ملخص
تاريخياً، ارتبطت طرابلس بعلاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية قوية مع سوريا، حيث شكلت "الشام" عمقاً مشرقاً وعربياً للمدينة. إلا أن حقبة الحرب الأهلية وسياسة القمع التي انتهجها نظام البعث أدت إلى قطيعة وجدانية بين عاصمة شمال لبنان وسوريا.
لم تكن ليلة السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2024 كسابقاتها في الرزنامة الطرابلسية. بصورة عفوية، اندفع آلاف الناس إلى الطرقات، واشتعلت سماء المدينة بالرصاص والمفرقعات فرحاً بـ "حدث عظيم" من وجهة نظر سكانها مع ظهور بوادر سيطرة المعارضة السورية على "الجارة" حمص. وما هي إلا ساعات حتى زاد منسوب التفاؤل مع "أخبار مبشّرة" جاءت من دمشق تحت عنوان "سقوط نظام بشار الأسد".
في تلك اللحظات، شهدت المدينة اللبنانية الشمالية "نهاية التاريخ" من وجهة نظر أهاليها، وأفول زمن كان عنوانه القطيعة بين طرابلس الفيحاء والعمق الشامي الذي تجلّى إبان الحقبة العثمانية، وبداية عصر جديد من الوصال بين الفيحاء والشام. وعمّقت مجموعة من الأحداث الشرخ بين البلدين، من مجازر النظام في طرابلس، إلى ممارسات الفروع الأمنية، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والشخصيات البارزة في "ثورة الأرز"، وجريمة تفجير مسجدي "التقوى" و"السلام"، التي أكد الحكم الصادر عن المجلس العدلي في لبنان تورط المخابرات السورية فيها. من هذا المنطلق، كان متوقعاً شعور أهالي شمال لبنان، وخصوصاً طرابلس، بالفرح لسقوط رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، لأنهم كانوا يشعرون بأن لديهم ثأراً مع حكم البعث في سوريا، الذي لجأ إلى مختلف أساليب التنكيل، وأشد أدوات القمع والتهميش بحق أبناء المدن اللبنانية المتمردة منذ بدء الحرب الأهلية، ولغاية سقوط النظام الذي هجر 15 مليون إنسان.
طرابلس والشام
لم ينتظر أهالي طرابلس والشمال إعادة وصل معبر العريضة في عكار من أجل الذهاب والاحتفال في ساحات دمشق والمسجد الأموي، بل عبر الكثير منهم سيراً على الأقدام، قاصدين حمص ودمشق وحلب. ورافقت هؤلاء موجة بشرية كبيرة من اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم، والذين يشعرون أنهم استعادوا وطنهم بعد 54 عاماً من حكم حزب البعث، و14 عاماً على اندلاع الثورة السورية المطالبة بإسقاط النظام. ويؤكد أدهم، الشاب الثلاثيني: "لقد احتضنّا لبنان طوال 14 عاماً، وحان وقت العودة لاستطلاع الوضع في ديارنا. إن كانت هناك إمكانية للعودة، ستعود العائلة للعيش هناك، وإن كان الدمار كبيراً، فإننا سنعود جزئياً من أجل بناء ما استطعنا، في انتظار الاستقرار للعودة الدائمة".
احتضنت طرابلس خلال 14 عاماً عائلات مقاتلي "الجيش السوري الحر" الملاحقين، إضافة إلى آلاف العائلات الهاربة من جحيم الحرب السورية. وخلال تلك الفترة، أسس كثيرون أعمالاً جديدة، وكونوا عائلات، ودرسوا في مدارس وجامعات لبنان على قدم المساواة. وقد تقاسم هؤلاء مع اللبنانيين المعاناة من آثار الانهيار المالي والاقتصادي، والحرب الاسرائيلية، وسلسلة النكبات التي عاشها لبنان.
يرى الباحثون أن موقف طرابلس كان رد فعل طبيعياً، إن لناحية الروابط التاريخية الاجتماعية مع سوريا ما قبل حقبة حزب "البعث"، أو لناحية الانتماءات الدينية والعقائدية. ويشير المؤرخ حسين الدهيبي إلى أن "أحد أشهر ألقاب طرابلس هو (طرابلس الشام)، الذي يعود إلى المرحلة السابقة على تأسيس لبنان الكبير في الأول من سبتمبر (أيلول) 1920"، مذكراً بتمسك أهالي طرابلس والساحل بالرابطة العضوية مع سوريا خلال مؤتمر الساحل الذي رفض فكرة الانتداب الفرنسي، والمطالبة بالبقاء تحت الحكم الفيصلي في دمشق، والأمر كان نتيجة توقهم للحفاظ على الوحدة الشامية. ويتحدث الدهيبي عن سلوك يحمل مغزى كبيراً، حيث استمرت طرابلس ردحاً من الزمن تستخدم رمزاً بريدياً "طرابلس الشام"، وليس طرابلس لبنان، واستمر هذا الأمر لغاية 1956 تاريخ ثورة كميل شمعون، والتي أعقبها رفع الظلم عن أهالي طرابلس والشمال.
علاقات اجتماعية في الصميم
ارتبطت طرابلس تاريخياً بعلاقات اجتماعية وثيقة مع بلاد الشام. يعود الدهيبي في التاريخ ليؤصل فكرة "طرابلس الشام"، والعلاقة الوثيقة بين المدينة المتوسطية وجاراتها في سوريا الداخلية. كانت المنطقة تنقسم إلى ثلاث ولايات: ولاية حلب، ولاية دمشق، و"ولاية طرابلس التي احتلت المقدمة لفترات طويلة، ولعبت مهام بارزة بسبب موقعها واتساعها"، مشيراً إلى أن "ولاية طرابلس كانت تمتد من جسر المعاملتين إلى مدينة سلامية في محافظة حماة السورية حالياً، حيث كانت تضم المساحة الكبرى على الساحل اللبناني-السوري. وقد استلم والي طرابلس إمارة الحاج لمرات عدة، ما له من دلالة روحية وزمنية".
ينوه حسين الدهيبي إلى أن "توزع العائلات نفسها على طرفي الحدود"، و"رابطة القرابة لم تكن قائمة على المصاهرة فحسب، وإنما عن طريق النسب. ويكفي النظر إلى أسماء العائلات اللبنانية والسورية لمعرفة أصولها وجذورها، وقد ظهر ذلك في دراسة ميدانية عن عائلات منطقة المنية في العصر العثماني من 1516 ولغاية 1918"، مشدداً على التجارة الناشطة على طرفي الحدود، والعلاقات الاقتصادية حيث كان مركز الاستقطاب هو مدينة طرابلس.
البطش ولّد القطيعة
أحدثت الأداة الأمنية القمعية شرخاً كبيراً في العلاقة بين لبنان وسوريا، وحفرت عميقاً في الوجدان الطرابلسي الذي انحاز في "زمن الصمت" إلى "خصوم الأسد" من ياسر عرفات، إلى ميشال عون، مروراً بالبطريرك نصرالله صفير، و"قوى 14 آذار"، وصولاً إلى احتضان النازحين السوريين وأفراد الجيش الحر.
تنطلق أستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانية، هلا رشيد أمون، من تجربتها الشخصية للتأكيد على بدء البطش السوري باكراً بحق اللبنانيين، "ففي عام 1978، داهم الجيش السوري بعد منتصف الليل منزل العائلة في طرابلس، واعتقل شقيقها (علي) الذي لم يبلغ 18 سنة، بعد فبركة تهمة باطلة باقتناء سلاح، وتمَّ نقله فوراً إلى سوريا حيث اضطر الوالد إلى التوجه إلى سوريا والتنقل بين الأفرع الأمنية وقصر العدل، ورشوة معظم الضباط من أجل تيسير إطلاق سراح الشاب قبل وصوله إلى السجون المركزية الشهيرة بالاعتقال الانفرادي والتعذيب بكل أشكاله، التي تحمل عنوان (الداخل مفقود والخارج مولود)".
