة وحطام متساقط، قبل أن يركض مسعفون آخرون من وسط الأنقاض حاملين طفلاً ملفوفاً بغطاء، يبحثون من دون جدوى عن نبض في عروقه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الموت في كل مكان

وترك حطاب وهدان منزله في بيت حانون في شمال غزة وسافر إلى خان يونس مع عائلته. وأصابت غارة جوية شنتها إسرائيل خلال الليل منزلاً بالقرب من المكان الذي يقيم فيه، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص ممن فروا مثله من الشمال.
وقال وهدان، إن الضربات الإسرائيلية دمرت منزله خلال حربي 2006 و2014، مضيفاً "قالوا لنا الجنوب آمن وطلعونا وهجرونا من دورنا وأتينا إلى خان يونس ومعنا صغار". وتابع قائلاً "وجدنا أن الوضع مماثل، الموت هنا وهناك، يعني نعود إلى غزة أحسن لنا"، واصفاً الوضع في خان يونس بأنه جحيم.
ولا تزال إسرائيل تشن غارات على شمال قطاع غزة. وأظهر رابط فيديو لوكالة "رويترز" وقوع انفجارات خلف صف من المباني السكنية في مدينة غزة مع شروق شمس الثلاثاء، مما أدى إلى تصاعد كرات من اللهب أعقبها ظهور أعمدة ضخمة من الدخان.

خوف من اللجوء إلى مصر

وتحدث سكان هناك عن دمار غير مسبوق مع تدمير أحياء بأكملها. لكن كثيرين من السكان قرروا البقاء، ويخشى البعض منهم أن يضطروا إلى قطع الطريق إلى مصر مما يجعلهم لاجئين للمرة الثانية.
وقال شادي، وهو أب لستة أطفال ويعمل موظفاً حكومياً في الإدارة التي تسيطر عليها "حماس" داخل غزة "صحيح ليس لدينا كهرباء ولا مياه ولا إنترنت، لكن لدينا الأهم، نحن مصممون على أن نقاوم حتى الموت".
وقال لـ"رويترز" عبر الهاتف من مخيم جباليا للاجئين "لن نعطيهم ما يريدونه، هم يريدون هجرة ثانية لكنهم سيفشلون. سنموت هنا ونُدفن هنا وليس في سيناء".
وقال مراسلو "رويترز" على الطريق خارج خان يونس، إنهم رأوا عشرات المركبات المكتظة بالناس تتجه شمالاً.
وكانت رغدة أبو مرسة تجلس في الخلف في سيارة العائلة مع عدد كبير من البالغين الآخرين وكانت تضم طفلين صغيرين إلى حضنها.
وقالت "الآن عدنا إلى غزة، وفي ذلك أيضاً تعريض لحياتنا للخطر وهناك صعوبة علينا وعلى أولادنا، ولكن ذلك أهون علينا من أن نتشرد خارج غزة... نموت ونحن أعزاء، بدل أن نغادر ونُذلّ ونموت خارج بلدنا، خارج غزة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات