ملخص
كيف يمكن تجنب الاحتراق النفسي وكرب الصدمة أثناء متابعة أخبار حرب غزة؟
لقطة حزينة لطفل يبحث عن أبيه، وراءها أخرى لستيني فقد حفيده الوحيد، ثم أم تكفن ابنتها العروس، وآخر كان ينتظر أن يزف ابنه الشاب، آمال تقطعت ومستقبل قضى عليه، وعائلات بأكملها طويت صفحتها للأبد بعد أن راح كل أفرادها تحت الأنقاض وعلى الهواء مباشرة.
كأنه زلزال يومي متكرر بات سكان قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية على موعد متكرر معه منذ شهر تقريباً، قد يبدو من الرفاهية أن نحاول البحث عن الطرق التي يمكن من خلالها الخروج بأقل الخسائر النفسية جراء متابعة تلك المشاهد، وعن الوسائل التي تحمي المتابعين والمهتمين من الاحتراق النفسي، فما يعايشه المتفرجون عن بعد من المخجل أن تتم مقارنته بأية تفصيلة من تلك التي يعايشها السكان هناك على أرض الواقع.
خوف ورعب وهلع وموت وإصابات بالغة، في ظل حصار فلا إمدادات أو كهرباء أو ماء نظيف وحتى الاتصالات تنقطع، فيما تعم مظاهر الحزن والخراب.
لكن أليس من الضروري في الأقل التوصل إلى صيغة لتحمل تلك المشاهد شديدة الوطأة، في ظل حال الانشغال الدائم بمتابعة كل جديد تأتي به الكاميرات، فمن سيتمكن من معاونة الحالات الإنسانية حتى ولو بأبسط الطرق إذا انهارت قواه القوة النفسية والصحة العقلية أمام هذه المأساة التي تعاد كل ليلة وكأنها كابوس طويل، وباعتراف المسؤولين الدوليين وبينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فإن ما يجري هو كارثة إنسانية بكل المقاييس لا يمكن نكرانها بأية حال.
نوبات هلع
طلب الدعم النفسي ليس عيباً في ظل ظرف عصيب على الأطراف كافة، لأن المعاناة النفسية أيضاً إذا ما تفاقمت يمكن أن تودي بالحياة، بالطبع هناك أولويات، كما أن من يلمسون هذا الهلع أولى بالخدمات النفسية، ولكن في ظل تعذر كل هذا فمن الجيد أن ينتبه لتأثير الرعاية النفسية، من يهتمون بشأنهم ويتأثرون بكل ما يجري سواء كانوا من العاملين في الحقل الإعلامي أو مجال الإغاثة وجمع التبرعات، أو حتى من يتواصلون مع بعضهم هناك ويقدمون لهم استشارات طبية عن بعد، أو أقاربهم الذين يبعدون عنهم آلاف الأميال، لاسيما وأن استمرارهم بوضع متزن سيجعلهم يؤدون خدمتهم على نحو أمثل ويفكرون بشكل أكثر اتزاناً وربما يسهمون في إيصال وفي تحسين الظروف حتى لو بنسبة ضئيلة.
وبما إن الوضع الإنساني يزداد سوءاً في حرب تدار "لايف" إذ نشاهد قصفاً تلو الآخر، لم تبخل "السوشيال ميديا" بشئ فحتى أشلاء الجثث تستعرض عبر المنصات، ويتحول البكاء بالنسبة إلى من تقع أعينهم على تلك المآسي إلى نحيب.
آخرون لم يعد يجدي معهم البكاء، وينهارون تماماً في نوبات من الهلع، منهم حنين رشاد التي تعمل مدرسة رياض أطفال بإحدى مدارس القاهرة، وعلى رغم أنها تحاول بكل ما أوتيت من خبرة ومهارة ألا تؤثر متابعتها الحثيثة لكل صورة وكل فيديو وكل خبر على عملها ولكن دون جدوى.
