أظهر مسح للقطاع الخاص أمس الثلاثاء توسع نشاط المصانع في الصين بوتيرة أسرع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بسبب مكاسب أقوى في الإنتاج والطلبيات الجديدة، لكن ثقة الأعمال لعام 2024 تظل ضعيفة.
إلى ذلك ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 50.8 نقطة في نهاية عام 2023 من 50.7 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مما يمثل أسرع توسع في غضون سبعة أشهر، متجاوزاً توقعات المحللين التي جاءت عند 50.4 نقطة، إذ إن النقطة الـ50 هي الحد الفاصل بين النمو والانكماش.
وتعرض قطاع التصنيع المترامي الأطراف لضغوط وسط ضعف الطلب عام 2023 في الصين، مع تراجع العقارات والعوامل الجيوسياسية وقبضة المستهلكين المتشددة، وكلها عوامل أثرت في التعافي بعد الوباء.
وقبل نهاية العام الماضي تعهد كبار القادة الصينيين بتعديل السياسة لدعم التعافي الاقتصادي عام 2024، في وقت تنتظر الأسواق والمستثمرون تنفيذ مزيد من إجراءات التحفيز.
ويتناقض مؤشر مديري المشتريات مع البيانات الرسمية الصادرة الأحد الماضي، إذ أظهرت انكماش نشاط الصناعات التحويلية بوتيرة أسرع وأكثر من المتوقع في ديسمبر الماضي.
في غضون ذلك ارتفع إنتاج المصانع في الشهر نفسه بأسرع وتيرة منذ مايو (أيار) الماضي، في حين بلغ نمو الطلبيات الجديدة أعلى مستوى في 10 أشهر بفضل زيادة الطلب وزيادة إنفاق العملاء مع نهاية العام.
تراجع طلبات التصدير الصينية
في تلك الأثناء انخفضت طلبات التصدير الجديدة بوتيرة أبطأ، إذ أعلنت بعض الشركات عن تحسن في الطلب الخارجي مقارنة بنوفمبر الماضي.
وفي وقت واصل أصحاب المصانع تمسكهم بوجهة نظر متفائلة إزاء توقعات عام 2024، تراجعت ثقتهم مقارنة بنوفمبر الماضي، إذ ظلت أقل من الاتجاه طويل المدى، قائلين إن "موازنات العملاء المضغوطة، إلى جانب المنافسة الشديدة، علاوة على المخاوف حول تباطؤ الأسواق كانت من بين المخاوف الرئيسة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك ارتفعت مخزونات السلع تامة الصنع بصورة طفيفة، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأخر شحن العناصر إلى العملاء. وعلى رغم أن كلف المدخلات استمرت في الصعود مع نهاية العام، إلا أن معدل التضخم تراجع إلى أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر وكان هامشياً فحسب.
يشار إلى أن تلك البيانات جمعت في الفترة من الـسادس إلى الـ14 من ديسمبر الماضي، وفقاً لـ" أس أند بي غلوبال".
خفض الرواتب
ووسط طلب أضعف من المتوقع، خفض أصحاب المصانع الرواتب للشهر الرابع على التوالي وبأسرع وتيرة منذ مايو الماضي.
وعن ذلك قال الاقتصادي في مجموعة "كاتشين إنسايت غروب" وانغ زهي لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" إن "التوسع في العرض والطلب في السوق لم يترجم إلى زيادة في التوظيف"، مضيفاً أن "بعض الشركات التي شملتها الدراسة قالت إن القدرة الحالية كافية للتعامل مع الطلبيات الإضافية في ظل ظروف السوق الحالية" ومشيراً إلى أنه "خلال العام الجديد، لا يزال هناك مجال لإجراء تعديلات في السياسات المالية والنقدية"، ودعا إلى تعزيز الجهود لزيادة التوظيف لتخفيف الضغط على سوق العمل.