مع النمو المتزايد لحطام الفضاء إذا لم يسيطر عليه قد لا نشاهد إطلاق مركبات فضائية مجدداً خلال السنوات المقبلة، إذ تشير التقديرات إلى وجود نحو 130 مليون قطعة تدور في المدارات الفضائية مشكلة تهديداً واضحاً على المركبات الفضائية في مداراتها.
وعلى هامش مؤتمر "الحطام الفضائي" الذي أقيم بالعاصمة السعودية الرياض خلال فترة الـ11 والـ12 من فبراير (شباط) الجاري، وضم أكثر من 260 خبيراً ومتحدثاً، أجمع المهتمون الدوليون على الاستمرار في تطوير تقنيات إدارة الحركة الفضائية لمعالجة مشكلات الحطام الفضائي، للحفاظ على سلامة المركبات الفضائية والمحطات الفضائية من التصادمات المحتملة.
خطورة الحطام
في هذا الصدد قالت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي التي عاشت خطورة الحطام الفضائي خلال رحلتها في المحطة الدولية خلال حديثها لـ "اندبندنت عربية" إن التقدير تشير إلى أنه خلال ست سنوات مقبلة قد لا نستطيع إطلاق رحلات فضائية إلى محطة الفضاء الدولية أو رحلات إلى القمر وما بعده، بسبب إعاقة الحطام المتراكم إذا لم يتم تدارك المشكلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعرفت برناوي في حديثها "الحطام الفضائي" بأنه أقمار اصطناعية ينتهي عمرها الافتراضي وتبقى عالقة في المدارات الفضائية من دون فائدة أو استعمالات لها، وأخرى تصطدم ببعضها وتتحطم وتتحول إلى أجزاء، وهناك نحو 35 ألف قطعة يتخطى حجمها 6 أمتار وهناك مليون قطعة تتراوح من واحد إلى 10 سنتمترات تدور حول الكورة الأرضية تحطمت على مدى 60 سنة، وهي أعداد قالت إنها ستتضاعف خلال السنوات القلية المقبلة.
بسرعة 28 ألف كلم في الساعة
وأوضحت أول رائدة فضاء عربية ومسلمة أن خطورة الحطام على رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، يعود لكون المحطة يبلغ حجمها ملعب كر قدم، تدور بسرعة 28 ألف كيلو متر في الساعة. وذكرت أن المحطة يجب أن تدور في منطقة خالية ونظيفة، ومحطة الفضاء الدولية تقوم بعمل مناورات في المدار خلال دورانها على الأرض بالارتفاع والانخفاض أو التحرك إلى اليمين واليسار، لتتلافي الاصطدام بالحطام الفضائي.
وكانت ريانة برناوي أمضت 10 أيام على متن محطة الفضاء الدولية ضمن مهمة (Ax-2) برفقة زميلها علي القرني في رحلة فضائية انطلقت في الـ21 من مايو (أيار) في تمام الساعة 21:37 بتوقيت غرينتش من محطة الفضاء الدولية (ISS)، بمركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية، من خلال استخدام صاروخ (فالكون 9) ومركبة (دراغون).
ثلاثة حلول
فيما قدم الرئيس التنفيذي لشركة Axiom Space مايكل سوفريديني خلال مؤتمر الحطام الفضائي الذي أقيم في الرياض ثلاثة حلول لمواجهة مشكلة الحطام الفضائي أولها سن التشريعات والقوانين لتنظيم هذا المجال، إضافة إلى زيادة مستوى الوعي لفهم وتعقب حالات الحطام، وصولاً إلى إزالة الحطام الفضائي نفسه. بينما لفتت آرتي هولا مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي خلال حديثها في المناسبة الدولية إلى أنه "يجب العمل على تحقيق التوافق على قوانين متفق عليها في مجال الفضاء، وندرك أننا سنواجه تحديات جمة مع استمرار عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية من دون تنسيق، ونحن بحاجة إلى تسريع جهودنا والتركيز على عملنا لتجاوز المعوقات الرئيسة وتحقيق التقدم في هذا المجال".
على هامش المؤتمر وقعت وكالة الفضاء السعودية اتفاقاً مع شركة "نورث ستار" NorthStar الرائدة عالمياً في مجالات الرصد وتتبع الأجسام الفضائية، وتهدف من خلاله إلى تعزيز تعاونهما من أجل تقييم واستكشاف الفرص المختلفة التي قد تنشأ في المستقبل، وتبادل الخبرات والمعارف في مجال الوعي بالظرف الفضائي.
وفقاً للمذكرة ستعمل شركة "نورث ستار" على دعم نمو صناعة الفضاء في السعودية وتنمية قدرات البحث والتطوير، واستكشاف الفرص في بناء مركز التميز المتخصص بالوعي بالظرف الفضائي، إضافة إلى إدارة حركة المرور الفضائية، مع التركيز على البحث والاستكشاف في الاستدامة الفضائية وبيئة الفضاء وتقنيات الاستشعار المختلفة مثل التقنيات البصرية وأجهزة الرادار والراديو الترددي واستكشاف قدرات تحليلات البيانات المتقدمة.