تقول حنين "بين حين وآخر أجد نفسي انهارت قواي تماماً، وأصبت بحال من الذعر لا أستطيع معها التركيز، وبالتالي أصبحت كثيرة التغيب عن العمل كي لا تؤثر حالتي النفسية في الأطفال، ونظراً إلى أن ما يحدث قريب منا جغرافياً، فأنا أشعر بالمسؤولية، فالجنون الذي نراه فاق كل التوقعات ومع ذلك ما زال يتكرر، فهناك طرف يتعرض للاضطهاد ومحاولات إفنائه تماماً وآخرون يبررون هذا التنكيل، لم أعد أؤمن بأن هناك عدالة أبداً وأصبحت أخاف على أطفالي بشكل مرضي ولا أريد لهم أن يخرجوا من المنزل".
مواجهة الشعور الذنب
في المقابل أيضاً هناك من أصيب بما يشبه اللامبالاة، أو الصمت التام نظراً إلى أن الموقف أكبر من قدرته على الاستيعاب وهناك أيضاً من يهرب ويتماهى في أجواء مختلفة جذرياً لعله ينجو، ولكن الغالبية العظمى أصبحت لا تتوقف عن المتابعة إذ ينامون في قلق ويصحون عليه، مع تضاؤل ساعات النوم الليلي تدريجاً وكأن القصف فوق رؤوسهم هم، وهي الحالة التي تعلق عليها الطبيبة النفسية سلمى الديب بأنه ينبغي على كل شخص أن يبحث عن حدود قدرته ويعيها جيداً، فمن غير الطبيعي أن يكون يومه سيئاً على المستوى المهني أو الشخصي، ثم يصر على التعرض لأخبار صعبة للغاية أيضاً.
وقالت الديب إنه في مثل تلك الظروف يجب على الفور تقليل كم التعرض لمثيرات الحزن والضيق فهذا واجب أيضاً لمحاولة الحفاظ على بعض الطاقة العصبية لاستكمال اليوم، إذ إن كثيرين يهملون تلك التفصيلة على رغم أنها تسهم إيجاباً في تحسين حالتهم.
وشددت الديب على أن الوضع الحالي أصعب من القدرات الشخصية وبالتالي شعور العجز هنا يبدو قاسياً، ويمكن تخطيه بإدارك طبيعة دور كل واحد والتركيز عليه ومن أبسط الأمور هنا مقاطعة بضائع الشركات التي تدعم قصف الفلسطينيين ولا يبنغي الاستهانة بمثل هذا التصرف أبداً.
وترى الطبيبة النفسية أنه ينبغي البحث عن الهدف الأساسي للمتابعة، مما يساعد في التصرف بشكل أكثر وعياً كأن يكون هناك نداء معيناً ينبغي إيصاله أو منشادات بتوفير نوع معين من المساعدات، وهو ما ينطبق عليه تعبير "البحث عن المعنى"، ففي حال كانت المشاهدة بهدف تقديم هذا النوع من الدعم فهو أمر إيجابي، وبالتالي يجب أن يكون التعرض على قدر تحقيق الهدف.
ونوهت الديب بأن العاملين في المجال الإعلامي تحتم عليهم مهنتهم المشاهدة بدقة ومراراً مع امتلاك أدوات للتحقق من المحتوى المتداول، وبحكم طبيعة المهنة يمكن أن يجد الشخص نفسه وقد تعرض لكم هائل من الأخبار ولذا ينبغي تحجيم الكم وفقاً للموضوع التي يعمل عليه.
واختتمت حديثها بالتركيز على طرق المحافظة على نفسية غير محترقة أو مستنزفة، في ظل هذا الوضع، وبينها ممارسة أساليب العناية الذاتية مثل تمارين التنفس واليقظة الذهنية والتأمل، وهي أمور على رغم بساطتها إلا أنها أثبتت جدواها في التخفيف من التوتر وتحسين الحالة المزاجية، لافتة إلى أن تلك التقنيات السهلة يمكن الوصول لها بسهولة عبر البحث على الإنترنت.
المتابعة المتطرفة
التطرف في المتابعة لا شك أنه قد يصيب الجهاز العصبي بأضرار بالغة على المدى القريب وكذلك البعيد، إذ يكشف نادر أشرف وهو طالب في كلية التجارة عن إصابته بقلق دائم وتوتر جراء تأثره بالأزمة، لافتاً إلى أنه شاهد مئات أفلام الرعب والعنف والميلودراما ما بين الخيالية والمأخوذة عن قصص حدثت بالفعل، وكان يعتقد أن المشاهد اليومية لضحايا الحرب على غزة لن تؤثر فيه كثيراً، بل ستساعده في أن يكون في قلب الأحداث نظراً إلى أن معرفة كل المعلومات تجعله ملماً ومطلعاً ويشعر بالاطمئنان إلى حد ما بدلاً من أن يكون الأمر غامضاً، فوقتها ستنمو لديه خيالات وتصورات مبالغ فيها.
على عكس تصوره تماماً إذ يرى أشرف أن الواقع فاق كل تخيلاته، إذ أصبح يصاب بنوبات ذعر ليلية، وهو أمر مفاجئ بالنسبة إليه، ومع ذلك لم يعرف كيف يتجنب البحث عما يجري على مدار الساعة على رغم إصابته باضطرابات ملحوظة في النوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول الطالب الجامعي الذي يعمل إلى جانب الدراسة في إدارة بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "أسوأ ما في الأمر أنه يعاد يومياً من دون تحريك ساكن، فالأفلام التي قدمت هذا النوع من الأزمات دانت مثل تلك الحوادث أخلاقياً وسياسياً بشكل واضح، فلماذا لا يعتقد أحد الآن أنه من الضروري أن يوقفوا هذه المأساة الإنسانية فلا يوجد حياد فيما يحدث؟"، متابعاً "أعاني اكتئاباً شديداً وصرت أكثر حساسية وعصبية، يكفي شعوري بالعجز، فهناك حروب دارت أخيراً في العالم ولكن لم يكن أي منها يركز على قتل المدنيين وبخاصة الأطفال مثل ما يحدث في غزة".
تجنب الاحتراق النفسي
بحسب الأمم المتحدة فإن هناك أكثر من مليار شخص في العالم في الأقل يعانون اضطرابات الصحة العقلية، كما أن العدد يزاداد بصورة ملحوظة، ومن المعروف أن هذا المصطلح يتعلق بتنظيم المشاعر وتكيفها وفقاً لظروف المجتمع المحيطة وبحسب طريقة تفكير كل شخص، وهي تتأثر سلباً كلما فشل المرء في التعامل مع محيطه والانسجام مع معطياته، وبالتالي فإن الأمر بالطبع يكون مقلقاً في مثل تلك الأوقات، إذ يفرز الذهن يومياً تساؤلات أقلها أنه إذا كانت كبرى المنظمات العالمية المعترف بها تدين ما يحدث، وتجد أن هذا الكم من الضحايا الأبرياء يعتبر قياسياً، بالنظر إلى السهولة والسرعة والقصدية التي تدار بها المعارك، فلماذا لا يتخذ أحد قراراً بتخفيف المعاناة في الأقل؟
وبما أنه لا إجابات أبداً مقنعة تأتي على مثل هذا الطرح البديهي، فإن لا أحد يضمن صحته العقلية إلا إذا خرج من المعادلة تماماً واختار التغييب بملء إرادته، وإلا سيصل إلى مرحلة الاحتراق النفسي بسهولة، ومن ثم يحدث تدمير على أكثر من مستوى ويصل به إلى التقصير في مهماته وفي رعاية من هو معني بحمايتهم.
