تقص ثلاثة منتخبات عربية هي البحرين والعراق والأردن شريط مشاركتها في بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم التي تستضيفها قطر بين الـ12 من يناير (كانون الثاني) الجاري، والـ10 من فبراير (شباط) المقبل، حيث تخوض ثلاث مواجهات متفاوتة القوة خلال رابع أيام البطولة.
ويفتتح المنتخب البحريني مباريات، اليوم الإثنين، بتحدٍ صعب أمام نظيره الكوري الجنوبي، الذي يعد أحد المرشحين بقوة للتتويج بلقب النسخة الـ18 من الكأس الآسيوية التي تقام كل أربع سنوات، والتي سبق أن حقق أول لقبين متتاليين فيها عامي 1956 و1960، ثم غاب عن منصات التتويج منذ ذلك الحين.
وسبق أن التقى المنتخبان البحريني والكوري الجنوبي في 14 مباراة رسمية وودية، أسفرت عن ثمانية انتصارات للجانب الكوري الجنوبي، في مقابل فوز البحرين في مباراتين وتعادلهما في أربع مباريات.
وفازت كوريا الجنوبية على البحرين في آخر مواجهتين بينهما في نسختي كأس آسيا عامي 2011 و2019، حيث كانت المرة الأولى في دور المجموعات، وفي المرة الثانية عبر المنتخب الكوري الجنوبي بفوزه على البحرين في دور الـ16 لمواجهة قطر في ربع النهائي، لكنه خسر من "العنابي" الذي توج باللقب لاحقاً.
وأكد المدرب الإسباني لمنتخب البحرين خوان أنطونيو بيتزي ثقته في قدرة لاعبيه على تحقيق الفوز على كوريا الجنوبية. وقال في المؤتمر الصحافي للمباراة "سنواجه منتخباً من أفضل المنتخبات، يملكون لاعبين في أفضل البطولات المحلية، لكننا سنقدم أفضل ما لدينا لتقليل خطورتهم، ومتفائلون بتحقيق الفوز في المباراة الأولى". وأضاف "كوريا الجنوبية لديها لاعبون أصحاب قدرات فردية مميزة، لكننا نملك لاعبين يملكون قدرات فردية رائعة أيضاً، إذا أردنا منافسة كوريا الجنوبية علينا تقديم كل ما لدينا في المباراة".
وسبق لبيتزي (55 سنة) تدريب المنتخب السعودي وقيادته في النسخة الماضية من كأس آسيا عام 2019، حينما ودع "الأخضر" المنافسات من الدور ثمن النهائي أمام اليابان.
وأردف بيتزي "حين خضت كأس آسيا مع السعودية كنت مدرباً للمنتخب منذ كأس العالم 2018، لقد عملت مع لاعبي السعودية عاماً كاملاً قبل كأس آسيا، بينما كانت استعداداتنا الحالية مع البحرين قصيرة، لكنني تعرفت على اللاعبين بصورة جيدة" "نملك الطموح ونريد أن نسير خطوة بخطوة لتحقيق هدفنا، لذلك التأهل لدور الـ16 هو هدفنا الحالي".
وتوج المنتخب البحريني بلقب كأس الخليج العربي عام 2019 بعد مغامرة استثنائية، تأهل خلالها بصعوبة من دور المجموعات بفارق الأهداف عن المنتخب العماني، وخلف المنتخب السعودي، ثم فاز بركلات الترجيح على العراق في الدور نصف النهائي بعد التعادل بنتيجة (2-2)، وأخيراً كلل مغامرته بالفوز على السعودية في المباراة النهائية بنتيجة (1 - 0)، بعد أن كان قد خسر من السعودية بنتيجة (0 - 2) في دور المجموعات.
وعلى الجانب المقابل من طموح البحرين، ينتظر أحد عمالقة شرق آسيا، المنتخب الكوري الجنوبي، الذي تضم قائمته 16 لاعباً محترفاً خارجياً، بينهم رباعي ضمن أغلى 10 لاعبين في البطولة.
أول نجوم كوريا الجنوبية المحترفين في أكبر أندية العالم هو قلب دفاع بايرن ميونيخ الألماني كيم مين جاي، وتبلغ قيمته التسويقية 60 مليون يورو (65.79 مليون دولار)، ثم قائد توتنهام وأحد هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز سون هيونغ مين، وشريكه الهجومي هوانغ هي تشان لاعب ولفرهامبتون الإنجليزي، وأخيراً جناح باريس سان جيرمان الفرنسي لي كانغ إن.
وأشاد المدرب الألماني لكوريا الجنوبية يورغن كلينسمان بلاعبيه الذين أثبتوا قدراتهم في بطولات الدوري الكبرى في أوروبا قائلاً، أمس الأحد، إن كرة القدم الآسيوية تحسنت بصورة كبيرة في العقد الماضي، وهو ما منحهم مثل هذه الفرص.
وقال كلينسمان في مؤتمره الصحافي "إرسال لاعبين كبار إلى أوروبا خطوة كبيرة، مفتاح تحسين مستوى المنتخبات الآسيوية هو إرسال لاعبين إلى بطولات الدوري الأوروبية الكبرى" "يجب تشجيع اللاعبين على الانتقال إلى دول أخرى، يبدو الأمر سهلاً على الورق، ولكنه ليس كذلك، عليهم التأقلم مع الناس هناك ومع اللغة، وفهم أسلوب مختلف لكرة القدم" "لقد عشت هذه التجربة أخيراً، فأنت تريد أن ترى عائلتك وتفتقد أصدقائك، لذلك عندما ترى هوانغ أو سون يسجلان أهدافاً (في إنجلترا) وينتقل كيم من نابولي (إلى بايرن) فيجب أن نمنحهم كثير من الإشادة".
ويتمتع كلينسمان بخبرة في تدريب منتخبي ألمانيا وأميركا، ويأمل في كسر صيام كوريا الجنوبية عن الفوز بالبطولة القارية منذ 64 عاماً.
المدرب الألماني الذي تولى المهمة قبل 11 شهراً بعقد حتى نهائيات كأس العالم 2026، استشهد بمفاجآت كأس العالم كدليل على صعود آسيا في كرة القدم. وقال "كرة القدم الآسيوية تحسنت بصورة كبيرة في آخر 10 أو 15 عاماً، كان إقصاء اليابان لألمانيا (في كأس العالم) مثالاً كبيراً، كما فازت السعودية على الأرجنتين، وكوريا الجنوبية على البرتغال، هناك كثير من الأمثلة" و"يشرفني تدريب هذا الفريق الكوري، لقد تعلمت كثيراً من الأشياء، لدينا فريق قوي وهدفنا الوصول إلى النهائي"، وتابع "ربما فزت بالكأس الذهبية مع أميركا أو بطولة أوروبا مع ألمانيا، لكني أريد الفوز بها (كأس آسيا) لأن هذا الفريق لديه القدرة على الفوز بالبطولة، لكنها ستكون تحداً كبير وشاق".
وعن مواجهة البحرين قال كلينسمان "المباراة رقم واحد مهمة للغاية، نريد أن نبدأ البطولة بصورة جيدة، فكل مباراة ستكون مثيرة، وكل فريق هنا قوي ولن نقلل من شأن أي منافس ونفكر في المستقبل"، و"نحن نفكر فقط في المباراة القادمة، وهي البحرين، هذه هي رسالتنا للفريق، للتركيز فقط على الخطوة التالية، نتوقع مباراة صعبة، لكننا نريد أن نؤدي بصورة جيدة ونريد البقاء هنا حتى النهاية".
وبينما يشير تاريخ المباريات الافتتاحية للبحرين إلى ضرورة الحذر، حيث تعرضت لثلاث هزائم وثلاثة تعادلات في مبارياتها الأولى الست السابقة بكأس آسيا، يمتلك المنتخب الكوري الجنوبي رقماً مميزاً بخسارته في مباراة أولى واحدة من أصل 14 مشاركة، حقق خلالها الفوز خمس مرات والتعادل في ثمان مباريات، وكان الهزيمة الوحيدة ضد الهند عام 1964.
وبعيداً من صعوبة المواجهة الأولى للبحرين، يخوض المنتخب العراقي حامل لقب كأس الخليج العربي عام 2023 مباراة تبدو في المتناول أمام إندونيسيا، بحثاً عن مشاركة اليابان في صدارة المجموعة الرابعة. في حين أن هذا سيكون اللقاء الأول بين إندونيسيا والعراق في كأس آسيا، لكن سبق أن تواجه الفريقان في سبع مباريات دولية، لم يخسر خلالها العراق، حيث حقق ستة انتصارات وتعادلاً وحيداً.
وبينما يحتل المنتخب العراقي المركز الـ63 في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، يقبع نظيره الإندونيسي في المركز الـ146.
وسبق للمنتخب العراقي التتويج بلقب كأس آسيا عام 2007، وقد خسر "أسود الرافدين" في مباراة واحدة فقط من آخر ثماني مباريات له في دور المجموعات من كأس آسيا، وهو حالياً يسير في بداية سلسلة مكونة من أربع مباريات من دون هزيمة في هذه المرحلة من المسابقة، وكانت المرة الأخيرة التي خسر فيها العراق مباراته الأولى في أي نسخة من كأس آسيا في عام 2011 أمام إيران.
وعلى رغم تحقيق العراق فوزاً كبيراً بنتيجة (5 – 1) على إندونيسيا قبل نحو شهرين، في التصفيات المشتركة التمهيدية لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، لكن لاعب الخط الوسط العراقي أسامة رشيد حذر من خطورة التساهل أمام المنافس، معتقداً أن المهمة لن تكون بهذه السهولة. وقال "ستكون مباراة صعبة للغاية، لقد واجهناهم بالفعل في البصرة وتغلبنا عليهم 5-1، لذا فإن الأمر خطر بعض الشيء لأنه من السهل الشعور بالرضا عن النفس ولأنهم يعرفوننا جيداً الآن" "لا نعتقد أن الأمر سيكون سهلاً، علينا أن نكون في كامل تركيزنا لأننا في البصرة لعبنا ضدهم وفزنا لأننا كنا جيدين جداً دفاعياً، لكنهم وصلوا إلى منطقتنا مرة واحدة فقط وسجلوا منها، لذلك نحن يجب أن نكون حذرين للغاية".
وفي ختام مباريات اليوم الرابع من كأس آسيا 2023، يلتقي المنتخب الأردني نظيره الماليزي في استاد الجنوب سعياً وراء اقتناص أسهل ثلاث نقاط في مشواره بالمجموعة الخامسة، قبل مواجهة كوريا الجنوبية في الجولة الثانية، ثم البحرين في الجولة الثالثة.
ويمتلك منتخب الأردن الذي يحتل المركز الـ87 عالمياً سجلاً مميزاً أمام ماليزيا التي تحتل المركز الـ130 عالمياً، حيث جمعتهما خمس مباريات سابقة، فاز النشامى في ثلاث منها وتعادلا في مواجهتين.
وحافظ المنتخب الأردني على نظافة شباكه في كل من مبارياته الثلاث في دور المجموعات بكأس آسيا 2019 في الإمارات.
وفي المقابل، فازت ماليزيا بمباراة واحدة فقط من مبارياتها التسع في كأس آسيا، وخسرت كل من مبارياتها الثلاث الأخيرة في البطولة، وكانت آخر مشاركاتها في نسخة 2007.
وعلى عكس ما يمكن أن تفرضه النتائج السابقة للمنتخبين جاءت تصريحات لاعب المنتخب الماليزي ماثيو ديفيز الذي قال "نسعى إلى التأهل لدور الـ16، مما يعني في الأقل احتلال المركز الثاني في المجموعة، لقد مر وقت طويل منذ أن تأهلنا عن جدارة، ونحن فخورون للغاية بهذه الحقيقة، نحن فخورون جداً ببعضنا البعض، ولكن في الوقت نفسه لا نريد أن نكون دفاعيين، نريد أن نلعب كرة القدم الخاصة بنا ونتنافس ضد فرق أعلى بكثير منا".
وفي المقابل، قال لاعب المنتخب الأردني إحسان حداد إن فريقه سيتبنى موقفاً حذراً على رغم امتلاكه للميزة النفسية بالفوز في آخر مباراتين أمام الفريق القادم من جنوب شرقي القارة، لكن في الوقت نفسه يثق الحداد في قدرة الأردن على تحقيق بداية إيجابية.
وفسر مدافع الفيصلي موقفه قائلاً "نحن مستعدون جيداً لمواجهة ماليزيا، لقد خضنا معسكراً تدريبياً مثمراً وخضنا مباريات ودية مثيرة، وننتظر بفارغ الصبر رسم البسمة على وجوه جماهيرنا الأردنية"، وتابع،"في حين أن التاريخ يحمل أهمية، فإن تركيزنا الآن ينصب على الحاضر، الفرق تتحسن باستمرار، بما في ذلك المنتخب الماليزي".
وأتم تصريحاته "نحترم جميع خصومنا ونعترف بتطور كل فريق. أداؤنا على أرض الملعب لن يعتمد على المواجهات السابقة، وعلى رغم الانتصارين السابقين على ماليزيا، فإننا نتوقع مباراة صعبة غداً، ونحن على استعداد تام لهذا التحدي".
وشهدت مباريات أمس الأحد فوز اليابان على فيتنام بنتيجة (4 - 2) لتحتل صدارة المجموعة الرابعة، وفاز المنتخب الإماراتي على هونغ كونغ بنتيجة (3 - 1)، وفي ختام مباريات اليوم الثالث خسر المنتخب الفلسطيني بنتيجة (1 - 4) من إيران التي احتلت صدارة المجموعة الثالثة بفارق هدف عن الإمارات.