Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ولاية أيوا الصغيرة تطلق السباق الكبير على نيل ترشيح "الجمهوري" للرئاسة

ترمب يقف أمام امتحان ترجمة تقدمه في الاستطلاعات وبايدن يركز حملته على انتقاد سلفه

النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين تجول في ولاية أيوا دعماً لترمب، في 4 يناير الحالي (أ ف ب)

ملخص

بعدما وجه إليه القضاء تهماً جنائية في أربع قضايا، يواجه ترمب حكم الناخبين للمرة الأولى منذ انتهاء رئاسته في عام 2021 وسط فوضى عارمة

تفتتح ولاية أيوا في الـ15 من يناير (كانون الثاني) الجاري الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي، إذ يصوت ناخبوها لاختيار ممثلهم ما بين دونالد ترمب المهيمن على السباق والمرشحين المنافسين له.
وتنظم هذه الولاية الزراعية الصغيرة في الغرب الأوسط الأميركي أولى المجالس الانتخابية في الولايات المتحدة، إذ يتجمع فيها ناخبو الحزب الجمهوري لاختيار مرشحهم للسباق إلى البيت الأبيض.
ويعلن الحزب الجمهوري المحلي باعتزاز على موقعه الإلكتروني "الطريق إلى البيت الأبيض ولطرد جو بايدن من الرئاسة يبدأ هنا في أيوا".
وينظم الديمقراطيون أيضاً مجالسهم الانتخابية التي يتوقع أن تؤكد ترشيح الرئيس جو بايدن، لكن عمليات التصويت ستجري عبر البريد خلال فترة تمتد حتى الـ19 من فبراير (شباط) المقبل.
وإن كانت أيوا تمثل أقل من واحد في المئة من إجمالي التعداد السكاني في الولايات المتحدة، إلا أنها تحتل موقعاً مميزاً على الساحة السياسية الأميركية منذ أكثر من 50 عاماً، إذ تفتتح موسم الانتخابات التمهيدية، محددة وجهة أولية لها.

محك الاستطلاعات

من الجانب الجمهوري ستؤكد مجالس أيوا ما إذا كانت استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم كبير لترمب على منافسيه، محقة فعلاً أم لا.
ويعقد الناخبون الجمهوريون في حوالى 1700 دائرة مجالس انتخابية صغيرة في مدارس وكنائس ومسارح وثكنات لعناصر الإطفاء وحتى في منازل، وتقتصر المشاركة في هذه المجالس على الناخبين المسجلين رسمياً كجمهوريين، غير أنه من الممكن التسجيل مساء انعقاد المجلس.
وتنطلق الآلية رسمياً في الساعة 19:00 (1:00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء)، فيلقي ممثلون عن المرشحين خطاباً تأييداً له، قبل أن يدون الناخبون خيارهم على بطاقات.
وترسل أيوا 40 مندوباً إلى المؤتمر الجمهوري الذي يعقد في يوليو (تموز) 2024 في ميلووكي بولاية ويسكونسن الذي يعلن رسمياً مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني).
ويبقى هذا العدد ضئيلاً بالنسبة إلى مندوبي ولايات أخرى مثل تكساس التي يمثلها 162 مندوباً.
وفي الانتخابات التمهيدية السابقة في عام 2016، تقدم السناتور عن تكساس تيد كروز بفارق ضئيل على ترمب حاصداً ثمانية مندوبين في مقابل سبعة لرجل الأعمال.

منافسو ترمب

وإلى جانب ترمب يتنافس ستة مرشحين آخرين هذه السنة، أبرزهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس والسفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.
وبعد ثمانية أيام من أيوا، يصوت الجمهوريون في ولاية نيو هامبشير لاختيار مرشحهم، وبعد ذلك تتسارع وتيرة الاستحقاقات وصولاً إلى الخامس من مارس (آذار) المقبل، تاريخ "الثلاثاء الكبير"، حين تنظم انتخابات تمهيدية متزامنة في حوالى 15 ولاية من بينها ولايات كبرى مثل تكساس وكاليفورنيا.
وعلى ضوء التوقعات الحالية، من المحتمل بحلول ذلك التاريخ أن يكون ترمب بدد أية منافسة.

شعبية كبيرة

فهل يسيطر دونالد ترمب منذ البداية على المنافسة أم يحدث خصومه وعلى رأسهم نيكي هايلي ورون ديسانتيس مفاجأة؟ وبعدما وجه إليه القضاء تهماً جنائية في أربع قضايا، يواجه الرئيس السابق حكم الناخبين للمرة الأولى منذ انتهاء رئاسته وسط فوضى عارمة عام 2021.
ويردد ترمب خلال تجمعاته الانتخابية أنه "طالما أن بايدن في البيت الأبيض، سيكون الحلم الأميركي ميتاً"، مؤكداً كما في انتخابات 2016 أنه سيعيد للولايات المتحدة "عظمتها".
ويحتفظ ترمب بشعبية كبيرة على رغم تحذيرات معارضيه المتكررة بأنه يمثل خطراً على الديمقراطية، والتنديد الشديد الذي تثيره تصريحاته ولا سيما تلك المتعلقة بالمهاجرين الذين يتهمهم بـ"تسميم دماء" الولايات المتحدة.
وعلى رغم التهم الموجهة إليه وأحكام السجن التي قد تصدر في حقه، يحقق رجل الأعمال السابق نسبة 60 في المئة من نوايا الأصوات في استطلاعات الرأي، مسجلاً تقدماً هائلاً لم يتمكن منافسوه من تقليصه حتى الآن.
ولا يزال ترمب يحظى في أيوا كما في بقية الولايات الأميركية، بقاعدة واسعة من المؤيدين الأوفياء، غير الآبهين بمتاعبه القضائية وتجاوزات سلوكه.
ويستند ترامب إلى جيش من المتطوعين يجوب منذ أشهر أنحاء هذه الولاية في الغرب الأوسط الأميركي لتوزيع الكتيبات والبيانات واللافتات وقبعات مرشحهم الحمراء الشهيرة.
في المقابل تنافس على ترشيح الحزب الجمهوري السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة في عهد ترمب، الحاكمة السابقة لكارولاينا الجنوبية، نيكي هايلي التي تلقى تأييداً في أوساط اليمين الأميركي.
والمرشحة الخمسينية هي المرأة الوحيدة في السباق، وهي من المرشحين القلائل العازمين على مواصلة دعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً.
من جهة أخرى هناك حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وهو محافظ ذو مواقف صادمة حول مسائل كالهجرة والإجهاض. وراهن المرشح الأربعيني، وهو ضابط سابق في البحرية، على ولاية أيوا فزار كل مقاطعاتها الـ99، وهو يعول فيها على دعم ثمين من الحاكمة كيم رينولدز. غير أن ديسانتيس يواجه انتقادات كثيرة ولا سيما لافتقاره إلى الكاريزما، مما أدى إلى انهيار التأييد له في الأشهر الأخيرة.
ولا تتعدى نسبة التأييد لأي من المرشحين المذكورين 11 إلى 12 في المئة في استطلاعات الرأي.
على رغم ذلك، لا يستبعد المراقبون أن يحدث أحدهما مفاجأة ويقضم بعضاً من الفارق الهائل الذي يسجله ترمب.
في المقابل إن لم يحقق الملياردير الجمهوري الفوز الساحق المتوقع له في أيوا، فقد يبدو في موقع أكثر ضعفاً لخوض بقية السباق.

الحزب الديمقراطي

على الضفة المقابلة يطلق الديمقراطي جو بايدن حملته للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بخطاب مرتقب الجمعة سيحذر خلاله من خطر سلفه ومنافسه المرجح ترمب، على الديمقراطية في الولايات المتحدة بعد ثلاثة أعوام من الهجوم على الكابيتول.
وسيقدم بايدن (81 سنة) الذي يتخلف عن ترمب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة، منافسه الجمهوري على أنه تهديد للبلاد في خطاب يلقيه قرب "فالي فورج" في ولاية بنسلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة، حيث كان أحد المعسكرات الرئيسة للجيش خلال حرب الاستقلال.
وكان مقرراً أن يلقي الرئيس خطابه السبت، أي بعد ثلاث سنوات من الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021 الذي نفذه أنصار لترمب في محاولة لمنع المصادقة على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، لكنه قرب إلى الجمعة بسبب توقعات بوصول عاصفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"معركة من أجل روح أميركا"

بعدها ستتواصل الإثنين الثامن من يناير الجهود لتعزيز حملة بايدن الذي يصور على أنه مدافع عن الديمقراطية، بزيارة كنيسة في ولاية ساوث كارولاينا حيث قتل أحد العنصريين البيض تسعة أميركيين سوداً بالرصاص في عام 2015.
وقالت رئيسة فريق حملة المرشح الديمقراطي جولي تشافيز رودريغيز إن خطاب بايدن الانتخابي قبل أربع سنوات الذي كان يقود بموجبه "معركة من أجل روح أميركا"، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأوضحت في بيان أن "التهديد الذي شكله دونالد ترامب في عام 2020 على الديموقراطية الأميركية تفاقم خلال السنوات اللاحقة".
وتعد المواقع التي اختارها جو بايدن لخطاباته رمزية بدءاً بـ"فالي فورج" إذ حشد جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، القوات الأميركية التي قاتلت ضد الإمبراطورية البريطانية قبل حوالى 250 سنة.
وقال كوينتين فولكس، نائب مدير الحملة "اخترنا فالي فورج لأن جورج واشنطن وحد المستعمرات هناك، ثم أصبح رئيساً ووضع الأساس للانتقال السلمي للسلطة، وهو ما رفض دونالد ترمب والجمهوريون القيام به".
وتأتي هذه الرغبة في تسريع حملة بايدن بعد انتقادات من بعض الديمقراطيين الذين يعتقدون أنها بدأت بشكل بطيء للغاية.

نقاط ضعف كثيرة

ويواجه الرئيس الديمقراطي عقبات عدة، فهو لم يتمكن من إقناع الناخبين بأن الاقتصاد يتحسن على رغم الأرقام الإيجابية، إذ لا يزال عديد من الأميركيين يعانون ارتفاع تكاليف الغذاء والسكن.
كذلك ما زالت الهجرة عبر الحدود المكسيكية مسألة شائكة فيما هناك انقسام في الآراء داخل حزبه في شأن دعمه الحرب التي تشنها إسرائيل على "حماس"، وفي وقت يعرقل الكونغرس محاولته إقرار حزم إضافية من المساعدات لأوكرانيا.
كما أن رفض بايدن التحدث عن القضايا الجنائية المختلفة التي يواجهها ترمب، حتى لا يعطي انطباعاً بأنه يؤثر في النظام القضائي، حرمه أيضاً من أحد أسلحته الرئيسة المحتملة ضد الملياردير الجمهوري.
لكن قد تكون نقطة ضعف بايدن الرئيسة هي سنه، وباعتباره أكبر رئيس للولايات المتحدة، تعرض بايدن لسلسلة من السقطات والأخطاء اللفظية.
ويتقدم ترمب على بايدن في عديد من استطلاعات الرأي الأخيرة، فيما حظي الديمقراطي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بأسوأ نسبة تأييد لرئيس حالي قبل سنة انتخابات.
وقال وليام غالستن الخبير في معهد "بروكينغز إنستيتيوشن" لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا أجريت الانتخابات غداً، فإن الرئيس بايدن سيخسر".
ومع ذلك يظهر خطابا بنسلفانيا وساوث كارولاينا أن حملة بايدن ستصور السباق إلى البيت الأبيض الآن على أنه خيار واضح بينه وبين الرئيس السابق الذي حوكم مرتين أمام الكونغرس بقصد عزله من السلطة.
وتتعامل حملة بايدن مع ترمب باعتباره المنافس المفترض على رغم حقيقة أن المعركة على ترشيح الحزب الجمهوري لن تبدأ حتى تفتتح ولاية أيوا في الـ15 من يناير الانتخابات التمهيدية للحزب.
ويستهدف الديمقراطيون أيضاً ترمب بقضايا منها الحق في الإجهاض والرعاية الصحية.
في غضون ذلك، يحذر أول إعلان تلفزيوني لبايدن هذا العام من التهديد "الشديد" للديمقراطية، ويظهر مشاهد للهجوم على الكابيتول.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في مؤتمر صحافي الخميس "كان مشهداً مروعاً. سيواصل الرئيس التحدث عن ذلك وسيرفع الصوت في شأنه".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير