Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تغيير أسلوب الحديث عن الحكام ينهي ثقافة عدم الاحترام في كرة القدم

الهجوم العنيف لرئيس نادي "أنقرة غوجو" على الحكم التركي لم يكن حادثة فردية بعد أن أصبحت الإساءة شائعة وتبدأ بكيفية حديثنا عن اللعبة

المشادة الكلامية بين المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو والحكم الإنجليزي أنتوني تايلور (رويترز)

ملخص

مع القليل من الإرادة الجماعية، عندما يتغير الخطاب تتغير معه الثقافة

في أخبار غير مفاجئة لم يتحمل رئيس النادي التركي الذي لكم الحكم خليل أوموت ميلر في وجهه ليلة الإثنين الماضي أية مسؤولية عن أفعاله. وقال رئيس النادي فاروق كوجا "وقعت هذه الحادثة بسبب القرارات الخاطئة والسلوك المستفز للحكم".

كوجا الذي يدير نادي أنقرة غوجو المنافس في دوري المحترفين، قال إنه كان يعتزم فقط البصق في وجه الحكم بعد التعادل (1-1) مع ريزيسبور، لكنه اندفع تجاهه. وقال "لكنني صفعت الحكم... بعد صفعتي، ألقى الحكم بنفسه على الأرض، نقلوني على الفور من المكان لأن لدى مشكلة في القلب".

ويوجد ميلر في المستشفى بعد أن تم لكمه، ومن ثم ركله في الرأس وهو مستلق على الأرض، ولحسن الحظ، لم يسجل الأطباء أي ضرر في الدماغ ويتوقع أن يتعافى تماماً، بينما تم توقيف كوكا مع اثنين آخرين بعد تعليق كرة القدم في تركيا، ويجب على النظام القضائي التركي أن يتخذ إجراءات صارمة بالحظر الرياضي والعقوبات الجنائية، على رغم أن كوكا رجل أعمال واسع النفوذ وسياسي سابق، لذا سنرى.

الخطر هنا هو أن يصور هذا الأمر كحادثة فردية، كشيء حدث في مكان آخر، من ثم يحدث بعيداً، فالواقع هو أن الإساءة مستعرة في كل جزء من كرة القدم، وليس من الصعب العثور على أمثلة متكررة.

في نهاية الأسبوع الماضي فقط، اضطر حكم بريطاني يبلغ من العمر 14 سنة - الذي يرتدي سواراً أصفر للإشارة إلى أنه طفل - إلى إلغاء مباراة بسبب التهديدات التي تلقاها من شخص بالغ، وهو الآن يستعد للظهور أمام لجنة الانضباط في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بسبب الحادثة.

تعاني كرة القدم من مشكلة طويلة الأمد في إهانة الحكام، ولكن في الآونة الأخيرة، نما الشك والارتياب تجاه الأشخاص الذين يديرون الرياضة بشكل أعمق. أضافت عيوب تقنية الفيديو المساعد وقوداً لنيران المنظرين مثل حارس المرمى الإنجليزي السابق بن فوستر، الذي استخدم أخيراً بثه الصوتي "بودكاست" الشهير في محادثة مع الصحافي غير المحقق مارك غولدبريدغ للادعاء بأن الدوري الإنجليزي متورط في التستر على أخطاء التحكيم (في الواقع، الأمر عكس ذلك - كل كوميديا تقنية الفيديو المساعد تعتبر محتوى جيد لشبكة سكاي وتحقق نجاحاً على سعيد مقاييس وسائل التواصل الاجتماعي لديهم).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تلك النظريات تسهم في الشك الأوسع فيما يتعلق بالحكام، وهذا الشك يغذي ثقافة عدم الاحترام في كرة القدم، وهذا الأمر يمكنه تغيير الثقافة، وبالفعل بعض الأشياء قد تغيرت، فمنذ 15 عاماً، كان شائعاً أن يتلفظ لاعب كرة القدم - يتبادر إلى الذهن واين روني وحالات أخرى - بكلمات نابية أمام وجه الحكم الصامد.

قد يحصل هذا اللاعب، إذا كان سيئ الحظ على بطاقة صفراء، ولكن في كثير من الأحيان كان يعتبر أمراً مقبولاً من قبل الحكام الذين كانوا أحياناً يردون ببعض الانتقادات، لكن المشهد تغير مع حملات الاحترام المتنوعة التي قام بها الاتحاد الإنجليزي وتعزيز القواعد التي جعلت الحكام الحاليين أكثر جرأة في معاقبة اللاعبين على الإساءة.

في الشهر الماضي، وللمرة الأولى في أكثر من عقد، تلقى لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بطاقة حمراء مباشرة بسبب سب الحكم عندما أطلق قائد برايتون لويس دانك هجوماً كلامياً على الحكم أنتوني تايلور.

ولكن بينما تغيرت الثقافة قليلاً على أرض الملعب، فإنها لا تزال مسمومة بصورة عميقة خارجه، بعد ذلك، قال مدرب دانك، روبرتو دي زيربي "لا أحب 80 في المئة من حكام إنجلترا، هذا ليس جديداً، أنا لا أحبهم، لا أحب سلوكهم على أرض الملعب".

وكان مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا ومدرب تشيلسي ماوريسيو بوتشيتينو قد انتقدا الحكام بشدة هذا الموسم، كما فعل عديد من المدربين قبلهم.

المدربون لديهم تأثير أكبر مما يعتقدون، فقد تعرض تايلور وعائلته للمضايقة من قبل جماهير روما في مطار بودابست بعد أن أدار مباراتهم في نهائي الدوري الأوروبي، وهو حادثة جاء ساعات من مقابلة مدرب روما جوزيه مورينيو للحكم وشتمه في موقف السيارات في الملعب.

وكان هذا حدثاً يسير وفق قواعد اللعبة الترمبية، حيث قام قائد مهزوم باللعب على عواطف مشجعيه وأظهر لهم مكان توجيه غضبهم، ومورينيو لا يزال ينكر النتيجة.

في الاستوديوهات، يواصل النقاد توبيخ الحكام وفي البرامج الإذاعية والتلفزيونية أمام جماهير بالملايين، وغالباً ما يستهلون خطابهم المخطط له مسبقاً بعبارة "لا أحب التحدث عن الحكام ولكن"، كما لو أن أيديهم مقيدة.

غرد جيرمين جيناس، الذي كان جزءاً من حملة "أحب كرة القدم، أحمي اللعبة" التي أطلقها الاتحاد الإنجليزي قبل الموسم الجديد، شاتماً الحكم روبرت جونز أمام متابعيه البالغ عددهم 280 ألف مشجع خلال ديربي شمال لندن في سبتمبر (أيلول)، ومثل هذا النوع من التصريحات العلنية من شأنه أن يلحق الضرر بالمسيرة المهنية في عديد من المجالات الاحترافية، لكن في كرة القدم، التي تستهدف الحكام، الأمر ليس كذلك، نحن غير حساسين تجاه إساءة معاملتهم فقد حصل جيناس للتو على وظيفة جديدة بصفته قائد فريق "فورمولا أي".

تم تصنيف تغريدة جيناس على أنها مشينة من قبل "رف سابورت يو كيه"، وهي مؤسسة خيرية لا ينبغي أن تكون موجودة حقاً، وهي لدعم الحكام ولها خطاً ساخناً مخصصاً للمشورة والدعم، ومن بين أدواتها الأخرى مستشاراً محترفاً يقدم جلسات مجانية للحكام تحت شعار "لم يعد عليك النضال في صمت".

وتقدر ما لا يقل عن أربعة اعتداءات جسدية على الحكام كل أسبوع من قبل اللاعبين أو المدربين أو المشجعين أو أولياء الأمور.

وانخفض عدد الحكام المسجلين من أكثر من 30 ألفاً إلى نحو 20 ألفاً في غضون سنوات قليلة مع فرارهم من وظائفهم، وتصفهم المؤسسة الخيرية بأنهم "أنواع مهددة بالانقراض"، لكن يمكن إنقاذهم إذا غيرنا طريقة حديثنا عن اللعبة، قد تبدو لعبة الكريكيت وكأنها عالم آخر، من دون القبلية الانفعالية التي تتسم بها كرة القدم، ولكنها تضرب مثالاً يحتذى به، حيث يركز الحديث فيها على عملية اتخاذ القرارات بدلاً من الشخص الذي يتخذ القرار، أما في كرة القدم، يستطيع القائمون على إجراء المقابلات بعد المباراة أن يقرروا عدم ملاحقة تصريحات المدير الفني الغاضبة في شأن القرارات، كما يستطيع نقاد الاستوديو أن يتجنبوا طعم الحديث عنها.

هذا النوع من المحادثات المحسوبة ليس بالأمر الصعب، مع القليل من الإرادة الجماعية، عندما يتغير الخطاب تتغير معه الثقافة، لأن البديل هو أن لا يتغير شيء، وستستأنف كرة القدم التركية قريباً، وستلتئم جراح ميلر، وسينسى كوجا، حتى الحادثة التالية.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة