Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصريحات باول توقف أطول سلسلة مكاسب لـ"وول ستريت" في عامين

رئيس "الفيدرالي" يخالف توقعات الأسواق ويؤكد بقاء سيناريو رفع الفائدة لكبح جماح التضخم

ثبت "الفيدرالي" أسعار الفائدة  في آخر اجتماعاته عند نطاق يتراوح بين 5.25 في المئة إلى 5.5 في المئة (أ ف ب)

ملخص

رئيس "الفيدرالي" يخالف توقعات الأسواق ويؤكد بقاء سيناريو رفع الفائدة لكبح جماح التضخم

أوقفت تصريحات جديدة لرئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول أطول سلسلة مكاسب في بورصة "وول ستريت" منذ عامين، بعد أن قال إن مسؤولي البنك المركزي "ليسوا واثقين" من أن أسعار الفائدة مرتفعة بما يكفي لكبح التضخم، وقد لا يحصلون على المزيد من البيانات الجيدة لمساعدتهم على وقف السياسة النقدية المتشددة.

وأحدثت التصريحات، التي جاءت ضمن فعالية لصندوق النقد الدولي، تغييراً في معنويات المستثمرين الذين انكبوا على أسواق الأسهم بكثافة منذ تعليق "الفيدرالي" للفائدة في اجتماعه بداية هذا الشهر، إذ استنتجت الأسواق أن السياسة المتشددة اقتربت من نهايتها.

التضخم أولاً

لكن باول أوضح أن "أكبر خطأ قد نرتكبه هو الفشل حقاً في السيطرة على التضخم، إذ قال إن "الفيدرالي" لا يزال يحاول تحديد ما إذا كان في حاجة إلى فعل المزيد لكبح جماح التضخم، ليدرس بعدها المدة التي سيبقي فيها أسعار الفائدة مرتفعة.

ويعني ذلك أمرين، أولاً أن معركة التضخم لم تنته بعد، بالتالي قد تكون هناك زيادات في أسعار الفائدة أعلى من توقعات الأسواق، وثانياً، أن الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة طويلة، وهذا يعني أن المستثمرين قد يجدون فرصاً أفضل في عوائد السندات والودائع منها في الأسهم التي قد تحمل مفاجآت وأخطاراً.

وقال باول إن بنك الاحتياط قد لا يحصل على أرقام اقتصادية تؤكد ترويض التضخم، خصوصاً في أسعار السلع والخدمات والعمالة، وإن عدم الحصول على ذلك قد يضطر المركزي في الاستمرار في رفع الفوائد.

وأكد باول مجدداً أن البنك "ملتزم بتقييد السياسة النقدية لخفض التضخم إلى اثنين في المئة بمرور الوقت، ولسنا واثقين من أننا حققنا مثل هذا الهدف"، مضيفاً "إذا أصبح من المناسب تشديد السياسة بصورة أكبر، فلن نتردد في القيام بذلك"، تاركاً إشارة واضحة وصريحة أن مسلسل زيادات الفائدة لم ينته بعد، وذلك عكس ما تتوقعه الأسواق تماماً.

زملاء باول

تعليقات باول رددها ثلاثة من زملائه الذين واصلوا التركيز على ترويض التضخم باعتباره الاهتمام الرئيس لـ"الفيدرالي".

وقالت رئيسة بنك الاحتياط الفيدرالي في سانت لويس، كاثلين أونيل بايس، في حدث في ولاية إنديانا "سيكون من غير الحكمة الإشارة إلى أن مزيداً من رفع أسعار الفائدة غير مطروح على الطاولة"، مضيفة "هناك قدر كبير من عدم اليقين الاقتصادي في الوقت الحاضر، وهناك أسباب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم بصورة مفاجئة."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حديث منفصل، أشار رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، إلى أن "البنك سيرى ما إذا كان هناك ما يبرر المزيد من التشديد، خصوصاً عند الأخذ في الاعتبار وجود نمو الاقتصاد بنسبة 4.9 في المئة في الربع الماضي"، وعلى رغم أنه مؤيد لنهج الانتظار والترقب قبل اتخاذ قرار رفع الفائدة من جديد، إلا أنه يؤكد أن تسارع وتيرة الاقتصاد لا تتسق مع تباطؤ التضخم المأمول.

قرارات "الفيدرالي"

وقرر مجلس الاحتياط في اجتماعه في الفترة من 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة عند النطاق الحالي الذي يتراوح بين 5.25 في المئة إلى 5.5 في المئة، محاولاً ألا يستمر في الزيادات المتواصلة للفائدة كي لا يؤثر في الاقتصاد بصورة جذرية.

وكان باول قال إن بنكه سيتحرك "بعناية" في كل اجتماع بحيث يتخذ القرارات اجتماعاً بعد آخر، على أن يحلل المسؤولون بالبنك طبيعة البيانات الاقتصادية التي تنشر كل شهر، مستدركاً "بناء عليها سيتم اتخاذ قرار الفائدة".

وأكد باول أن الكفاح من أجل استعادة استقرار الأسعار، مع معدل التضخم عند 3.4 في المئة وتغيره ببطء فقط في الأشهر الأخيرة، "أمامه طريق طويل".

الأسواق وتوقعات "الفيدرالي"

ويرى المتداولون الآن فرصة بمعدل واحد من كل أربعة لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل، ارتفاعاً من نحو واحد من كل ستة في وقت سابق، وسط توقعات تشير إلى تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة من قبل "الفيدرالي" حتى يونيو (حزيران) المقبل.

وستكون البيانات الاقتصادية في الأسابيع المقبلة، بما في ذلك إصدار مؤشر أسعار المستهلكين (التضخم) لشهر أكتوبر 2023 في الأسبوع المقبل، ذات أهمية خصوصاً أن مسؤولي "الفيدرالي" يدرسون أي تشديد إضافي قبل اجتماعهم المقبل في 12-13 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

إنهاء مكاسب "وول ستريت"

في غضون ذلك، انخفضت الأسهم الأميركية أمس الخميس، لتقطع أطول سلسلة مكاسب لمؤشر "ناسداك" و"ستاندرد أند بورز 500" في عامين، بعد أن استمرت ثماني جلسات لـ"ستاندرد أند بورز 500" وتسعة جلسات متتالية لـ"ناسداك"، وهي السلسلة الأطول لكل منهما منذ نوفمبر 2021.

وتراجع مؤشر داو "جونز الصناعي" بنسبة 0.65 في المئة، إلى 33891 نقطة، وخسر"ستاندرد أند بورز 500" نسبة 0.81 في المئة، إلى 4347 نقطة، وخسر "ناسداك" المجمع نسبة 0.94 في المئة إلى 13521 نقطة.

تمثل هذه الانخفاضات أكبر انخفاض بالنسبة المئوية ليوم واحد لـ"ستاندرد أند بورز" و"ناسداك" منذ 26 أكتوبر الماضي، والأكبر لـ"داو جونز" منذ 27 أكتوبر الماضي.