Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مايكل شوماخر... بعد عقد من الحادثة لا يزال نجم "فورمولا 1" ساطعا

بعد مرور 10 سنوات من آخر ظهور علني له، لا تزال بصمة أسطورة سائق فريق فيراري في سباقات "الفورمولا 1" واضحة للعيان

شوماخر محتفلاً بلقبه العالمي السابع لـ"الفورمولا 1" عام 2004 (غيتي)

ملخص

ترك مايكل شوماخر بصمته المميزة على الرياضة قبل وقت طويل من اعتزاله عام 2012 والحادث الأليم الذي أصيب به

في مسلسلٍ وثائقي مؤلف من خمسة أجزاء عُرض منذ أسبوعين حصرياً في ألمانيا بعنوان "أن تكون مايكل شوماخر" Being Michael Schumacher جسدت نهاية الحلقة الثانية بشكلٍ سلس السطوة العاطفية التي كان بطل العالم لـ"الفورمولا 1" سبع مرات يبسطها ولا يزال على عالم الرياضة. لسنا في ألمانيا ولسنا في مونزا أو أيمولا حيث مقر قاعدة فيراري الجماهيرية الأسطورية التي تُعرف باسم "تيفوسي" tifosi. بل نحن في ستافيلوت في بلجيكا على بعد خمسة أميال (8 كلم) من حلبة "سبا فرانكورشامب" الشهيرة التي تقع في قلب غابة أردين.

يتحدث الوثائقي مع غيرغوري لوكاسين سيرفاتي وهو أحد مشجعي "الفورمولا 1" ويقيم في البلدة المحلية الصغيرة. طُلب منه أن يتذكر السائق الألماني فقال كيف أن جماهير شوماخر كانوا "يحدثون ضوضاء بالمعنى الإيجابي... [لكن] اليوم لم يعد الأمر سيان بل أصبح مختلفاً". ثم يتابع ليصف شوماخر بأنه "مثاله الأعلى" قبل أن يضيف وصفاً قد يعتبره البعض غير عملي إن لم يكن مدعماً بالذكريات والسجلات. "مايكل شوماخر هو حلم".

يشير المشهد برمته، إلى جانب إطلاق مسلسل وثائقي جديد بعد عامين على فيلم "شوماخر" الممتاز الذي أنتجته "نتفليكس" إلى تأثير رجل تخطى حدود رياضته. بلغ مايكل شوماخر كافة أصقاع الأرض من أستراليا إلى البرازيل مروراً بكل زاوية بينهما وكان إرثه مكتملاً قبل حادثة التزلج المأسوية التي غيرت حياته برمتها قبل 10 سنوات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحمل حلبة سبا مكانة خاصة في قلب شوماخر وعائلته. فهناك بدأ مسيرته في سباقات "الفورمولا 1" عام 1991 لمصلحة فريق إيدي جوردن الإيرلندي. بعد مرور عام، فاز بأول سباقٍ له على أطول حلبة مشاركاً في فريق بينيتون-فورد. سرعان ما برزت موهبته الواضحة في السرعة وتعطشه الذي لا نظير له لبلوغ الكمال وعام 1998 شكلت حلبة سبا موقعاً لمواجهته الشهيرة أثناء السباق مع دافيد كولتارد بعد اصطدامٍ بينهما أثناء هطول الأمطار مما أدى إلى خروجهما من السباق. تصرف شوماخر من دون مواربة وفي بعض الأحيان انفجر غضباً.

"بوسعه أن يكون قاسياً جداً وبارداً وبعيداً" يقول كولتارد اليوم عن الحادثة متحدثاً عن خصمه آنذاك. ويتابع: "أعتقد أن ذلك ما تحتاجه في تلك المرحلة لتكون ناجحاً. لن أكون صادقاً لو لم أقر بأنه كان سائقاً رائعاً وبأنه كان هنالك بعض الجوانب السلبية في مقاربة مايكل التي تعتمد على ’الفوز بأي ثمن‘ على حلبة السباق".

بيد أن الإيجابيات أدت إلى تحقيقه خمس بطولات عالمية متتالية مع فيراري بين عامي 2000 و2004. وبالمحصلة حقق رقماً قياسياً بسبعة ألقاب – السابع في سباق "سبا" – وهو رقم عادله لاحقاً لويس هاميلتون.

ولكن بعيداً من الألقاب، غير شوماخر المعايير المحيطة بالتحضيرات وعلم الرياضة في "الفورمولا 1". فأصبح السائقون اليوم أكثر لياقة ورشاقة من أي وقتٍ مضى بفضل النجم الألماني. فمن محبي الحفلات والسهر إلى رياضيين مذهلين، ترك شوماخر الأثر الأكبر في تحويل الاتجاه السائد بين الرياضة والترفيه.

كان الفوز هو العامل الأهم وكان شوماخر يبذل كل قوته ليحل في المركز الأول.

وترافق هذا منطقياً بتجاهل العواطف الإنسانية غالباً. وفي هذا السياق، يشير بات سيموندز وهو مهندس عمل لمصلحة بينيتون في منتصف التسعينيات: "كان (مايكل) يعرف كل ميكانيكي ويعرف أسماء زوجاتهم وما كان أولادهم يفعلون في الحياة. كان الأمر صادقاً وحقيقياً. انخرط مايكل بشكلٍ كبير في كل التفاصيل وبالطبع كان ذلك يعني أن الأشخاص سيفعلون أي شيء من أجله".

وهذا ما يجعل الوضع الراهن صعب الاستيعاب بالنسبة للكثيرين من حول العالم مع كل السرية التي تحيط بالوضع الطبي للرياضي البالغ 54 سنة بطلبٍ من زوجته كورينا وعائلته. بيد أن مفارقة الظروف الحزينة خلال العقد الذي تبع حادثة التزلج التي تعرض لها خارج حلبة التزلج في منتجع ميريبيل الفرنسي هو أنه جرى الالتزام بالاحترام العميق لعائلته [وطلبها باحترام خصوصيتها].

وفيما يتعمق التعطش للحصول على المعلومات، فإن أي إحداثيات غامضة ومبهمة خلال السنوات منذ وقوع الحادثة كانت محدودة في التفاصيل. ويُعتبر ذلك مثالاً نادراً في الحياة المعاصرة حيث أبقي أمر بغاية الأهمية طي الكتمان بشكلٍ مستمر في ما كان ليشكل في ظروفٍ أخرى انتشار إشاعات يومية على الصفحات الأولى نظراً لأهميته القيمة. ويعود الفضل في ذلك أيضاً إلى نظام الدعم المحيط بكورينا والمتمثل في ابنتهما جينا-ماريا وابنهما ميك.

ولسخرية القدر وقساوته، تزامن بروز اسم ميك على ساحة "الفورمولا 1" مع غياب أبيه لكي ينصحه ويوجهه خلال فترة العامين الصعبين التي واجهها في فريق "هاس" Haas. من يدري كيف كانت توجيهات والده لتساعده خلال الأوقات التي بدت فيها الأمور قاتمة وملبدة بالغيوم. ويأمل جمهور "الفورمولا 1" في كل مكان أن يحظى ميك الذي يلعب اليوم دور السائق الاحتياطي لفريق مرسيدس بفرصة أخرى ويتسلق أعلى الترتيب ويأملون في استعادة بعض اللمحات المضيئة من جيل شوماخر.

ولكن فيما قد تتمثل المناشدة الجارفة في هذه الأيام الحزينة في الانغماس في فقدان رجلٍ لم يذهب بعد، يجب أن يكون عوضاً عن ذلك وقت نتذكر فيه الرجل الذي كان عليه شوماخر. رجل مفعم بالأحاسيس والتفاني والتعاطف المتداخلة كلها في عمله والمنصبة عليه. رجل كان تأثيره كبيراً للغاية وترك بصمته المميزة على الرياضة قبل وقت طويل من اعتزاله الثاني عام 2012، وهو الذي ما زال نجمه ساطعاً حتى اليوم على رغم المجهول الذي يحيط بالحياة التي يعيشها اليوم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة