Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما فعلته الإنترنت بـ"جيل زد"

وجد استطلاع جديد للآراء أن الشباب الذكور أكثر عرضة من الجيل السابق للاعتقاد أن النسوية ضرت أكثر مما نفعت، وفي ما يلي، بحث في سبب هذا التخلف بين أبناء الجيل زد

وجد استطلاع للآراء أن واحداً من كل أربعة رجال مشاركين قالوا إن حياة الرجل أصعب من حياة المرأة فيما ينظر خمس المشاركين - وهذا أسوأ بعد - نظرة إيجابية الآن إلى أندرو تيت، المؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي (غيتي)

ملخص

كيف تؤثر خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي على كره النساء والنسوية بين ذكور الجيل زد؟

واحسرتاه على الانفتاح الفكري للشباب! وجد استطلاع جديد للآراء نشر اليوم أن الفتيان والرجال من الجيل زد أكثر عرضة من رجال جيل ما بعد الحرب العالمية للاعتقاد أن النسوية ضرت أكثر مما نفعت. أنا أنتمي إلى الجيل زد - ولا يفاجئني هذا الواقع. لماذا؟ لأن كل ما تعلمته عن النسوية تقريباً جاء من وسائل التواصل الاجتماعي.

شارك في هذا الاستطلاع، الذي أجراه معهد السياسات في كلية كينغز كولدج في لندن ومعهد القيادة النسائية العالمية، 3600 ذكر من المملكة المتحدة تراوحت أعمارهم ما بين 16 و29 سنة. ووجد الاستطلاع أن واحداً من كل أربعة رجال مجيبين قالوا إن حياة الرجل أصعب من حياة المرأة فيما ينظر خمس المجيبين - وهذا أسوأ بعد - نظرة إيجابية اليوم إلى أندرو تيت، المؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي. امتهن تيت، الذي يسمي نفسه "مدرب النجاح" و"فنان جذب الفتيات"، تعليم الشباب الذكور والفتيان كيف يسحرون النساء أو يخدعونهن أو يجبرونهن أو يضايقونهن بهدف ممارسة الجنس معهن. أصبح تيت، الذي يواجه حالياً اتهامات بالاتجار بالبشر والاغتصاب في رومانيا (وهي تهم ينفيها كلها)، المثال الأعلى للذكورية السامة. لكن الشعبية التي يتمتع بها (إذ لديه 8 ملايين متابع على تويتر/إكس) في أوساط الجيل زد دلالة على التردي المقلق في صفوف كثير من نظرائي. لكن في موضوع الانتشار القاتل لكراهية النساء على الإنترنت، يعد أندرو تيت أحد أعراضه - وليس سببه.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لو نظرنا إلى هذا التخلف الظاهر للجيل الأصغر، يبدو اتهام الإنترنت سهلاً جداً، لكنني شخص شب على الإنترنت، وأنشأت أول حساب لي على "فيسبوك" بعمر الثامنة. رأيت بأم العين إلى أي مدى يعتمد جيلي على المؤثرين ونجوم التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات. لكن بصفتي امرأة، فأنا لست ضمن الفئة الديموغرافية التي يستهدفها تيت. إنما لو كنت ضمنها، كنت سأتعرض على الأرجح لآلية التسويق المستخدمة لاستقطاب الآخرين إليه.  

بالطبع، لا تشكل الإنترنت أي عذر يبرر كراهية النساء: ويجب أيضاً محاسبة الرجال الذين يتشربون هذا المحتوى البغيض. إنما بصرف النظر عما تريده أو لا تريده شخصياً، فكل نشاطك على الإنترنت تقريباً يعتمد على ما تظهره لك الخوارزمية. عرضت لي الخوارزمية جانباً يظهر "النسوية جيدة وعظيمة"، وطرحت أمامي لوحات بيانية لطيفة الشكل وزهرية اللون تحمل رسائل مثل "لا لبسبسة الرجال، نعم لمواء القطط". قدمت لي النسوية بغلاف محبب وتصعب معارضته، لكنني أعلم أن نظرائي من شباب الجيل زد يرون شيئاً مختلفاً كلياً. غالباً ما تسير الخوارزميات على مبدأ النقيض التام: لأن الأفراد يميلون لدخول المحتوى الأكثر إثارة ومبالغة والتفاعل معه، هذا ما تقدمه الخوارزمية. وليست خوارزمية مواقع التواصل الاجتماعي شريرة بالضرورة- لكنها لا تمتلك أي أخلاق ويمكن أن يستغلها أكثر الأشخاص تطرفاً وافتراساً بالآخرين، أولئك الذين يرغبون بالترويج لمحتوى معين.

في حديث مع صحيفة "ذا غارديان"، قال البروفيسور بوبي دافي، مدير معهد السياسات في كلية كينغز كوليدج في لندن، الذي كتب الاستطلاع المذكور آنفاً، إنه يرى نمطاً "غير اعتيادي" في الجيل زد في ما يتعلق بآرائه عن النسوية. عادة، تكون الأجيال الأصغر سناً أكثر تقبلاً للمعايير الاجتماعية الناشئة، مع أن الاستطلاع يشير إلى أن العكس يحصل مع أبناء جيلي. وقال دافي "في هذا إشارة إلى خطر حقيقي بوقوع انقسامات في أوساط هذا الجيل الصاعد".  

هل يمكن تفسير هذه "الانقسامات" من خلال الأفكار السائدة عن الرجولة وكراهية النساء على الإنترنت؟ لا شك أن هذا ما يبدو صحيحاً. يجب التصدي بشكل محدد لمفهوم الذكورة والرجولة المنتشر على يوتيوب والذي يتبناه أمثال تيت والكاتب الكندي جوردان بيترسون - إضافة إلى أشخاص آخرين، بدرجات مختلفة، مثل اليوتيوبر والملاكم البريطاني كاي أس آي الذي لديه 24 مليون مشترك في قناته. فهذا التصور يقوم على أساس من الأبوية وعدم المساواة بين الجنسين، وهو تناقض يصور الرجال على أنهم الجنس المسيطر الذي يحق له أن يفرض نفوذه وتأثيره في النساء - فيما يظهرهم في الوقت نفسه بصورة ضحايا النسويات اللاتي يعتبرن جامحات وظالمات. وكتب هنري مانس في صحيفة "فايننشال تايمز" أن الرسائل التي يوجهها تيت "لقيت آذاناً صاغية في أوساط بعض الفتيان، ربما بالتحديد أولئك الذين شعروا بأن المجتمع قد استهجن الذكورة ومن ثم استهجنهم شخصياً".   

وللأسف، لا يمكن إيجاد حل سهل لكل هذا. فخوارزميات منصات التواصل الاجتماعي منتشرة كمياه المحيطات - وهي شاسعة واسعة هائجة ومستحيل محاربتها. على المنصات مثل "تويتر/إكس" أو "تيك توك" أن تحسن أداءها في ضبط المحتوى المسيء والكاره للنساء، وإن لم تنجح هذه المحاولة، قد تكون التغييرات القانونية طريقاً نحو التحسين.

على المستوى الفردي، قد يكون أكبر تغيير متاح بين أيدينا هو التحدث مع الفتيان والرجال في حياتنا. ربما يعود نفوذ تيت وجماعته في أوساط الجيل زد إلى أنه من بين قلة تحاول أن تتواصل مع أبناء هذا الجيل حقاً. من واجبنا أن نخاطبهم كذلك - وإلا يبدو بأنهم سيستمرون بالاستماع إلى صدى أصواتهم فحسب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات