Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقترح فرنسي للبنان وإسرائيل وميقاتي يحذر: الاستقرار أو الحرب

باريس تقدم وثيقة مكتوبة للتهدئة على 3 مراحل و"حزب الله" يربط مصير بيروت بغزة

ملخص

الوثيقة هي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى بيروت خلال جهود الوساطة الغربية المستمرة منذ أسابيع

في وقت تواصل الدول الغربية والحكومة اللبنانية مساعيها لتجنيب لبنان حرباً واسعة مع إسرائيل من شأنها إن حصلت أن تفاقم وضعه المزري أساساً بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها منذ أكثر من أربع سنوات، يبدو "حزب الله" مصراً على رفع السقوف وربط مصير بيروت بغزة.

فبعدما تقدّمت فرنسا على يد وزير خارجيتها بمقترح مكتوب للبنان يهدف لإنهاء التصعيد في الجنوب وفق خطة تهدئة قائمة على ثلاث مراحل، أكد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، اليوم الثلاثاء، أن القصف الذي تنفذه جماعته عبر الحدود على إسرائيل لن يتوقف إلا عندما تتوقف الحرب في قطاع غزة.

وفي موقف تصعيدي، هدد نصر الله بتهجير مزيد من السكان من شمال إسرائيل، مؤكداً أنه إذا وسّع الجيش الإسرائيلي نطاق الحرب فإن الحزب سيفعل الشيء نفسه. واعتبر أن الوفود الغربية تسعى للتهويل على لبنان وتحمل إليه أوراقاً تركز على "حماية إسرائيل"، مضيفاً "مارسوا التهويل ما شئتم فإن ذلك لن يؤثر علينا حتى شن الحرب لن يوقف عملياتنا".

ميقاتي: نحن أمام خيارين الاستقرار الدائم أو الحرب

وجاءت تصريحات "حزب الله" بعد زيارة أجراها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه لبيروت، الأسبوع الماضي، وسلم خلالها المسؤوليين اللبنانيين اقتراحاً مكتوباً إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصل إلى تسوية في شأن الحدود المتنازع عليها بين الطرفين، وذلك بحسب وثيقة تدعو المسلحين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لـ"حزب الله"، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

كما دعا نصرالله الدولة اللبنانية إلى وضع "شروط إضافية على القرار 1701" وعدم الاكتفاء بتطبيقه، مؤكداً أن "لبنان هو في الموقع القوي والمبادر ، ويستطيع أن يفرض الشروط".

تصريحات نصرالله التصعيدية، تبدو بعيدة عن مساعي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي أكد أن لبنان مع تطبيق القرار (1701) القاضي بإخلاء جنوب نهر الليطاني من الأسلحة والمسلحين ونشر الجيش اللبناني وقوات الـ"يونيفيل" حصراً فيه، مضيفاً "نحن اليوم أمام خيارين: إما الاستقرار الدائم الذي يشكل إفادة للجميع، وإما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الأطراف". وتمنى ميقاتي أن "تنتهي هذه المرحلة الصعبة بالتوصل إلى الاستقرار الدائم" من دون تطور الأوضاع الميدانية جنوباً، حيث "التحدي الأكبر"، على حد تعبيره.

وقال ميقاتي  الذي تحدث خلال استقباله جمعية "الإعلاميين الاقتصاديين"، إن "الاتصالات مستمرة في هذا الصدد، وسأعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع عديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركتي في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين، من بينها مع آموس هوكشتاين، لمعرفة أين أصبحنا في مسار التهدئة وإعادة الاستقرار".

أما في ما يتعلق بالاقتراح الفرنسي للتهدئة، فقال ميقاتي، "نحن نقدر المساعي الفرنسية لدعم لبنان، ولكننا لم نتبلغ من الجانب الفرنسي ورقة رسمية، بل ورقة أفكار طلبوا الإجابة عليها".

اقتراح فرنسي من 3 مراحل

وقال أربعة مسؤولين لبنانيين كبار وثلاثة مسؤولين فرنسيين لـ"رويترز"، إن وزير الخارجية الفرنسي سلم وثيقة الأسبوع الماضي لكبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، بمن فيهم ميقاتي، وهي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى بيروت خلال جهود الوساطة الغربية المستمرة منذ أسابيع.

ويقول الاقتراح إن الهدف هو منع نشوب صراع "يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة" وفرض "وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف ملائمة"، ويتصور في نهاية المطاف إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجرى في الأسابيع القليلة الماضية تداول بعض التفاصيل عن جهود وساطة مماثلة للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط آموس هوكستين، لكن لم ترد تقارير من قبل عن التفاصيل الكاملة للاقتراح الفرنسي المكتوب الذي تم تسليمه إلى لبنان.

وتسعى الخطة المكونة من ثلاث مراحل إلى عملية تهدئة مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات في شأن الحدود. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"رويترز" إن الاقتراح طرح على حكومتي إسرائيل ولبنان وعلى "حزب الله".

وترتبط فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان، ولديها 20 ألف مواطن في البلاد ونحو 800 جندي ضمن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وقال سيغورنيه في مؤتمر صحافي أمس الإثنين، "قدمنا ​​مقترحات. إننا على اتصال بالأميركيين، ومن المهم أن نجمع كل المبادرات ونبني السلام".

وتقترح الخطة أن توقف الجماعات المسلحة اللبنانية وإسرائيل العمليات العسكرية ضد بعضهم بعضاً، بما يشمل الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان.

هدم المنشآت وسحب كتيبة "الرضوان"

وتقترح الوثيقة أن تهدم الجماعات المسلحة اللبنانية جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود وتسحب القوات المسلحة بما يشمل مسلحي كتيبة "الرضوان"، وهي قوة النخبة التابعة لـ"حزب الله"، وكذلك القدرات العسكرية مثل الأنظمة المضادة للدبابات إلى مسافة 10 كيلومترات في الأقل شمال الحدود.

وأي انسحاب من هذا القبيل لا يزال يجعل مسلحي "حزب الله" أقرب بكثير إلى الحدود مقارنة مع الانسحاب لمسافة 30 كيلومتراً إلى نهر الليطاني في لبنان، وهو ما نص عليه قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب مع إسرائيل في عام 2006.

وقال دبلوماسي غربي مطلع على الاقتراح المكتوب في صفحتين، إن من شأن الانسحاب للمسافة الأقصر أن يساعد في ضمان عدم وصول الصواريخ إلى قرى شمال إسرائيل التي تم استهدافها بصواريخ مضادة للدبابات، وإنه بمثابة حل وسط يعد مستساغاً أكثر لـ"حزب الله" من التراجع إلى نهر الليطاني.

انتشار الجيش اللبناني

ويقضي المقترح أيضاً بأن يتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي معقل سياسي لـ"حزب الله"، حيث يندمج مسلحو الجماعة منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء.

ورداً على سؤال حول الاقتراح، قال السياسي البارز في "حزب الله" النائب حسن فضل الله لـ"رويترز" إن الجماعة لن تناقش "أي أمر له علاقة بالوضع في الجنوب قبل وقف العدوان على غزة". وأضاف فضل الله أن "العدو ليس في وضع يسمح له بفرض شروط"، وأحجم عن التعليق على تفاصيل الاقتراح أو ما إذا كان "حزب الله" قد تسلمه.

وقال أحد المسؤولين اللبنانيين لـ"رويترز"، إن الوثيقة تجمع أفكاراً نوقشت في اتصالات مع مبعوثين غربيين، وتم نقلها إلى "حزب الله". وأضاف أن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا اللبنانيين بأنها ليست ورقة نهائية، وذلك بعد اعتراض بيروت على أجزاء منها.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب في تصريح لقناة "أم تي في" اللبنانية، إنه لا قدرة للبنان على نشر 15 ألف جندي في الجنوب، لذلك طلب من المجتمع الدولي مساعدته في تجنيد سبعة آلاف عنصر. وأضاف، "ما قدّمه الفرنسيّون عبارة عن ’لا ورقة‘ لكننا مصرّون على دورهم في الحل للجنوب اللبناني"، مؤكداً أن الحل يكون بتطبيق القرار (1701) وإعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا للبنان.

وقال مسؤول إسرائيلي إن الحكومة تلقت الاقتراح الفرنسي وتناقشه.

ورفضت جماعة "حزب الله" أفكاراً طرحها هوكستين، الذي كان في صدارة الجهود، لكنها أبقت الباب مفتوحاً أيضاً أمام الدبلوماسية.

ورداً على طلب للتعليق من أجل هذه القصة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة "تواصل بحث جميع الخيارات الدبلوماسية مع نظرائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد". ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق.

وقال المسؤول اللبناني إن عناصر عدة أثارت قلقاً في بيروت، مثل مطالبة الجماعات المسلحة بهدم المباني والمنشآت القريبة من الحدود، والتي أشار المسؤول إلى أنها صيغت بصورة غامضة، وقد تستخدم للمطالبة باتخاذ خطوات ضد المؤسسات المدنية التابعة لـ"حزب الله".

المزيد من تقارير