Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الموسيقى الكوبية تعانق إيقاعات الخليج في السعودية

المشروع الكوبي - الخليجي قدم حفلاته على مسرح "إثراء" بمشاركة أرتورو أوفاريل الحائز جائزة "غرامي" وأوركسترا الجاز الأفرو-لاتينية

يضم المشروع الكوبي - الخليجي الحائز على جائزة "غرامي" وأوركسترا الجاز الأفرو-لاتينية أرتورو أوفاريل (إثراء)

ملخص

بدأت الفكرة بصيغة سؤال من الملحن الأميركي بل براغن حول وجود علاقة بين الموسيقى الخليجية والأفرو- كوبية

بالنوتات الموسيقية باتت لغات الشرق والغرب لغة واحدة، تلغي الفواصل الجغرافية وتصدح بإيقاعات متناغمة قدمها "المشروع الكوبي - الخليجي" في محطته الثالثة، حيث احتضن حفلاته مسرح إثراء بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بمدينة الظهران السعودية على مدار ثلاثة أيام، اجتمعت فيها على خشبة المسرح الآلات العربية مع العالمية وموسيقيين خليجيين مع غربيين.

وخرجت فكرة "المشروع الكوبي - الخليجي" من بين سطور صفحات كتاب (الموسيقى الكوبية) للمؤلف نيد سبليت بعد أن قرأه أحد رواد إعداد برامج الموسيقى والفنون ومدير المسارح بجامعة نيويورك في أبوظبي الملحن الأميركي بل براغن، الذي دأب على استكشاف العلاقة بين الموسيقى العربية والأفرو-كوبية في أسفاره عبر مضيق جبل طارق والأندلس وطريقة تنقل الناس من أفريقيا إلى الجزيرة العربية وصولاً إلى المغرب وإسبانيا وإلى "أفرو-كوبيا" ليخرج السؤال حول هل هناك علاقة بين الفنون الخليجية والأفرو-كوبية؟

للمرة الأولى في السعودية

ويضم المشروع الكوبي - الخليجي الحائز على جائزة "غرامي" وأوركسترا الجاز الأفرو-لاتينية أرتورو أوفاريل، ويعد أداؤه بمثابة إبحار في الموسيقى البحرية الأفريقية اللاتينية والشرق أوسطية، متتبعاً الروابط بين الموسيقى العربية والأفرو-كوبية على طول ممرات الملاحة البحرية بينهما.

وأبحر العرض الذي أقيم للمرة الأولى في السعودية على خشبة مسرح "إثراء" الأسبوع الماضي إلى سواحل بعيدة على أصوات وإيقاعات فنانين مثل فرقة الإيقاع الكويتية "بوم ديوان" بقيادة الملحن غازي المليفي، وعازفة البوق البريطانية - البحرينية ياز أحمد، والمغنية المغربية مليكة زارا، وعازف العود الإماراتي علي عبيد.

ولعب العازفون على وتر الروابط الفريدة بين الثقافات العالمية إذ كشف التباين الدقيق في الأغنية الشرق أوسطية والإيقاع الأفريقي متعدد النظم عن تقارب غير متوقع مع الموسيقى الخليجية والشمال أفريقية والكوبية.

وكسر العرض الفواصل الجغرافية فانتقلت اللوحة الفنية بأنامل أرتورو أوفاريل من الكويت ومن ثم البحرين وبعدها الإمارات وأخيراً المغرب، ومُزجت فيها أصوات العود والطبل والدف بصوت البيانو والبوق والقيثار والتشيلو والكونترباس.

أرتورو أوفاريل

كرس أرتورو أوفاريل حياته المهنية كعازف بيانو وملحن من أجل الحفاظ على ثقافة الجاز الأفرو-لاتيني، وتعد موسيقاه متجذرة بعمق في تقاليد موسيقى الجاز اللاتيني إذ يصعب وضع حد أو تصنيف لها، فهي تتطلع دائماً إلى المستقبل بمنظور كوني وتمزج أوركسترا الجاز الأفرو- اللاتينية، الحائزة جوائز "غرامي" عدة، بين دراما موسيقى الجاز الكبيرة وثقافة الموسيقى اللاتينية و18 من أبرع الموسيقيين على مستوى العالم.

وقال أوفاريل، "تتمتع موسيقى الخليج والشرق الأوسط وإسبانيا والمغرب بجذور عميقة حيث ثقافة منطقة شمال أفريقيا تمثل منبع الموسيقى التي تعرف اليوم بالأفرو-لاتينية، وتوجد روابط وثيقة تجمع جذور موسيقى الجاز ومختلف أنواع الموسيقى في الأميركيتين مع شعوب الصحراء، والأمسية ضمت ابتكارات فريدة وإبداعات موسيقية تعكس نبض الثقافات وتتحدى الفواصل الجغرافية، والانضمام إلى رحلة البحث عن الدور المحوري للموسيقى كأداة لتوحيد الناس".

موسيقى الجاز بنكهة كويتية

وقدم الموسيقار غازي المليفي مع فرقته "بوم ديوان" المكونة من موسيقيين كويتيين تقليديين الموسيقى البحرية الكويتية مع تقاليد الجاز العالمية.

ويعد المليفي مؤسس "بوم ديوان"، وهي فرقة الجاز التعاونية المستوحاة من موسيقى الملاحة البحرية الكويتية العالمية التجارية في المحيط الهندي مع تأثير يمتد من جزيرة زنجبار إلى الكويت.

وكانت سفينة "بوم" أهم سفينة في الكويت تستخدم للغوص بهدف جمع اللؤلؤ والتجارة، وهذا بمثابة استعارة للاستكشاف الموسيقي الذي تمارسه فرقة "بوم ديوان"، فالديوان (الموسيقى) هو المكان الذي تحافظ فيه فرق الموسيقى البحرية الكويتية التقليدية على موسيقاها، وهذه أيضاً كناية عن التبادل بين "بوم ديوان" والموسيقيين الآخرين بغض النظر عن النوع أو الأسلوب أو الثقافة.

وكشف عمل المليفي مع فرقة "بوم ديوان" عمليات التبادل الفني مع الفنانين من ثقافات وتقاليد أخرى.

واستند الحفل الموسيقي إلى قصة الهجرة والتبادل الثقافي للإيقاعات والألحان والآلات الموسيقية من خلال التجارة البحرية والإقامات الفنية والتكنولوجيا في الوقت الراهن، كما يعمل على إعادة تفعيل الروابط بين العالم العربي وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي التي نشأت منذ مئات السنين من خلال عرض الأداء للمقطوعات الأصلية.

 

وعن مشاركته في "المشروع الكوبي - الخليجي" قال المليفي لـ "اندبندنت عربية" إن "الفكرة خرجت بصيغة سؤال من الملحن الأميركي بل براغن حول وجود علاقة بين الموسيقى الخليجية والأفرو-كوبية، فتعجبت ولم أتوقع وجود علاقة حتى اجتمعت مع أعضاء من فرقة ’معيوف مجلي‘ في منزلي، وكان من المفترض عدم مشاركتي في هذا المشروع".

وتابع قائلاً "اجتمعت الفرقة مع الملحن والعازف أرتورو فلم أتمالك نفسي حتى أمسكت بالغيتار ووجدت نفسي بينهم، واستمرت هذه الحال لمدة ثلاثة أيام سمعنا فيها موسيقى كوبية وأفروكيوبين، وكانت الدهشة تغمرنا كشباب خليجي هل هذه فنون خليجية؟ فجميعها فنون تربينا عليها والأوزان والإيقاعات متشابهة إلى درجة كبيرة، حتى اقترح علي أرتورو المشاركة في المشروع".

وأوضح المليفي أن العرض الموسيقي حقق نجاحاً كبيراً في عرضه الأول الذي أقيم في أبوظبي عام 2019 والثاني في نيويورك، مبدياً سعادته بإقامة العرض الثالث وللمرة الأولى في السعودية.

وأضاف، "خلال أزمة كورونا أكمل أرتورو عمل المشروع بتسجيل ألبوم ما بين نيويورك ولوس أنجليس وأبوظبي والكويت، وسماه ’فيتشوب يدل‘".

أما المليفي فشارك بمقطوعاته "أنا ما أشوف" و"منيرة" و"أزرق".

ويرجع سر التشابه الفني الكبير بين الثقافات إلى كثرة رحلات الأجداد الخليجيين البحرية، حيث كانوا دائمي السفر والتنقل بين سواحل أفريقيا والهند وسريلانكا.

ياز ومستقبل الجاز

أما عازفة البوق والملحنة ياز أحمد فحرصت على المشاركة في حفل المشروع الكوبي - الخليجي لتجمع بين الثقافات، خصوصاً أنها من أب بحريني وأم بريطانية، وقالت لـ "اندبندنت عربية" إن "المشروع يجمع بين الناس ويبين لهم الثقافة الخليجية الغنية في المنطقة، خصوصاً لدى الشعب الغربي الذي لا يعلم بالموسيقى الخليجية".

وحازت ياز أحمد شهرة عالمية بفضل موسيقى الجاز العربية، واعتبرتها مجلة "داون بيت" الفنانة التي ستشكل مستقبل موسيقى الجاز خلال العقد المقبل، وفي عام 2020 فازت بجائزتي Jazz FM  عن أفضل عرض جاز وأفضل ألبوم جاز، إضافة إلى جائزة "إيفور نوفيلو" للابتكار في التأليف الموسيقي.

من الفجيرة إلى نيويورك

وامتزج صوت أوتار العود بعزف الفنان علي عبيد مع أصوات آلات أرتورو أوفاريل وأوركسترا الجاز الأفرو-لاتينية لتخرج صورة فنية تجمع الثقافات ببعضها، وقدم عبيد مقطوعاته الشهيرة "الحب الأول" و"مارليس سيمونز" و "من الفجيرة إلى نيويورك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعد علي عبيد قائداً لكل من فرقة "تخت الإمارات" وفرقة "الفجيرة للموسيقى العربية" و"أوركسترا الفجيرة"، وهو مدير أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، وكان عمله في طليعة تطوير الموسيقى العربية الحضرية في دولة الإمارات، وعمل على الجمع بين الموسيقى المصرية والعراقية والخليجية لتطوير مؤلفات موسيقية عربية فريدة من نوعها، ويعد سفير التراث الموسيقي للفجيرة، وهي إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الدولة التي تقدم تمثيلاً أصيلاً ودقيقاً وفهماً ثرياً لعدد من الآلات الموسيقية مثل العود.

"ليلة لو باقي ليلة"

وبصوت الجاز قدمت المغنية والملحنة والمنتجة المغربية مليكة زارا بحنجرتها أغنية "ليلة لو باقي ليلة"، فامتزجت الثقافة الخليجية بالمغربية، وتتمتع مليكة الحائزة جوائز عدة بشخصية متعددة الثقافات مما سهل لها الانتقال بسهولة بين لغات مختلفة وتقاليد كثيرة غير مترابطة ودمجها معاً.

وأظهرت بصوت الميزوسوبرانو المخملي قدرة نادرة على إيصال الأفكار والمشاعر القوية والدقيقة باللغات الأمازيغية والعربية المغربية والفرنسية والإنجليزية.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون