ملخص
أرسنال يواجه اختباراً دفاعياً صعباً أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا بعد إصابة غابرييل، ما يضع مدربه ميكيل أرتيتا أمام تحدٍ مشابه لما واجهه أرسين فينغر عام 2006. مع غياب البديل الطبيعي ريكاردو كالافيوري أيضاً، يبحث الفريق عن حلول إبداعية.
هناك قلة مختارة تمتلك سجلاً مثالياً أمام القوى الإسبانية العظمى. دندي يونايتد واجه برشلونة أربع مرات وفاز فيها جميعها، ولحسن حظه لم يواجهه مرة أخرى منذ 1987، ليحافظ على ذلك السجل من دون اختبار، أما أرسنال فقد واجه ريال مدريد من دون أن يتلقى منه أي هدف، وخرج بمباراتين بشباك نظيفة، نجح خلالهما في تعطيل فريق جمع نجوم "الغالاكتيكوس" وتوماس غرافيسن.
هذا السجل سيختبر مرة أخرى هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، ففي عام 2006، تمكن أرسنال من إيقاف رونالدو وروبينيو وراؤول وروبرتو كارلوس وزين الدين زيدان وديفيد بيكهام– إضافة إلى توماس غرافيسن الذي بدا غريباً وسط هذه المجموعة– مرتين في طريقه نحو الوصول إلى أول نهائي لدوري أبطال أوروبا في تاريخه.
تكرار هذا الإنجاز سيكون في وقته المناسب وسيأتي وسط ظروف مشابهة. إنجاز آرسين فينغر في الصمود أصبح أكثر إبهاراً في ظل فقدان سول كامبل وأشلي كول آنذاك، لكن قوة ريال مدريد التي لا تقاوم اصطدمت بحائط دفاعي مكون من إيمانويل إيبوي وكولو توريه وفيليب سينديروس ولاعب الوسط الفرنسي ماتيو فلاميني الذي تحول اضطرارياً للعب في مركز الظهير الأيسر.
وبالعودة إلى الوقت الحاضر، يشكل غياب غابرييل ماغالهايس وضعاً مشابهاً، وبطريقة أو بأخرى، سيتعين على ميكيل أرتيتا إعادة ترتيب خط دفاعه، وهي مشكلة واجهها سابقاً.
فقبل ثلاث سنوات، حين كان هدف أرسنال التأهل إلى دوري أبطال أوروبا وليس الفوز به، أدى غياب بعض اللاعبين في الدفاع إلى انهيار متأخر في الموسم والاكتفاء بالمركز الخامس في الدوري الإنجليزي.
مباراة روب هولدينغ الكارثية في ديربي شمال لندن دخلت التاريخ من الباب السيئ، كما اضطر الفريق للاعتماد على بدلاء آخرين مثل نونو تافاريس وسيدريك سواريس في خط دفاع مضطرب، وقبل عامين، مع إصابة ويليام ساليبا، تعرض هولدينغ مرة أخرى لفرض هيمنة من جانب إيرلينغ هالاند في مباراة حسم اللقب.
كل هذا ربما يفسر لماذا أمضى أرتيتا السنوات الماضية في شراء المدافعين أكثر من تعزيز خط الهجوم، ومع ذلك، فإن البديل المنطقي لغابرييل هو ريكاردو كالافيوري- وهو أحد أفضل المدافعين في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، والنجم الصاعد في يورو 2024 مع إيطاليا، وهو مثل غابرييل تماماً، قلب دفاع طبيعي يلعب بالقدم اليسرى- يعاني هو الآخر من الإصابة.
ووسط حرص أرتيتا على عدم الخوض في التفاصيل قال "لدينا بدائل". لكن هذه البدائل قد تبدو غير مثالية من عدة نواح، فجاكوب كيويور ربما يذكرنا بروب هولدينغ، فهو لاعب مقبول في التشكيلة، يتوقع البعض رحيله في الصيف، لكنه قد يقحم فجأة في أهم مباراة هذا الموسم.
