Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما يبدو عليه عيد ميلاد للنساء فقط

اعتادت كاتبة المقال -وهي غير مرتبطة ولا أطفال لديها- أن تمضي فترة عيد الميلاد وحيدة، بأسلوبها الخاص. إلا أنها قررت هذه السنة أن تحتفل بشكل مختلف، برفقة 4 صديقات لها يشاركنها القيم والأفكار نفسها. وهذا هو السبب...

تتطلع كايتي غلاس إلى قضاء يوم عيد الميلاد مع صديقاتها (من المصدر)

ملخص

إن احتفالاً بعيد الميلاد يقتصر فقط على النساء، يعني الحرية الكاملة في التصرف والقيام بما نرغب فيه تماماً

تقضي خطتي هذه السنة بأن أستيقظ في صباح الـ25 من ديسمبر (كانون الأول)، وأن أرتدي إحدى بيجاماتي الفاخرة، وأحظى بصباح مريح في السرير أستمع خلاله لألحان أغنيات ماريا كاري، في وقت أرتشف فيه الشمبانيا. من ثم، سأقوم بتزيين جرو لابرادور مصنوع من الشوكولاتة بشريط أحمر حريري كبير، فيما أرتدي ملابس مخملية جذابة ومزينة بالترتر، وأضع مجموعة من المجوهرات وأقراطاً ذهبية متدلية. وتتواصل بعد ذلك أجوائي الاحتفالية بلقاء أربع من صديقاتي المقربات للاستمتاع بالسباحة في مياه مثلجة، يليها غداء غني بالكوكتيلات. وفي وقت لاحق، سنأتي جميعاً إلى منزلي الريفي لقضاء أمسية نحتسي خلالها مشروب الليكور "بايليز"، ونستمع لألبومات تايلور سويفت وننشد أغانيَّ على جهاز الكاريوكي.

إن احتفالاً بعيد الميلاد يقتصر فقط على النساء، يعني الحرية الكاملة في التصرف والقيام بما نرغب فيه تماماً. فيمكننا أن نفرط في استخدام العطور من دون القلق من شكاوى مرتبطة بحدة الرائحة أو غرابتها. ويمكننا الاستمتاع بوجبة غداء رائعة والعودة إلى المنزل والاستلقاء على الأريكة وتذوق محتوى علبة من الحلوى، وعدم القلق من ترتيبات إعداد "شاي" ليلة عيد الميلاد. أما اختيارنا للملابس فهو غير مقيد، ويمكننا أن نكون على سجيتنا من دون أن نقلق من المخاوف التي قد تعترينا بعد الغداء في شأن البدانة، إضافة إلى ذلك، يكون مقبولاً تماماً بين زميلاتنا في عيد الميلاد، أن تختار أي منا الاستراحة في فترة المساء، والاستمتاع بحمام يمتد لنحو ثلاث ساعات على ضوء الشموع، إذا ما رغبت في ذلك.

 

وباعتباري امرأة غير مرتبطة، ومن دون أطفال، وتعيش بعيداً من والديها، فإن مفهوم عيد الميلاد الممتع هذا لن يختلف كثيراً من طريقة عيشي المعتادة. مع ذلك، فإن هذه المحطة بالنسبة إلى بعض الصديقات اللاتي ينضممن إليّ في الـ25 من هذا الشهر -إحداهن سيكون طفلها مع والده، في حين أن الثانية ستجلب ابنتها معها- تشكل فرصة فريدة لتدليل أنفسهن والاستمتاع بعطلة نادرة ورائعة، إذ عادة ما يكن منشغلات باستضافة الأهل والأصدقاء والخدمة خلال موسم الأعياد.

فالنساء، دعونا نعترف بذلك، هن اللاتي في الواقع يتحملن وزر إحياء مناسبة عيد الميلاد، ونحن مدينون بكل ما نعرفه عن طرق الطهي للعيد، لنساء مثل فاني كرادوك (الطاهية وناقدة الطعام)، وديليا سميث (الطباخة والمقدمة التلفزيونية)، ونايجيلا (الكاتبة والطاهية)، اللاتي قدمن لنا التوجيهات المناسبة لطهي البطاطا المحمرة، وإعداد حلوى الترايفلز، وخبز فطائر اللحم المفروم، وصنع كعكات عيد الميلاد.

إن السيناريو الشائع يمنح الرجل -وهو "سانتا كلوز"- الفضل كله في عيد الميلاد. ومع ذلك يدرك الجميع أن "السيدة كلوز" هي التي تتولى جميع المهام الأقل ظهوراً خلف الكواليس. فخلال فترة عيد الميلاد، تكون النساء في الغالب منشغلات في دهن الديوك الرومية، وتزيين المنزل، وشراء الهدايا، وتذكر تاريخ مسرحيات الميلاد لكل طفل من أطفالها، والتفاوض مع حمواتهن حول ما يتعين تناوله من طعام في التوقيت المناسب والمحدد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من المعتاد أن الزوجات والأمهات والأخوات والبنات هن اللاتي يكرسن يوم عيد الميلاد بكامله للطهي معاً، في وقت يخرج فيه الرجال إلى الحانة ويعودون لاحقاً وهم شبه مخمورين، قبل أن يجلسوا لتناول طعام الغداء. وتبدأ الاستعدادات الشاقة لعيد الميلاد قبل بزوغ فجر يوم العيد، بحيث يتولين عادة أعمال التنسيق الاجتماعي للأسرة. ويشمل ذلك الاتصال بالجميع من خلال مجموعات "واتساب"، وتحديد من سيشتري عناصر مختلفة ويحضرها ويطبخها، وتنظيم الأنشطة مثل حضور عروض التمثيل الإيمائي، وحجز مطعم في "ثاني أيام عيد الميلاد" Boxing Day، وترتيب الهدايا للمعلمات والمعلمين، وتخصيص وقت محدد لتسلم البقالة التي تقوم متاجر "سينزبيري" بتوصيلها إلى المنزل.

هذا كله إضافة إلى العبء الإضافي للمهام اليومية لعيد الميلاد، المتمثلة في تحديد الملاءات النظيفة لتجهيز أسرة احتياطية، وتجديد إمدادات الأشرطة اللاصقة، والعثور على أوراق التغليف، وشفط الأشرطة البراقة المتناثرة على الأرض بالمكنسة الكهربائية، وتنظيف آثار محتملة من القيء عن الأرضية، وتقديم الوجبات الخفيفة، واستضافة الجيران، مع الحفاظ على أحمر الشفاه والشعر في أفضل حالتيهما. وفي الوقت نفسه ينتفض الرجال للحصول على الفضل الأكبر على جوانب أكثر بطولية في الاحتفال، مثل إحضار شجرة عيد الميلاد إلى المنزل، وتقطيع اللحم، وتذوق بعض من فطيرة اللحم المفروم والجزر المتروكة لسانتا.

وإذا كنت قد وصلت إلى هذا الجزء ووجدتِ نفسكِ تصرخين بالفعل، "ولكن، لكن..."، احتجاجاً على تعميماتي الجامحة التي أدرجتها، فربما يستحق الأمر التوقف لحظة للتفكير في الإحصاءات الموسمية، فقد كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" YouGov (المتخصصة بأبحاث السوق في المملكة المتحدة) أخيراً، إن 61 في المئة من النساء اللاتي يعشن مع شركاء ذكور، أكدن أنهن من يتولين مسؤولية شراء هدايا عيد الميلاد، على عكس ثمانية في المئة فقط من الرجال، إضافة إلى ذلك، أفادت 69 في المئة من النساء أنهن من يقمن بإرسال بطاقات المعايدة بعيد الميلاد. وأشارت 54 في المئة إلى توليهن مسؤولية شراء الطعام، بينما قال 17 في المئة فقط من الرجال إنهم يتولون مسؤولية الطهي.

وعلى النقيض من ذلك، فقد أفاد نحو 39 في المئة من الرجال بأنهم إما ثملوا أو ناموا في يوم عيد الميلاد نفسه، مقارنة بـ14 و13 في المئة فقط من النساء اللاتي فعلن ذلك.

 

لعل هذه الديناميكية كانت في أحد الأيام منطقية، عندما كان الرجال هم المعيلين الرئيسين للأسرة، وربما كان يمكنهم القول، إن لديهم الحق في الاسترخاء خلال العطلات. لكن الآن، أصبحت النساء المرتبطات برجال، يكسبن قوتهن أيضاً، إلا أنه لا يزال ينتظر منهن أن يصنعن صلصة الخبز لدى عودتهن إلى المنزل.

لا تكتفي النساء بتحمل الإرهاق الجسدي في فترة عيد الميلاد فحسب، بل العبء العاطفي أيضاً: فالابتسام للأقارب، يشكل محاولة للحفاظ على الوئام بين الجميع، كما الترفيه عن الأطفال، وضمان راحة الأقارب المسنين، والتزام الصمت لدى سماع ملاحظات حماتنا المتعلقة بزيادة وزننا. ويبدو لي أن المرأة الوحيدة التي تستمتع حقاً بعيد الميلاد هي ماريا كاري. فإنني أتصورها تمضي يومها في ثياب مخملية وهي تحتسي الشمبانيا، ومحاطة برجال نصف عراة، وتكسب سنوياً نحو مليونين ونصف المليون دولار من أغنيتها الضاربة في عيد الميلاد كل سنة.

ربما حان الوقت لنحذو حذو إيرلندا في احتفالاتها -حيث يعرف يوم السادس من يناير (كانون الثاني) باسم "عيد الميلاد الخاص بالنساء" Women’s Christmas، وهو اليوم الذي يتولى فيه الرجال بحسب التقاليد، القيام بجميع الأعمال المنزلية، وذلك لشكر النساء وتقدير الجهود التي يتعين عليهن بذلها خلال موسم الأعياد، على رغم أنني أفضل كثيراً أن أرى الأشياء تتغير. ومن خلال اللقاء الذي أنظمه في عيد الميلاد هذه السنة، تشير التلميحات إلى أن الأمور تتغير، ولو بوتيرة بطيئة. فالصديقة التي أمضي اليوم معها تقر بخجل بأنها سعيدة لأن أطفالها يقصدون والدهم لأول مرة، قائلة، "إنه لأمر مرهق للغاية أن أعتني بالجميع طوال الوقت - فهدية عيد الميلاد الخاصة بي ستكون الحصول على يوم عطلة".

© The Independent

المزيد من منوعات