Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نوبل" والأدب العربي وانحياز المعايير

واجهت الجائزة الرفيعة انتقادات وجدلاً بسبب اختيار أعمال وكتاب مجهولين بنصوص غامضة

ميدالية نوبل تتوسطها صورة نجيب محفوظ    (الموقع الرسمي للجائزة)

ملخص

رفض سارتر لجائزة نوبل شجع البعض من بعده على حذو النهج ذاته

في كل عام حين تعلن لجنة نوبل اسم الفائز بالجائزة في الأدب تعلو أصوات المفاجأة بين المثقفين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف والمجلات، خصوصاً تلك التي تتبنى وجهة نظر سياسية لا موضوعية ولا فنية للجائزة، بالإضافة إلى فوز عدد كبير من الأدباء غير المعروفين بها عبر إنتاج يذكر عالمياً.

ويعد الروائي الراحل ميلان كونديرا، أحد الروائيين العظماء الذين لم يفوزوا بالجائزة على رغم الجمهور العريض حول العالم الذي كان يرشحه للفوز بها، ولكن موضوع روايته أو "الثيمة" وهي العبارة التي اشتقها من الفرنسية ليتناول "الكيتش"، لم تعد مهمة في أوروبا وهي التي تتناول التقهقر الحضاري لمجتمعات دول أوروبا الشرقية إبان مرحلة جدار برلين،

وقد توفي قبل أشهر بعدما تركت لجنة جائزة نوبل للأدب حسرة في نفوس قرائه لعدم منحه الجائزة العام الماضي.

على لائحة الانتظار

ومن بين المثقفين العرب، هناك جيل الخمسينيات والستينيات التي يرشحون من بين الأدباء العرب نفس الأسماء سنوياً، وهي محصورة بعدد قليل جداً من الشعراء والروائيين العرب على رغم كثرتهم وأن نتاج بعضهم الأدبي سواء في الشعر أو في الرواية يضاهي مجمل أدب الفائزين والفائزات بالجائزة في العقد الماضي، وتتضمن هذه الأسماء أدونيس وإلياس خوري وآسيا جبار، وأضيف إلى اللائحة الروائي اللبناني الأصل أمين معلوف بعد منحه منصب الرئاسة الدائمة للأكاديمية الفرنسية.

لا يخفي كثيرون من الأدباء العرب وبعض المثقفين حول العالم شعورهم بعدم توازن القواعد التي على أساسها تختار جائزة نوبل الفائز بها، بل ويعتبر بعضهم أن القواعد المتبعة أقرب ما تكون إلى المزاجية مما هي تستهدف روائيين وشعراء وأدباء أضافوا جديداً إلى الأدب العالمي، أو أسهموا في خلق أفكار فنية وأدبية لم يسبقهم إليها أحد، كما كانت الحال في أواسط القرن الـ20 حين تم اختيار جان بول سارتر أو إرنست همينغواي أو غابرييل غارسيا ماركيز أو نجيب محفوظ أو غيرهم من أسماء لم يحتج أصحابها إلى جائزة نوبل كي تزداد شهرتهم على الصعيدين الوطني والعالمي.

من المعلوم أنه منذ الإعلان عن اسم الأديب الفائز تنطلق ورشة ترجمته إلى معظم لغات العالم، ويهرع القراء إلى المكتبات للحصول على واحدة من أعماله، فالفوز بجائزة نوبل، يدفع المؤيدين لها أو المعترضين عليها إلى نزع من الحشرية لتقصي الأديب الذي اختارته اللجنة.

في الأثناء تقوم سائر الصحف والصفحات الثقافية حول العالم والمجلات الأدبية الورقية والإلكترونية والتلفزيونات وقاعات المحاضرات في الجامعة، بنشر أعمال الفائز أو مقاطع منها، وتدعوه من محاضرة إلى محاضرة حول العالم، فالجائزة باب إلى سلطة طارئة ينالها الأديب من أعلى لجنة أدبية فاحصة في العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال الفترة الأخيرة، أعلن عدد كبير من الفائزين عن مفاجأتهم، بل ودهشتهم بالفوز بهذه الجائزة الرفيعة في مقابل خيبة أمل من أدباء يتوقعون سنوياً أنهم الفائزون لا بد، وهؤلاء يصطفون في الطابور، بينهم مرشحون عرب يكاد الانتظار يضنينهم أو تكاد الجائزة تصبح "غودو" المنتظر.  

رفض أدباء لأسباب مختلفة تسلم الجائزة بعد الإعلان عن فوزهم بها، الأكثر شهرة كان الفيلسوف الأديب الفرنسي جان بول سارتر، الذي أعلن عن فوزه في عام 1964، ولكنه رفضها، وقد برر رفضه بأنه لا يرغب في أن يتحول إلى كاتب المؤسسة الرسمية، ونصح الكتاب برفض الجوائز كي لا يتحولوا إلى عناصر مسهمة في "سستمة" النظام الأدبي والفكري العالمي.

 بالطبع فإن قرار سارتر أتى في ظل ظروف سياسية وانقسامات فكرية وأيديولوجية قسمت العالم إلى معسكرين لا ثالث له، إلا بشكل تجمعات مسرحية كرتونية مثل دول عدم الانحياز. صابت رواية الدكتور جيفاكو بوريس بساتراك ربح جائزة نوبل في الأدب عام 1958، لكن رفضه الجائزة لم يكن قراراً شخصياً حراً، بل على العكس تماماً شكلاً ومضموناً من قرار سارتر.

كما أن ضغوط وانتقادات الحكومة السوفياتية، هي التي أجبرت الكاتب السوفياتي على رفض الجائزة، فكان "السيستم" أو النظام نفسه سبباً في منعه من الحصول على تقدير دولي وعالمي، وهو النظام الشمولي نفسه الذي كان سارتر يمجده ويعتبره قدوة في التجارب الإنسانية.

أما آخر الرافضين لتسلم الجائزة فكان بوب ديلان المغني الشاعر العالمي الشاعر من سنوات جيل البيت في ستينيات وسبعينيات القرن الـ20، وكان ديلان قد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2016 "لإبداعه في تعبيرات شعرية جديدة ضمن التقليد الأميركي الكبير للأغاني"، في البداية، لم يعترف بوب ديلان بالجائزة، بعد حين أعلن أن تضارب مواعيده هو الذي منعه من حضور حفل تسلم الجائزة، وفي وقت لاحق تسلم الجائزة في حفل خاص.

برنامج الذكاء الاصطناعي يجيب عن سؤال حول تعريف جائزة نوبل للأدب بأنها واحدة من الجوائز الأكثر شهرة واحتراماً على الصعيد العالمي في ميدان الأدب. وتترافق شهرة الفائزين مع نيلها بسبب الاهتمام الدولي بأعمالهم، ما يؤدي إلى زيادة قاعدة القراء والاهتمام بكتاباتهم.

 أما سبب الاهتمام فهو أن صفة الجائزة الرئيسة المكرسة في ذهن المتابعين بأنها تمنح للكتاب أو الشعراء الذين أثرت أعمالهم بشكل كبير في عالم الأدب، وتأكيداً لتميزهم الأدبي وإسهاماتهم في العالم الثقافي والفكري.

يضيف الذكاء الاصطناعي أنه على رغم كون جائزة نوبل للأدب تصنف إيجاباً لإسهاماتها في عالم الأدب وتقديرها للكتاب البارعين، إلا أنها واجهت أحياناً انتقادات وجدلاً بسبب الطبيعة النسبية للأحكام الأدبية وعملية الاختيار التي تحدث بشكل غامض، ومع ذلك، فإنها تظل جائزة عالية الشأن ومؤثرة بشكل كبير.

برأي الذكاء الطبيعي البشري، فقد أعلن عدد من النقاد المحايدين بأن الخلافات حول الجائزة تتعلق بالطابع النسبي للأحكام الأدبية أو تقييمات جودة وأهمية أعمال كتاب معينين، التي تكون وليدة موضوعية للرأي الشخصي، وبما أن ما يعتبره شخص ما تحفة فنية، قد لا يقدره آخر بالقدر نفسه، ونظراً لأن جائزة نوبل للأدب تمنح استناداً إلى مثل هذه الأحكام، يمكن أن تنشأ مناقشات وجدال حول ما إذا كان كتاب معينون يستحقون الجائزة أم لا، ويرى حول النقاد أن الطابع النسبي للأحكام الأدبية يمكن أن يؤدي إلى وجود تحيزات، أو تفضيلات، أو إغفال لكتاب يستحقون الفوز.

المداولة سرية 

وهناك سبب أهم لتصاعد الخلافات حول قرارات لجان التحكيم وتكمن في طبيعة عملية الاختيار غير الشفافة، لأن الأكاديمية السويدية، المسؤولة عن اختيار الحائزين، تحتفظ بسرية النقاشات وعملية التصويت، هذا النقص في الشفافية يمكن أن يثير شكوكاً حول وجود تحيزات سياسية أو جغرافية أو حضارية ثقافية في الاختيار، ويجادل بعض الكتاب والنقاد حول العالم حول معايير تفضيل أعضاء لجنة التحكيم أدباء على آخرين استناداً إلى اعتبارات سياسية أو ثقافية بدلاً من الجدارة الأدبية البحتة.

من جانبهم يذهب النقاد إلى أن الجائزة تميل تاريخياً إلى التمييز لصالح الأدب الأوروبي والغربي، وذلك على حساب الكتاب من مناطق ولغات أخرى.

 بعض النقاد المحايدين يعلقون على ميل الجائزة إلى تفضيل أشكال معينة من الأدب، مثل الرواية والشعر، على أشكال أخرى مثل المسرح والمقالات أو الروايات المصورة، على سبيل المثال حين منحت اللجنة جائزتها لبوب ديلان، أثار القرار مناقشات حول العالم حول إمكانية اعتبار كلمات الأغاني أدباً.

إلا أن الواقع المذهل حقاً بحسب ما يعلن "برنامج الذكاء الاصطناعي" أنه بالنظر إلى التراث الأدبي الغني للعالم العربي والعدد الكبير من الكتب التي تنتج سنوياً، كان هناك فقط كاتب عربي واحد، وهو الروائي المصري نجيب محفوظ، حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وكانت أعمال محفوظ تحظى بالاحترام بسبب استكشافها لمواضيع إنسانية معقدة وإسهامها في الأدب العالمي قبل حصوله على الجائزة خصوصاً بعد تحويل عدد من روايته إلى أفلام لقيت شهرة كبيرة في السينما المصرية والعربية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة