Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقار أوزمبيك ساعدني على إنقاص وزني... ما العمل بعد شحه عالمياً؟

على رغم مظهره، لم يكترث محرر المجلة الرجالية السابق بوزنه الزائد، لكن نزهة في مكان شديد الانحدار صارع فيها لالتقاط أنفاسه كانت نقطة التحول. أفقده الدواء الوزن بسرعة إلا أنه يحاول ألا يذعر الآن بسبب عدم توفر هذه المادة

جيمس براون بعد خسارته للوزن، بعد سنة من استخدام "أوزمبيك" تقريباً (جيمس براون)

ملخص

يعمل "أوزمبيك" عن طريق إبطاء عملية إفراغ المعدة من محتوياتها، فيحس المرء بالشبع لمدة أطول ولأنني لم أتمكن من تناول كمية طعام كبيرة، تضاءل حجم وجباتي. لم يمض وقت طويل قبل أن يلاحظ الآخرون فقداني للوزن

لم يكن انعكاس صورتي في زجاج النوافذ الجانبية للسيارات المركونة في الطريق أمراً يثير اهتمامي. أثناء سيري كنت ألقي نظرة وأفكر "من غير الممكن أن أكون بهذه الضخامة، أليس كذلك؟"، لكن من يرافقني من العائلة في تلك اللحظة، أياً كان، يؤكد لي بأن الانعكاس لا يكذب. كنت تخطيت الـ50 من عمري، واعتدت أن يكون وزني قرابة 100 كيلوغرام. ظللت قادراً حتى ذلك الوقت على لعب كرة السلة، لكن بما أنني بارع في التمريرات، تخليت عن الركض لأن تنفسي يستحيل صفيراً عندها، وتتأزم حال الربو التي أعانيها. لو صورت أي فيديو هادئ على هاتفي، أسمع فعلاً صوت تنفسي فيه. وصل الأمر إلى درجة جعلت الآخرين ينتبهون ويعلقون على الموضوع. لكنني لم أشغل نفسي بالقلق على المسألة. كان الأمر محبطاً قليلاً، وتمنيت لو أنني أنحف لكنني لم أكن في مواجهة مع وزني الزائد. بل تقبلت أن الأمور ستبقى على هذه الحال على الأرجح.  

كنت شديد النحافة أثناء طفولتي بسبب خوفي من تناول الطعام معظم الأوقات. درجت عادة على تناول رقائق البطاطس والأجبان والحلويات والخبز المجفف وتجنبت أي شيء لم أكن على دراية به. كنت أبعد حتى عن كعكة الشوكولاتة في المدرسة إن كانت مغطاة بالكاسترد. تعرضت للتوبيخ من الكبار لأنني كنت انتقائياً و لكن في وقت لاحق من حياتي، شرح لي اختصاصي في الإدمان بأن ما عانيته على الأرجح هو اضطراب أكل من نوع فقدان الشهية العُصابي.

ذلك النظام الغذائي الذي اتبعته، والقائم على الحلويات والمشروبات الغازية والخبز الأبيض خلق لي علاقة مع السكر مدى الحياة. عندما توقفت عن شرب الكحول في أوائل الثلاثينيات من عمري، لم يطل بي الأمر قبل أن أتحول من إنفاق مدخولي على كروم شابليه [منطقة مشهورة بإنتاج النبيذ في فرنسا] إلى إنفاقه على مصانع كادبوري [لإنتاج الشوكولاتة]. في ذلك الوقت، كان لوح شوكولاتة تويرل طرح للتو في السوق، ومنذ تلك اللحظة، تقلب وزني بشكل مجنون.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أعرف جيداً بأن آخر عهدي مع الرشاقة كان منذ 18 سنة، عندما دخلت في الأربعينيات من العمر، وحدوث طلاقي حينها وتدربي على الملاكمة ولعب كرة القدم مرتين في الأسبوع. خصصت ساعة كل يوم لمدة ثمانية أسابيع كي أمارس الرياضة تحضيراً لتحقيق في مجلة "مينز هيلث" Men’s Health . إنما منذ ذلك الوقت، تراجع الاستقلاب حد التوقف وأخذ معه كل تحفيز لدي بأن أصبح رشيقاً. 

لكن منذ سنتين، عندما قضيت عطلتي في سينك تير، الساحل الرائع في الشمال الغربي لإيطاليا والذي يحبه هواة السير في التلال، وجدت الرغبة في التغيير. كنت أسافر برفقة حبيبتي على متن القارب وننتقل من قرية ساحلية جميلة إلى أخرى عندما بدأنا الحديث مع سيدتين في العشرينيات من عمرهما، تسافران مع حقيبة ظهر وتقطعان الساحل سيراً. أخبرتهما بأنني معجب بجهودهما، وعندها أشارت إلي صديقتي بأنني أتحدث كرجل مسن متقاعد. وأضافت أنه بما أنني ما زلت ألعب كرة القدم، ربما علي أن أتخلى عن التنقل بالقارب وقطع مسافة أربعة كيلومترات (2.5 ميل) سيراً على الأقدام للعودة من فيرنازا لمونتيروسو. 

لم تكن المشكلة في المسافة، بل في الدرجات شبه العمودية المؤدية إلى خارج المدينة. كنت أخشى فعلاً من أن يرهقني ذلك، ومع ذلك، نظراً إلى أنها تصغرني بـ16 سنة وهي نحيلة جداً، وأن هذا الاقتراح نابع من اهتمام صامت، فكرت بأنني أجرب ذلك. 

بعد مرور 35 دقيقة، كانت رجلاي ترتجفان وصوت نفسي مخيف وظهرت علامات القلق الحقيقي على ملامح العابرين قربي. لكن في نهاية المطاف، عندما بلغت الطريق جانب الجرف، المستوي على رغم ارتفاعه، كنت بحال جيدة ولازمني الرضا الذي شعرت به فعلاً.

عندما عدت إلى الديار، اشتريت ميزاناً رقمياً من شركة رينفو وبدأت أقوم بتمارين مكثفة لمدة 20 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع برفقة صديق في حديقته. بدأ وزني يتناقص بشكل ملحوظ، لكن الأكل أثناء العمل من المنزل كان ليؤدي إلى استعادة الوزن بسهولة. كنت في مطعم رائع اسمه ذا فيغ راي The Fig Rye، وأثناء امتناعي عن تناول التحلية، قالت لي صديقة كنت برفقتها إنها تستخدم "أوزمبيك" لخسارة الوزن في الفترة الفاصلة بين إنجابها لطفلها وزواجها. كان مظهرها رائعاً، لذلك أخذت منها رقم هاتف الممرضة المعتمدة التي تساعدها وقمت ببعض الأبحاث. كان العقار جديداً نسبياً لذلك واظبت على البحث عن جملة "يؤدي إلى السرطان" المخيفة التي يظهر بأنها ترافق كل شيء نراه أجمل من أن يكون حقيقياً. لكنني لم أجدها فقدمت طلب شراء للحقن كي أحقن معدتي أربع مرات شهرياً. 

 

لم أتمكن من ذلك: فأنا سريع التأثر والغثيان. لذلك، قبلت حبيبتي إيم، وجارتي بيني، وصديقتي هيلين بأن يأخذن الدور الأمومي ويحقنني. طلبت ذلك من ابني البالغ أيضاً لكنه شديد التأثر مثلي. 

في البداية شعرت بما يشبه دوار البحر الخفيف، لكن بعد نحو سبعة أيام حل نوع من الخدر مكان الرغبة في تناول السكر. يعمل "أوزمبيك" عن طريق إبطاء عملية إفراغ المعدة من محتوياتها، فيحس المرء بالشبع لمدة أطول ولأنني لم أتمكن من تناول كمية طعام كبيرة، تضاءل حجم وجباتي. لم يمض وقت طويل قبل أن يلاحظ الآخرون فقداني للوزن. كما أن حبيبتي تفاجأت عندما أحست بطرف ضلوعي حيث كان كرشي بارزاً قبلاً، وتمكنت من ارتداء قمصان جميلة من ماركة "سانسبيل" كنت اشتريتها وأصبحت أضخم من أن أرتديها. 

ولأن وزني تناقص، أصبح من الأسهل علي السير لمسافات أطول من دون أن ألهث وبدأت بتدريبات كرة قدم مع شاز في نادي لندن فوتسال ستارز. سار الموضوع بشكل جميل جداً حتى قبل ثمانية أسابيع تقريباً، عندما تأثرت بالنقص العالمي في عقار "أوزمبيك" وانتهى المخزون الذي لدي فجأة.

منذ ذلك الوقت، لم أتلق أية حقنة، ومع أنني أستمر بتناول كميات أصغر من الطعام، وقعت مرتين في فخ الإسراف. الأولى أثناء عيد ميلاد ابني بيلي العاشر الأسبوع الماضي، إذ كثرت الحلويات وانتشرت في كل مكان، وأخذت آكل من دون توقف. وحصلت الثانية في الأسبوع الذي سبق، بعد تناول مشروب غازي خال من السكر في الحانة، جعلني أرغب في تناول أكياس من شوكولاتة "مينسترلز" وحلوى "جيلي بايبيز" الهلامية، واضطررت إلى أن آكلهما معاً. كان الطعم رائعاً وانتابني شعور مريع. 

وجدت دراسة مولتها شركة "نوفو نورديسك" التي تصنع "أوزمبيك"، أن المشاركين يستعيدون بعد عام ثلثي الوزن الذي خسروه. لذلك، أبذل كل الجهود الممكنة الآن لكي يظل وزني منخفضاً. أتناول أقراص كروم منتصف الصبيحة وبعد الظهر، وهي تساعدني في ضبط حاجتي إلى تناول السكر، كما بدأت أدون كل ما أتناوله وأضع إشارة سلبية قرب كل شيء سيئ آكله. بلغ عدد هذه الإشارات الإثنين الماضي تسعة، في مقابل واحدة فقط أمس. ما يزال حجم وجباتي صغيراً ووزني ثابتاً. لم أزد سوى كيلو ونصف تقريباً عن أقل وزن بلغته عندما كنت مواظباً على الحقن.  

كما لبيت التحدي الذي طرحه أمامي ابني البكر كي أركض خمسة كيلومترات يومياً مثله. وفي الواقع الآن أبذل جهداً أكبر ولن أمانع الحصول على مساعدة كي أخسر 6 كيلوغرامات أخرى. وجهت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس) NHS نداء للجمهور كي يشاركوا في تجربة طويلة الأمد شبيهة بـ"أوزمبيك"، وأنا أنوي تقديم طلب الانضمام إليها. لكن في الأثناء، ما علي سوى الأمل بأن تكفي الوجبات الأقل حجماً والركض لتحسين وضعي.  

في النهاية، منحني عقار "أوزمبيك" الدفعة الأولى التي احتجت إليها، وتغير جسمي لدرجة أن المنشور الذي وضعته على "إنستغرام" عن الركض أخيراً ألهم بعضهم، كما قالوا لي، بالركض كذلك.

أهم ما حصل هو أنني أدركت بأن ذهني، كما الحقن، قد يساعدني في إحداث التغيير الضروري بالنسبة إلي. سترينا الأيام إن كنت قادراً على أن أحقق هذا التغيير وحدي الآن.

© The Independent

المزيد من صحة