Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تؤذي خطابات "أبو عبيدة" سكان غزة؟

يعتبر سكان القطاع أن قيادات "حماس" تخرج بتصريحات "تسبب الدمار والموت"

بعد خطاب أبو عبيدة الأخير أمرت إسرائيل مجددا بإخلاء مدينة غزة (وسائل التواصل)

ملخص

خطاب أبو عبيدة عن تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في صفوف "حماس" دفع إسرائيل إلى شن عملية عسكرية واسعة ومفتوحة في غزة وإجبار السكان على الإخلاء الفوري

بعد ساعات من خطاب المتحدث العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة، أمرت إسرائيل مجدداً بإخلاء مدينة غزة في النصف الشمالي للقطاع استعداداً لشن عملية عسكرية واسعة، وتسببت الأوامر العسكرية المترافقة مع قصف جوي ومدفعي في حال من التخبط أصابت المواطنين.

وفي بداية الحرب شطرت إسرائيل القطاع إلى شمالي وجنوبي، وطلبت إخلاء النصف الشمالي من السكان بالكامل وأمرتهم بالتوجه نحو الجنوب، حيث قررت شن هجوم بري شامل في تلك المنطقة التي انطلقت منها الهجمات العسكرية على المدن الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ورفض نحو 650 ألف فلسطيني الاستجابة لأوامر النزوح وظلوا يعيشون في مناطقهم السكنية على رغم أن الجيش الإسرائيلي توغل فيها أكثر من مرة، وعلى مدى الأشهر التسعة للحرب عاش هؤلاء المواطنون معاناة مستمرة.

وبعد أن حقق الجيش الإسرائيلي سلسلة أهداف له هدأت الحرب العنيفة في شمال غزة، ومن أبرزها تدمير أنفاق "حماس" في النصف الشمالي من القطاع إضافة إلى القضاء على عناصرها المسلحين، فضلاً عن تفكيك قدرات الفصيل العسكرية، إذ تمكنت القوات من تدمير منصات صواريخ ومصانع أسلحة ومصادرة "درونات" وقطع جوية وأدوات قتالية ومالية أخرى، والأهم من ذلك كله أن الجيش الإسرائيلي تمكن من إحكام السيطرة الأمنية والعسكرية والمعلوماتية على المنطقة.

وعلى خلفية التقديرات العسكرية بأن الجيش الإسرائيلي حقق أهدافه في شمال غزة، انتقلت إسرائيل من المرحلة الثانية للحرب وهي فترة القتال العنيف إلى المرحلة الثالثة للحرب والتي تقوم على تطبيق معلومات استخباراتية دقيقة، وبالفعل فقد لاحظ سكان شمال غزة عودة الهدوء لمناطقهم خلال فترة ثلاثة أشهر.

وبينما كان سكان شمال غزة ينعمون بعودة الهدوء والاستقرار النسبي من دون تسجيل تقدم للجيش الإسرائيلي أو توغل لمراكز المدن، خرج المتحدث العسكري لكتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة في تصريحات قلبت المعادلة رأساً على عقب.

خطاب أبو عبيدة

وفي خطاب أبو عبيدة والذي جاء لمناسبة مرور تسعة أشهر على بدء الحرب قال، "خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تمكنا من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في صفوف كتائب القسام وعملنا على إعادة تأهيل قدراتنا البشرية"، مضيفاً "عملنا أيضاً على تأهيل بعض القدرات المهمة وتجهيز الكمائن وتصنيع العبوات والقذائف وإعادة تدوير مخلفات العدو الإسرائيلي، وكتائبنا الـ24 قاتلت على مدى تسعة أشهر ولا تزال جميعها بخير وتشارك في عمليات عسكرية، ولم ينجح الجيش في تفكيها، كما عززنا المقدرات الدفاعية لمواجهة القوات الإسرائيلية في كل مكان تتواجد فيه على أرضنا".

حديث أبو عبيدة عن تنجيد مقاتلين وتأهيل الأنفاق واستمرار تصنيع السلاح وفشل إسرائيل في تدمير أي من كتائب "حماس"، جعل الجيش الإسرائيلي يعود لشمال غزة بقوة لتنفيذ عمليات عسكرية أو ربما لقياس مدى قوة "حماس" في تلك المناطق.

عملية عسكرية وإخلاء واسع

وعلى خلفية هذا الخطاب أمر الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة التي تضم أحياء التفاح والدرج والبلدة القديمة والرمال وتل الهوى والصبرة وعسقولة والشاطئ بالإخلاء الفوري، لكنه حدد هذه المرة وجهتهم إلى النصف الجنوبي للقطاع حيث المأوى ومعسكرات الخيم.

أوامر النزوح أتبعها اقتحام للجيش الإسرائيلي وقصف جوي ومدفعي مما دفع آلاف المدنيين إلى الفرار مجدداً، وكانوا يغادرون سيراً على الأقدام حاملين أمتعتهم عبر الشوارع المليئة بالركام وتحت أزيز الطائرات المسيرة، لكنهم كانوا يجهلون وجهتهم ويتساءلون "ماذا استفدنا من خطاب أبو عبيدة؟".

ولم يستجب سكان شمال غزة الغاضبون لأوامر النزوح نحو جنوب القطاع بل وفضلوا التوجه إلى غرب وشمال مدينة غزة، أي في النصف الشمالي للقطاع، ويقول سمير اليازجي "إلى أين نذهب؟ لم يطل قائد عسكري أو حمساوي ليتوجه إلينا بأية رسالة، وبسبب تصريحات أبو عبيدة نمنا في الشوارع، والآن سنعود لننام بين الردم".

وتقول مها العجلة "أشعلا في بعض الأحيان وكأن القيادة العسكرية والسياسية لـ' حماس' لا تبالي لمصالح الناس، إنهم يستهترون بأرواحنا دائماً ولا ينتبهون لفكرة أن الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يدخل كل زقاق في غزة من دون أن يعترضه أحد، وعلى رغم ذلك تخرج قيادات ' حماس' في تصريحات بعيدة عن الواقع تسبب الدمار والموت لنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إسرائيل: رسائل "حماس" معنوية

وبعيداً من ذلك فإن معظم الهجوم العسكري الإسرائيلي الجديد كان في محيط مقر الأمم المتحدة، إذ يتهم المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي حركة "حماس" بأنها أقامت في مؤسسات الأمم المتحدة غرف تحقيق وتعذيب وسجون، وباتت تستخدمها لأغراض فصائلية، مضيفاً أن "معلومات استخباراتية ذكرت وجود عناصر من 'حماس' في مدينة غزة، وقد باشرت قواتنا عملها لتفكيك هذه القدرات"، مشيراً إلى أن بلاده لا تهتم لحديث أبو عبيدة عن تجنيد آلاف للانضمام إلى "حماس"، وأوضح أن الجيش يعتبر ذلك الحديث محاولة لرفع المعنويات.

ويضيف أدرعي، "خطاب أبو عبيدة يدل على المأزق الذي تواجهه ' حماس' وهو يحاول تكرار رسائل من شأنها أن تسلط الضوء على ما يصفها بإنجازات مزعومة لـ' حماس' في الميدان، لكن لو قرأنا وتابعنا المجريات والبيانات التي تصدر ومجريات الأحداث الميدانية، فسنرى أن الوضع مختلف تماماً عن الوضع الذي يحاول أن يصوره، إذ يحقق الجيش إنجازات وسيطرة أمنية ومعلوماتية".

"حماس" تهدد بوقف المفاوضات

من جهتها اعتبرت حركة "حماس" أن عملية الجيش الإسرائيلي تأتي لعرقلة المفاوضات، وقال رئيس الحركة إسماعيل هنية إن "ما يقوم به الجيش الإسرائيلي له تداعيات كارثية ويعيد العملية التفاوضية لنقطة الصفر، وبنيامين نتنياهو وجيشه يتحملون المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار".

ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت يجتمع الوفد الإسرائيلي في العاصمة المصرية القاهرة مع الوسطاء في إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل مع حركة "حماس"، مما يدفع إلى الاعتقاد بأن عودة العمليات العسكرية في غزة جزء من الضغط العسكري لتحسين شروط التفاوض.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير