Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صعوبة في تدفق المساعدات الإنسانية لجنوب غزة بسبب قطع الطرق

الأمم المتحدة تملك طعاماً على متن الشاحنات لكنها تفتقد ممراً آمناً للوصول إلى الفلسطينيين

المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة تجد صعوبة في الوصول إلى مناطق الشمال (مريم أبو دقة)

ملخص

سيناريو جهنم بدأ في غزة بسبب الجوع وصعوبة وصول قوافل المساعدات الإنسانية المحملة بالطعام 

منذ أسبوع تأكل سجى وأطفالها الخمسة معلبات الذرة فقط، وتتناولها على شكل وجبة واحدة يومياً، فهي لا تجد أي طعام آخر في أسواق قطاع غزة، وإن وجدت في بعض الأحيان القليل من السلع، فهي لا تملك مالاً كافياً لشرائها بسبب ارتفاع سعرها بشكل جنوني.

عندما نزحت سجى من شمال غزة، إلى مخيم النصيرات في وسط القطاع، اشترت بعض المواد الغذائية القليلة وخزنتها، واتبعت جدولاً صارماً لتناول الطعام، لكن جميعه نفد ولم يتبق في بيتها سوى سبع معلبات ذرة، تأكل كل يوم علبتين حتى من دون خبز.

تقول الأم، "منذ سبعة أيام لم يأكل صغاري الخبز، وأنا لا أملك الطحين لأعد لهم أرغفة، لقد انخفضت أوزانهم كثيراً، وباتوا على شفا المرض، كل يوم يبكي طفلي جائعاً ويطلب أي كسرة خبز، يتقطع قلبي عليه ولا أفعل شيئاً".

كان من المفروض أن تتسلم سجى وجميع العائلات في غزة، أكياس دقيق ضمن برنامج مساعدات يعتمد على حساب عدد أفراد الأسرة، لكن توقف التوزيع الذي تشرف عليه الأمم المتحدة موقتاً، بسبب انقطاع الطرق وانخفاض تدفق المساعدات الإنسانية التي سمحت إسرائيل في إمدادها للقطاع الذي تشن عليه حرباً مدمرة.

قصة المساعدات الإنسانية

وللمساعدات الإنسانية التي باتت أمل جميع سكان غزة قصة معقدة، إذ فرضت إسرائيل عند بدء الحرب حصاراً مطبقاً، وأغلقت جميع معابر القطاع، وفي ذلك الوقت كان هناك مخزون سلع استراتيجي يكفي لمدة عشرة أيام، أكله الأفراد في 20 يوماً بعدما خفض الجميع عدد وجباته وكمياتها.

على الفور طلبت الأمم المتحدة من دول العالم إرسال مساعدات إنسانية لغزة، وبعد ضغوط وافقت إسرائيل على دخولها للجزء للجنوبي في القطاع، ورفضت إمداد سكان الشق الشمالي بأي سلع أو مواد غذائية.

في الهدنة الإنسانية التي بدأت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واستمرت لمدة أسبوع سمحت إسرائيل بزيادة عدد المساعدات ووافقت على تدفقها إلى الشق الشمالي، لكن عندما انهارت انخفض عدد الشاحنات المحملة بالغذاء بالمرور لغزة.

 

 

قبل تطور أحداث القتال، كانت المساعدات الإنسانية تصل من طريق شارع صلاح الدين إلى جميع مدن الجزء الجنوبي من القطاع بسهولة، لكن بعد بدء إسرائيل المرحلة الثانية من الحرب والتي انتقلت إلى مدينة خان يونس جنوباً قطعت الطرق وعزلت المحافظات عن بعضها، ومنعت حركة السيارات في طريق صلاح الدين.

شكلت خطة قطع الطرق صعوبة في استمرار تدفق المساعدات الإنسانية، وبات من المستحيل وصولها للجزء الشمالي لغزة، ومن الصعب المحفوف بالأخطار استمرار تدفقها لجميع مدن جنوب القطاع.

بسرعة لاحظ السكان والنازحون في الجزء الجنوبي توقف توريد المساعدات الإنسانية، بخاصة أنهم يعتمدون بشكل رئيس عليها، إذ أغلقت المحال التجارية أبوابها بعدما توقف التجار عن الاستيراد بسبب المنع الإسرائيلي.

