ملخص
"كانت اختي عائدة من المستشفى مريضة وعادت إليه وقد فارقت الحياة" شقيق طفلة يمنية ضحية الرصاص الطائش الذي أطلق احتفالا بفوز المنتخب اليمني بكأس غرب آسيا
لم تدُم فرحة اليمنيين اليتيمة طويلاً بعدما أطلق حكم نهائي بطولة اتحاد غرب آسيا للناشئين صافرته، معلناً فوز منتخب بلادهم بالبطولة حتى تحولت فرحة الشعب الذي يئن تحت وطأة الفقر والحرب إلى مأساة دامية راح ضحيتها ثلاثة أشخاص وجرح العشرات نتيجة "الرصاص الطائش".
فوهات البنادق التي اعتادت المواجهة والقتال صارت سبباً أيضاً في صناعة الموت مع ظاهرة "إطلاق النار" في الأفراح التي كثيراً ما تتحول إلى أتراح في حوادث متشابهة ومتكررة في البلاد.
وليل أمس الأربعاء، بعد فوز المنتخب اليمني بلقب بطولة اتحاد غرب آسيا للناشئين 2023 على نظيره السعودي بركلات الترجيح، شهدت مدن البلاد ومنها صنعاء والمهرة ومأرب وتعز وعدن وحضرموت وإب احتفالات واسعة جراء التتويج بالبطولة، فخرج الآلاف إلى الشوارع فيما أطلق آخرون العنان لبنادقهم النارية في السماء وهي العادة التي زاد من وتيرتها تراجع الأمن وضعف الدولة في وقت تسيطر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على عدد من مناطق البلاد.
فرحة تتحول إلى حزن
ومن بين ضحايا "الرصاص الطائش" أسماء وهي طفلة يمنية يوضح شقيقها بسام قائد أنها كانت عائدة مع أبيه من مستشفى قرب منزلهم في صنعاء حيث كانت تجري فحوصات طبية، قائلاً "كانت أختي عائدة من المستشفى مريضة وعادت إليه وقد فارقت الحياة"، ويضيف وهو يصارع أحزانه "اختارت رصاصة طائشة قلب صغيرتنا التي فارقت الحياة على الفور، كانت ليلة حزينة حولت حياتنا إلى جحيم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول "لم يعُد يهم فاز المنتخب أو لا، ما يهم هو قلب العائلة التي فقدت بدم بارد ابنتها، من يجبر كسره"، ويرى الشاب اليمني أن "كل من يعبر عن فرحه بإطلاق الرصاص يعد مشاركاً في قتل الأبرياء" مطالباً المسؤولين في البلاد بمنع هذه العادة ومحاسبة المتسبب في موت شقيقته.
وإلى جانب مأساة أسرة أسماء، هناك مآسٍ أخرى كثيرة، إذ تعرض عشرات اليمنيين للرصاص الطائش الذي أصاب عدداً منهم في مختلف المحافظات، ووفقاً لمصادر طبية تحدثت إلى "اندبندنت عربية" فإن أكثر من 20 شخصاً في الأقل أصيبوا بجروح مختلفة بسبب الرصاص الطائش، فيما توفيت فتاة تبلغ من العمر 18 سنة.
وقالت مصادر طبية في محافظة شبوة (جنوب البلاد) إن "طفلة في التاسعة من العمر توفيت جراء إصابتها برصاص طائش في منزلها بمديرية بيحان وتوزعت 20 إصابة أخرى بين نساء وأطفال ورجال في محافظات إب وتعز وعدن وحضرموت والمهرة شرق اليمن".
وفي محافظة مأرب أفادت عمليات الصحة في الحكومة الشرعية في حديثها إلى "اندبندنت عربية" بأنها سجلت حالة واحدة وهي إصابة طفلة في ساقها جراء عودة الرصاص الطائش الذي أطلقه المواطنون في الهواء.