تعتقد أمون أن المرحلة الفاصلة في العلاقة بين طرابلس وسوريا، التي أدت إلى القطيعة الوجدانية، كانت بعد سيطرة "حركة التوحيد الإسلامية" - بقيادة الشيخ سعيد شعبان والمموّل من إيران في عام 1983 - على عاصمة الشمال، التي بدأت تتعقب المخالفين لما تؤمن به، في محاولة لفرض أجندتها وأيديولوجيتها على كل الناس بالإكراه. وقد دخلت في صدام مع السوري. وفي الموازاة، نشأ صدام آخر بين النظام السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية بفعل تسلل ياسر عرفات عبر البحر، إلى مخيمي البارد والبداوي قرب طرابلس، بعد إجباره على الانسحاب من بيروت بعد الاجتياح الاسرائيلي في عام 1982. وأثمر الصراع بين ياسر عرفات وحافظ الأسد (الذي كان يريد التحكم بالقضية الفلسطينية) عن وقوف "جبهة التحرير الفلسطينية - القيادة العامة" برئاسة أحمد جبريل و"منظمة الصاعقة" إلى جانب حافظ الأسد ضد عرفات.
وتضيف أمون "لقد تحولت طرابلس الكبرى إلى ساحة مستباحة للقتال بين الأسد وعرفات، مما عرض المدينة بدءاً من 1983 إلى قصف عنيف، أدى إلى نزوح أهالي المدينة التي تدمرت بيوتها مراراً وتكراراً ، وعائلتي كانت من الفئة التي نزحت". وتتابع "أعَدَّ النظام السوري كميناً في باب الحديد، اغتال خلاله قائد المقاومة الطرابلسية آنذاك أبو عربي (خليل عكاوي) وذلك عقب اجتماع جمعه بالشيخ سعيد شعبان، وأحد ضباط المخابرات السورية"، وأعقب ذلك الاغتيال ارتكاب مجزرة مروِّعة بباب التبانة في 17 ديسمبر بالتعاون مع ميليشيات حليفة للنظام السوري، أدت إلى سقوط عدة مئات وربما آلاف من الضحايا المدنيين الذين امتلأت المستشفيات بجثثهم". وتقول أستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانية لقد "أحدثت المجزرة حالة من الرعب، كانوا يدخلون المنازل، ويطلقون الرصاص على القاطنين فيها، أو يرمونهم من النوافذ والشرفات إلى الشوارع. ومن شدة الرعب، كان بعض الأهالي ينكرون معرفتهم بأبنائهم المقتولين، خشية قتل بقية أفراد العائلة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حقبة الصمت
منتصف الثمانينيات، أكمل "جيش الردع السوري" بناء "منظومة القمع" في طرابلس ولبنان، وتستحوذ مراكز المخابرات السورية في منطقتي الأميركان ومار مارون على سمعة سيئة في الذاكرة الجماعية لأهل طرابلس الذين باتوا يستخدمون عبارة "الجدران لها آذان". وتؤكد هلا رشيد أمون: "لقد أحدث سقوط المناطق الشرقية بيد الجيش السوري أثراً سيئاً على لبنان، حيث استشرست آلة القمع السورية".
لم يقتصر "سوء التصرف السوري" على المراكز الأمنية، وإنما تجاوزها إلى السيطرة على الحراك الثقافي والجامعي. تروي أمون: "عندما كنا طلاباً في الجامعة اللبنانية، كان يأتي الضباط السوريون برفقة مساعديهم إلى الامتحانات، وكانوا يُدخلون المقرر إلى قلب القاعة لنسخ الإجابات، والله يساعد الأستاذ أو المراقب الذي يعترض على هذا الغش الفاضح"، مستذكرةً: "في إحدى المرات، كنتُ أقدم امتحاناً في إحدى القاعات، ودخلت دكتورة، فوجدت ضابطاً يغش علانية. اقتربت منه، واعترضت على حيازته المقرر، وصرخت عليه، وما هي إلا لحظات حتى جاء المدير وتحدث إليها وأقنعها بأن تهدأ، وطلب منها الخروج لئلا تتعرض للمساءلة والانتقام".
أدت تلك الممارسات البغيضة والمستفزة إلى "نشوء بيئة معادية للسوريين في طرابلس على رغم وجود الكثير من المستفيدين"، لذلك "كان من البديهي انحياز أهالي طرابلس وعكار إلى جانب العماد ميشال عون في حرب التحرير ضد السوريين بوصفه ممثل الشرعية وقائد الجيش اللبناني، ولكنها غيرت موقفها منه عندما صار العاشق الأكبر للسلطة والكرسي"، لذلك "من الطبيعي أن تكون طرابلس الأكثر فرحاً بسقوط النظام الأسدي، لأن لها ثأراً مع حافظ الأسد وبشار الأسد، وهناك حقد شعبي دفين عليهما يتم توارثه أباً عن جدّ، بسبب المجازر وسياسة القمع والقهر والإذلال، وتعمُّد السوري استهداف وتحجيم البيئة السنية والمسيحية لمصلحة حلفاء إيران"، ولم يتنفس أهالي المدينة الصعداء إلا بعد خروج الجيش السوري عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري في عام 2005، قبل أن تأتي الفرحة الكبرى بسقوط جمهورية الخوف والرعب والقهر بكل أدواتها ومؤسساتها وسجونها المرعبة في 8 ديسمبر 2024.
تهشيم النسيج الاجتماعي
ثمة الكثير من الروابط الثقافية والدينية والاجتماعية التي تجمع بين طرابلس والحواضر السورية، ويقال إن عاصمة الشمال هي نسخة مصغرة عن سوريا من الناحية الديموغرافية والثقافة العامة والهوى السياسي القومي بحسب الباحث سامر زريق، الذي يعتقد أن "هذه الروابط تعرضت لهزة عميقة خلال حكم حافظ الأسد، الذي أراد تفكيك الحاضنة العروبية والإسلامية الكلاسيكية في طرابلس، غداة مواجهته الدامية مع زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات عام 1983".
يقول زريق "اتبع حافظ الأسد فكرة تعود إلى الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، وتتمثل بزرع أجساد غريبة في النسيج الاجتماعي، بما يضمن توليد نزاعات دائمة تسهل السيطرة على قرارها وتدجين شخصيتها العامة. فأتاح لإيران الخمينية إطلاق أول منتج لها على الأراضي اللبنانية، وهو حركة التوحيد الإسلامية، التي جمعت مزيجاً من الراديكاليين الإسلاميين والماركسيين المتأثرين بالمناخ الإسلامي الثوري الراديكالي الذي عصف بالمنطقة آنذاك، في توليفة عجيبة. وسهل لها الأسد حكم مدينة طرابلس وجوارها الحيوي بين 1982 – 1984، كي تتولى تنظيف العاصمة الثانية في لبنان من الأحزاب العلمانية والعقائدية، وتقويض الحالة الصوفية التي كانت السمة الرئيسية للثقافة الإسلامية المتجذرة"، مضيفاً "في الموازاة منح الفرصة لشقيقه رفعت، قائد الذراع العسكرية شبه النظامية والدموية، سرايا الدفاع، (تسمى اليوم الفرقة الرابعة)، للتمدد في الطائفة العلوية وصناعة نموذج ميليشياوي شبيه، تمهيداً لإحداث اصطدام دموي بينها وبين الحالة الإسلامية الراديكالية، من أجل تمزيق النسيج الاجتماعي. وهذا ما حدث فعلاً وأدى إلى وقوع عدة مجازر أهلية ذهب ضحيتها عشرات الأبرياء، ومنحته الذريعة لإدخال جيشه إلى طرابلس لضبط أمنها وحماية الأقلية العلوية، والذي كان عبارة عن اجتياح دموي. كل ذلك خلف ندوباً عميقة في العلاقة بين المكونات الاجتماعية في طرابلس، ولا سيما بين العلويين والسنة. وامتدت هذه الندوب لتطاول النظرة تجاه سوريا، والتي صارت عند الجماهير والنخب الطرابلسية عدوانية، خصوصاً مع استحالة التمييز بين الشعب والنظام في جمهورية الخوف التي صنعها الأسد".