هنا يوضح استشاري الصحة النفسية وليد هندي أن مشاهد القصف والحرق والتنكيل والقتل والتعذيب والتهجير والتشريد المؤلمة والقاسية يمكن أن تدمر الجهاز الصعبي بالتركيز عليها، منوهاً إلى أنه من الطبيعي أن من يواظبون على المتابعة الحثيثة يصابون بالكآبة والحزن والشعور بالذنب والعجز تجاه أناس تزهق أرواحهم وكأنه فيلم يعرض بشكل منتظم.
وتابع هندي "في القريب العاجل ستنتشر بصورة ملحوظة حالات كرب ما بعد الأزمة بسبب متابعة الأحداث، ومن الممكن كذلك أن يصاب الفرد بما يسمى أعراض اقتحامية، أي أن تظل تلك اللقطات تغزو عقله وتسيطر على تفكيره، ويسترجعها في مخيلته لفترة طويلة ولاسيما من هم صغار في العمر، إضافة بالطبع إلى الإحباط والتفكير السلبي والحساسية المفرطة والبكاء لأسباب تبدو هينة".
ما يتحدث عنه الطبيب يخبرنا أن المبالغة في متابعة فيديوهات المعاناة تؤدي حتماً إلى الإجهاد النفسي وحتى الجسدي وربما إلى نوبات من الهلع المصاحب لها عدم القدرة على التنفس بشكل منتظم، إذ يحدث إرهاق كامل ذهني ونفسي وجسدي وهي الأمور التي يمكن تسميتها بالاحتراق النفسي، وهو مصطلح شائع يصف التعرض بشكل مطول لإجهادات وضغوطات متكررة بفعل مصادر وعوامل مختلفة.
ومن ضمن النصائح التي يشدد عليها المتخصصون في علم النفس لمحاولة التجاوز الإنصات جيداً إلى الروح والنفس والجسد، فإذا شعر الإنسان إنه بحاجة إلى التوقف فوراً يجب أن يستجيب لهذا الإحساس وأن يقرأه في وقته الصحيح، فالشخصية المستنزفة لن تفيد أحداً، بل على العكس فالذهن الحاضر يمكن أن يجعل صاحبه أكثر قدرة على تقديم أفعال تندرج تحت خانة الدعم، مثل محاولة التواصل مع المعارف القريبين من الخطر وإعطائهم استشارات عن بعد، أو التخفيف عنهم أو حتى الانخراط في مجموعات تحاول إيصال المساعدات الإنسانية والوجود بالقرب من القوافل الطبية أو المعاونة في علاج المصابين الذين يتمركزون بمراكز صحية بمدينة رفح المصرية.
ومن أبرز النصائح الفعالة أيضاً لتجنب التعرض لصدمة نفسية، هي عدم كبت المشاعر التي يمكن أن تتوالد نتيجة معرفة ما يحدث ومشاهدته بأكثر من زواية في ظل الانفتاح المطلق على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ من الأفضل هنا التعبير عن الشعور وعدم إخفائه، سواء بالبكاء أو مشاركة المشاعر مع المعارف ومناقشة الأوضاع مع الآخرين ممن ينفتحون على الحوار بطريقة عقلانية خالية من الاستقطاب لأنه في حال الدخول في جدل مع طرف متعصب فقد ينجر الطرفان إلى طريق متطرف في التعبير يؤدي إلى مزيد من الكراهية والغضب واستنزاف الطاقة مما يزيد من الشعور بفقدان الأمل.
الإنسانية قبل السياسة
ومن النصائح التي يشدد عليها في هذا الصدد أيضاً استشاري الصحة النفسية وليد هندي أن ذوي المشاعر المرهفة من الضروري أن يقيسوا مدى تحملهم، وأن يبتعدوا عن مصادر الفيديوهات المتداولة، ليتجاوزا الأمر نفسياً، ليس من باب اللامبالاة ولكن لأن الضرر عليهم سيكون أكبر.
وأضاف هندي "يمكنهم تنويع الاهتمامات والمشاهدة من خلال قنوات غير موجهة تعرض سياسة وأخبار ورياضة وفن، كي لا يستغرقوا في متابعة ما يؤذيهم على مدى بعيد ويستهلكون نفسياً، فقراءة الأخبار بشكل ملخص يمكن أن تؤدي الغرض بخاصة بعد انتشار مزيد من اللقطات المزيفة التي لا تخص الصراع الحالي التي يهدف أصحابها إلى التلاعب، ونشر النظرة السوداوية".
ودعا الاستشاري النفسي إلى التوقف عن إعادة نشر هذه النوعية من الفيديوهات التي قد يكون من فام بتلفيقها مشكوكاً في نواياه، كما دعا بألا تكون الأحاديث اليومية مع الأقارب وزملاء العمل منصبة بشكل حصري على الموضوع نفسه كذلك، ومحاولة إشغال العقل بأمور أخرى، لافتاً إلى أنه من الممكن مساعدة الأطفال في تجاوز بعض اللقطات التي مرت أمامهم حول تلك الأحداث بأن يلجأوا للرسم ليسقطوا المشاعر السلبية ويخرجونها على الورق.
وشدد هندي على أن مساندة ذوي الحاجة في الأراضي الفلسطينة عن طريق المؤسسات الشرعية المعلنة يمكن أن يسهم في تخفيف وطأة الشعور بالعجز، وأنه يجب التركيز على الأزمة في جانبها الإنساني وليس السياسي.
كرب ما بعد الصدمة
وفي ما يتعلق بأهمية الأمل والشعور ببعض العدالة في تنظيم علاقة الشخص بمحيطه، ناقشت صحيفة "الغارديان" البريطانية تأثيرات المشاعر السلبية التي تنتاب صغار غزة بالتحديد في ظل ما سمته الجريدة بالخلل الأخلاقي الكبير الذي اشترك فيه النظام العالمي الذي سمح بحدوث هذا الهجوم العنيف على المدنيين بالقطاع، وتساءلت مقالة الكاتب سايمون تيسدال، التي نشرت قبل نحو 10 أيام عمن يمكنه أن يحكم على تصرفات الناجين الذين تعرضوا لكل تلك الأهوال، متوقعاً أن يسعى الأطفال إلى الانتقام حينما يكبرون، وهي أمور طبيعية بخاصة وأنه لم يعد لهم ثقة أو إيمان بأية مؤسسة أو قيم ينادي بها العالم.
البحث عن الأمل
على جانب آخر وبمتابعة ما ينشره بعض المراسلين المستقلين في قطاع غزة، فهم يحاولون أيضا أن يجدوا متنفساً وأن يبتعدوا ولو قليلاً عن رائحة الجثث والدخان، وعلى بساطة هذا المتنفس المتمثل في وجبة ساخنة أو الذهاب للبحر لبضع دقائق أو الجلوس بجوار شجرة، فإنه يعينهم على استكمال مهمتهم التي أسهمت كثيراً في إيصال أصوات المستضعفين لاسيما أن كثيرين منهم تحولوا إلى مسعفين وسائقين وأعضاء في فريق الدفاع المدني، بسبب ظروف الخدمات المتدنية.
من يعيش في قلب المأساة يعلم جيداً أنه كي تمكن من مساعدة أهالي الضحايا أو المتضررين ينبغي أن ينال قسطاً من الأمل وأن يتناوب مع آخرين على المتابعة بما يتيح لكل منهم أن يعيش لحظات هادئة في اليوم، بالتالي من الضروري أيضاً على العاملين في مجال الإعلام أن يتبادلوا المتابعة مع الزملاء، للمحافظة على الموضوعية وعلى سلامة العقل والقلب والحفاظ على النفسية التي تتعرض يومياً لمشاهد عنيفة ومؤلمة، إذ بات من المعتاد بشكل يومي استعراض لقطات لمنازل تهدمت في غمضة عين جراء القنابل التي راح ضحيتها المدنيون بالدرجة الأولى إثر الحرب التي شنتها إسرائيل ضد غزة رداً على عملية "طوفان الأقصى".