تشير دراسة حديثة إلى أنّ تناول كوبين من المشروبات الغازية يومياً، سواء احتويا على سكر أو على مواد تحلية اصطناعيّة، قد يزيد خطر الوفاة المبكرة.
وحلّلت الدراسة التي قامت بها "منظمة الصحة العالمية" (دبليو. أتش. أو) بيانات أكثر من 450 ألف شخص راشد في 10 دول أوروبيّة.
تخطّى متوسط عمر المشاركين الـ50 سنة قليلاً، ولم يشتمل التحليل في البداية على الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مثل السرطان أو أمراض القلب أو الداء السكري من النوع الأوّل.
انضمّ المشاركون إلى الدراسة بين عامي 1992 و2000، وتابعهم الخبراء على مدى 16 عاماً في المتوسط سُجِّل خلالها أكثر من 41 ألفاً و600 حالة وفاة.
وخلال مدّة الدراسة، سُئِّل المشاركون عدداً من الأسئلة حول جوانب تتعلق بنمط حياتهم، من بينها ممارسة التمارين الرياضيّة، والتدخين، والوزن، فضلاً عن النظام الغذائيّ والتّغذية، بما في ذلك متوسط استهلاكهم المشروبات الغازيّة والمشروبات المركزة من الفاكهة، ومشروبات الطاقة.
أظهر التقرير، الذي نُشر في مجلة "جاما إنتيرنال ميديسين" JAMA Internal Medicine ، أن 9.3 في المئة من الذين شربوا أقل من كوب واحد من المشروبات الغازية شهريّاً فارقوا الحياة خلال الـ 16 عاماً، المدة التي دامتها الدراسة، مقارنة مع 11.5 في المئة من الذين شربوا كوبين أو أكثر من كوب بسعة 250 ملليليتراً يومياً.
في هذا الصدد، قال الباحثون إنّ حين أخذ عوامل أخرى في الاعتبار مثل مؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائيّ والنشاط البدنيّ والتدخين والتعليم، ارتفع خطر الوفاة 17 في المئة بين الأشخاص الذين يستهلكون كوبين يومياً مقارنة مع الذين يتناولون أقل من كوب شهرياً.
ولوحظ أنّ زيادة الخطر ترتبط بكل من المشروبات المحلاة بالسكر وتلك المُحلاة بالسكر الاصطناعيّ، كذلك لم تختلف النتائج لدى كل من الرجال والنساء.
عندما بحث الخبراء عن أسباب محدّدة للوفاة بين المشاركين، وجدوا أن الاستهلاك المتكرّر للمشروبات الغازيّة المحلاة اصطناعيّاً يرتبط بزيادة خطر الوفاة جراء أمراض الدورة الدموية. وفي الوقت نفسه، ارتبطت المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بزيادة خطر الوفاة نتيجة لأمراض الجهاز الهضمي. كذلك اتصلت أنواع المشروبات الغازية كافة أيضاً بزيادة خطر الوفاة بسبب داء باركنسون.
في سياق مماثل، أوضح العلماء أنّ الدراسة لا تُثبت أنّ المشروبات الغازيّة هي السبب الوحيد لزيادة خطر الموت المبكر، غير أنها تدعم الجهود التي بذلتها الحكومة في المملكة المتحدة أخيراً في سبيل خفض استهلاك الناس للمشروبات الغازيّة، من بينها "ضريبة السكر".
وجاء في كلام الدكتور نيل مورفي، باحث مشارك في الدراسة من "الوكالة الدولية لبحوث السرطان" التابعة لـ"منظمة الصحة العالمية"، "نتائجنا الخاصة بالمشروبات الغازيّة المحلاة بالسكر توفّر دعماً مضافاً من أجل الحدّ من استهلاكها واستبدالها بمشروبات صحيّة أخرى، ويفضل أن تكون ماءً".
وأشار مورفي إلى ضرورة إجراء أبحاث إضافيّة من أجل معرفة الأسباب المحتملة لتأثير المحليات الصناعيّة السلبيّ في الصحة. وقال، "بالنسبة إلى المشروبات الغازية المحلاة اصطناعياً، تعدّ دراستنا الدراسة الثالثة الكبيرة التي تنشر هذا العام وهي أفادت بوجود روابط مع الوفيات الناجمة عن مختلف الأسباب".
جدير بالذكر أنّ دراسة منفصلة أجرتها جامعة "إيموري" البحثيّة الأميركيّة أشارت في وقت سابق من 2019، إلى أنّ شرب كمية كبيرة من عصير الفاكهة يُمكنه أن يرفع خطر وفاة المرء مبكراً تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى المشروبات الغازية.
شملت تلك الدراسة 13 ألفاً و440 مشاركاً من الأميركيين البالغين فوق سن 45 سنة الذين لم يعانوا أيّ أمراض قلب سابقة، وتابعتهم على مدى ست سنوات في المتوسط.
وأظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين شربوا 350 ملليليتراً من العصير يومياً واجهوا خطر وفاة أكبر خلال الدراسة بنسبة 24 في المئة، مقارنة مع زيادة قدرها 11 في المئة بين أولئك الذين يتناولون أي مشروب غازيّ يومياً.
© The Independent