يؤكد زريق "ظهرت آثار هذه الندوب غداة انسحاب الجيش السوري من لبنان عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وترجمت بحوادث فردية تعبر عن عمق الهوة التي كرستها سياسات التفريق التي طبقها الأسد الأب، تجذرت أكثر بسبب المعارك الأهلية بين الميليشيات العلوية وجماعات مسلحة سنية على مدى سنوات".
شكلت الثورة الشعبية التي انطلقت في سوريا ربيع عام 2011 فرصة أتاحت إصلاح العلاقات والروابط الاجتماعية بين طرابلس والعمق السوري، إنما بقيت الطائفة العلوية خارجة بحسب زريق، الذي يستدرك: "مع التطورات الأخيرة في لبنان وسوريا، وسقوط نظام بشار الأسد، وغضب العلويين منه واعتبار أنه غدرهم وأنقذ نفسه وتركهم يواجهون قدرهم، ثمة فرصة جدية لإطلاق عملية مصالحة تجسر جميع الخلافات السابقة، وتعيد اللحمة إلى النسيج الاجتماعي في طرابلس، وتمتد لتصل إلى الساحل السوري القريب، حيث الكثافة العلوية. وهذا ما يفرض وجود مبادرة سنية لا تزال مفقودة حتى اللحظة".
فرصة لتصحيح المسار
تفتح التطورات الدراماتيكية في سوريا الباب أمام انطلاقة جديدة في العلاقة بين البلدين، ويرى توفيق دبوسي رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال أن "لبنان وطرابلس أمام فرصة جديدة للنهوض من خلال إعادة تشبيك العلاقات الاقتصادية مع سوريا، وتطبيق خطط القطاع الخاص للاستفادة من إعادة الإعمار"، معولاً على الاستقرار الذي من شأنه إعادة وصل العلاقات التاريخية.
يتحدث دبوسي عن فائدة متبادلة لأبناء البلدين، فسوريا هي المنفذ البري الوحيد للبنان إلى العالم، من أجل نقل البضائع والأشخاص وتشجيع الترانزيت، مذكراً بإجراءات قاسية اتخذتها الحكومة السورية السابقة، حيث "كانت تبلغ كلفة عبور الشاحنة الواحدة ستة آلاف دولار أميركي، الأمر الذي كان يؤدي إلى الخسارة لا الربح، وهو ما أدى إلى توقف الكثير من الشاحنات عن العمل. في المقابل، لم تنجح خطة النقل البحري عبر مرسين في تحقيق نفس الأهداف". يعوّل على خطوات جدية تقوم بها الحكومة، والقطاع العام لتصحيح المسار، لأن "القطاع الخاص قام بواجباته، وتمكن من وضع الخطط للتكيف مع الأزمات المتلاحقة"، متحدثاً عن "تحول طرابلس إلى منصة لإطلاق عملية إعادة الإعمار في لبنان وسوريا، لأن طرابلس تشكل ضرورة للبنان والإقليم بحكم موقعها، ومرافقها البحرية والبرية". لذلك، يطالب دبوسي بـ "التواصل مع الجانب العراقي من أجل إعادة تصدير نفطهم إلى أوروبا انطلاقاً من مصافي نفط العراق في طرابلس لبنان، واستغلال الفرصة لإعادة مد الخطوط وتجديد الشبكة عبر الأراضي السورية"، جازماً أن "في الاستقرار والتعاون مصلحة للجميع".