Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

أسعار الغذاء تتراجع في 2024 وتحذيرات من أزمة قمح تضرب الدول النامية

هبوط في إنتاج الأرجنتين وأستراليا واستمرار قيود الصادرات على روسيا

مؤشر "فاو" لأسعار الغذاء يسجل أدنى مستوى خلال عامين في أكتوبر 2023 (أ ف ب)

ملخص

انخفضت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 3.9 في المئة وتراجعت منتجات الألبان بنحو 2.3 في المئة

رجح تقرير حديث أن يشهد عام 2024 بدء تراجع أسعار الغذاء عالمياً مع تحرك معدلات التضخم إلى مستويات أقل من المعدلات الحالية. وتوقع "رابو بنك" أن تتراجع السلع الرئيسة مثل: السكر والقهوة وفول الصويا، مع زيادة المعروض لمجابهة الارتفاع الهائل في الأسعار منذ ثلاثة أعوام.

وقال البنك إن الطلب على الغذاء سيظل ضعيفاً مع استمرار المستهلكين في التعامل مع التحديات الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، وفي الوقت نفسه استبعد تراجع أسعار جميع السلع الغذائية الأساسية، إذ يتوقع أن يسجل القمح، الذي تعتمد عليه الدول النامية خامس عجز على التوالي بسبب عوامل المناخ غير المواتية والقيود المحتملة على الصادرات الروسية.

وقال رئيس السلع الزراعية لدى "رابو بنك" كارلوس ميرا إن الوضع لن يكون سلساً ولكن التوقعات الأكثر إيجابية لغالبية السلع ينبغي أن تؤدي إلى تراجع أسعار الغذاء في غالبية الدول. وأوضح، أن الرابحين والخاسرين سيظهرون، مشيراً إلى أن قطاعات الخبز والألبان والبروتين الحيواني ستكون أكبر المستفيدين من تحسن الإمدادات من أميركا الجنوبية.

ورجح التقرير أن تشهد سوق القهوة فائضاً قياسياً يبلغ 6.8 مليون كيس في 2024-2025 بفضل تحسن الإنتاج في البرازيل وكولومبيا، في حين ستتراجع أسعار السكر جراء الأوضاع الأفضل في تايلاند، ويتوقع أن تنتج البرازيل 163 مليون طن من محصول فول الصويا.

بالنسبة إلى القمح، حذر التقرير من احتمال تراجع الإنتاج في الأرجنتين وأستراليا خلال الأشهر القليلة المقبلة، في حين أن الحرب الروسية في أوكرانيا ستظل تخيم على الفائض القابل للتصدير العام المقبل. وأشار إلى أن التساؤلات لا تزال تحوم حول قيود الصادرات على القمح الروسي، إذ يتوقع أن يظل المحصول في البلاد أعلى 87 مليون طن.

مؤشر أسعار الغذاء عند أدنى مستوى في عامين

وقبل أيام، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" تراجع مؤشرها لأسعار الغذاء خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أدنى مستوياته في أكثر من عامين، مدفوعاً بتراجع أسعار السكر والحبوب والزيوت النباتية واللحوم.

وقالت المنظمة إن مؤشرها الذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولاً في العالم بلغ في المتوسط 120.6 نقطة في أكتوبر، خفضاً من 121.3 في الشهر السابق له. وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية من السلع الغذائية المتداولة عالمياً، 120.6 نقاط الشهر الماضي، أي بخفض بنسبة 10.9 في المئة عن قيمته في السنة السابقة.

وتراجع مؤشر أسعار الحبوب بنسبة واحد في المئة عن مستواه المسجل في الشهر السابق، وانخفضت أسعار الرز الدولية بنسبة اثنين في المئة بفعل الطلب العالمي السلبي عموماً على الواردات، بينما انخفضت أسعار القمح الدولية بنسبة 1.9 في المئة، بفضل الإمدادات الكبيرة من الولايات المتحدة الأميركية واشتداد المنافسة بين المصدرين.

وفي المقابل، ارتفعت أسعار الحبوب الخشنة بصورة طفيفة، وفي طليعتها أسعار الذرة نتيجة انحسار الإمدادات في الأرجنتين، وسجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية خفضاً بنسبة 0.7 في المئة عن مستواه المسجل في سبتمبر (أيلول) الماضي، إذ أدى خفض أسعار زيت النخيل العالمية الناجم عن ارتفاع الإنتاج الموسمي وضعف الطلب العالمي، إلى التعويض إلى حد كبير عن ارتفاع أسعار زيت الصويا وزيت دوار الشمس وزيت بذور اللفت.

وأشارت "فاو" إلى ارتفاع أسعار زيت الصويا مدعومة بالطلب القوي من قطاع الديزل الحيوي، فيما تراجع مؤشر أسعار السكر بنسبة 2.2 في المئة وإن بقي أعلى بنسبة 46.6 في المئة عن مستواه المسجل في الشهر نفسه من العام الماضي.

كان التراجع المسجل في أكتوبر الماضي، مدفوعاً بشكل أساس بوتيرة الإنتاج القوية في البرازيل، غير أن المخاوف في شأن التوقعات بتقلص الإمدادات العالمية في العام المقبل أدت إلى كبح خفض الأسعار.

وسجل مؤشر أسعار اللحوم تراجعاً بنسبة 0.6 في المئة في ظل ضعف الطلب على الواردات، لا سيما من شرق آسيا، ما أدى إلى هبوط الأسعار الدولية للحم الخنزير، مما عوض بشكل كبير عن الارتفاع البسيط في أسعار لحوم الدواجن والأبقار والأغنام.

الطلب على منتجات الألبان يواصل الصعود

وعلى النقيض من ذلك، ارتفع مؤشر أسعار منتجات الألبان بنسبة 2.2 في المئة خلال أكتوبر الماضي، بعد تراجع دام نحو تسعة أشهر، إذ سجلت الأسعار العالمية للحليب المجفف الزيادة الكبرى، ويرجع ذلك بشكل مباشر إلى ارتفاع الطلب على استيراد الإمدادات على المديين القصير والطويل، وبعض المخاوف في شأن تأثير الأحوال الجوية الناجمة عن ظاهرة الـ"نينيو" على إنتاج الحليب في المستقبل.

وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، أبقت "فاو" على توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي هذا العام عند مستوى 2.819 مليار طن، بزيادة تبلغ نسبتها 0.9 في المئة عن العام السابق.

اقرأ المزيد

وكانت المنظمة أعلنت استقرار مؤشر الأسعار العالمية خلال سبتمبر الماضي، وسط تراجع أسعار القمح والرز، وزيادة أسعار السكر. وذكرت، أن مؤشرها الذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولاً في العالم سجل 121.5 نقطة في الشهر الماضي مقارنة مع 121.6 نقطة بعد التعديل في أغسطس (آب) الماضي.

وتمثل تلك المستويات تراجعاً بنحو 10.7 في المئة و24 في المئة على أساس سنوي ومن أعلى مستوى على الإطلاق المسجل في مارس (آذار) العام الماضي على الترتيب، وفي السياق ذاته، تراجعت أسعار القمح والرز عالمياً بنحو 1.6 في المئة و0.5 في المئة على الترتيب، وسط خفض الطلب على التصدير بعد صعوده بنسبة 10 في المئة خلال أغسطس الماضي.

وانخفضت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 3.9 في المئة، وأيضاً تراجعت أسعار منتجات الألبان بنحو 2.3 في المئة.

على الجانب الآخر، ارتفعت أسعار السكر بنسبة 9.8 في المئة على أساس شهري وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2010، وسط تنامي المخاوف وتوقعات قلة المعروض العالمي في الموسم المقبل والمرتبطة بمخاوف من تأثير ظاهرة الـ"نينيو" المناخية على الإنتاج.