ملخص
القيود التي فرضت على عمل المرأة أدت إلى تأخير تنفيذ مشاريع المنظمات المانحة في أفغانستان
في الـ 23 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بأفغانستان (OCHA) أنه من المتوقع أن يحتاج أكثر من نصف سكان أفغانستان (نحو 23.7 مليون مواطن) إلى مساعدات إنسانية عام 2024.
وقال المكتب إنه من بين هؤلاء سيحصل نحو 17.3 مليون شخص على مساعدات تشمل المعونات الغذائية ومياه الشرب والرعاية الصحية والتعليم، وكذلك تلبية الحاجات العاجلة ومنها المياه والصحة وحماية الفئات الضعيفة وبخاصة النساء والأطفال والأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة.
وأشار تقرير المكتب الأممي إلى أن الاقتصاد الأفغاني هش ويعتمد بصورة كبيرة على المساعدات الإنسانية، كما أنه تحدث عن حرمان النساء من الأنشطة الاقتصادية بأوامر من حكومة "طالبان"، مؤكداً أن هذه السياسات التقييدية تمنع النساء من الحصول على المساعدات والخدمات، وبالتالي فهذا يؤثر تأثيراً سلبياً في مشاركة المجتمع الدولي في أفغانستان.
وأضاف (OCHA) أن القيود التي فرضت على عمل المرأة أدت إلى تأخير تنفيذ مشاريع المنظمات المانحة في أفغانستان.
حال طوارئ
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن ترحيل مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من باكستان خلال الأيام والأسابيع الماضية أثر في 1.3 مليون مواطن أفغاني، وعمّق أزمة العائدين داخل معظم المنافذ الحدودية مع باكستان.
وتوقع المكتب الأممي أنه في عام 2024 سيرحل أكثر من 1.4 مليون أفغاني من باكستان وإيران، كما تحدث التقرير أيضاً عن أن أفغانستان تواجه اليوم حال طوارئ بسبب تغير المناخ وتشهد جفافاً للعام الثالث على التوالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما ورد في التقرير أنه "بعد أسوأ موجة جفاف خلال العقود الثلاثة الماضية، أدى ارتفاع درجات الحرارة عام 2021 إلى تغيير أنماط هطول الأمطار بسرعة في جميع أنحاء أفغانستان مما قلل من حصول الناس على المياه، وازدادت الصدمات الناجمة عن هذا الجفاف لتشمل 34 محافظة بعد أن كانت تقتصر على 15 محافظة، وكانت بروان وكنر وبادغيس وبغلان وسمنغان أكثر المحافظات تضرراً بالجفاف لعام 2022".
كما حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة من أن المنتجات الزراعية الأفغانية معرضة لخطر الفيضانات والآفات الفصلية، وأن هناك احتمالاً ضئيلاً بأن يتحسن الوضع في أفغانستان، في وقت طالبت حركة "طالبان" المواطنين الأفغان برفع الصلوات والدعاء من أجل هطول الأمطار للخلاص من الجفاف الذي تعانيه البلاد.
التشرد القسري
وفي السياق نفسه قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن 40 عاماً من الحرب الواسعة في أفغانستان أدت إلى خلق موجات متعددة من التشرد القسري والفقر داخل البلاد، عدا عن الكوارث الطبيعية المتكررة التي زادت أعداد المشردين هناك.
وأكد المكتب الأممي أنه "في وقت انخفضت معدلات النزوح المرتبط بالنزاع بصورة ملحوظة عام 2021، إلا إنه يقدر بنحو 6.3 مليون شخص، أي أن ما يقارب واحداً من أصل سبعة أشخاص يعاني التشرد طويل الأمد".
ومع مرور أكثر من عامين وأربعة أشهر على عودة حكم حركة "طالبان" لأفغانستان، وفي واقع الأمر فإنه خلال هذه الفترة وخلافاً لمزاعم وادعاءات نظام "طالبان" لم يتحسن الوضع الاقتصادي، وتزايدت أعداد الفقراء والمشردين في أفغانستان.
ومن خلال رفض نظام "طالبان" تشكيل حكومة شاملة تضم جميع الأطياف والمجموعات العرقية، ونظراً إلى عدم احترامها معايير حقوق الإنسان والمرأة، فقد تسببت في عزل كابول عن المجتمع الدولي، ولهذا السبب أيضاً فإن الدول الغربية لم تعد مهتمة بتنفيذ المشاريع التنموية في أفغانستان.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية".