Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صورة مصغرة للحرب بين "حزب الله" وتل أبيب حال وقوعها

صواريخ الجماعة المدعومة إيرانياً تستدعي إعادة تفعيل منظومة "ندى السماء" في أجواء إسرائيل

وضع الرد الأولي لـ"حزب الله" على مقتل القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري إسرائيل أمام وضع بات أقرب من أي وقت مضى لاتساع القتال نحو حرب إقليمية.

إسرائيل استفاقت، صباح السبت، على تصعيد غير مسبوق، حيث هاجمت عشرات الصواريخ المضادة للمدرعات والطائرات المسيرة منطقة "ميرون"، الأكثر حساسة واستراتيجية في المنطقة الشمالية، وأصابت بعضها قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي- ميرون التي تعتبر القاعدة العسكرية الأهم في هذه المنطقة.

جاءت هذه الصواريخ بعد تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بالرد على اغتيال العاروري، الذي استهدفه الموساد في الضاحية الجنوبية ببيوت، وأعلنت الجماعة أن هذه الرشقات الصاروخية هي مقدمة للرد الأكبر على هذا الاغتيال.

في أعقاب هذا التصعيد، رفع الجيش الإسرائيلي مستوى الاستعداد إلى أقرب سقف من جهوزية تنفيذ عملية عسكرية واسعة على لبنان، وأعلن عن كل المنطقة التي تبعد كيلومترين عن الحدود مع منطقة عسكرية مغلقة،.

كما أغلق الجيش الإسرائيلي معظم الشوارع المركزية المؤدية إلى مدن ومستوطنات الشمال مما أدى إلى شل الحركة كلياً، كما دخل السكان إلى الملاجئ وصدرت تعليمات بضرورة إبقائهم في المناطق الآمنة، علماً أن المنطقة القريبة من ميرون مثل مدينة صفد وغيرها لم يغادر السكان بيوتهم بعد أن دخل "حزب الله" القتال في حرب "طوفان الأقصى".

"ندى السماء"

وفي أعقاب صفارات الإنذار بعد تسلل طائرات مسيرة استكمل الجيش تزويد المنطقة بمختلف المنظومات الدفاعية ضد الصواريخ على مختلف أنواعها، وأعاد تشغيل منظومة الإنذار المعروفة باسم "ندى السماء" بعد سنة ونصف السنة من تعطيلها.

وبحسب الإسرائيليين، فإن هذه المنظومة واحدة من أكبر المنظومات الدفاعية في العالم للكشف والإنذار وتدرجها إسرائيل بين أهم أنظمة الدفاع الجوي لديها، إذ تساعد نظام التحكم في سلاح الجو في صياغة صورة دقيقة وواسعة للمجال الجوي الإسرائيلي ومحيطه.

وفيما اعتبر أمنيون إصابة قاعدة سلاح الجو "ميرون" ضربة دقيقة وناجحة لـ"حزب الله" قال عسكريون وخبراء، إن هذه ليست الضربة الأولى في الشمال التي تتعرض لها مقار عسكرية للجيش، وغير متوقع أن يقدم الجيش على رد أكثر تصعيداً.

ووفق المسؤول السابق في "الشاباك" غونين بن يتسحاق، فإن إسرائيل لن ترد على إطلاق 62 صاروخاً على القاعدة العسكرية أو بعد تسلل طائرات مسيرة، لكن عليها أن تحسم كيف ستتصرف تجاه الجبهة الشمالية، فقد سبق واستهدف "حزب الله" قواعد عسكرية ومناطق واسعة وقتل وأصيب إسرائيليون وجنود وبتنا في وضع غير واضح بتاتاً.

وفي رده على سؤال صحافي حول ما قد تقوم به إسرائيل في لبنان، قال بن يتسحاق "ما يحدث اليوم أن نصر الله يفهم إسرائيل وما يريده منها أكثر مما تفهمه إسرائيل، للأسف الوضع غير مريح وإسرائيل التي لم تنجح بعد في معرفة ما سيحصل في غزة بعد أن تنهي حربها هناك، وهي حرب خططت هي لها ولعملياتها البرية التي أطلقتها بعد ثلاثة أسابيع من التحضير والاستعداد، فهل ستعلم ماذا ستفعل في الشمال، هذا أمر بات في غاية القلق والإرباك".

بانتظار بلينكن

وضع الكابينت الحربي، الذي كان في ذروة خلافاته ونقاشاته مع وزراء اليمين ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في أعقاب مباحثاته حول اليوم الذي يلي حرب غزة، مقترحات عدة لكيفية التعامل مع الوضع تجاه لبنان والتصعيد المتوقع من "حزب الله" رداً على استهداف العاروري، بعد أن أعلن الحزب أن قصف القاعدة العسكرية هو رد أولي على الاغتيال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال وزير الأمن يوآف غلانت، الذي كان قد أجرى تقييماً للوضع الأمني في الشمال الجمعة، إن الجيش في كامل جهوزيته واستعداده لكل السيناريوهات بما في ذلك عملية قتالية واسعة.

وأضاف غلانت "نبحث مختلف الاحتمالات من أجل ضمان عودة سكان الشمال إلى بلداتهم وقد ضمنا لهم الأمن، لقد التقيت المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين وبعد أيام سنلتقي وزير الخارجية أنتوني بلينكن وسنطرح أمامه الوضعية وسنناقش اقتراحات الحل الدبلوماسي على أن نتفق على ضرورة ضمان أمن السكان".

وفيما أكد غلانت أن إسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي للجبهة الشمالية، حذر من اقتراب نفاد الوقت "الساعة الرملية تنقلب وبسرعة ولا يمكننا الانتظار".

التكتيك الإيراني

من جهته اعتبر الخبير العسكري أمير بوحبوط  أن "الاستهداف المكثف لقاعدة سلاح الجو-ميرون، هو عمل يعكس التكتيك الإيراني، بحيث يتم العمل والقصف المركب بما يجعل الأمر صعباً على إسرائيل وعلى أنظمة الدفاع الجوي".

وقال بوحبوط "تكثيف القصف وتركيزه في مواقع محددة هو صورة مصغرة لحالة الحرب التي يمكن أن نراها في حال وقعت بين حزب الله وإسرائيل والتي سيطلق خلالها عناصر الحزب آلاف الصواريخ، مع التركيز على المواقع الاستراتيجية والحساسة مثل البنى التحتية الوطنية وقواعد الجيش ورموز الحكومة، وفي حال وقوع حرب تمتد إلى متعددة الجبهات فإن التركيز سيكون على مئات المواقع المماثلة لتلك التي استهدفها حزب الله اليوم".

ضربة عسكرية

يرفض سكان الشمال، الذين بغالبيتهم تركوا بيوتهم نحو المركز وبلدات بعيدة عن مناطق نيران "حزب الله"، العودة إلى بلداتهم من دون أبعاد عناصر الحزب عن الحدود.

وبعد الرسالة التي سبق وبعث بها "منتدى 1701"، ويضم عدداً كبيراً من سكان بلدات الشمال إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، يطالبونه بدعم الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية تجاه لبنان، أعلن 70 في المئة منهم أنهم يدعمون تنفيذ عملية عسكرية فورية ضد لبنان وهددوا بتصعيد احتجاجاتهم.

وقال رئيس منتدى خط المواجهة مع لبنان موشيه ديفيدوفتش إن "احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي باتت ضئيلة جداً ومن جهتنا نرى أنه يتوجب على الجيش أن يأخذ على عاتقه مهمة التصرف إزاء حزب الله وإذا يفضل عدم تنفيذ عمليات تصعيدية ضده بهدف للقضاء عليه وتصعيب الوضع فيجب العمل وبشكل فوري لضمان أبعاد عناصر الحزب عن الحدود، يكفينا 90 يوماً والسكان غير قادرين على العودة إلى بيوتهم".

أما رئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شطيرن فدعا إلى عملية عسكرية فورية واسعة ضد لبنان وقال "طالما قوات الرضوان ستبقى على الجدار لن يعود سكان الشمال ولن نجلس هنا بانتظار قرارهم اختراق الجدار نحو بلداتنا، فبعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) علينا إعادة حساباتنا بحيث يكون دفاعنا وهجومنا بقوة كبيرة وبيد صلبة وآمل أن تتصرف إسرائيل بهذا الشكل، علينا عدم الانتظار".

بدوره يرى الخبير العسكري عاموس هرئيل أن تهديدات المسؤولين في الحكومة والجيش تجاه لبنان قيدتهم ووضعتهم أمام وضع لا مناص منه من دون عملية عسكرية.

وقال هرئيل "تبادل إطلاق النار في الإطار الحالي من شأنه أن يستمر لبضعة أشهر التي فيها سيتم بذل جهود أميركية– فرنسية تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سياسي، ولكن احتمالية نجاح ذلك ضعيفة، لذلك هناك إمكانية بأنه بعد استئناف الاتصالات الدبلوماسية ستستعد إسرائيل أيضاً لعملية عسكرية، أما إذا ما استمر حزب الله بتصعيد رده على مقتل العاروري فسيضع ذلك الطرفين على مسار حسابات مختلفة، وفي أعقاب ذلك سيأتي التصعيد الحقيقي".

المزيد من تقارير