وحتى الآن، لم يبدأ كيويور أي مباراة ضد فرق المراكز الثمانية الأولى في الدوري الإنجليزي، فيما كانت مشاركاته الثلاث الأساسية في دوري الأبطال أمام دينامو زغرب وجيرونا وآيندهوفن، الأول من بين أضعف فرق البطولة، والآخران في مباريات كانت قد حسمت بالفعل لمصلحة أرسنال.
أدى كيويور بشكل جيد ضد إيفرتون السبت الماضي، لكن مواجهة بيتو ليست بالضرورة استعداداً مثالياً لمراقبة كيليان مبابي، فكلاهما رأس حربة، لكن التشابه ينتهي هنا.
بالتأكيد سيشكل ريال مدريد تهديداً أقل في الكرات الهوائية لكن مبابي ورودريغو وفينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام يعوضون ذلك وأكثر بصفاتهم الأخرى.
الإغراء هنا هو اقتراح أن بن وايت قد يكون الحل الأكثر أناقة، لكن الإنجليزي لم يبدأ إلا مباراتين فقط منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، إحداهما كانت في مباراة (شبه عديمة الأهمية) ضد آيندهوفن، ولم يكمل في أي منهما 90 دقيقة.
وقبل ذلك، قضى سنتين ونصف سنة كلاعب ظهير أيمن، وحتى عندما برز كلاعب قلب دفاع في موسم (2021 - 2022)، كان ذلك في الجانب الأيمن من الثنائي الدفاعي. لذا فهو مؤهل أكثر ليكون بديلاً لويليام ساليبا أكثر منه لغابرييل.
الخيار الثالث قد يكون يورين تيمبر، وعلى رغم أن أرسنال استخدمه بشكل شبه حصري كظهير، إلا أن الهولندي يتمتع في الأقل بمرونة تكتيكية كبيرة، وهو متكيف مع الفريق ويتمتع بلياقة بدنية جاهزة للمباريات، كذلك فإن المخاوف حول إصابته بعد خروجه أمام فولهام الأسبوع الماضي تبددت عندما دخل كبديل في مباراة "غوديسون بارك"، وهناك منطق في اختيار تيمبر، لكن وجود فينيسيوس على الجهة اليسرى لريال مدريد يعقد القرار، لذلك فمن الأفضل بالنسبة لأرتيتا أن يكون المواجه المباشر للبرازيلي؟
هذا اختبار حقيقي لمهارات أرتيتا الاستراتيجية في الدفاع، فحتى الآن، أثبتت منهجية أرسنال فاعليتها في مسيرة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. فقط إنتر ميلان استقبل أهدافاً أقل منهم في البطولة، وإذا اعتمدنا على مؤشر الأهداف المتوقعة ضدهم xGA، فإن أرسنال يمتلك أفضل دفاع في أوروبا.
لكن هذا الإنجاز بُني على الثنائي الصلب غابرييل وساليبا اللذين لعبا معاً في ست مباريات أوروبية هذا الموسم، واستقبل الفريق ثلاثة أهداف فقط، اثنان منها من ركلات جزاء (لم يكن أي منهما بسبب أخطاء من الثنائي).
هذا الوضع يدفع أرتيتا للبحث عن بديل موقت (مثلما فعل أرسين فينغر مع فيليب سينديروس قبل عقدين). ربما يستحضر أرتيتا حقيقة أن ريال مدريد فشل في التسجيل في زيارته الأولى لإنجلترا هذا الموسم، أمام دفاع يعتمد على بديلين هما كونور برادلي الذي قدم أداءً استثنائياً مع ليفربول، وكويمين كيليهر الذي تصدى لركلة جزاء من كيليان مبابي، لكن تلك المباراة لم تكن في مرحلة خروج المغلوب، حيث يكون الموسم على المحك.
المواجهة الحالية قد تحدد مصير أرسنال هذا العام. ومثل فينغر قبل عقدين، على أرتيتا أن يجد حلاً مع دفاع مضعف.
© The Independent