ملخص
مع استمرار القتال في غزة، هناك قلق شديد من انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الاكتظاظ.
حذر الأطباء في جنوب غزة من سرعة انتشار الأمراض المعدية في القطاع بسبب الاكتظاظ الناجم عن النزوح الجماعي للمدنيين مع انتقال الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مناطق الجنوب.
وقال عاصم محمد (24 سنة)، وهو طبيب متطوع في مستشفى ناصر في خان يونس لصحيفة "اندبندنت" إن المنطقة المحيطة بالمستشفى "تملؤها الأمراض المعدية وحالات الأوبئة"، بما فيها "الالتهابات الفطرية" و"الالتهابات الجلدية" و"الالتهاب الرئوي".
وأصبحت خان يونس الهدف الرئيس للعمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة التي تلت استئناف القتال، بعد نهاية هدنة استمرت أسبوعاً واحداً أطلق فيها سراح أكثر من 100 رهينة مقابل 240 سجيناً فلسطينياً.
وفي حديث لصحيفة "اندبندنت" قال الطبيب المتطوع في مستشفى ناصر، يوسف عدنان (24 سنة)، "إن الوضع داخل المستشفى حالياً كارثي. نحن نعالج آلاف حالات الإسهال بسبب قلة توفر المياه النظيفة".
وإضافة إلى علاج الأمراض يتعامل الأطباء مع سيل متجدد من ضحايا القصف الجوي الإسرائيلي الذي تركز على خان يونس خلال الأيام الأخيرة.
ووصف شهود من داخل المستشفى رؤية برك من الماء على الأرض وأطباء يسيرون فوق الجثث مع انتقالهم بين حالة وأخرى.
وبعد الزيارة التي قام بها فريق من منظمة الصحة العالمية إلى مستشفى ناصر، السبت، وصف المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس الظروف فيها بأنها "تفوق الخيال". وكتب على منصة "أكس" (تويتر سابقاً)، "كان المرضى يتلقون العلاج على الأرض ويصيحون من الألم".
وتحول محيط المستشفى إلى مخيم موقت يؤوي النازحين الذين اضطروا إلى الهرب من منازلهم منذ بداية الحرب. وانضم إلى هؤلاء في الأيام الأخيرة سكان أحياء قريبة في خان يونس، أرغموا هم أيضاً على الهرب حفاظاً على سلامتهم.
وقد خلق هذا الاكتظاظ الشديد الظروف الملائمة لانتشار الأمراض - وهي ظروف يفاقمها نقص المعدات الطبية وقلة توفر المياه النظيفة وتردي أوضاع مرافق الصرف الصحي.
واعتباراً من 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، سجلت منظمة الصحة العالمية 85899 حالة إسهال و2335 إصابة بجدري الماء و24355 حالة طفح جلدي و116829 إصابة بالتهاب في الجهاز التنفسي و25456 إصابة بالجرب والقمل و1150 حالة يرقان في غزة.
وتعدت حالات الإسهال بين الأطفال في سن الخامسة وما فوق المعدلات الطبيعية بأكثر من 100 مرة في غزة في مطلع نوفمبر.
ويوم الأربعاء، حذرت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس قائلة "في نهاية المطاف، سنشهد وفيات أكبر جراء الأمراض مما نشهده الآن جراء القصف، في حال عجزنا عن ترميم هذا النظام الصحي". وقال السيد محمد "يسوء الوضع أكثر فأكثر".
ومع تواصل الحرب، فإن أحد أكبر هواجس فرق العمل الإنساني في غزة هو انتشار الأمراض القاتلة التي تنتقل من طريق المياه مثل الكوليرا والتيفود.
وشرح الأطباء المحليون كيف سمح نقص اللقاحات الأساسية لحديثي الولادة بانتشار الأمراض بشكل أسرع عبر المستشفيات. وقد لاحظوا زيادة في نسبة أمراض الالتهاب الرئوي المكتسبة من المستشفيات.
ويوم الأحد أمرت إسرائيل بإجلاء خمس مناطق إضافية في خان يونس وحولها، ورمت منشورات تطالب السكان بالانتقال نحو رفح. وجاء في المنشورات التي رمتها الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق المنطقة، "إن خان يونس منطقة قتال خطرة".
وأمطرت القنابل الإسرائيلية على المدينة طوال اليوم.
واستناداً إلى نمط العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الدفاع الإسرائيلي، ثمة توقعات بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ غزو بري في جنوب القطاع. وولد هذا التكهن قلقاً من أن احتمالات تجدد توقف إطلاق النار تبتعد أكثر فأكثر. ويوم السبت، أشارت تقارير إلى تصريحات أدلى بها نائب المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري لقناة "الجزيرة"، قال فيها إنه لن يتم إطلاق سراح أية رهينة أخرى قبل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.
وجاء تصريحه تزامناً مع إصدار بنيامين نتنياهو أوامر لمفاوضي الموساد بمغادرة قطر والانسحاب من المفاوضات على وقف جديد لإطلاق النار.
ولا تزال تداعيات الحرب تنتشر في مناطق أخرى حول العالم.
وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة البريطانية عن نيتها إرسال طائرات استطلاع لإجراء عمليات فوق البحر المتوسط، بما في ذلك إسرائيل وغزة.
وأصدرت الحكومة، السبت، بياناً قالت فيه "ستكون طائرة الاستطلاع غير مسلحة، ولن تلعب دوراً قتالياً، وستنحصر مهمتها بتحديد مكان الرهائن. وستنقل المعلومات المتعلقة بإنقاذ الرهائن فقط إلى السلطات المعنية المسؤولة عن تحريرهم".
وقالت وزارة الدفاع "إن سلامة المواطنين البريطانيين على رأس أولوياتنا".
© The Independent