ملخص
اتهم مفوض حقوق الإنسان روسيا بعدم اتخاذ "التدابير الملائمة لحماية المدنيين" والمنشآت المدنية "من تبعات هجماتها"
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء أن الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في العثور على متطوعين، اقترح تعبئة "450 ألفاً إلى 500 ألف شخص" لمواصلة التصدي للجيش الروسي، لكنه أوضح أنه لم يتخذ قراراً بعد.
وقال في مؤتمر صحافي في كييف ان القيادة العسكرية "اقترحت تعبئة 450 ألفاً إلى 500 ألف شخص"، مؤكداً الحاجة إلى "مزيد من الحجج التي تدعم هذه الفكرة" لأنه "عدد كبير جداً". وأضاف "حين نتحدث عن تعبئة، علينا أن ندرك أنه بالنسبة إلى جندي واحد، فان ستة مدنيين يعملون لتمويله... كيف نجد ثلاثة ملايين مساهم اضافي اعتباراً من يناير/ كانون الثاني المقبل؟".
ولاحظ زيلينسكي بناءً على ذلك ـن تعبئة مماثلة ستكون في كل الأحوال "موضوعاً بالغ الحساسية". وفي مواجهة هذه المشكلة، طلب زيلينسكي في بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي من القيادة العسكرية إعادة النظر في نظام التجنيد.
وسئل الثلاثاء عما ستكون عليه استراتيجية الجيش الأوكراني في الاسابيع المقبلة فقال "خططنا المقبلة، مراحلنا المقبلة، لن نكشفها راهناً"، مكتفياً بالاشارة الى أن اتفاقاً مع قيادة الاركان سيتم التوصل إليه "بحلول نهاية العام"، محوره المراحل المقبلة للعمليات العسكرية.
محادثات بشأن مستقبل أوكرانيا
في المقابل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء إن روسيا مستعدة للدخول في محادثات مع أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا في شأن مستقبل أوكرانيا إذا كانوا يرغبون في ذلك، لكن موسكو ستدافع عن مصالحها الوطنية.
وقال بوتين مراراً إنه مستعد للحديث عن السلام، على رغم أن المسؤولين الغربيين يقولون إنه ينتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، قبل أن يبذل جهداً حقيقياً.
وقال بوتين خلال اجتماع لقادة الدفاع في موسكو "في أوكرانيا، هل أولئك الذين يتعاملون بعدوانية تجاه روسيا، وفي أوروبا والولايات المتحدة، هل يرغبون في التفاوض؟ دعوهم (يفعلوا ذلك). لكننا سنتفاوض بما يعود بالنفع على مصالحنا الوطنية".
وأوضح "لن نتخلى عما نملكه"، مضيفاً أن روسيا لا تنوي القتال مع أوروبا.
وتسيطر روسيا على حوالى 17.5 في المئة من الأراضي المعترف بها دولياً كجزء من أوكرانيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وقالت العام الماضي إن المناطق الأربع الإضافية في أوكرانيا التي تسيطر عليها قواتها جزئياً هي جزء من روسيا، بينما تقول كييف إنها لن تركن إلى الراحة قبل طرد آخر جندي روسي من أوكرانيا.
صناعة الدفاع الروسية
وكان بوتين يتحدث في اجتماع لوزارة الدفاع حضره كبار القادة العسكريين بمن فيهم وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف، ومدير جهاز الأمن الاتحادي ألكسندر بورتنيكوف.
وقال بوتين إن القوات الروسية تمتلك الآن زمام المبادرة في ساحة المعركة. وأضاف "لن نتخلى عن أهداف العملية العسكرية الخاصة"، لكنه لفت إلى أن روسيا بحاجة إلى تحسين الاتصالات العسكرية والاستطلاع والاستهداف وقدرات الأقمار الاصطناعية.
وتابع أن صناعة الدفاع الروسية تستجيب بشكل أسرع من نظيرتها في الغرب، مشيراً إلى أن روسيا ستواصل تطوير قواتها النووية والحفاظ على جاهزيتها القتالية على مستوى عال.
من جهته صرح شويغو أن إنتاج روسيا من الدبابات تضاعف منذ فبراير (شباط) 2022 بمقدار 5.6 مرة والطائرات المسيرة بمقدار 16.8 مرة، وقذائف المدفعية بمقدار 17.5 مرة. وأضاف أن روسيا استقطبت 490 ألف جندي عن طريقي التعاقد والتطوع في عام 2023. وفي العام المقبل، ستحاول روسيا زيادة عدد الجنود المتعاقد معهم إلى 745 ألفاً.
وتابع أن القوات الروسية زرعت حقول ألغام على مساحة 7 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا بعضها بعرض يصل إلى 600 متر إلى جانب 1.5 مليون حاجز مضاد للدبابات وألفي كيلومتر من الخنادق المانعة لحركة الدبابات.
وقال بوتين إن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "غير مقبولة بالنسبة إلى روسيا في غضون 10 سنوات ولا في خلال 20 سنة".
الوضع الميداني
ميدانياً، أحبطت الدفاعات الجوية الروسية اليوم الثلاثاء، هجوماً بطائرة مسيرة فوق ضواحي موسكو، وفق ما أعلن رئيس بلدية العاصمة الروسية، من غير أن يوضح ما إذا كانت المسيرة انطلقت من أوكرانيا أو من داخل روسيا.
وأفاد سيرغي سوبيانين في بيان، بأن "قوات الدفاع الجوي أحبطت هجوماً بطائرة مسيرة في منطقة أودينتسوفو. وبحسب المعلومات الأولية، ليست هناك أضرار ولا إصابات في مكان تساقط الحطام"، مضيفاً أن "أجهزة الطوارئ تنشط في الموقع".
العالم فقد الاهتمام
واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، أن العالم "فقد الاهتمام حيال الحرب في أوكرانيا"، مشيراً إلى أن البلد لا يزال يشهد جرائم حرب "ترتكب بصورة رئيسة من قبل قوات روسيا الاتحادية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال تورك اليوم الثلاثاء، في جنيف خلال نقاش حول الحرب في أوكرانيا أمام أعضاء مجلس حقوق الإنسان، إن الأدلة التي جمعها مكتبه "لا تزال تشير إلى انتهاكات فاضحة للقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات خطرة للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب، ترتكبها بصورة رئيسة قوات روسيا الاتحادية".
ولفت إلى أن "الوضع في أوكرانيا أضيف على ما يبدو إلى سلسلة من المعاناة المتواصلة، ويبدو أن العالم فقد الاهتمام جراء الأزمات المتعددة التي نواجهها".
خارج إطار القانون
وأحصى المفوض السامي "142 حالة إعدام خارج إطار القانون لمدنيين منذ فبراير (شباط) 2022 في الأراضي التي تسيطر عليها القوات المسلحة الروسية أو تحتلها روسيا الاتحادية".
وأوضح أنه "في تلك الأراضي تمت إفادتنا عن أعمال تعذيب وسوء معاملة معممة في حق المعتقلين ولا سيما أعمال عنف جنسية، إضافة إلى عدد كبير من حالات الاختفاء القسري".
واتهم روسيا الاتحادية بعدم اتخاذ "التدابير الملائمة لحماية المدنيين" والمنشآت المدنية "من تبعات هجماتها".
خلية تخريب وتجسس
في سياق آخر دانت محكمة بولندية الثلاثاء 14 مواطناً من روسيا وبيلاروس وأوكرانيا، بتهمة الإعداد لأعمال تخريب والقيام بنشاطات استخباراتية ضد بولندا لصالح روسيا كجزء من شبكة تجسس تم تفكيكها.
ووجهت إليهم الشهر الماضي تهم ارتكاب أفعال منها التخطيط لإخراج قطارات تحمل مساعدات إلى أوكرانيا المجاورة عن سكتها، ومراقبة المنشآت العسكرية والبنية التحتية الحيوية في بولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقال القاضي ياروسلاف كوفالسكي لدى إصدار الحكم "بعد درس القضية. وجدت المحكمة أن جميع المتهمين مذنبون بالجرائم المنسوبة إليهم وأن بعضهم يعمل ضمن مجموعة إجرامية منظمة".
ولم يكن المتهمون الـ14 حاضرين في قاعة المحكمة بعد أن أقروا جميعاً بالذنب.
وقالت المتحدثة باسم محكمة لوبلين باربرا ماركوسكا لوكالة الصحافة الفرنسية إن أعضاء الشبكة "روس وأوكرانيون وبيلاروس".
وستتم محاكمة عضوين آخرين في الشبكة تراجعا عن اعترافهما الأولي بالذنب بشكل منفصل.
ومن بين المدانين مكسيم إس لاعب هوكي الجليد الروسي الذي يلعب في ناد بولندي الذي دفع اعتقاله في يونيو )حزيران) الماضي موسكو إلى "الاحتجاج بقوة" ومطالبة بولندا "بتقديم تفسيرات كاملة".
وذكرت صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" أن المجموعة تضم أيضاً "محامين أوكرانيين وخبيراً سياسياً وأستاذ لغة فرنسية وفني صيدلة ومهندس كمبيوتر".
وبحسب المحققين تلقى أعضاء الشبكة أوامر عبر تطبيق "تيليغرام" وكانت وسيلة الدفع عملات مشفرة.
وذكرت وسائل الإعلام البولندية أن المبالغ التي تم تقاضيها تراوحت بين 300 دولار ونحو 10 آلاف دولار.
وبين المرافق التي راقبها المحكومون نقاط تفتيش على الحدود مع أوكرانيا وسكك الحديد الرئيسة المستخدمة لنقل الأسلحة والمساعدات الإنسانية إلى الدولة المجاورة. كما وزعوا مواد دعائية تحرض على كراهية الشعب الأوكراني، والتزمت بولندا موقفاً مدافعاً عن أوكرانيا منذ شنت روسيا حربها على هذا البلد في 2022.
مرشح موال للرئيس
على صعيد آخر أكد القومي الروسي ليونيد سلوتسكي، الموالي للكرملين الذي رشحه حزبه الثلاثاء لخوض الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) 2024، أن فوز فلاديمير بوتين سيكون "ساحقاً".
ويعد "الحزب الليبرالي الديمقراطي" الذي ينتمي إليه سلوتسكي، أحد التشكيلات السياسية التي تمثل نظرياً المعارضة البرلمانية، ولكنه في الواقع يؤيد بوتين.
ويعتبر سلوتسكي أول مرشح يعين لمنافسة بوتين، ومن المتوقع أن يعين بعده مرشحون آخرون تربطهم علاقة وثيقة بالرئيس الروسي. وقال للصحافيين الثلاثاء "لن أدعو إلى التصويت ضد بوتين. التصويت لصالح سلوتسكي ولصالح الحزب الليبرالي الديمقراطي لا يعني على الإطلاق التصويت ضد بوتين". وأضاف "لن أستولي على أصوات من رئيس روسيا. سيحقق رئيس روسيا نصراً ساحقاً"، مشدداً على أن "رص صفوف المجتمع حول (بوتين) غير مسبوق إطلاقاً".
وهذا النائب البالغ 55 سنة من العمر، الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما، من أشد المؤيدين للهجوم الذي يشنه بوتين على أوكرانيا منذ سنتين تقريباً.
وفي عام 2018، اتهم سلوتسكي بالتحرش الجنسي من عديد من الصحافيات الروسيات، ولم تنظر لجنة من الدوما بهذه الاتهامات التي نفاها المعني بشكل قاطع.