سيناريو جهنم

تعتقد الأم سجى كما جميع العائلات أن توقف وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحافظات يشكل مجاعة لهم، ويتركهم من دون أي مقومات حياة في غزة جراء الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تائهة وحائرة الأم، لكنها مصممة على اتباع أي طريقة لجلب الطعام حتى إذا اضطر بها الأمر إلى اللجوء إلى مخزن للمواد الغذائية أو إيقاف أي قافلة مساعدات طلبا للعون، من أجل إطعام أولادها، وهذا حدث بالفعل مع بعض العائلات.

جوع سجى وما تخطط له، هو سيناريو "جهنم" الذي تحدثت عنه الأمم المتحدة، والذي يدور في محور الاعتداء على قوافل المساعدات الإنسانية وفعل أي شيء مقابل جلب الطعام، إضافة إلى سقوط ضحايا نتيجة سوء التغذية.

دعوة لتشغيل القطاع الخاص

ومن جانبها، قالت منسقة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز، إن سيناريو جهنم على وشك الحدوث، إذا لم يتم السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وضمان وصولها لجميع أرجاء القطاع.

وأضافت، "المساعدات الحالية غير كافية والظروف اللازمة لتوصيل المساعدات إلى غزة غير موجودة، إذا حدث بالفعل سيناريو جهنم فإن الأمم المتحدة ستكون عاجزة عن مواصلة العمليات الإنسانية وتقديم الاستجابة".

في الوقت الحالي، يستخدم معبر رفح فقط لجلب شاحنات المساعدات، وفق هاستينغز، لكنها أوضحت أنه غير مجدٍ لأن العمليات الإنسانية تسير بنظام التنقيط، لافتة إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لا تستطيع وحدها دعم سكان غزة لذلك يجب السماح للقطاعين التجاري والعام بجلب الإمدادات إلى القطاع.

أين الشوارع؟

وأثناء زيارة غزة، قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، "أصبح من المستحيل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة مع تصعيد إسرائيل هجماتها على أهداف جنوباً مع انهيار القانون والنظام، فإن أي عملية إنسانية ذات جدوى باتت مستحيلة".

وأضاف "لدينا طعام على متن الشاحنات، ولكننا في حاجة إلى أكثر من معبر واحد، وبمجرد دخول الشاحنات، نحتاج إلى ممر حر وآمن للوصول إلى الفلسطينيين أينما كانوا، إسرائيل قطعت الطرق وبات من الصعب الوصول إلى جميع المناطق".

 

 

وتابع سكاو "لم تعد هناك عملية إنسانية حقيقة في جنوب غزة. البرنامج الإنساني لم يعد فاعلاً، الموجود في القطاع يمكن تسميته فقط استجابة للفرص، إذ في أفضل الأحوال نستغل بعض الطرق وأشباه الشوارع التي لا يزال من الممكن الوصول إليها، والتي لم يتم تلغيمها أو تدميرها لإرسال قوافل المساعدات إلى أجزاء من الجنوب".

وعد إسرائيلي

نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو أوضح أن وتيرة الهجوم العسكري في جنوب غزة هي تكرار للهجوم الذي وقع في الشمال، "والذي لم يجعل أي مكان آمن للمدنيين في الجنوب الذي كان حجر الزاوية في خطة الاستجابة الإنسانية لحماية المدنيين، بالتالي توفير المساعدة لهم أمر صعب".

وأكد أن برنامج المساعدات الإنسانية في الوضع الحالي غير منتظم ولا يمكن الاعتماد عليه وليس مستداماً، إذ إن فرق الأمم المتحدة لا تعرف ما الذي سيحدث غداً، ولا أحد يستطيع أن يرى كيف سينتهي هذا الأمر.

في المقابل، وعدت إسرائيل في تحسين تدفق المساعدات الإنسانية، ويقول رئيس القسم المدني في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية إيلاد غورين "إذا أرادت إسرائيل مرور أكثر من 200 شاحنة لغزة يومياً وتفتيشها، ستعمل على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم للتفتيش فقط، وسيحدث ذلك في الأيام القليلة المقبلة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير